المفكرة القومية الأردنية ديانا فاخوري تكتب: من الصخرة المقدسية المشرفة/العربية الفلسطينية المحتلة الى صخرة رأس الناقورة العربية اللبنانية المحتلة!
مدارات عربية – الأربعاء 8/6/2022 م …
كتبت ديانا فاخوري …
صخب إعلامي، مزايدات ومصالح شخصية، ضبابية وتذبذب وتخبط وتردد وحسابات مغلوطة في ضوء (بل ربما عتمة) المستجدات على حدود لبنان الجنوبية مع فلسطين المحتلة والتحرك “الإسرائيلي” الجديد الذي يشكل خطراً استراتيجياً على الحقوق السيادية اللبنانية. بصرف النظر عن عراب الخط 23 او صاحب معادلة “قانا” مقابل “كاريش” وما بينهما “حرام”، او الخط 29 وما بعده وما قبله – أقول بصرف النظر عن كل ذلك، فالمسألة الكبرى تتمثل بوجود “الكيان المؤقت” وقيامه بسرقة الحقوق والثروات العربية أرضاً، وبحراً، وجواً – ماءً، وغازاً ونفطاً في فلسطين ولبنان فشمال الخط 29 او جنوبه او شرقه او غربه حقوق وثروات عربية (لبنانية او فلسطينية) لن يقووا على تهريبها .. هي كالنخلة ارض عربية ولن تتلقح هذي أو تلك الارض بغير اللغة العربية كما اصرَّ المرحوم مظفر النواب.
اما الخط 29 فيرتكز على التقرير البريطاني، واتفاقية بوليه نيوكمب (الترسيم بين لبنان وفلسطين المحتلة خلال فترة الانتداب) الى جانب قانون البحار الذي لا يعتبر الصخور غير المأهولة جزراً، وبالتالي لا حدود إقليمية لها. من هنا تأتي أهمية صخرة رأس الناقورة المقابلة للنقطة المسماة “b1″ على الحدود بين فلسطين المحتلة ولبنان عند بلدة الناقورة اللبنانية (نقطة البوليس الانجليزي) .. وكان “الكيان المؤقت” قد قام بتكسير وتخريب العلامة التي تثبت نقطة الحدود بين فلسطين ولبنان ونقل أجزاء من هذا الحائط الصخري نحو 25 متر شمالاً ليدّعي، بناء على هذا الفعل الاغتصابي الاحتلالي، انها أصبحت ملكه (واسماها “تخليت”) باعتبارها جزءً من المياه الإقليمية لفلسطين المحتلة. وها هو اليوم يدّعي أنها جزيرة ولها منطقة اقتصادية بحرية تابعة له!
وعليه، ليس امام صاحب الحق اللبناني الا التمسك بصخرة النافورة والدفاع عنها سيما وان دفع خط الحدودالى مسافة ما بين 16 الى 50 متراً باتجاه الشمال داخل الأراضي اللبنانية يمكّن “الكيان المؤقت” من الاستحواذ على مزيد مناحتياطات الغاز اللبناني في الحقول الجنوبية وخاصة البلوك رقم 9.
إذن من البديهي ان يتمسك لبنان بالخط 29 باعتباره خط الحدود البحرية، فيقع استثمار “الكيان المؤقت” في حقل لبناني وجب على لبنان منع التعدي عليه بكل الوسائل المتاحة، مفسحاً المجال للمقاومة لتقول كلمتها خاصةً وان سفينة التنقيب Stena IceMax ( وهي تعمل لمصلحة شركة “هاليبرتون” الأميركية)، باشرت منذ أيام عملية حفر بئر رابع في الجزء الجنوبي من حقل “كاريش”، بمحاذاة الخط 29، تحت اسم KM-04 بعدما بيّنت مسوحاتها احتمال وجود “نفط سائل” أسفل البئر KN-01 الموجود في الجزء الشمالي من “كاريش”، أي ضمن حيّز الخط 29. ومن المرجح أن تنتقل Stena IceMax بعد أسابيع إلى شمال “كاريش” ليتم بعدها تحويل بئر التنقيب KN-01 إلى بئر إنتاج فيُربط مع الآبار التي ستباشر منصة الإنتاج التابعة لـ”أنرجين” عملية الاستخراج منها!
وهكذا يلتقي الدفاع عن صخرة الناقورة بالدفاع عن الصخرة المقدسية المشرفة/العربية الفلسطينية المحتلة صوناً للبنان واستقلاله وسيادته بعيداً عن التتبيع والتطبيع ومُخرجات “صفقة القرن” الاخرى التي تتجاوز توطين اللاجئين الفلسطينيين والسوريين الى العمل على تفكيك لبنان الى “وحدات سكنية” او الى “مضارب عشائر” متقاتلة تعيدنا الى داحس والغبراء ولن تكفي دموع جوبتر واله الالهة بكاءً على بعلبك وكل لبنان وسيتوقف الدهر عن عشقه.
ويبقى العربي الفلسطيني واللبناني ممتلئا من الروح المقاوم مهما فعلت أبالسة القرن وشياطينه فمكتوب أَنْ لَيْسَ بِالْمال والسلطان والمجد الصهيواعروبيكي وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَل بكل حبة تراب تخرج من ارضنا وكل قطرة ماء تنزل من سمائنا ولن يتعب هذا الطين ولن يرحل، ولن يبدل تبديلا حتى وان طرحتموه من اعلى الأجنحة او الشرفات او القمم الى أسفل فمكتوب أيضاً ان رجال الله في الميدان يتلقفونه ويحملونه على الأكف .. لا تجربوا صاحب الارض العربي الفلسطيني واللبناني المقاوم، فالارض أرضنا ولبنان لنا، والقدس قدسنا والبحر بحرنا والشمس شمسنا والسماء لنا .. و “على هذه الأرض ما يستحقّ الحياةْ،
افلا تذكرون كيف حملت “حسّان” العربية اللبنانية الآية 17 من سورة الانفال، وابلت بَلاءً حَسَنًا فخطفت أبصار العالم من شرق أوكرانيا الى شمال فلسطين: 40 دقيقة من تاريخ المقاومة و70 كيلومترًا من الجغرافيا العربية الفلسطينية لتستحضر دولة الاحتلال قرب نهايتها؟
نعم، حملت “حسّان” الآية 17 من سورة الانفال، وابلت بَلاءً حَسَنًا لتصبح القدس اقرب .. وفلسطين اقرب .. “فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا ( 5) إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6) وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7)” – سورة المعارج .. نعم، بذاكرة الحق النووية، وقنبلة اصحاب الارض الديموغرافية، ورجال الله في الميدان تخلق المقاومة اختلالاً مستداماً في التوازن الاستراتيجي لمصلحة فلسطين وأهلها! فصححوا البوصلة لتصححوا التاريخ، “وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ”، وباسم الله وجهوا “حسّان”، وكل “البنادق” الى تل ابيب .. وباسم الله اقرأوا: “نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ”!
الدائم هو الله، ودائمة هي فلسطين
ديانا فاخوري
كاتبة عربية اردنية
التعليقات مغلقة.