الصبر السوري فوق الاستراتيجي / العميد ناجي الزعبي
العميد ناجي الزعبي ( الأردن ) – الإثنين 13/6/2022 م …
اوجعنا قصف مطار دمشق واستفز عزتنا وكرامتنا الوطنية والقومية ، واوجعتنا كل قطرة دم سورية سالت بعدوان صهيو اميركي تركي ورجعي عربي .
تؤلمنا كل قطرة دم فلسطينية ويمنية وعراقية وعربية تسيل باعتداءات محور الشر الاميركي ، وننتظر جميعا رداً من سورية ومحور المقاومة – قادم حتماً – يستعيد الكرامة والانتصارات كما فعلت وتفعل سورية ومحورها وحلفاؤها دائماً.
ينبغي ان يكون الرد وفق الحسابات السورية وليس وفق ما يطلق عليه عسكرياً ( مصائد المغفلين) اي ردود الفعل غير المحسوبة وجر الخصم لمعركة استعد لها العدو واحسن اختيار توقيتها ، معركة ليس لترجيح الذاتي على الموضوعي ، اي اخضاع موازين وقواعد الاشتباك لرغباتنا وغيظنا وسخطنا المتراكم المتفجر على عربدة العدو وتخطيه كل المعايير .
المطلوب صهيونياً جرّ سورية واميركا لمعركة وفق الحسابات الصهيونية تضطر بها القوات الاميركية للدخول بمعركة بالتنسيق مع اردوغان جرى التخطيط لها بالاقبية الصهيونية ، للاجهاز على سورية ، وتشتيت الجهد الروسي بفتح جبهة قتال تزيد من استنزاف الجهد العسكري الروسي الذي يخوض معركة ضد راس افعى الهيمنة الاميركية الامبريالية المترنحة .
يتلقى رأس الافعى الاميركي الضربات العسكرية والاقتصادية والسياسية والتي كان اخرها ضربة موجعة للدولار ( الذي يشكل حبل الهيمنة الاميركية السري ) الذي سيشكل سقوطه او تراجعه وافوله بالتظافر مع المعاضل الاهلية الاميركية الداخلية ، والصحوة المتصاعدة لاميركا اللاتينية ، والتحدي والصعود الصيني المذهل ، والعمق الكوري الديمقراطي الاستراتيجي والقوة الروسية العسكرية الصاعقة تحديات يصعب على الادارة الاميركية اجتيازها وتخطيها.
كان الهروب الصهيوني للامام لتوريط اميركا بحرب في الوطن العربي لانقاذ حكومة بينيت المتداعية ، وانقاذ الادارة الاميركية من ازماتها كان هروباً ومحاولة لتصدير ازمته الوجودية وفق معطيات خطط لها باستهداف مطار دمشق الذي لا ننكر انه تجاوز لكل الخطوط الحمر لاختبار صبر سورية ومحور المقاومة وروسيا الاستراتيجي وتقديم انجاز للداخل الصهيوني المتداعي ولاميركا وعملائها في المنطقة ، ولدفع محور المقاومة وحلفائه ( للتخلي ولو مؤقتاً عن مشروع قطع راس الافعى اي تسديد ضربة قاضية للهيمنة الاميركية والاطاحة بالدولار وصنع حالة انهيار اميركي شامل) .
ان الانهيار الاميركي الذي يشكل شاهد السبحة التي تنظم عقد كل العملاء والادوات والمخالب سيفكك عقد ادوات الشر والعمالة هذه فتنهار تلقائيا وفقاً لمبدأ عسكري يقول:
( اذا سقط الهدف الاستراتيجي تسقط الاهداف التكتيكية تلقائياً) ،
لهذا يستميت بينيت لاشعال المنطقة وفق حساباته متزامناً مع :
تصعيد تركي ، وارسال سفينة التنقيب عن النفط في المياه الاقليمية اللبنانية بحقل كاريش ، وقصف مطار دمشق ، وانسداد افق المفاوضات النووية الايرانية الاميركية ، وتصدع حلف الناتو والتكتل الاوروبي ، وازمة بنية اجتماعية وحرب اهلية تلوح نذرها بالافق الاميركي ، وازمة وجود صهيونية تهدد حكومة بينيت.
يصعد بينيت مستفزا المقاومة وسورية وايران متخطياً كل قواعد الاشتباك والخطوط الحمراء التي تهدد السلم الاقليمي ، والدولي والملاحة الدولية ،،ومستهدفاً المعنويات و المشاعر والكبرياء العربي القومي مختبرا بذلك صبرا استرتيجيا لطالما عاد بمردود وحصيلة واثمن لسورية ومحور المقاومة وحلفائهم.
في قوانين المجابهة العسكرية والدولية علينا الا نعكس الذاتي على الموضوعي بمعنى الا ننجر لمعارك وفق رغباتنا وامانينا بل وفق دراسة معطيات المجابهة بعقل مهني بارد وبرنامج عمل وخطط مجابهة تضع الواقع الموضوعي ومعطيات المعركة وفق اعتباراتها وتخوض معركتها على هذا الاساس.
ومما لا شك فيه ان على سورية ان تضع بحسابات صبرها التعاطي مع خطاب مختلف يستهدف المعنويات وان يضع بحسبانه ان هناك رد موجع ورادع للعدو .
نتذكر جميعا قبل حرب ال ٧٣ سدد العدو ضربات جوية موجعة لسورية دون رد عسكري سوري ، وعند خوض سورية المعركة تفاجأ العدو بامتلاك سورية لمنظومة دفاع جوي اوقعت مجزرة بسلاح جو العدو وحصدت مردود وثمار معنوية ومادية وعسكرية عربية اعلى.
التعليقات مغلقة.