تداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي / ناجي الزعبي
ناجي الزعبي ( الأردن ) الثلاثاء 12/7/2016 م …
انضمت بريطانيا للاتحاد الاوروبي منذ ٤٣ عاماً بموجب استفتاء شعبي , وغادرته بموجب الاستفتاء الشعبي الأخير .
وقد كان انضمام بريطانيا للسوق الاوروبية المشتركة فقط والذي يعتبرجزء من الاتحاد ، وهو مجموعة اتفاقيات ونشاطات تجارية وعمالية وحركة بشرية , برغم ان الاتحاد يتكون من : المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان , واتفاقية اليورو والشنغن .
وقد كانت اسباب المغادرة الظاهرة و المباشرة هي النزعة القومية البريطانية الاستعلائية والانكفاء على الذات كما يحصل في فرنسا وبلجيكا وهولند واسبانيا , وتغليب الاوهام على الحقائق والعواطف وعدم الاصغاء للخبراء واهمال نصائحهم , والاعتقاد بان بريطانيا هي من يجب ان يقود الاتحاد لا ان تتلقى تعليمات التبادل التجاري من بروكسل , وقد صوت كبار السن والمهاجرين من بولونيا وبلغاريا ورومانيا للخروج من الاتحاد .
اما الاسباب الغير معلنة والخفية هي ارادة واشنطن وسعيها لتفكيك الاتحاد الاوروبي والاطاحة باليورو ، وبريطانيا نفسها على غرار ما صنعته بيوغسلافيا وافغانستان والعراق .
وقد يقول قائل انه على العكس فهي صاحبة مصلحة بتضامن اوروربا وانصهارها بحلف الاطلسي , لكن الحلف العجوز اصبح عاجزا” ومثقلا” بالازمات الاقتصادية لدول الحلف ، وبنفس الوقت يسهل على اميركا قيادة اوروبا الضعيفة المفككة .
لقد كشف القرار عن عورات المجتمع البريطاني وقصوره عن ادراك مصالحه الاستراتيجية التي حققها نظير التكامل الاقتصادي والتجاري السائد داخل السوق , وعاد ليخوض معارك التنافس التجاري الراسمالي ومجابهة معاضل جمة اهمها خطر تفكك بريطانيا نفسها .
اضافة لهبوط الباوند بنسبة بلغت 10% , وخسائر بسوق الاسهم والبورصة , وانخفاض ضخم بسوق العقار اضافة لخطر تفكك بريطانيا نفسها فقد صرحت رئيسة وزراء اسكوتلندا بعزمها اجراء استفتاء للانفصال عن بريطانيا وبرفضها لقرارا الخروج ورغبتها بالاستمرار بالانضمام للاتحاد والانفصال عن بريطانيا ,
كما ان ايرلندا ايضا تسعى للانفصال عن بريطانيا وتوحيد شطري ايرلندا حسب دعوة الشين فين الواجهة السياسية للجيش الجمهوري الأيرلندي.
اما تأثير الانفصال على دول الخليج فهو بداية يثخن جراحاتها الاقتصادية بسبب استثماراتها التي تبلغ خمسة ترليونات دولار في قطاع العقار والاصول الثابتة والبورصة والأسهم والسندات المالية.
فقد انخفضت أسعار العقار بنسبة بلغت : ٧،٥ ٪ من قيمتها في العام الماضي بسبب مخاوف من انفصال بريطانيا ، فكيف سيحصل بعد الانفصال الفعلي ، كما ان خسائر سوق الأسهم بلغت بعد الانفصال ١٧٥مليار دولار .
وبرغم المخاوف والمعلومات الأولية عن نية بريطانيا الانفصال عام ٢٠١٥ عن الاتحاد الاوروبي الا ان دولة الإمارات المتحدة واصلت استثماراتها في سوق العقار واشترت ٢٠ من العقارات البريطانية للاستثمار والتأجير .
كما تواجه السعودية وقطر نفس المشكلة وينتظرون جميعاً أياماً صعبة بسبب التوقعات بانهيار القطاع العقاري .
التعليقات مغلقة.