مهرجان جرش .. و”قلة الحياء”! / باسل الرفايعة

 

باسل الرفايعة ( الأردن ) الثلاثاء 12/7/2016 م …

عندما يعتبرُ أستاذُ الشريعة في الجامعة الأردنية الدكتور ( ….. ) أنّ مهرجان جرش ‘يسهمُ في الفساد الأخلاقي والقيمي، وينشر سوء الأدب، وقلة الحياء’ فعلى الأجهزة الأمنية أنْ تضعَ خطة طوارئ، وتُشدّدَ التدابير حول مداخل المهرجان، وفي ساحاته، لأنَّ ما يقوله رئيسُ قسم أصول الدين في كلية الشريعة سابقاً، قد يجدُ قبولاً وتجاوباً في صفوف متعصّبين ومتطرّفين في المجتمع، وربما دفعَ شاباً يائساً ينامُ على ‘صليل الصوارم’ لإلقاء زجاجة حارقة عند المدرج الجنوبيّ، أو ارتكاب بشاعة أكثر إجراماً.

وفي السياق، يسأل الدكتور في صفحته على الـ’فيسبوك’ في التاسع من تموز الحالي، كلاًّ من ‘مروان المعشر، وزليخة أبو ريشة، وباسل الرفايعة.. وآخرين في قائمة ليست طويلة’ عن ‘فكر العصور الوسطى، والدين الحقيقي’.

قبل هذا المنشور بيوم واحد، كتب الدكتور ضدّ مهرجان جرش، تحت وسم ‘استشارة قانونية أمنية’ ما نصُّه ‘الرجاء إفادتنا.. إن كان ما سنكتبه يزعج بعض التنويريين والحداثيين …ويكرس ثقافة العصور الوسطى ولا ينسجم مع الدين. الرجاء إفادتنا بذلك قبل أن نتكلم عن مهرجان جرش وأنه يسهم في الفساد الأخلاقي والقيمي وأنه ينشر سوء الأدب وقلة الحياء وأنه لا يمثل ثقافة الأردن ولا ثقافة المجتمع الأردني الإسلامي العربي الهاشمي الأصيل’.

أجاب الدكتور في موقفه من مهرجان ثقافيّ وفني عن سؤاله، حول ذهنية قرون الظلام، وطغيان الكهنوت الدينيّ، واحتكاره قراءة النصوص وتفسيرها، ورفضه الحداثة، وما إلى ذلك، وغيره، من ازدراء لحقوق البشر الاساسية، والهيمنة على السياسة والحياة باسم الدين، على أنه نسي أنّ حالنا نحنُ العرب في تلك القرون المعتمة كان أفضل من حالنا اليوم، لجهة الإسهام المعرفي والعلميّ، وحتى في الفنون.

الواقع أنّ مهرجان جرش موسمٌ سنويّ، يُجددُ فيه الإسلاميون وقواعدهم الخلفية في الجامعات، وسواها، تجسيد ثقافة العصور الوسطى في أكثر تجليات الرثاثة بؤساً، وهم يجدون الأمر مغرياً لجمهور قطع مسافات بعيدة في التعصّب والتطرف والكراهية، ورفض التنوّع الديني والثقافي في المجتمع، فيروقُ له الهجومُ التقليدي على الغناء والشعر والموسيقي والفلكلور الأردنيّ، باعتباره ‘مجوناً وفسقاً’.

لا أقولُ إنّ الدكتور يحضُّ على الجريمة والإرهاب، لكنَّ أساتذة الشريعة والدعاة هم الذين يقودون الشارع المتديّن، ويؤثرون في ميول أفراده وسلوكهم، وليس الكتّاب من العلمانيين والليبراليين المتّهمين بالكفر والالحاد والتغريب..

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.