السعودية واساليب ” الرشاوى ” الرخيصة مع روسيا للتخلي عن سورية / كاظم نوري الربيعي
كاظم نوري الربيعي ( العراق ) السبت 7/2/2015 م …
كشفت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية ان السعودية تستخدم ” النفط” لابعاد روسيا عن دعم سورية وخاصة الرئيس بشار الاسد وذلك في محاولة لاقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتخلي عن دعمه للاسد مستخدمة هيمنتها على اسواق النفط العالمية بعد ان تضررت موسكو وغيرها من الدول من انخفاض اسعار النفط مؤخرا .
الصحيفة الامريكية تحدثت ايضا عن محادثات كثيرة خلال الاشهر الماضية الا انها لم تؤد الى انفراجة كبيرة وفق مسؤولين سعوديين وامريكيين.
لكن الصحيفة اشارت الى ان مثل هذه الضغوط لم تؤد الى نتائج نظرا لعدم انصياع الرئيس بوتين للضغوط الدولية بشان دعم بلاده لسورية ورفضه للاملاءات الخارجية.
السعودية كما هو معروف جربت حظها العاثر اكثر من مرة مع روسيا مقابل تخليها عن سورية معتقدة بغباء ان الامر يتعلق تارة بعرض الرياض” امتيازات اقتصادية” ومشاريع في البلاد” وبمليارات الدولارت” مقابل رفع اليد عن الدعم الذي تقدمه موسكو لنظام بشار الاسد وتارة تقديم ” رشى مالية” وبالمليارات او ” عقود تسليحية” وهو مارفضته روسيا علنا وهاهي السعودية تجرب ” مؤامرة النفط” التي نفذتها ارضاء لاسيادها الامريكيين مما تسبب بانخفاض اسعار النفط وهي خطوة اضرت بالعديد من دول منظمة اوبيك بما في ذلك العراق وايران وحتى فنزويلا فضلا عن روسيا نفسها .
وبعد كل هذه الحرب الكارثية التي تتواصل وبدعم سعودي وقطري وتركي وبعلم الولايات المتحدة وللعام الرابع على التوالي والتي تشنها عصابات الارهاب التي باتت تهدد شعوب المنطقة برمتها والتي فشلت في تركيع سورية بعد كل ذلك لجات الى” النفط” هذه المرة عندما طرحت على موسكو” النفط مقابل الاسد” وبطريقة مبتذلة اضرت بشعوب كثيرة منها شعب روسيا ظنا منها ان بمقدورها ان تخضع دولة عظمى مثل روسيا لمشيئتها تنفيذا لمخطات الاسياد في المنطقة.
روسيا ايها القابعون في الرياض ادركت جيدا المخطط المرسوم للمنطقة والذي بدا في العراق عندما تم احتلاله عام 2003 ثم تواصل وجرى التخلص من ليبيا الدولة وتهديم اركانها ثم جاء الزحف الى سورية لكن موسكو قد انتبهت ولو متا خرا وشعرت بالخطر لان ذهاب سورية الى ذات المصير الذي وصل اليه العراق وليبيا يعني ان روسيا سوف لن تر المياه الدافئة في حياتها لاحقا وسيتم حصرها في زاوية واشغالها بحروب جانبية مع جارات لها وهاهي اوكرانيا المثال الاقرب على ذلك.
لقد افتعلوا لروسيا ازمة في الخاصرة لاشغالها عن الاحداث في المنطقة وتحديدا في” سورية” الحليف الوحيد المتبقى لموسكو وباعتراف مسؤولين امريكيين ان واشنطن كانت وراء الانقلاب الذي اطاح بحكومة اوكرانيا الشرعية وهاهي الازمة الاوكرانية تتفاعل وقد تجر القارة الاوربية الى حرب واسعة لاحقا اذا لم تتوصل الاطراف الاوكرانية الى حل سلمي بعد ان فشلت او بالاحرى افشلت” واشنطن” مباحثات جرت في مينيسك عاصمة بلروسيا بين الاطراف الاوكرانية مؤخرا.
روسيا ترفض الرضوخ للاملاءات الخارجية وهو ما اكدته مرارا وعلى لسان اكثر من مسؤول روسي رفيع بما في ذلك الرئيس بوتين نفسه .
ان السعودية كمن ينفخ في قربة مثقوبة عندما يتعلق الامر بمحاولاتها الفاشلة لاقناع روسيا بالتخلي عن وجود استراتيجي في المنطقة ممثلا في سورية الدولة وان اسطولها البحري سوف لن يرى ” طرطوس” او اي ميناء اخر في المنطقة اذا تخلت عن دمشق الدولة والنظام برئاسة بشار الاسد لان البديل معروف توجهاته وهاهو موجود عند تخوم الجولان يحظى بدعم اسرائيلي او يتلقى الدعم والمساندة من حلفاء ” ماما امريكا” في المنطقة.
هذا هو البديل عن سورية الدولة اذا جرى تمزيقها لاسامح الله الى دويلات وفق المخطط المرسوم لدول المنطقة والذي بسببه جاءت داعش والنصرة وغيرها من الجماعات التكفيرية والارهابية التي تحظى بدعم المخططين لشرذمة المنطقة وتقسيمها على ” اسس ” طائفية” وقومية ” ومذهبية “.
ورغم نفي الرياض لرواية” النفط مقابل الاسد” التي طرحتها على موسكو يبقى ما اوردته صحيفة نيويورك تايمز الامريكية من تقرير يحمل في طياته شيئا من المصداقية خاصة وان السعودية سبق وطرحت على روسيا في السابق منحها امتيازات اقتصادية وحتى عقودا عسكرية روسية و ” بمليارات الدولارات” مقابل رفع اليد عن دعم سورية وقد رفضته في حينها موسكو بشكل قاطع.
التعليقات مغلقة.