د. لبيب قمحاوي يكتب: العرب تحت قيادة اسرائيل … الانكسار القادم
د. لبيب قمحاوي ( الأردن ) – الخميس 30/6/2022 م …
نجح بعض الحكام #العرب في تحويل الخيانة الى سياسة، وفي تبرير التعامل مع اسرائيل بإعتباره إبداعاً سياسياً، وفي إعتبار المصلحة الوطنية سلعة بيد الحاكم يتصرف بها كما يشاء، وتحوَّل َ أولئك الحكام بذلك إلى سماسرة للخيانة والعمالة، وأبطالا ً في القفز بين حبال الاستسلام من أجل الارتماء في أحضان أمريكا واسرائيل بوقاحة علنية تخلو من أي حياء حتى ولو كان حياءاً مصطنعاً .
يشارف النظام الدولي أحادي القطبية تحت القيادة المنفردة للولايات المتحدة الأمريكية على الزوال لصالح نظام متعدد القطبية تتشارك أمريكا مع كل من الصين والاتحاد الروسي وربما لاحقاً الهند والبرازيل في قيادته . هنا يبرز السؤال الاستراتيجي عن الحكمة وراء هذا التهالك العربي الذي يكاد يصل إلى حد ” الفزعة” التقليدية لإرضاء نظام دولي قيد السقوط تقوده الولايات المتحدة، والانصياع لرغباتها الى الحد الذي قد يؤدي الى الرضوخ والقبول بالدخول في حلف عسكري تكون اسرائيل جزأً منه ؟ لماذا تنقلب مفاهيم مثل الحصافة والحنكة السياسية والحفاظ على المصالح الوطنية، ويتم استبدالها على يد بعض حكام العرب بالاستسلام المتهور والفزعة الانبطاحية للرغبات الأمريكية ؟؟
يشعر الكثير من العرب بالخوف والقلق مما هو قادم خصوصاً وأن الأمر يتعلق بآخر قلاع عروبة واستقلال كل دولة عربية ألا وهو الجيش الوطني والمؤسسة العسكرية العاملة ضمن اطار العقيدة العسكرية العربية التي تعتبر أن الجندي الاسرائيلي هو العدو، واسرائيل هي الخطر الوجودي . والتطور الأخطر هو ما يجري من عبث بالعقيدة العسكرية العربية من خلال استبدال تصنيف الجندي الاسرائيلي من كونه العدو إلى إعتباره رفيق السلاح، والجيش الاسرائيلي الى اعتباره الحليف العسكري، و “اسرائيل” باعتبارها دولة حليفة يحق لها المطالبة بالدعم والحماية في حال تعرضها أو تعرض أمنها للخطر حتى ولو جاء ذلك الخطر حسب إدعائها من المقاومة الفلسطينية . كل ذلك ُيشَكَّل في الحقيقة قمة الانكسار والاستسلام العربي . ولكن لماذا يضع العرب انفسهم في مثل تلك المآزق ؟
تهرول الأنظمة العربية في منتصف شهر تموز القادم ( 15 July ) بشكل مخجل يدعو الى الأسى نحو الفخ الأمريكي – الاسرائيلي الذي يهدف الى جمع العرب بالعصا الأمريكية وسوقهم كالخراف نحو الخيمة الاسرائيلية في حلف عسكري جديد سوف يكون عملياً بقيادة اسرائيل وعضوية الأنظمة العربية المعنية وتحت شعار محاربة “الارهاب” بشكل عام والارهاب الايراني بشكل خاص . وهكذا ، فإن الحلف المنشود يهدف الى تحويل العقيدة العسكرية للجيوش العربية المنخرطة في الحلف من هدف حماية الوطن الى هدف ” مكافحة الارهاب” .
ايران هي العذر المُحِلّ لتأسيس الحلف العسكري المنشود و لتولي اسرائيل بالنتيجة، و بإعتبارها القوة الاقليمية العسكرية الأكبر، قيادة هذا الحلف الاقليمي العسكري الموُجَّه ضد ايران باعتبارها الخطر الأكبر على الأنظمة المعنية . وهذا يعني ضرورة استمرار بقاء تصنيفها كخطر داهم ودائم يهدد المنطقة إلى أن تكتمل حلقة استيلاء اسرائيل على القيادة العسكرية للحلف المذكور وتكريس تلك القيادة بلا رجعة، عندها يمكن أن يصبح حسم موضوع الخطر الايراني واستبداله بخطر آخر مزعوم قد يكون تركياً أو روسياً ممكناً .
إن تنفيذ هذا المخطط قد يتم من خلال انضمام الدول العربية المرشحة للدخول في الحلف العسكري المنتظر مع اسرائيل وأمريكا الى القيادة الأمريكية الوسطى المسؤولة عن العمليات العسكرية في الاقليم الأوسط الذي يشمل 21 دولة تمتد من مصر غرباً حتى كازخستان شرقاً وتضم كل الدول العربية الواقعه في آسيا واسرائيل ودول أخرى . وهذا الوضع سوف يشكل الأرضي
التعليقات مغلقة.