سأصبح بوكيمونة .. ! / إيمان العكور

 

إيمان العكور ( الأردن ) السبت 16/7/2016 م …

أمس مساء رن جرس البيت عندي وإذ بابن جارتي اللبنانية الذي يبلغ الحادية عشر من عمره يطلب مني وبكل أدب.:

_خالتو ممكن ادخل الصالون عندك! استغربت السؤال اول الأمر وسألته ليش في عندك مشكله شي.!

_لأ خالتو بس في بوكيمون متخبي عندك بالصالون وبدي امسكه.!!بصراحة لم اتمالك نفسي من الابتسامه خاصة وأن ابنة اختي التي بمثل عمره مهووسه منذ أيام بالاصدقاء البوكيمونيون..

_طبعا خالتو اتفضل فتش زي ما بدك..

انا ما بدي بوكيمونيون يتخبوا عندي.. هادا اللي ناقص.. خاصة أنه صدر تحريم ضد هذه المخلوقات وعدم جواز إدخالها البيت إذ قد يتطور الأمر إلى خلوه غير شرعية كما ذهب بعض أصحاب العقول التافهة الذين يحللون ويحرمون ما يليق بمصالحهم..!

واشتركت معه في عملية البحث عن الغريب الذي استباح حرمة بيتي.. والذي كنا نلمحه لبرهة ثم سرعان ما يختفي.. ولكن للأسف لم نستطع ضبطه..!!

_خالتو إذا لمحته بعدين تعال فورا واقبض عليه.!!

ومنذ ذلك الوقت وانا بدافع الفضول اقرأ وابحث عن ماهية هذه المخلوقات اليابانية التي غزت العالم منذ أسبوعين فقط لتحقق أرباحا فلكية تجاوزت ميزانيات دول كبرى..!

 

في المساء عقدت قمة مصغرة مع أطفال الجيران وطلبت منهم شرحا بوكيمونيا بالتفصيل.. وبالفعل اجابوا على كل تساؤلاتي التي كانت احيانا غبية وكنت ألمح نظرة الاستغراب في عيونهم ولكن من باب الاحترام استمروا بالتوضيح إلى أن فهمت الشيء البسيط..!

وتقوم اللعبة على تحميل واقع افتراضي للمنطقة التي يعيش فيها الشخص، وتنبهه اللعبة إلى وجود ‘بوكيمون’ في مكان ما قد يكون معلما بارزا في المدينة، أو مستشفى، أو متنزها عاما، أو حتى مطعما، أو حديقة منزل خاصة.

ويتعين على اللاعب أو ‘الصياد’ مواجهة ‘البوكيمون’ بكاميرا الهاتف وإمساكه واحتجازه في كرة ‘البوكيمون’ الشهيرة.

لكن بعيدا عن نظرية المؤامرة التي نعشقها بالعالم العربي ونعلق عليها كل اخفاقاتنا وسطحيتنا وعجزنا.. والتي اكتشفت ان اللعبة هي عبارة عن أداة تجسس على حياتنا.. وأنها تذهب بعقول الشباب وتلهي الجيل وتصور كل تفاصيل حياتنا..

اقول.. ترى هل تحتاج دولة مثل اليابان أن تتجسس علينا..!

أو على أي دولة.!

ودعوني اتكلم عنا.. ترى ماذا ستسرق منا اليابان.!  أي إبداع نخفيه حتى تطلق اليابان مخلوقاتها البوكيمونية لتتجسس على عقولنا وبيوتنا.!

وأما بالنسبة للخوف من أنها تلهي الأجيال وتذهب العقول.. ترى ومع كل ذلك العنف والقتل والدم والجرائم والضياع الذي يعيشه عالمنا العربي أصبحنا نخاف من كم بوكيمون يلهينا.!!

الحمدالله نحن قايمين بالواجب وزيادة ونصدر عربيا اكبر إرهاب وضياع وجهل..

للعلم فقط معظم من أطلق الفتاوى والتحليلات التجسسية الاستخباراتية لم يستخدم اللعبة ولا يعلم إطلاقا آلية عملها.. وما إبداعاتهم الا من خلال سماع وتكرار ما يردده الجهلة عند محاولة الاعتراض على أي أمر لا يفهمونه..!

سمعت ان  أحد المطاعم المشهورة في الأردن أعلن  أن منطقة المطعم تحوي عددا كبيرا من البوكيمونات التي تنتظر اصطيادها، وأن المطعم يرحب بجميع ‘الصيادين’..

وطبعا استغلت شركات الاتصالات الهوس باللعبة هناك، لتعرض على مستخدمي الهواتف المحمولة تغطية تضمن لهم أفضل لعب وفرصا أفضل لاصطياد ‘بوكيموناتهم’.

للعلم فقط.. الدراسات تشير إلى لعبة البوكيمون زادت من معدل النشاط البدني في العالم منذ انطلاقها من أسابيع.. إذ أن  العالم كان قد أصبح حبيسا للأجهزة الذكية دون أدنى نشاط حركي.. وان ملاحقة البوكيمونيون قد رفعت من معدل ذلك النشاط وجعلت الشباب خاصة يمشون عشرات الكيلومترات يوميا حتى ولو للبحث عن بوكيمون أفندي..! بصراحة  اللعبة توفر خدمة قيمة لا يستطيع القطاع الطبي تقديمها.ويذكر أن استخدام تطبيق اللعبة يوميا  بلغ 43 دقيقة، أي أكثر من الوقت الذي يقضيه المستخدمون بالمتوسط في استخدام برامج واتساب وإنستغرام.. يعني راحت عالتطبيقات الأخرى..

لذلك اقول لكم منذ اليوم قررت أن أكون بوكيمونية.. علشان هيك لا تستغربوا إذا فجأة دقيت باب بيتكم أو المكتب أو لقيتوني بالحديقة الخاصة بكم.. ما بكون اشتقتلكم وجاي ازوركم.. بكون شفتلي بوكيمون وجايه اقبض عليه..! بس حبيت أخبركم..!!⁠⁠[

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.