بايدن.. بالغ بإظهار صهيونيته / ابراهيم ابو عتيلة
ابراهيم ابو عتيلة ( الأردن ) – الجمعة 15/7/2022 م …
تفاخر الرئيس الأمريكي قبيل قدومه للمنطقة بإعلان صهيونيته كرسالة ولاء ودعم لكيان العدو ولم يكن أحد من محترفي السياسة يتوقع أن يهبط مستوى تصريحات الرئيس إلى هذا المستوى، وفي الكثيرين فقد أظهر الرئيس الصهيوني ” بايدن ” أمريكا كتابع للكيان الصهيوني وليست حتى نداً أو شريكاً له فرائحة التملق والابتذال فاحت من كل حرف من تصريحاته، فمن تأييده بشدة للدولة اليهودية المستقلة إلى حبه للكيان الذي وصل دماغه إلى تبنيه أمن كيان العدو بشكل مطلق إلى قوله بأن جولته بالمنطقة تستهدف: بدء فصل جديد واعد، وبأنه سيسعى من أجل شرق أوسط أكثر أمنا وتكاملا وتحقيق وحدة بين دول المنطقة من خلال الدبلوماسية والتعاون بدلا من التفكك ، محاولاً إظهار بأن الجولة تأتي كرد فعل للمشاكل التي تواجهها أمريكا بسبب الحرب الروسية الأوكرانية خاصة على صعيد أسعار الطاقة حيث يحاول بأن يتم رفع انتاج النفط من الدول الحليفة لأمريكا التي لم يستطع إقناعها في ذلك عن بعد ، وكأنه بذلك يؤكد بأن الشرق الأوسط كان خارج أولوياته قبل الحرب الروسية الأوكرانية حيث كانت إدارته قد أعطت الأولوية للتوجه نحو شرق آسيا لمواجهة الصعود الصيني، مما جعل دول المنطقة تبحث عن شركاء جدد على رأسهم الصين وروسيا ” حسب قوله ” فزيارته للمنطقة تأتي من منظور إدارة الأزمات التي تنتهجها دبلوماسيته.
لقد تجاوز بايدن كل الرؤساء الأمريكيين الصهاينة بما فيهم ترامب وهو يعلن في تل أبيب عن عودته إلى الوطن” لتنهمر دموعه أمام الكاميرات متعهداً بالاستمرار في محاربة ما وصفه العداء للسامية، ومعبراً عن تأثره البالغ بما سمعه من ناجيتين يهوديتين من المحرقة وهو يصر على إدماج ” إسرائيل ” في دول المنطقة وساعياً لخلق تحالف وتوحيد في المواقف بين أمريكا وكيان صهيون وحلفاء أمريكا في المنطقة ضد إيران.
لم يجرؤ بايدن ولا يريد أن يعيد فتح القنصلية الأمريكية في القدس فذلك يخالف معتقده الصهيوني بأن القدس عاصمة للكيان الصهيوني، ومن قبيل المراوغة السياسية وذر الرماد في العيون أشار بايدن بشكل عرضي إلى حل الدولتين وهو نفسه الذي قال عنه قبل مدة وجيزة.
أما عن إيران فحدث ولا حرج فقد ركز باتفاق مطلق مع الصهاينة على بذل كل الجهود لمنع امتلاك إيران للسلاح النووي وعلى رفضه رفع الحرس الثوري الإيراني ” الجيش الإيراني ” من قائمة الإرهاب مؤكداً على ضرورة عودة إيران للاتفاق النووي بالشروط الأمريكية.
إن تصريحات بايدن وإصراره عليها تدل دلالة واضحة على تبنيه المطلق لموقف العدو الصهيوني فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وهنا أقول وعلى الرغم من رفض الفلسطينيين بكافة توجهاتهم وفصائلهم لزيارة بايدن إلا أن سلطة العار في اوسلوستان ترحب بتلك الزيارة كيف لا وهي السلطة التي اعترفت بالكيان الصهيوني وتنازلت طوعاً عن أربع أخماس فلسطين التاريخية وتنازلت عن حق العودة.
إن ما قام ويقوم به بايدن لا يتجاوز كونه محاولة لاسترضاء الصهاينة كمحاولة فجة لكسبهم في معركة الانتخابات القادمة من التجديد النصفي في الكونغرس إلى انتخابات الرئاسة الأمريكية بعد ذلك وهو الذي وصل حداً من العمر والضعف في بنيته البدنية وربما ” العقلية ” بشكل لا تؤهله للفوز بمدة ولاية ثانية في مقعد الرئاسة.
التعليقات مغلقة.