فرنسا”مجددآ وجمعة جديدة “دامية “..نتعاطف ولكن أليس طابخ السم آكله !؟ / هشام الهبيشان

 

هشام الهبيشان ( الأردن ) السبت 16/7/2016 م …

ها هي جمعة ” دامية ” جديدة تعيشها فرنسا ،  أولاند يستدعي احتياط الجيش من المواطنين لتعزيز قوات الأمن ويمدد حالة الطوارئ في فرنسا لثلاثة أشهر بعد اعتداء دهس بشاحنة راح ضحيته 80 شخصا على الاقل في مدينة نيس  الفرنسية ،وفي زحمة كل هذه التطورات التي تعيشها فرنسا ومعها القارة العجوزة تستمر الحملة الإمنية الفرنسية بمناطق مختلفة من العاصمة باريس ومختلف المدن الفرنسية والتي ترافقها حملات امنية آخرى بمدن وعواصم اوروبية مختلفة من بروكسل مرورآ ببرلين ،و..الخ،للكشف عن الخلايا الإرهابية المرتبطة باحداث نيس وغيرها.

من هنا وبعد حادثة “نيس ” واحتمالات تكرار مثل هذه الحوداث بمدن أوروبية عدة  ،برز قلق واشنطن  من سيناريوهات إرهابية محتملة قد تتعرض لها أمريكا ، ومن هنا يبدو واضحآ ان القارة العجوز ومعها واشنطن ،بدأت تستشعر بشكل أو بآخر خطورة تمدد الإرهاب ، فالمنظومة الغربية بمجموعها والتي لطالما كان لها دور بارز بدعم الإرهاب بالمنطقة العربية ليحقق لها مصالح آنية ومستقبلية إستراتيجية ،بدأ الإرهاب الذي دعمته برتّد عليها ،فطابخ السم آكله ،ومن هنا يمكن أن نقرأ أن المنظومة الغربية وتحت وقع الإرهاب العائد اليها بدأت اليوم فعليآ تبحث عن حلول عاجلة لمكافحة هذا الإرهاب الذي بدأ يهدد أمنها فعليآ .

 اليوم من الواضح أن الغرب ورأس الحرب له أمريكا ،بدآ بشكل واضح يبحث عن حلول لإزمات المنطقة العربية ،فهو اليوم أصبح بين مطرقة الإرهاب العائد اليه وسندان المهجرين من العرب  إلى الغرب،وهذا ما ظهر جليآ من خلال  حديث وزير الخارجية الأمريكي جون كيري خلال زيارته الحالية لموسكو  عن قرب انطلاق مسار الحلول والتحالفات الخاصة بالوصول إلى حلّ سياسي للحرب المفروضة على الدولة السورية ولتوحيد الجهود للحرب على الإرهاب ، ومن هنا يبدو واضحاً في هذه المرحلة أنّ مسار الحلول السياسية للحرب على سورية، بدأ يشهد تغيرآ ملحوظآ وخصوصآ في استراتيجية الحرب التي تنتهجها واشنطن وحلفاؤها تجاه سورية،فاحداث “نيس “الاخيرة  من المؤكد أنها ستفرض واقعاً جديداً على واشنطن وحلفائها، ومن ينظر إلى حديث الرئيس الفرنسي “أولاند “وتعقيبه على احداث “نيس “سيدرك أن هناك عملية عسكرية فرنسية جوية ستبدأ ضد تنظيم داعش وبأماكن مختلفة  من سورية إلى ليبيا وغيرها .

أن مايجري بسورية ميدانيآ اليوم بدأ يفرض نفسه وبقوة على ملف الإرهاب ،واليوم هناك تقارير دولية عدة إكدت عودة المئات من المقاتلين الاوروبيين والعرب والشيشان  الفارين من زحمة هذه المعارك بالشمال السوري إلى بلدانهم الاوروبية وبعضهم توجه إلى ليبيا وافغانستان واليمن والسعودية وبعضهم استقر بتركيا ،هؤلاء المقاتلين الفارين من معارك الشمال السوري أكدت التقارير الدولية أنهم بصدد تنفيذ عمليات أرهابية بالدول التي عادوا اليها  أو استقروا بها  ، وهذا بدوره ما ساهم بخلط أوراق وحسابات شركاء الحرب على سورية ،فعودة هؤلاء الارهابيين إلى دولهم وتنفيذ عمليات إرهابية كالتي حصلت بـ نيس أو بباريس ،شكلت حالة صدمة كبرى عند الدول الإوروبية الشريكة بالحرب على سورية ،فارهابهم الذي دعموه لإسقاط سورية يرتد عليهم اليوم ،ولذلك هم اليوم بصراع مع الوقت لإيجاد حل ما يضمن القضاء على هذه المجاميع الارهابية بسورية وعدم السماح بعودتها إلى بلدانها وداعميها .

في زحمة كل التطورات القادمة من سورية ،تبرز إلى الواجهة خطورة تمدد تنظيم “داعش “في شمال أفريقيا في سيناء المصرية وفي اجزاء واسعة من شرق وجنوب شرق ليبيا ،تمدد التنظيم بمصر وليبيا بدأ يشكل عوامل ضغط أضافية على المصريين كما على  الإوروبيين وعلى الروس أيضآ ،هذا التطوات بمعظمها تؤكد أن المرحلة المقبلة ستشهد تطورات كبرى بملف مكافحة الإرهاب ،وخصوصآ بعد المعلومات التي رشحت من عناصر قيادية بالتنظيم أن التنظيم ينوي نقل مقر قيادته الرئيسية من العراق وسورية إلى ليبيا .

ختامآ ،أن معظم التطورات الخاصة بملف الإرهاب الذي بأت فعليآ يهدد المنظومة الغربية ،تؤكد أن الغرب بدأ يستشعر خطورة عودة هذا الإرهاب إلى اراضيه ،والمرحلة المقبلة ستشهد بشكل مؤكد تطورات مهمة ودراما تيكية بملف مكافحة الإرهاب غربيآ ،ولكن هذه المهمة ليست سهلة وستكون لها نتائج دموية وآثار سلبية كبرى على المجتمعات الغربية بعمومها ،فهذه المجتمعات للأسف تتحمل اليوم نتائج دعم ساستها وحكوماتها للإرهاب بالمنطقة العربية ،ومع كل هذه التطورات سننتظر المرحلة المقبلة لإنها ستحمل الكثير من المفأجات الكبرى بملف مكافحة الإرهاب غربيآ .

*كاتب وناشط سياسي –الأردن .

[email protected]

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.