ما مصير رجب طيب أردوغان؟ / د.خيام الزعبي

 

د.خيام الزعبي ( سورية ) السبت 16/7/2016 م …

هناك سعادة بالغة بين السوريين  لما يحدث في تركيا حالياً، إذ احتفلت العاصمة السورية دمشق، بأنباء الإنقلاب العسكري في تركيا، وعزل الجيش للرئيس التركي أردوغان، وأطلقت قوات الجيش السوري مدافعها إحتفالاً وإبتهاجاً بسقوط “أردوغان” كما أطلق المواطنون الألعاب النارية، خصوصاً وأن أردوغان تطاول كثيراً علي سورية وفتح الكثير من الأبواب والنوافذ أمام الكثير للهجوم علي سورية  بشكل مبالغ فيه تجاوز كل حدود الأدب والأخلاق والإنسانية.

اليوم أعلن الجيش التركي، أنه تولى السلطة من أجل الحفاظ على “الديموقراطية وحقوق الإنسان”، بعد التأكيد على وجود انقلاب من قيادات داخل الجيش التركي، وسيطرته على الحكم، بجانب سيطرته على عدد من المؤسسات والهيئات التركية، وعلى إثر ذلك  تشهد العاصمة التركية أنقرة استنفاراً أمنياً غير طبيعياً، وفي هذا الإطار أصبح السؤال المطروح الآن بقوة في الرأي العام الدولي، ما هو مصير الرئيس التركى أردوغان ؟ و ما هو مصير مجموعة الخونة من العناصر السورية المتمردة؟.

تسارعت وتيرة الأحداث في تركيا، وبدا أن السقوط الكبير هو العنوان الأوحد لما يحدث هناك، بعدما أعلن الجيش التركي عبر قناة تلفزيونية،  السيطرة على البلاد، وقال في بيان رسمي أصدره عقب إنقلاب عسكري منظم على أردوغان إن علاقات تركيا الخارجية مستمرة، وأكد على الاتجاه لإعداد دستور جديد في وقت قريب، وتشكيل مجلس للسلام يتولى السلطة في البلاد وحماية مصالح المواطنين، والإطاحة بحكومة العدالة والتنمية ومحاسبة الذين انتهكوا الديمقراطية في إشارة واضحة لأردوغان وحزبه.

وسارع اردوغان الى التنديد عبر التلفزيون بـ”تمرد مجموعة صغيرة داخل الجيش”، ودعا مواطنيه للنزول الى الشارع من أجل التصدي لمحاولة الانقلاب، وقال اردوغان في اتصال هاتفي مع شبكة “سي ان ان تورك” ” لا أعتقد اطلاقاً إن منفذي محاولة الانقلاب سينجحون”، وتوعد بـ”رد قوي جدا، وشدد على أنه سيظل الرئيس والقائد الأعلى في البلاد، وكان رئيس الوزراء بن علي يلديريم حذر في وقت سابق المتورطين في هذا العمل بأنهم سيدفعون اغلى ثمن.

وفي الإتجاه الأخر أعلن الجيش التركي الذي سيطرت قواته على المطار الأكبر والأهم، أن أنقرة قررت إلغاء كافة الرحلات الجوية من وإلى مطار أتاتورك في إسطنبول، وقال أنه استولي على السلطة في البلاد بالكامل، وتلا ذلك مباشرة حجب الدخول إلى مواقع التواصل الاجتماعي، مثل فيس بوك وتويتر ويوتيوب في البلاد.

في هذا الإطار يعيش مشروع أردوغان حالة من القلق والإنفعال وخيبات الأمل نتيجة أجهاض أحلامه وحلفائه بقوة الصمود السوري وحلفاؤه من محور المقاومة، فلقد تعهد أردوغان للإسرائيليين بإسقاط سورية وتعهد بتزعم العالم الإسلامي عبر جماعة الأخوان المسلمين وإنهاء المقاومة ،لكن الميدان لم يساعد أردوغان فسقط قبل أن يحقق ذلك. .

وبغض النظر عن سقوط الرئيس رجب طيب أردوغان الذي ترددت أنباء قوية عن هروبه لأوروبا، فإن المؤكد أن السقوط الكبير له ولجماعته سيكون أكبر خسارة لمجموعة الخونة من العناصر السورية المتمردة والمسلحة، التي طالما وجدت في أنقرة ظلاً وسكناً وملاذاً وتمويلاً استقوت به على سورية وشعبها، وبعد سقوط حزب العدالة والتنمية تبدأ مرحلة أخرى من مراحل إنهيار الإخوان على المستوي الدولي والإقليمي، وبذلك سقط مشروع “أردوغان” ودفعت تركيا ثمناً سياسياً ودبلوماسياً باهظاً لمغامرتها الطائشة في سورية.

في سياق متصل وبعد  سيطرة الجيش التركى على الحكم فى البلاد في حال تم القبض على أردوغان، سيتعرض للمحاكمة بتهمة إرتكابه قضايا الفساد هو وابنه، وعلاقاته المشبوهة بالمنظمات والحركات الإرهابية، و السياسات الخاطئة والتي تسببت فى حالة عدم الاستقرار والأمن، والتي أحدثت علاقات سيئة مع دول الجوار والمنطقة بأكملها، بجانب القمع الذى كان يفرضه على البلاد، وبالتالي  أن هذه النهاية الطبيعية  لغرور أردوغان وسوء معاملته مع الشعب التركى ومعارضيه والأكراد بالعنف، لذلك فإن سورية سيكون لها دور كبير للغاية فى إعادة الاستقرار لتركيا من جديد بعد سقوط اردوغان.

مجملاً… لم يتبقى أمام تركيا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه إلا أن تتراجع في سياساتها الداعمة لإرهابي داعش وأدواتها، والإنخراط في التسويات والترتيبات الإقليمية والدولية التي تهدف لمواجهة هذا الخطر الوجودي، وهي الترتيبات التي يقع في القلب منها الموقف من سورية، والتي لا تزال أنقره تناصبها العداء وتعمل على تفتيتها، وبإختصار شديد يمكنني القول بأنه لا  يمكن لأحد أن ينكر الدور الرئيسي الذي لعبته تركيا بالحرب على سورية ومشاركتها الرئيسية بتدمير سورية ولكن الأن وبعد ان فشل المخطط الرئيسي لتركيا  وحلفائها بإسقاط سورية و إضعاف جيشها وبعد الانتصارات التي يحققها الجيش السوري ، حان وقت الحساب وهنا نتساءل: هل سيدفع أردوغان حساب ما فعله؟، ولا شك أن الإجابة على هذا السؤال هو من سيحدد مستقبل الصراع الذي تشهده المنطقة، والإجابة ستظهره الساعات القادمة والخاسر دائماً هو من يدفع الثمن.

 

[email protected]

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.