واشنطن اخذت تفقد توازنها بعد تاديب اوكرانيا روسيّا / كاظم نوري

كاظم نوري ( الأردن ) – الأربعاء 20/7/2022 م …




ماذا عسانا ان نطلق على   الممارسات الامريكية المتناقضة في التعامل مع الدول الاخرى من هذه الممارسات فرض قيود وحظر جائر على استيراد البضائع والنفط الروسي والزام الدول الاخرى على السير في ذات الطريق ثم نراها تتراجع عن ذلك وتسمح للشركات الامريكية في التعامل مع الشركات الروسية وحتى  مع مسالة  الحصول على النفط الروسي  دون وجل لكنها تراقب الدول الاخرى وتلزمها لمواصلة الحظر على المنتجات الروسية خاصة دول اوربا التي باتت اسيرة للسياسة  الامريكية المتناقضة ولاحول لها ولاقوة امام الضغوط الامريكية بل ان هناك من بين هذه الدول من يزايد ارضاء ل” سيئة العالم الحر”  لكسب ود  ورضى ادارة البيت الابيض.

 فقد   وصف ميخائيل اوليانوف الاتحاد الاوربي بانه ينتحر  سياسيا باتباع تعليمات واشنطن بحماس وبلا تردد وتساءل اوليانوف وهوممثل روسيا لدى المنظمات الدولية في  العاصمة النمساوية  فينا عما اذا كان الاتحاد الاوربي لازال يحتفظ بهويته السياسية؟؟

هنغاريا  عضو الاتحاد الاوربي تمردت على الاجراءات الاوربية الجائرة ضد روسيا ربما تاتي في مقدمة الدول الرافضة للاملاءات  الامريكية وان قيادتها  رغم فسادها المالي والاداري باتت تعي جيدا خطورة الهرولة   ليس وراء الادارة الامريكية فحسب بل حتى تنفيذ بعض القوانين الاوربية التي تبيح المحظورات وسط الشعب  والمجتمع الهنغاري  ومن بينها اشاعة ” قوانين المثليين” بين اوساط المجتمع الهنغاري فضلا عن الوقوف بوجه الحظر الاوربي على روسيا لان مصلحة الشعب الهنغاري تتطلب ذلك.

الشيئ المثير للسخرية ان الولايات المتحدة تطلب من الصين تنفيذ الاملاءات التي تفرضها على دول الاتحاد الاوربي المنبطحة  للاخر  لسياسة واشنطن التدميرية في اوربا .

الصين وسط هذه التناقضات الامريكية اصبحت اكثر قربا من روسيا  بل ان سياسة واشنطن المتناقضة دفعت بكين اكثر نحو  تحالف ستراتيجي مع روسيا وايران   التي زارها الرئيس  االروسي فلاديمير بوتين رغم انشغال روسيا بحرب اوكرانيا ليلتق قادتها  فضلا عن  حضور الرئيس التركي اردوغان لاسيما وان واشنطن تمارس سياسة العصا والجزرة ضد بكين وتلعب لعبة قذرة في تايوان التي تعد خطا احمر مثلما تعتبر موسكو شبه جزيرة القرم هي الاخرى خطا  احمر.

 وحذرت  موسكو مرارا  دول الغرب الاستعماري من المساس بها كما حذرت اوكرانيا من اية عمل عسكري عدواني على شبه الجزيرة وسوف تعده عدوانا على روسيا قد ترد عليه موسكو ردا ماحقا وقد اكد ذلك اكثر من مسؤول روسي وفي  المقدمة مدفيدف نائب رئيس  مجلس الامن في روسيا الاتحادية.

مثلما حذرت الصين الولايات المتحدة من اللعب بالنار في المسالة التايوانية بعد ان تمادت واشنطن في سياستها ازاء تايوان واخذت تزودها بالاسلحة مثلما تزود اوكرانيا مما اثار غضب الصين.

ان سياسة واشنطن الحقت ضررا فادحا باقتصاد دول الاتحاد الاوربي التي اخذت تهرول وراء الولايات المتحدة مغمضة العينين وحتى المانيا وفرنسا التي كانت ترتبط بعلاقات شبه جيدة  مع روسيا تراجع دورها بعد انتخاب شولتس مستشارا لالمانيا خلفا لميركل التي كانت تنتهج سياسة معتدلة تخدم العلاقات بين برلين وموسكو وتصب قي  خانة خدمة الشعب الالماني واقتصاده الذي تراجع بشكل مخيف  لم تشهده المانيا منذ عقود من السنين.

 كما ان ” اليورو” هو الاخر تراجعت قيمته بعد الاجراء الاقتصادي الروسي الاخير خاصة ما يتعلق بدفع اجور الغاز الروسي بالروبل مما عزز قيمة العملة الوطنية الروسية على حساب الدولار واليورو  ليرتد السحر على الساحر.

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.