الحوار الشعبي …..أصول مصر المهدرة / محمد شريف كامل

 محمد شريف كامل ( مصر ) – الأربعاء 3/8/2022 م …




“الحوار الوطني”، الحوار غير معلوم الهدف ولا محدد الخطوات ولا نرى له أي جدول أعمال، كذبة أخرى لحوار يسمى “الوطني” ولم يدعى له الوطن ولا المواطنون، بل هو حوار مشروط بأن تعترف بشرعية حكم السيسي.

أن الحوار ليس هو الهدف، ولكن الهدف يكمن في الشرط “الإعترف بشرعية حكم السيسي”، ولكن لماذا يبحث السيسي عن شرعية؟ وهل هو في حاجة لها؟

لنجيب عن ذلك، وعن مغزى وتوقيت ذلك الحوار يجب أن نعود قليلا للوراء.

لقد بدأ ذلك المخطط منذ عقود سبقت ذلك الإنقلاب، حيث كانت المرحلة الأولى التي بدأت بكامب دافيد قد ركزت على إسقاط الدور الريادي لمصر فأهدر ماضي مصر وحاضرها، ثم جاء وقت إهدار المستقبل الذي بدأ بتقسيم الشعب، وبذلك سهل تنفيذ المرحلة الثانية من الخطة وهي إهدار مستقبل الوطن بتبديد كل ثرواته وتسليم مستقبله ومقدراته بالكامل للعدو.

ونرى ذلك جلي من خلال تبديد ثروات مصر، المتمثلة في إهدار مياه نهر النيل بإتفاقية 2015 التي أسقطت حق مصر التاريخي في مياه النيل، وكذلك إتفاق ترسيم الحدود البحرية الذي أهدر مساحة كبيرة من المياه الأقليميه المصرية في البحر المتوسط كما سلم حقول الغاز المصري للعدو، وكذلك التفريط في تيران وصنافير. وتضاعفت مديونية مصر بديون غير مبررة بددت ثرواتها الحالية والمستقبلية، وسرقت مستقبل أبنائها، بتبديد تلك الديون في تخزين سلاح وفي مشروعات لا عائد منها إلا تسهيل الإستيلاء على مصروالأمة بالكامل.

وبدأت مرحلة بيع ما بقى من الأصول بحجة الحاجة لسداد الديون التي تعدت فوائدها السنوية نصف الدخل القومي، وبدأت عملية البيع بسعر منخفض أقل بكثير من القيمة السوقية للشركات والمصانع والبنوك بخدعة انها خاسرة بينما هي تحقق أرباح كبيرة، وبهذا يتم الإستحواذ، أو ما يسمونه الشراء، الذي سينتهي ييبع كل أصول مصر حتى قناة السويس.

الخطة قائمة على أساس سلب مصر كل أصولها، والتي بها تفقد الإستقلال السياسي والإرادة السياسية حتى بعد زوال ذلك النظام، لذا يحب أسقاطه بثورة شاملة وليس بتغير من الداخل، وهذا لن يكون إلا بثبات الوقف وعدم الاعتراف بشرعية 2013 وأن يتم اسقاطه بثورة شاملة، وذلك لأن الثورة لها قانونها الذي يسمح لها بعدم الإعتراف بكل ما سبقها وإسقاط كل ما بدده هذا النظام.

ولوئد مشروع الثورة قدموا لنا بهذا الحوار الوهمي والذي شرطه الأساسي هو الإعتراف بشرعية هذا النظام، فالإعتراف بشرعية هذا النظام ليس المقصود منها “السيسي” ولكن الاعتراف بالنظام الذي فرط قى الثروات والمقدرات فيتحقق حلم المحرك الحقيقي لهذا المشروع، فبإسقاط فكرة الثورة يتم إهدارالورقة الوحيدة القادرة على إستعادة حقوق مصر المسلوبة، وعودة الريادة والوعي المفقود، واللذان بهما فقط تتمكن الأمة من إسترداد قدراتها وثرواتها المبددة.

وهذا ما يجب أن يكون عليه الحوار الحقيقي

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.