أردوغان / عبد الهادي راجي المجالي

 

عبد الهادي راجي المجالي ( الأردن ) الإثنين 18/7/2016 م …

كيف نظر العالم إلى الإنقلاب في تركيا ؟ ..الصحف البريطانية مثلا قدمت تحليلا معمقا , للعلاقة بين الجيش والسلطة وتاريخ الانقلابات في تركيا ..الصحافة اللبنانية , هي الأخرى أبدت بعض التشاؤم من المشهد ..في فرنسا الكل كان مشغولا بحادثة (نيس) ولم يعر الأمر اهتماما ..حتى الإعلام في إسرائيل هو الاخر لم يقدم موقفا حياديا , وفي بعض التحليلات انحاز إلى الجيش ..

لدينا الصورة مختلفة , فالكل اختصر تركيا في (أردوغان) ..أحد قادة السلفيين وصف الجيش التركي بأنهم جماعة (أبو رغال) …وأن أردوغان يمثل إرادة الحق والدين , وصبية على الفيس بوك وضعت صورة (أردوغان) أيضا ووصفته بأنه خليفة صلاح الدين , كاتب مهم في صحيفة يومية أكد أن الديمقراطية تنتصر …(فزعتنا) لأردوغان , تعدت حدود (فزعة) من نزلوا ميدان تقسيم التركي , وتعدت حدود الإعلام التركي ذاته .

وثمة دعوات انطلقت على مواقع التواصل الإجتماعي , فهناك صفحة لمعلمة لغة عربية , نشر عليها دعاء من (1911) كلمة , يصف الجنود الأتراك بالأحزاب ..وأن أردوغان خلف الخندق يقاتلهم ..

حسنا …الشعوب تقيس درجات التعاطف من قاعدتها الوطنية , ومن مصالحها والأمر ليس عبثيا بمعنى :- أن نجاح الإنقلاب في تركيا أو فشله لا يقاس من زاوية إختصار وطن كامل في شخص ..لا يقاس أيضا , من زاوية أن (أردوغان) يكن العداء للنظام السوري ويمول المعارضة , ولا يقاس من زاوية أنه إسلامي ووريث حقيقي للإخوان …نحن قفزنا عن المصلحة الوطنية الأردنية التي يجب أن تحدد موقفنا , إلى الحسابات الشخصية ..ونسينا في لحظة أن الرجل هاجم إسرائيل ..وقطع العلاقات معها ثم عاد لحضنها , وأنه أسقط طائرة روسية ثم عاد واعتذر , في نفس الوقت أوغل في معاداة النظام السوري ..ثم عاد رئيس وزرائه ودعا إلى علاقات دافئة من سوريا …لو أننا نحب بعضنا قليلا مثل حبنا لأردوغان , ربما ستحل نصف مشاكل البلد في النهاية من انقلب على أردوغان , هم جنود أتراك بالهوية واللغة والمنشأ ومن حاول خلع أردوغان , هم جزء من الشعب التركي وليسوا رجالا تم استيرادهم من الخارج , وتحزن في قلبك حين ترى هذا السيل الجارف من الحب لهذا الرجل , بالمقابل ..كل التشكيك يقع على حكوماتنا …

صحيفة يومية , للان نشرت ما يقارب (36) مقالا عن انتصار أردوغان ولم تفرد لهاني الملقي , ولو مقالا واحدا …وصفحات التواصل الإجتماعي نشرت ملايين الأدعية …بالمقابل لم تنشر للتراب الأردني ولو دعاء واحدا …

انا ذاهب لتركيا ..أريد النوم في ميدان تقسيم , فيبدو أن الحب في تركيا والفارس المخلص هناك أيضا …والقلب يمم شطر اسطنبول ..هنيئا لكم بأردوغان …أما أنا فأمضي ليلتي مع فتحي …

على كل حال نسينا كل قضايانا الوطنية , وصارت قضيتنا أردوغان

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.