انقلابات تركية / د.بهجت سليمان
د . بهجت سليمان ( سورية ) الإثنين 18/7/2016 م …
– 1 –
( الانقلاب التركي )
– ما جرى في تركيا ، ليس ” انقلاب عسكري ” مدروس ، بل هو ” ميني انقلاب ” يعبر عن رفض المستويات الوسطى والدنيا في صفوف الجيش التركي ، لسياسة أردوغان ..
– وكان محكوما على هذه المحاولة الانقلابية بالفشل ، لأن القيادة العليا للجيش التركي ، والقيادات الفاعلة للجيش التركي ، لم تكن هي التي قادت المحاولة الانقلابية ، كما كان عليه الحال في الانقلابات السابقة .
– ومن البديهي ، أن يعمل أردوغان على توظيف ما جرى لمصلحته ، بعد فشل الانقلاب .. وقد ينجح في ذلك ، إلى حين ..
– ولكن ما جرى سوف يؤدي إلى تراكم الاحتقان داخل الجيش التركي ، بما يؤدي إلى دفع الدولة التركية باتجاه الانحدار ، عاجلا أم آجلا .
– 2 –
( هل الانقلاب العسكري التركي ، مَسـرَحِيّة ، أم ماذا ؟. )
– مع أنّ من المُبّكّر الجَزْم ، حول حقيقة الانقلاب العسكري التركي وأسباب فشله ..
ومع أنّه من حَقّ الكثيرين أن يكونوا واسِعي الخيال ، ويتصوّروا أنّها مسرحية أردوغانية للتخلّص من أعدائه وخصومه ولتنصيب نفسه سلطاناً مُطْلَقَ الصلاحية ..
– ومع ذلك أُجازِفُ بالقول بِأنّ ما جرى لم يكن مسرحيّة ، بل محاولة انقلاب جدّيّة قام بها قسمٌ من الجيش التركي ، يُعَبّر عمّا بجيش في صدور أغلبية كوادر وقادة هذَا الجيش ، من رَفْضِ للمصير الذي يأخذهم أردوغان وسياسَتُهُ إليه ، ويأخذ فيه تركيا إلى الهاوية ..
– ولكنّ الأخطاء التي ارتكبها قادةُ الانقلاب في الإعداد والتحضير والتنفيذ ، ترَكَتْ ثُغُراتٍ جوهريّة عديدة ، أدّت إلى فشل الانقلاب ، ناهيك عن أنّ هذَا الانقلاب لا يشبه الانقلابات السابقة الناجحة ، من حَيْثُ أنّ الانقلابات السابقة كانت تجري بقراٍر من قيادة الجيش التركي ، لا بل كانت انقلاباتُهُم السابقة مُشَرْعَنَةً بموجب الدستور التركي ..
– ومن هنا وُجِدَت الثغرة التي تتجلَّى بالانضباطيّة الموجودة في الجيوش العسكرية والتي يلتزم فيها المرؤوسون بِقَرَارِ رُؤَسائِهِم ، ولذلك انْقَسَمَ الجيشُ التركي على نَفْسِهِ ، وفشل الانقلاب ..
– وسيبقى هذا هو رَأْيِي ، إلى أنْ تأتي مُعْطَيَاتٌ أكيدة ، تدفعني لتغيير هذا الرأي ، أو للتّأكُّد بأنّه رَأْيٌ سليم . .
– وَأَمَّا ” رجب أردوغان ” ، فلن يكون سلطاناً مُتَوَّجاً ، بل سوف يغرق في مواجهة المشاكل الداخلية ، مهما حاول وحاوَرَ وداوَرَ وناوَر وسَرَّحَ وبَدّلَ وغَيَّرَ وتَكَلَّمَ وخَطَب وهدَّدَ وأرْغَى وأزْبَدْ .
– 3 –
( سؤال ) :
ما هو الفرق بين الحكومات الأتاتوركية العسكرية وغير العسكرية ، السابقة ..
وبين حكومة ” العدالة والتنمية ” الأردوغانية الحالية ؟
( جواب ) :
الحكومات التركية السابقة كانت حليفة ل ” اسرائيل ” و لحلف الناتو ، بمواجهة القضايا العربية .
والحكومة الحالية ، كانت ولا زالت حليفةً ل ” إسرائيل ” ولحلف الناتو ، في مواجهة القضايا العربية ..
وأضافت إلى ذلك ، القيام بمحاولات مستميتة لخلق فتنة في سورية والعراق وليبيا وتونس ومصر ، تمهيداً لوضع يدها عليها وتحويلها إلى ولايات تدور في فلك السلطنة العثمانية الجديدة ..
وجعلت من الأراضي التركية ، قاعدة لضخ عشرات آلاف الإرهابيين المتأسلمين الظلاميين إلى دول هذا الشرق العربي …
وتفوقت خطورتها على الوطن العربي ، بدرجات كبيرة ، وبما لا يقاس ، قياسا إلى الحكومات التركية السابقة .
– 4 –
* الجيشُ التركي ، جزءٌ من حلْف ” النّاتو ” ..
* وخُوّانُ المسلمين – بتوع أردوغان – ، جزءٌ من التنظيم العالمي التابع للمخابرات الأطلسية ، وهم خدم للناتو .
– 5 –
( السباق بين ” نهاية أردوغان والأردوغانية ” و ” نهاية تركيا الحالية ” )
– يؤكد الانقلاب العسكري التركي الفاشل ، أن تدجين أردوغان وحزبه لقيادة الجيش التركي الأتاتوركي ، لا يعني مطلقا قدرتهم على تدجين الجيش كمؤسسة..
– بل يعني أن النار تحت الرماد ، وأن ما ظهر من تلك النار في المحاولة الانقلابية الفاشلة ، ليس إلاّالموجة الأولى ..
– وأن ردود الفعل الأردوغانية الثأرية والانتقامية في مواجهة الجيش والقضاء ، بحجة تطهيرهما من ” الإرهابيين والخونة ” ، سوف تؤدي إلى زيادة وتسريع تراكم الإحتقان والغضب ، داخل الجيش وداخل الشرائح الشعبية والنخبوية التركية الواسعة التي تحترم الجيش وتنظر له بإعجاب وإكبار ..
– وهذا ما سيؤدي ، في قادم السنوات ، إلى نهاية أردوغان والأردوغانية ، أو نهاية تركيا الحالية .
– 6 –
( الانقلابُ التركي … والتفاسيرُ الجيمسبونديّة )
– عندمايَروجُ سوق التفسيرات الجيمسبوندية ، سواءٌ للانقلاب العسكري الذي قام في تركيا ، أو لفشل ذلك الإنقلاب …
– تلك التفسيرات الجيمسبوندية التي تهرب بِنَا إلي إعمال الخيال بشكلٍ واسعٍ وفضفاضٍ ، بعيداً عن إعمال العقل بما يتناسب مع المنطق والتفكير السليم…
– والسبب في ذلك ، هو مَيْلُ الكثيرين مِنَّا ، إلى التفاسير الخارجة عن المألوف وإلى التفسيرات الرغبوية التي تُريح عقولنا من التفكير المنطقي السديد ، والاقتصار علي تفسيرات تآمرية مُشْبَعَةٍ بالأوهام والشّطحات التي لا تَمُتّ إلى الوقائع والحقائق بِصِلَة ..
– حِينَئِذٍ لا بُدّ لك أن تتأكّدَ بأنّ العقول المتخلّفة ، تفكّر لاعقلانياً ورغبوياًوهروبياً ووقوعيا .
وبأنّ العقول المتطوّرة ، تفكّر تفكيراً عقلانياً ومنطقياً وواقعياً لا وُقوعِياً ، بل وإبداعياً وسديداً .
– 7 –
( صِبْيَانُ ” أردوغان ” )
– أطنانٌ من وصماتِ العار ، تلك التي تَلحق ببعض السوريين خاصّةً ، وببعض العرب عامّةً ، ممن يتباهون ويشيدون ويفتخرون ب ” رجب أردوغان ” بدون حياء ولا خجل .
– إنّ هؤلاء يستمرئون العبودية والدونيّة ، ويشيدون بأردوغان ، متجاهلين أن بلاده استعمرت بلادنا 400 عام ، ومتجاهلين أن دولته الحالية هي سبب ثلاثة أرباع الخراب والدمار والهلاك والموت والنزوح الذي أصاب سورية خلال السنوات الخمس الماضية .
مثل هذه المخلوقات :
* إمّا أنها مريضةٌ تحتاج لعلاج نفسي مكثف ، أو
* أنها ممتلئةٌ بالعُقَدِ والحِقْدِ ومُشْبَعَةُ بالكيدية والضغينة على وطنها الأصلي وعلى أبناء وطنها ، وغير قابِلةٍ للعلاج ، أو
* أنها خائنةٌ لوطنها وعميلةٌ لأعداء وطنها .
– ولذلك يعمل هؤلاء على التبرقع برداء الفضيلة والوطنية والإيمان والشرف ، لكييخفوا مباذلهم و خيانتهم وانعدام وجود ذرة شرف أو وطنية لديهم .
وأمثال هؤلاء ، لا يُقْنِعون إلاّ أنفسهم ، أومَنْ كان شبيهاً بهم .
التعليقات مغلقة.