مابين حلب وتركيا .. سقوط حلم وتغيير في المشهد السياسي / مي حميدوش
ميّ حميدوش ( سورية ) الأربعاء 20/7/2016 م …
لم يعد خافياً على أحد مدى خطورة الوضع الراهن في العالم حيث ارتدادات الحرب الإرهابية على سورية والمدعومة دولياً وإقليمياً باتت تصيب مختلف الدول الداعمة للتنظيمات الإرهابية على مختلف مسمياتها.
أكثر من خمس سنوات والحرب مستمرة على امتداد المساحة الجغرافية للجمهورية العربية السورية واليوم باتت تلك الحرب تشكل لعنة على كل من دعمها ورعاها وأول تلك اللعنات أصابت الحكومة العثمانية في أنقرة.
ما جرى مساء يوم الجمعة الماضي لم يكن مجرد حركة إنقلابية لم تنجح بل هو رسالة موجهة إلى مختلف الحكومات الداعمة للإرهاب عربية كانت أم غربية مفادها بأن الأيام القادمة ستكون أخطر والمنطقة اليوم على صفيح ساخن.
إن التاريخ السياسي لتركيا يثبت بأن الجيش هو صاحب الكلمة الأخيرة وأن التحرك الأخير من قبل بعض القادة العسكريين قد جاء على خلفية طغيان الحاكم أردوغان وتهميشه للمؤسسة العسكرية ودعمه للمجموعات الإرهابية ابتداء من داعش وانتهاء بأصغر مجموعة إرهابية عاملة على الأراضي السورية والعراقية.
قد يرى البعض بأن ما جرى في تركيا ما هو إلا مسرحية هدفها تثبيت حكم اردوغان واطلاق يده في المنطقة ولكن حقيقة الأمر بأن مقاليد الأمور في تركيا قد تبدلت ومن كان صامتاً في مرحلة ما بدأ اليوم يتلمس مدى خطورة الوضع في المنطقة وبالتالي لابد من تحركه لقلب صورة الواقع تحت شعار الحرب على الإرهاب تلك الحرب التي تقودها سورية مدعومة بمحور المقاومة والحلفاء.
تشير المعلومات الاستخبارية بان التحرك الأخير في تركيا جاء بالتزامن مع تقدم الجيش العربي السوري وحلفاؤه في حلب واستكمال الطوق حول مناطق تواجد المجموعات المسلحة المدعومة من حكومة اردوغان ما يعني بسقوط حلم اردوغان بدخول حلب واسقاطها ضمن المشروع الاخواني.
اليوم وبعد التطورات الأخيرة في تركيا ومع اصرار الجيش العربي السوري باستكمال عملياته على جبهة حلب وريفها ستشهد المنطقة تغيراً درامتيكياً يتمثل بتطهير مدينة حلب من التواجد الإرهابي في بعض مناطقها بالتزامن مع تحريك الملف السياسي حيث أثبتت القيادة السورية بعد رؤيتها.
إن حلب بعد التطورات الأخيرة ليست كحلب قبل شهر من هذا التاريخ كما ان تركيا اليوم تختلف كلياً عن تلك التي كانت قبل الحركة التحررية الأخيرة.
لقد اعترفت الحكومة الاردوغانية أن تركيا ستشهد حركات انقلابية اخرى ما يعني بأن ما تقوم به تلك الحكومة اليوم من قمع بحق العسكريين الأتراك من جهة والمواطنين الرافضين للحكم الاردوغاني من جهة أخرى سيترك أثره على المشهد السياسي ولابد من التذكير بأن الولايات المتحدة بدأت بتغيير سياستها في المنطقة والتلويح بطرد تركيا خارج حلف الناتو ما هو إلا رسالة سياسية تهدف إلى إعادة رسم المشهد السياسي في المنطقة والعالم.
التعليقات مغلقة.