هذا ما اعترف به قادة جماعة ‘‘ داعش ‘‘
الأربعاء 20/7/2016 م …
الأردن العربي … رغم إطلاق موجات من الهجمات الإرهابية في جميع أنحاء العالم، بدأ ” تنظيم داعش ” بهدوء في تجهيز أتباعه لانهيار تدريجي لدولة “الخلافة”، التي أعلن عنها وسط ضجة كبيرة قبل عامين.
يعترف قادة ” داعش ” في رسائل علنية أن نفوذ وثروات التنظيم تتراجع على أرض المعركة مع توقع إمكانية سقوط معاقلها المتبقية، وفي الوقت نفسه يتعهد ” التنظيم ” الإرهابي بالمضي قدمًا في حملته الأخيرة من العنف حتى لو وصل الأمر للعمل سرًّا تحت الأرض.
وبحسب صحيفة ” الإندبندنت ” يعتقد خبراء أمريكيون في مكافحة الإرهاب أن الهجمات الأخيرة في إسطنبول وبغداد الشهر الماضي كانت ردًّا على الانتكاسات العسكرية في العراق وسوريا. ويقول محللون إن هذه الأعمال الإرهابية من المرجح أن تستمر وتزداد كثافة، على الأقل في البداية، مع تطور وضع ” تنظيم داعش ” من شبه دولة تمتلك حيازات أرض وأصول إلى شبكة في الظل ذات فروع وخلايا متفرقة.
حيث قال أحد مقاتلي ” داعش “، الذي وافق على التحدث مع صحفي غربي شريطة عدم الكشف عن هويته وموقعه الجغرافي ” رغم أننا نرى بنيتنا الأساسية في العراق وسوريا تتعرض للهجوم، لكن كنا قادرين على نقل القيادة والثروة إلى بلدان مختلفة “. واعترف أن خيبة الأمل تسربت إلى بعض أتباع التنظيم؛ بسبب أخطاء القادة وفقدان العديد من أراضي دولة الخلافة.
وأضاف ” هناك كل يوم أشخاص يتواصلون معنا، ويقولون لنا إنهم يريدون العودة إلى الخلافة، لكننا نطلب منهم البقاء في بلدانهم والانتظار لفعل شيء هناك “.
وبينما يشكل فقدان الملاذ المادي ضربة قوية لـ ” داعش “، حيث يحد بدرجة كبيرة من قدرته على جمع المال وتدريب مجندين أو التخطيط لعمليات إرهابية معقدة، إلا أن الطبيعة اللامركزية لهذا التنظيم تشير إلى أنه سيظل يشكل خطورة لبعض الوقت في المستقبل، وذلك وفقًا لمسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين.
يقول الجنرال مايكل هايدن، الذي ترأس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في الفترة من 2006 إلى 2009 ” كان تنظيم القاعدة ذات تسلسل هرمي ومُسيطرًا عليه إلى حد ما، لكن هؤلاء الرجال ليسوا كذلك. هم حركة شعبوية من الصعب التنبؤ بتصرفاتها “.
علامات اليأس تتزايد أسبوعيًّا داخل ” التنظيم ” بشأن الصمود لإبقاء دولة الخلافة، التي تقلصت بنسبة 12 % أخرى في الأشهر الستة الأولى من عام 2016. مزيد من الإشارات لسقوط قادم وردت في تصريحات صادرة عن مسؤولي ” داعش ” على مدى الأسابيع الستة الماضية، وهي الفترة التي شهدت تراجعه في جبهات متعددة، من الفلوجة وسط العراق إلى الحدود السورية التركية.
مقال افتتاحي الشهر الماضي في صحيفة ” النبأ ” الداعشية الأسبوعية قدم تقييمًا متشائمًا عن آفاق صمود الخلافة، مع الاعتراف بإمكانية أن يفقد التنظيم كل حيازاته الإقليمية في نهاية المطاف.
دعا المتحدث الرسمي باسم ” داعش “، أبو محمد العدناني، لشن حملة إرهاب عالمية خلال شهر رمضان. وتساءل العدناني في خطبته ” هل هُزمنا عندما خسرنا مدنًا في العراق، وأصبحنا في الصحراء دون أي مدينة أو أرض؟ وهل سنُهزم وتكونون منتصرين لو أخذتم الموصل، سرت، الرقة أو حتى جميع المدن؟… بالتأكيد لا “.
يرى بعض المحللين أن قادة ” داعش ” يحاولون الحد من الضرر بسمعة ” التنظيم “؛ باعتباره الجيش الذي لا يمكن وقفه. فـ ” داعش ” تشهد الآن أحلك الفصول في تاريخها.
قال كول بونتسل، أستاذ في قسم دراسات الشرق الأدنى في جامعة برينستون “هم لا يريدون فقدان الأرض.. لكن يحاولون تذكير الناس أن التنظيم لديه تاريخ طويل، وسيستمر”.
في السياق ذاته أشار ويل مكانتس، الباحث بمعهد بروكينجز، إلى أن الهجمات القاتلة ضد مطار أتاتورك بإسطنبول ومنطقة الكرادة في بغداد ربما كانت جزءًا من نفس الجهد لطمأنة أتباعهم.
وقال مكانتس إن “الهجمات الناجحة في الخارج هي مؤشر على القلق العميق داخل التنظيم”، موضحًا أنه بعد سنوات من التفاخر بأنه التنظيم الذي لا يقهر، بدأ قادة مثل العدناني في الاعتراف بخسائر المعركة.
التعليقات مغلقة.