عودة اوربا الى عصر الفحم الحجري بعد الحظر على الغاز الروسي / كاظم نوري
كاظم نوري ( العراق ) – الخيس 18/8/2022 م …
حتى هذا اللحظة ومنذ العملية العسكرية التي اضطرت روسيا الى تنفيذها في شهر شباط ” فبراير” الماضي ضد اوكرانيا وتواصلت حتى الان جراء الدعم العسكري الغربي وفي المقدمة الامريكي والبريطاني واستغلها الغرب الاستعماري لفرض حصار جائر على كل شيئ في روسيا .
فقد وصل الحال بدول الديمقراطية “الزائفة” التي انخدعت بها الشعوب لعقود من السنين ان فرضت حظرا على الغاز الروسي الذي يغذي ماكنة الحياة الصناعية في معظم دول الاتحاد الاوربي باستثناء بعض الدول منها هنغاريا التي تصرفت مع الازمة الاوكرانية بعقلانية ورفضت فرض الحظرالجائر على روسيا وشعبها لاسيما وان اوكرانيا تستحوذ كما هو معروف منذ عقود من السنين على اراضي هنغارية يقطنها مواطنون من اصول هنغارية ويتكلمون اللغة الهنغارية واخذت كييف تجند معظمهم لزجهم في الحرب الدائرة هناك.
المانيا وفق التقارير دفع الخوف سكان العاصمة برلين وهم على ابواب الشتاء الى التوجه لشراء الفحم الذي اصبح سلعة نادرة على الرغم من الاضرار التي يطلقون عليها التدفئة الملوثة للبيئة.
ومع ارتفاع الطلب يعجز الانتاج عن المواكبة ولم يعد لدى العديد من تجار الفحم الصغار شيئا لبيعه وفق التقارير.
وبعد فشل حكومة المستشار شولتس في تعويض الغاز الروسي بالغاز القطري وصعوبة وصول الغاز الصخري الامريكي وسعره المرتفع جدا اقرت برلين بانها لا تستطيع الاستغناء تماما عن الغاز الروسي المسال لاسيما وان هناك خطوط السيل 1 والسيل 2 الذي جرت تعطيله بسبب فرض العقوبات على روسيا.
ان ضررا بالغا وفق المعلومات سوف يصيب الصناعات في المانيا اما فاتورة الغاز السنوية للافراد سوف ترتفع في المانيا الى 600 يورو اثر تراجع الشحنات الروسية بينما وعدت الحكومة الالمانية بتخفيف الاعباء المالية على الاسر الاكثر فقرا.
لقد استطاعت بعض الدول الصناعية مثل المانيا ان تخفف طيلة العقود الماضية من وطاة انبعاث الغازات السامة من الحافلات والمصانع في محاولة للمحافظة على البيئة وهاهي تقف مكتوفة الايدي امام الانصياع للسياسة الامريكية بالهرولة وراء واشنطن التي تلزم دول القارة الاوربية السائرة في فلك السياسة الامريكية ان تنفذ ماتريد ضد روسيا دون ان تلتفت الى وضع المواطن الاوربي ومعاناته الصحية والمالية جراء استخدام الفحم بدلا من الغاز المسال فضلا عن تعطيل وسائل التدفئة في ذات الدول.
المانيا وشعبها ليست وحده التي سوف تعاني بل ان شعوب معظم الدول الاوربية التي هرولت وراء الولايات المتحدة في اجراءاتها غير الشرعية ضد روسيا سوف تعاني هي الاخرى بينما واصلت دول اخرى الاعتماد على الغاز والنفط الروسي من خلال تحايل بعض الشركات على العقوبات التي فرضت على روسيا وان الولايات المتحدة نفسها اباحت للشركات استيراد النفط الروسي باسعار متدنية وهو مارفضته موسكو.
التعليقات مغلقة.