المفكر القومي الأردني المحامي محمد احمد الروسان يكتب: كونترا فلسطينية جديدة بفعل الاحتلال والشقيق القريب
المحامي محمد احمد الروسان* ( الأردن ) – الإثنين 22/8/2022 م …
*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية …
== العقل لا يتعبه المعلوم ولا يربكه الاّ المبني للمجهول يا بشر … فالمدن الجميلة كالنساء الجميلات لا تحب نواح الرجال
== كسر الحدود ودمج الجرود وداعشية سياسية واقتصادية تتورّم في الداخل
لا أدري ماذا تقول: المدن المحاصرة والمدن التي تسقط، لمن يذرف الدمع عليها ولمن يتفجّع وينوح حزناً؟. ولا أدري ماذا تقول مدينة محاصرة أو أسيرة، للعيون التي تبكي والحناجر التي تموء؟. لاشك أنّها تحتقرها وتنظر اليها بشفقة وازدراء، ولاشك أنّها تحس بالذلّ من انهمار الدموع على جدرانها، بدل أن تغسل شوارعها أناشيد التحدي وتهز أعمدتها أصوات الرجال، فالمدن الجميلة كالنساء الجميلات، لا تحب نواح الرجال، ولا تعجبها الرجولة المنكسرة، ولا يميل قلبها الى ذكور يبكون مثل النساء.
وكل مدينة أسيرة تبقى حرة، طالما بقي لها رجال أحرار يجدّون في أثرها ويسعون الى لقائها وعناقها وتقبيلها، فالحرة لا تسقط عندما تقع في الأسر، مهما كانت شدة فتك العدو وهمجيته، لكنها لا تغدو جارية يستعملها الجميع الا عندما يبكيها رجالها وينوحون ويندبون حظهم العاثر، تماما كما فعل العرب في مدن فلسطين التي بكوها خلف الأبواب وهم “يستمعون الى فض غشاء بكارتها” فسقطت في العار منذ ذلك الوقت.
الكارتل العميق الحاكم في الولايات المتحدة الامريكية، ان كانت الادارة ديمقراطية، وان كانت جمهورية، يتبنى خطّة السلام الامريكية المسمّاة اعلامياً بصفقة القرن، تكتيكيّا – لا استراتيجياً، لغايات مسارات الخلط، في ظل صراعاته مع بريطانيا، من تحت الطاولة على الساحات ومساحات النفوذ السابقة، لخلق الفوضى المطلوبة، ليصار لاحقاً لترسيم كل شيء بما ويتفق مع المصلحة الامريكية أولاً وأخيراً، وعلى الهامش مصلحة الكيان الصهيوني والذي صار عبء قاتل على الكارتل العميق، في مفاصل الدولة الامريكانية الولاياتية.
حيث خطّة السلام تلك، بجانب معاهدة الدفاع الأمريكية المشتركة التي فرضها ترامب علينا قصراً وكرهاً، ولم يعارضها الأخوان المسلمين عملياً على الميدان، وتروج لها مؤسسات المجتمع المدني والتي هي نوافذ استخباراتية في الداخل الاردني، حيث بالمجمل كل ذلك ينتج وبالتدرج عملية: شطب النظام السياسي الأردني، لصالح نظام سياسي جديد وبديل ومهندر بديمغرافيا وجغرافيا جديدة، أو حتّى اسم جديد: كمملكة الانباط مثلاً أو المملكة العربية المتحدة أو أي اسم آخر، هؤلاء الأمريكان الرسميون ومؤسسات حكمهم والايباك وعبر الكارتل العميق الحاكم الحقيقي هناك، ما زال وما زالوا يتبنون الوهابية بشقيها(السياسي والعسكري).
وكما يتبنون الاسلام السياسي ويراهنون عليه(عبر اي ادارة ان كانت ديمقراطية أم جمهورية)، لغايات العبث مع الصين عبر ملف الايغور، والعبث في جمهوريات أسيا الوسطى لغايات اضعاف الفدرالية الروسية وتصاعدات نفوذها.
وتهدف واشنطن الى ترسيخ مواقفها العسكرية والسياسية والمخابراتية في المنطقة، عن طريق انتشار القوّات المسلحة لحلفائها في سورية وعلى الأطراف لدول الجوار السوري من جديد، مع تقليصات محدودة ولكنها وهمية لعدد وعديد قوّاتها المسلحة في سورية والعراق، ونقل مسؤولية ونفقات الحرب على حلفائها، وتوريط أكثر عدد من الدول العربية والأسلامية من جديد وبنسخ مختلفة، في كواليس الحرب في سورية لغايات عولمة بعض الجيوب الجغرافية المتقيحة من ناحية(كجيب ادلب، وجيب شرق نهر الفرات وجيب التنف)للعبث بالاستقرار السوري وبالحكومة السورية، ودفع جديد للمدنيين للقيام بالاحتجاجات ضمن سيناريو استعادة للمجتمع المدني وتوظيفه، ومن أجل خفض عدد الخسائر بين الجنود الأمريكيين، مع امكانيات استبدالهم ببعض العرب المنبطح والشركات العسكرية الخاصة، وهناك معلومات تشير الى أنّ السعودية والأمارات تبحث عن مجاميع المرتزقة بعمق هذه المرة لشركات البلاك ووتر وأكاديمي بجانب ترتيب أدوار مستحدثة لقطر من جديد.
سنشرح هذا في سياقات ومعطيات ووقائع هذا الاشتباك وبجرآة غير معهودة :- لكي نعبر بسلام ونعيش معاً حاكم ومحكوم، لا بدّ من خلق وتخليق عقد اجتماعي أردني مستحدث، عبر هندرة الموجود، عقد بنسخة الألفية الثالثة للميلاد، ودخولنا المئوية الأولى للدولة القطرية الأردنية ضمن سوريا الطبيعية، عقد اجتماعي جديد بكل بساطة يعني: دستور جديد مستفتى شعبيّاً، وعليه: فهل نسخة التعديلات الدستورية الأخيرة هي خطوة على طريق ذلك؟ مع تحذيرنا أنّه ليس كل ما طق الكوز بالجرّه، فتحنا الدستور وعدلناه، كون من شأن ذلك، أن لا يقود الى الاستقرار الدستوري في الدولة والحفاظ على النظام الدستوري.
ثمة داعشية سياسية واقتصادية تتورّم في الداخل الأردني، استغلت كل شيء ووظفته بما فيه وباء كورونا، واستثمرته جيداً لتعمّق جذورها، بفعل طوارىء السياسة والاقتصاد، هي العامود الفقري لدولة البانكرز – دولة البنوك المحلية، وأضعفت الدولة الوطنية التقليدية العميقة الاردنية: جيش عربي بعقيدة قتالية، مخابرات دولة بعقيدة ثابتة، مؤسسات مختلفة، عشائر بأصول ومنابت، حيث غدت الهوية الوطنية الأردنية هي علاقة الانسان بالدولة، وليس علاقة الانسان بالأرض، والهوية الأردنية ما زالت تعيش مخاضات التشكل والتشكيل.
لا نكشف شيئاً جديداً عندما نقول: أنّ المنطقة حبلى بالعواصف في محيط الأردن، والأخير محاط بسوار ناري كما يحيط القيد بالمعصم، فلا يمكننا أن نكون بعيدين عن هذه العواصف والأوضاع والأخطار تحت بند وعنوان الحياد بمفهومه الواسع، و كوننا تأثرنا وسوف نتأثر بالمزيد بهذه الأخطار والعواصف، شئنا أم أبينا بشكل مباشر أم غير مباشر، سواءً في سورية – عمقنا العربي الإستراتيجي والتي ما زال الجميع يتآمر عليها، وفي العراق المستهدف قاعديّاً عبر بعض دول الجوار العربي، ومصر ومؤشرات الطريق التي ستؤول إليها وما يحظّر لها عبر ليبيا، وعبر المجتمع السيناوي في الداخل المصري، أو فلسطين المحتلة وفي لبنان المحتقن سياسيّاً وفي بؤر ساخنة أخرى، وحتّى الجاري في اليمن الآن من عدوان البعض العربي، والمرشح الحدوث في أكثر من بقعة ومنطقة عربية ساخنة، حيث كل هذا يرتب استحقاق وتحدي أردني داخلي يتوجب مواجهته والتحضير له والأستعداد بشكل كافي ومقتدر، لكي يتم ويصار الى(فولذة )الداخل الأردني والتوحد الكامل الواعي لهذه الأخطار، حيث الأمن المحلي جزء هام من الأمن الأقليمي، والأخير أساس الأمن والسلم الدوليين.
دواعش الماما الأمريكية يصار الى اعادة هيكلتها من جديد وانتاجات لها، لغايات التوجيه نحو جلّ أسيا الوسطى والقوقاز الشمالي والجنوبي(وما جري في كازاخستان منذ أقل من عام)، ونحو الصين بشمالها، ونحو الساحات الضعيفة والقوية على حد سواء لدول الجوار السوري، وهنا لأنّ داعش المعاد توجيهها من قبل واشنطن وتلعب لندن بها، تستهدفنا كجغرافيا كما تستهدف العربية السعودية بحدود تلامس ألف كم مع العراق، وحيث انّ داعش بفعل عقلها الأستخباراتي الأمريكي وعندما لا تستطيع السيطرة المكانية على بقعة جغرافية مستهدفة ومحددة، تلجأ لتطبيق استراتيجيات الذئاب المنفردة الداعشية لنقل المعركة وفقاً للرؤية الاسرائيلية الصهيونية الى الداخل الأردني عبر العمليات الأنتحارية، تماماً كما فعلت في السابق وتفعل في جلّ ساحات الخصوم والحلفاء لأمريكا.
الذئاب المنفردة مصطلح إستخباري يدل على قيام مجموعة من الأشخاص، لا يخضعون الى تنظيم هرمي، يستلمون منه التعليمات للقيام بعمليات ارهابية، بل يقوموا بالتخطيط والتنفيذ ضمن امكانياتهم الذاتية، وأغلب الأشخاص المنفذين لمثل هذه العمليات، يكونوا من الشخصيات السوية الاعتيادية، والتي لاتثير الشك في سلوكها وحركتها اليومية ضمن أطر المجتمعات المحلية في الجغرافيا المراد استهدافها.
والطبّاخ الرديء وأسلوبه ونتاج طبخه من طعم وجودة طبخ، يشكل بمجمله إستراتيجية الطبخ الرديء، وحين تكون بعض مفاصل الأخيرة من نهج وسياسة لبعض الدول والساحات العربية، إن لجهة القويّة منها، وان لجهة الضعيفة، فهي السياسة التي يصنعها عادةً بعض باعة الأرصفة في الأسواق وأمام المساجد يوم الجمعة من كل أسبوع، فلنسقط ذلك على واقع ما تمارسه نخبنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والاستخباراتية والدبلوماسية والإعلامية والثقافية والحزبية، من سياسات لجهة الخارج الملتهب والداخل المحتقن والمتفاقم بالاحتقان بفعل تداعيات التعامل مع الوباء – كورونا، وازاء الحريات وملفاتها ومفاصل ما جرى في مشروع التعديلات الدستورية المقرة من قبل مجلس الأمة والسارية المفعول الان.
القراءات تقول: نحن على حافة انفجار اقتصادي واجتماعي ولاحقاً أمني – جرائم عديدة في الداخل الأردني لأتفه الأسباب، تجارة مخدرات وتعاطي، إن بقينا نمارس إستراتيجية الطبخ الرديء، وثورة جياع قادمة وكما قلت في تحليل سابق منذ عامين وأكثر.
عليك ان تفكرّ استراتيجيّاً بنقاء ووطنية وقومية وانسانية، وأعرف ماذا تريد وتصرف وفق دروس التاريخ، فثمة هشاشة ساحات وذكاء متآمر وتوهان ديمغرافيا في عروق جغرافية تتقيح صديداً وعفناً، فعبر ما يجري في شامنا ويمننا وفي بعض ساحاتنا العربية، وما يحضّر للساكنة منها بما فيها الساحة التركية وشبه الجزيرة العربية والساحة الأردنية واللبنانية والفلسطينية والعراقيه وليبيا … الخ، ملامح التقسيم تعمّقت ارتساماً وترسّماً بشكل جدي في المنطقة، في ظل تيه الأستراتيجيا أو التوهان الاستراتجي، كثير من الدول المهمّة تحولت إلى عبء على كينونتها الوطنية، وهي نتاج متلازمة العولمة الأمريكية التي تقوم على الجماجم واستسقاء الدماء، وكيف صار قصر الإليزيه فرع من فروع شركة توتال الفرنسية النفطية العملاقة متعددة الجنسيات(احدى مقراتها في عدن حوّلها الاماراتي لسجون لتعذيب الانسان اليمني)، والتي قد تخسر عقودها النفطية في أكثر من ساحة، ففي ظل هذه الفوضى الخلاّقة، إخوة يوسف عادوا من جديد، ولكن هذه المرّة لم يرموه بالجب حيّا،ً بل كانوا هم الذئب والدم على قميصه ليس كذباً، كاتب هذه السطور لا يستخدم مصطلحات ولا يستحضرها لتقتل خلايا العقول الضعيفة حال احتكاكها بها، بل ليحفّزها على التفكير والاشتباك، حتّى في زواج الطبيب الإيراني بهروز براين ناهد من فانيسا جون كيري، وفي ظل الفكفة للمنطقة وإعادة التركيب والأمركة نكاية بالبعض العربي الحر ونكايةً بالروسي والصيني والإيراني، لا بدّ هنا من الإشارة إلى الدور الأمريكي العميق.
والدبلوماسية بالعمق، هي فن أن تقول للآخرين بأن يذهبوا للجحيم بطريقة تجعلهم يسألونك عن الأتجاهات قبل وأثناء دخولهم الجحيم، وكذا هي الدبلوماسية الروسية والسورية فلا أحد يعرف كيف تفكر دمشق، لكن دبلوماسية مملكات القلق على الخليج، عرب روتانا الكاميكازيين وحلفائهم من بعض العرب المرتبك، والذي صار بريد رسائل للآخر مع كل أسف وحصرة وحزن، جعلتهم أن يسيروا في اتجاهات الجحيم من دون ارشادات بفعل الأمريكي البراغماتي والتبعية له، فأن تكون حليفاً لماما أمريكا أكثر خطورةً بأن تكون عدوّاً لها، بالرغم من أنّ العداء لها له سلّة مخاطره، لكن أن تكون حليفاً لها أشد خطورةً من الأولى، وهذا ما يعاني منه الأردن وسيعاني بعمق لاحقاً، ان تماهى وتساوق مع شروط صفقة القرن، تحت عنوان الورقة الاقتصادية – أيّاً كان الساكن في البيت الأبيض وترامب أو من هو على شاكلته عائد الى البيت الأبيض – و “..لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده..”، وهذا يعني بالسياسة شطب الكيانية الجغرافية والديمغرافية الأردنية بوضعها الحالي، وكذا الفلسطينية في الداخل الفلسطيني المحتل، لصالح كيانية جديدة وديمغرافيا جديدة وبرأس جديد وهذا بمجمله يسمى بالهندرة السياسية للقطر الأردني والقطر الفلسطيني ضمن سورية الطبيعية، ورهاننا على شعبنا في الداخل الأردني وفي الداخل الفلسطيني المحتل فقط لأفشال ذلك، وعلى الملك والعائلة المالكة، وحكومة بلادنا وجيشنا والمنظومة الأمنية، وكذا في مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية وفتح وحماس والجهاد الأسلامي وكل الفصائل، أن ينحازوا جميعاً الى هذا الخيار الشعبوي، في مواجهة الرسمي الأمريكي الصفق والصهيوني الأصفق، وهذا أعمق قرينة قطعية تصل درجة الدليل المادي على ما حذّرنا ونحذّر منه والأيام بيننا، خاصةً ان كنت كحليف لا تلعب بالهوامش الممنوحه لك من قبل الأمريكي نفسه ليحقق مصالحه، بمعنى أن تكون انبطاحيّاً وكانّك تزحف على شفاهك نحوه فقط.
وإذا كان علم فن إدارة الأزمات، من العلوم التطبيقية حديثة النشأة والتطبيق، فانّ علم ما يسمى بالإنذار المبكر، من ذات العلوم الاستقرائية والبحثية حديثة النشأة، والاشتباك بتفاعل أيضاً، انّه علم الفن وفن العلم ضمن الاستقرائيات لأي تداعيات أي حدث كان، وهو ليس أداة تجرح كما في علم الاستخبار.
انّه علم يركز بعمق على بؤرة الحدث أي حدث كان، إن بفعل البشر وان بفعل الطبيعة، ويسعى إلى التعرف والتمحيص في مكونات تلك البؤرة، وعمل أدائها السلوكي ومفاعيله وتفاعلاته، ثم التقاط موجات وإشارات البث المنبعثة والمنطلقة، من نقطة المركز، ومحاولات معرفة وقراءة وفك شفرات هذه الموجات والإشارات، ليصار إلى الوصول لمعرفة وسبر غور طبيعة وشكل السيناريو القادم أو السيناريوهات القادمة، حيث تعد الأخيرة مجرد احتمال، وان كان الأخير في السياسة ليس يقيناً، لكن جل المسألة في علم الإنذار المبكر، يتيح ويسمح وضع الاستعدادات والترتيبات اللازمة، لعمليات احتواء المخاطر وتعزيز الفرص.
نعم لا يتعب(ضم الأول)العقل شيء كما المجهول، فالعقل لايخيفه المعلوم، ومن يرد أن يرتاح عقله وقلبه، فعليه ألاّ ينظر في الظلام ويلعنه، دون أن يوقد سراجاً، ولكن رياح السياسة هذه الايام، تطفئ السراج في هذا الليل المتأسلم و\ أو الأسلامي الطويل، حيث عميق المؤسسات الامريكية تتجه عبر ادارة الناطق الرسمي باسمها جو بايدن والد بو المتوفي وهنتر صاحب المشاريع باسم والده في أوكرانيا، الى التحالف من جديد مع الاسلام السياسي لغايات التوظيف عبر التركي، ونحو أسيا الوسطى والقوقاز الجنوبي ونحو جزيرة القرم والصين، فتركيا مغفر متقدم للناتو، أو عبر حكومات تدعي أنها اسلامية وذات توجهات اخوانية كحكومة سعد الدين العثماني في المغرب – الحكومة السابقة، والتي طبّعت مع الكيان، وحكومة حزب التنمية والعدالة التركية – حكومات أردوغان والعلاقات مع الكيان الصهيوني، حيث الدولة العميقة في الولايات المتحدة تريد تسييد نموذج حزب التنمية والعدالة التركي في المنطقة من جديد، ومعه نماذج أحزاب اسلامية يصار تدويرها في الحكم، مثل حزب التنمية والعدالة في المغرب، وكذلك حركة النهضة في تونس، قطعاً وكل الحركات التي تدعي انها اسلامية ومن ذات التوجهات بما فيها القاعدة وداعش، كاسلام سياسي يميني بعمق(وان كان من الظلم اعتبار داعش والقاعدة، واحتسابهما على الاسلام السياسي)، لغايات أسرلة المنطقة عبر الاسلام السياسي.
فداعش ما زالت تطوف في المنطقة، ويصار الى توجيهها اما تقدماً وامّا تباطئاً، حسب حاجة صانعها أو ممولها، في الأنبار وتتمدد على سرير طويل طويل، تتنقل بكل راحة على أطراف حدود دول الجوار السوري وخاصةً في الشمال السوري المحتل، وتتواصل بين ثنايا الصحراء العراقية والسورية، والمزود لها ودعماً لوجستياً الامريكي والبريطاني والفرنسي والاسرائيلي والبعض العربي المعروف للجميع، وأخوة داعش في الشمال السوري يتورمون، وشقيقاتها في جنوب سورية يصار الان الى تفعيلها وتسمينها من جديد، ومدها بكل أصناف المخدرات لتدخلها الى الداخل الاردني تغير على التخوم(ولكم في بيانات الجيش العربي – حرس الحدود، دليل صحة، على احباط جيشنا، لتسلل المهربين والقتلة وتجّار الحرام على جانبي الحدود وبالاتجاهين وبلغات عدّة)، وجلابيب دواعش الماما الأمريكية، تترك العش الوهابي وتهاجم أصل العرب أصل العرب يمننا الذي لم يعد سعيداً.
فالعقل لا يتعبه المعلوم ولا يربكه الا المبني للمجهول، داعش استراتيجيتها ومن على شاكلتها انجليزيّاً وأمريكيّاً هي هي: كسر الحدود ودمج الجرود، بعد أن تمّ اخراج الجنرال الأمريكي متعدد المهمات مع داعش بعد انتهاء مهمته، عبر انزال دير الزور في منتصف عام 2015 م تقريباً، وتصفية فريقه من داعش، للتعميه عن حقيقة من أسقط طائرة شهيدنا معاذ الكساسبه بصاروخ من التحالف الصديق(حيث شهيدنا الكساسبة ذكراه خالدة وغيره من الشهداء صقور سلاحنا الجوي الحربي).
وصحيح الى حد ما تهدف واشنطن الى ترسيخ مواقفها العسكرية والسياسية والمخابراتية في المنطقة، عن طريق انتشار القوّات المسلحة لحلفائها في سورية، مع تقليصات محدودة ولكنها وهمية لعدد وعديد قوّاتها المسلحة في سورية والعراق، ونقل مسؤولية ونفقات الحرب على حلفائها، وتوريط أكثر عدد من الدول العربية والأسلامية في كواليس الحرب في سورية لغايات عولمة بعض الجيوب الجغرافية المتقيحة من ناحية، ومن أجل خفض عدد الخسائر بين الجنود الأمريكيين، مع امكانيات استبدالهم ببعض العرب المنبطح والشركات العسكرية الخاصة، وهناك معلومات تشير الى أنّ السعودية والأمارات تبحث عن مجاميع المرتزقة بعمق هذه المرة لشركات البلاك ووتر وأكاديمي.
ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية هي كالضباع لا تستطيع العيش بمكان لا يحوي جيفاً تجتمع عليها، خاصة بعد اعادة هيكلة بعض أقسامها وهندره للبعض الآخر حيث الهندرة بالمفهوم الأداري تعني الشطب واعادة البناء عندما تفشل الهيكلة، فهي بمثابة مخابرات تبرير وفبركة لسباق تسلّح محموم ونشر للفوضى، والولايات المتحدة الأمريكية تعمل على( استغبائنا واستغفالنا) كعرب ومسلمين، فهي تعمل هذا الأوان على إعادة إنتاج مفهوم الخطر الإيراني من جديد، وقولبته توليفاً وتوظيفاً في المنطقة، ثم ها هي على عتبة توقيع الاتفاق من جديد.
وعندما تتسع الرؤية تضيق العبارة، فالإباحية في الفكر بلا أدنى شك، تقود الى الاباحية في الجسد بوضعيات الكاماسوترا الجنسيّة على فراش الرذيلة، والأخيرة تتماثل وتتساوق مع الرذيلة السياسية: مسلسل جن الأردني وغيره، تتويجاً لنموذج مثاليّ، ونتيجةً لفعل وتفاعلات ومفاعيل حزب واشنطن تل أبيب في داخلنا الديمغرافي الاردني، عبر عولمته لمجتمعنا الأردني من خلال عصابته، والمعروفة لجهاز المخابرات، بل ومجتمع الاستخبارات ككل، مثل الشمس في رابعة نهار عمّان في يوم تموزيّ حارق ماحق ساحق.
لسنا من عراة الفكر، والوعي الحقيقي هو وعي مشتبك، ولكنه شقيّ أبداً، لأنّ حامل الوعي المشتبك نقدي بالضرورة، لا يكتفي بأن يكون له وجوده، بل يصر على أن يكون له حضوره، والحضور اشتباك لا محاله، ونزعم أنّ وعينا وعيّ مشتبك، والأنسان ابن بيئته، حيث أزعم بكل ثقة أني نشأت كانسان في ديمغرافيا قروية أردنية خالصةً في قطرنا الاردني، ذات وعي مشتبك ضمن سورية الطبيعية.
لا شك أنّ تداعيات وعقابيل وارتدادات هندسة النصر، غير تداعيات وعقابيل وارتدادات الهزيمة(ثمة مخاض عسير في المنطقة لدول وحركات مقاومة صاعدة، ودول وحركات تخريبية نازلة)، والخلافات بين مكونات وأطراف وعناصر مشروع منتصر، لا تقاس ولا تقارن بالخلافات بين مكونات وأطراف وعناصر مشروع مهزوم.
فلو انتصر المشروع الأمريكي الصهيوني الغربي البعض العربي، كقفّاز قذر بيد الأول في سورية، لشكّل التكفيريين الإرهابيين دعامة عسكرية واقتصادية لسرق النفط والغاز والثروات، ولسوف ينتفع من هذا النصر لو تحقق جميع الأطراف السفلة المشاركة، وفقاً لأسهمهم في شركة العدوان على سورية ومحور المقاومة(هم ما زالوا يحاولون في الشمال الشرقي لسورية – شرق نهر الفرات وفي التنف المحتل، وفي الرقّة المحتلة والشمال السوري المحتل، حيث مكب نفايات الإرهاب المعولم).
بالرغم من ما تم انجازه ميدانياً على رتم زمجرة الجيش العربي السوري وحلفائه، ومع العودة لبعض قطاعات الجيش العربي السوري، الى المواقع السابقة ما قبل الحرب على سورية ازاء الجولان السوري المحتل(قواعد اشتباك 1974 م)ودخول وحدات من الأندوف برفقة قوّات روسية وسورية، وتطويق التنف السوري المحتل وحصر داعش في بادية السويداء السورية والعمل جاري على انهائه رغم حماية الأمريكي وتحالفه له ومعه، والاستعدادات الجارية لمعركة الشمال السوري في ادلب وريفها حيث بدأت المعركة ولكن بمسار بطيء، بالرغم من كل ذلك وذاك وتلك، يسعى الأمريكي بصفاقة سياسية أي بوقاحة، الى عرقلة مسألة الأعمار في سورية عبر ربط الأعمار بالحل السياسي والتوصل الى تسوية، ويظهر ذلك جليّاً الآن وعلى لسان المسؤولين الأمريكيين، كما يعمل هذا الأمريكي الرسمي، على عرقلة عودة اللاجئين والنازحين السوريين الى مواقع سكناهم وعيشهم في الداخل السوري المتعافي الى حد كبير.
سورنة الحدث الأوكراني، وأكرنة الحدث السوري، وبين الروسنة الروسيّة والأمركة الأمريكية، والأيرنة الإيرانية، باشتباكات متعددة وعلى مدارج الخطوة خطوة من الصيننة بشراسة صامتة، وسعي عميق من فلسفة ومسارات الأتركة على وقع الخلافات والتباينات التركية الأمريكية الأخيرة، ومسارات تفاقمها وتطورها لعقابيل وتداعيات قد تحدث شرخاً في جسر العلاقات بين واشنطن وأنقرة لا يصل الى درجة القطيعة، حيث علاقات تركيا مع الناتو والأمريكي كعلاقة جلدة الشاه بلحمها، بجانب كل ما سبق ثمة غياب قصري وذاتي كلي للعرب، حيث الطبخة أمريكية والحطب عربي وتركي والوضع بوضعيات الكاماسوترا عسكرياً في الشمال السوري وفي الشرق السوري – شرق نهر الفرات بالقرب من قاعدة التنف، حيث واشنطن تسعى لأنشاء كانتونات كردية محلية بإدارات ذاتية بمجملها تشكل دويلة اسرائيلية بسروال كردي أصفر فاقع اللون، وربطها بالرقّة السورية، وبالتالي ستبقى المنطقة مفتوحة على كلّ شيء الاّ الاستقرار.
عقيدة أمريكية جديدة صيغت ويصار الى تحديثها دوماً حسب المعطيات والوقائع، حتى تتمكن العاصمة واشنطن من سحب قوّاتها من المنطقة ومناطق شمال أفريقيا كي تعيد تموضع قواتها في الشرق الأقصى، فوفّرت الغطاء السياسي لعمليات حلف بغداد الجديد(الناتو العربي)على اليمن وما زالت توفرها، وهذه العقيدة أيضاً هي في جزء منها يتموضع في سعي حثيث للولايات المتحدة الأمريكية الى انشاء نسخة متطورة ومختلفة من حلف بغداد جديد في الشرق الأوسط، انّه الناتو العربي بمضمون القوّة العربية المشتركة، والتي لا نعرف حتّى اللحظة طبيعة النظام الداخلي لها، خاصةً بتوسع الدول المطبعة مع الكيان، بجانب دولتان تلتزمان بمعاهدة مع الكيان الصهيوني أيضاً، فهل تقبل مثلاً تل أبيب بتدخل عربي لأعادة السلطة الفلسطينية الى غزّة مثلاً؟ والأخيرة آراض محتلة من قبلها، كذلك ما ماهية العقيدة العسكرية لهذه القوّة المشتركة؟ ثم هل ثمّة علاقة لهذه القوّة مع اسرائيل الصهيونية؟.
أمريكا لا تريد انهاء الأزمات والصراعات في منطقة الشرق الأوسط، بقدر ما تريد ادارة هذه الصراعات والأزمات، لا بل وأزيد من ذلك، تستخدم الأزمات والصراعات عبر الوكلاء من بعض عرب، كأسلوب ادارة لذات الأزمات والصراعات، لذلك واشنطن دي سي تدرك أنّ العقدة الحقيقية في المنطقة تكمن في أنّ كل شيء ممكن وفي ذات الوقت ليس كلّ شيء متاح، وتدرك أنّ وكلائها في المنطقة لا يدركون ذلك، وان أدركوه تناسوه وبادروا الى الفعل لغايات آنية ضيقة، وجعلوا صراعاتهم كدول صراعات شخصية بل وطفولية.
وحتّى نصل الى درجة التوحد المنشود(والفولذة)الداخلية المطلوبة، فلا بد من المراجعة والتقييم والتفكير بصوت مرتفع واثق و واعي، نقد موضوعي ليس من أجل الهدم وانما لتعظيم المكاسب وتقليل الخسائر، مراجعة للانجازات، بعضها موجود، ومراجعة للسلبيات التي الكثير منها موجود، تشخيص يجنبنا الأخطاء، تشخيص دون مواربة ودون قفز عن الحقائق، ينشد الحل الجذري ويبتعد عن أسلوب حل الأزمات بأزمات، ومعالجتها بشكل سطحي استرضائي، فتغدو الأزمة أسلوب ادارة سياسية للحل، فتتعقد الأمور وتفقد البوصلة.
انّ سلامنا الاجتماعي حتّى يدوم ويقوى، لا يمكن أن يكون كذلك! فحتّى يقوى ويدوم كما يجب أن يكون، علينا أن نعتمد على اسلوب المبادرة والأبتكار بعيداً عن الأنتظار وادارة الأزمات، انتظاراً لقدوم حل غيبي أو ظرفي آني، والذي لا يمكن الاّ أن يكون عنصراً يحسب علينا وليس لنا، وأنّ حتمية إعادة التقييم وجرأة المراجعة، أصبح أمراً لا نملك فيه رأياً أو اختياراً، كون كل أنواع المخاطر والأحتمالات يمكن اسقاطها على مملكتنا الرابعة. في فلسطين المحتلة، حيث يقود دولة الأحتلال التي غدت كيان سياسي تحت التحقيق، حكومة كوكتيل من اليمين واليسار وتكتل عربي اسلامي – جماعة شيخ الأقصى رائد صلاح وعباس منصور، وهناك سلطة فلسطينية ناشئة غير مجزية مع وضع وانقسام فلسطيني داخلي ملتهب ومفتوح على كل شيء الاّ التوافق والتفاهم، حيث حماس لن تسلّف النظام السياسي المصري، ولا المخابرات المصرية، ورقة إنجاح المصالحة الفلسطينية الداخلية وتفضّل الانتظار.
ورغم الجهود الفلسطينية الداخلية والعربية الخارجية، فهو مرشح ليكون (كونترا فلسطينية جديدة) بفعل الأحتلال والشقيق القريب، وهناك وضع ملتهب في العراق يعاني(المحتل وصاحبه) فيه من وهن في الأدارة السياسية، يسعى فيه المحتل الى تحقيق انجاز بالتخطيط الإستراتيجي، ونظام عربي رسمي ضعيف جداً ومتهلهل إلاّ على الشقيق العربي: سورية خير مثال ومعها اليمن وليبيا والسودان وملف دارفور والصومال، وما يحظّر للجزائر الدور والمنجزات، بعد أن صار الاسرائيلي على حدود الجزائر، بفعل التطبيع مع حكومات الاسلام السياسي، وكذلك ارهاق الجزائر عبر ملف مالي.
أردننا لم يعد سعيداً بل تعيسا بفعل القريب والبعيد والغريب، الأمر الذي يستدعي أن نكون أقوياء في الداخل الأردني، موحدين ومستعدين للنظام الأقليمي والدولي القادم في المنطقة والعالم، فلا أحد يرحمنا ومكاننا يعتقد، سيكون العيش على بعض بعض هوامشه.
ولنكن صريحين صادقين مع أنفسنا منسجمين مع امكانياتنا وقدراتنا في الفعل المؤثر، ولا نحلم كثيراً حتّى لا نبني قصوراً في الهواء، نحن لسنا دولة إقليمية، وطبيعة الجغرافيا، جغرافيا المملكة تجعلنا جيران لدول نتأثر بها ولا نؤثر، إلاّ أنّ عناصر القوّة موجودة في بلدنا وعلينا أن نوظف ذلك توظيفاً واقعياً موضوعياً موجهاً لخدمة مصالح دولتنا العليا، فها هو نظام حكمنا حالة ديمقراطية متقدمة، تستحق المتابعة والبناء عليها(رغم ما يعتري العمليات السياسية هذه، بين دورة وأخرى من شوائب، تغيير ارادة الناخبين في الصناديق، وحال الحكم حال متسامح(لكنه بدأ يتغير نحو حالة من لا تسامح وبنكهة ثأرية)، له رؤية وجذور دينية وتطلع قومي وانساني وفعله في المسجد الأقصى صوناً ودفاعاً واضح للجميع كالشمس(رغم ما يرتب من أدوار جديدة للاماراتي وللسعودي والتركي عبر الاسرائيلي لمزاحمة الاردن واقصائه في رعاية المقدسات المسيحية والاسلامية في المسجد الاقصى – وثمة تحالف تركي سعودي خفي في ذلك)، ونظام الحكم لدينا ملاذاً لكل العرب ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، حيث أحسن الاستقبال والوفادة، بل قلّدهم مناصب متقدمة في الدولة، وانغمس في قضية العرب الأولى انغماساً عضوي فريد من نوعه، بمحطات إنشاء الدولة وباستقلال المملكة واعلان الوحدة وفك الأرتباط القانوني والأداري عام 1989 م، وبالإضافة إلى مجمل قضايا العرب الهامة واسناد دور الجامعة العربية، كمنظمة إقليمية، بسياسة واضحة ودائمة، رغم أنّ هذه الجامعة صارت أداة بيد القوى الغربية بفعل بعض العرب المرتهن، وهذه الجامعة لم تجمعنا يوماً واحداً على شيء يفيدنا، فعبرها تم تشريع الاعتداء على ليبيا الدولة العضو المؤسس لها، وحكاية ليبيا معروفة للجميع مثل حكاية تموز لبنان 2006م، وعبر الجامعة تم استهداف سورية وما زالت تستهدف، وعبر الجامعة من قبل نسفنا العراق، وعبر الجامعة يتم تشريع العدوان على اليمن العربي، وعبر الجامعة (شلّت) الساحات العربية، إن لجهة الضعيف وان لجهة القوي منها، وعبر الجامعة تم( تمييع وتسييل الصراع العربي – الإسرائيلي) وجعله صراع فلسطيني – إسرائيلي.
إنّ مشروع المملكة الرابعة ونحن نحتفل بالمئوية الأولى للدولة، تراخى في فلسطين، وتلكأ هذا المشروع وتباطىء وأنّ القول:(انّنا ندعم السلطة الوطنية الفلسطينية ولا شأن لنا بما يجري داخل فلسطين المحتلة)هو موقف متنحي وسلبي جداً حسب ما أعتقد، وأنّه لا يجوز أن نبتعد عمّا يجري داخل فلسطين المحتلة، كما يجب أن لا ندخل رأسنا في الرمال(كالنعامة)لأننا لنا الشيء الكثير الكثير، وقدّمنا أيضاً الغالي والنفيس من أجل هذه القضية، وعلى عتبات المسجد الأقصى قضى عبدالله الأول شهيداً، وأنّ التخوف من مقولة:(مصادرة حقوق الممثل الشرعي والوحيد أو منافسته)مقولة فيها تخلي عن دورنا وادارة الظهر، ومسألة وضع البيض كلّه في سلّة واحدة، نعتقد أنّه خطأ استراتيجي، وأمننا الوطني في المملكة الرابعة له شأن وكل الشأن بما يجري في فلسطين المحتلة، وما يجري في العراق والعائد الى الحضن الأمريكي من جديد عبر ما يجري في الأنبار، من خلال دواعش الماما الأمريكية، وما يجري في أمّنا سورية الجريحة، وما يجري في مصر التي تعاني من حالات مخاض غير مكتمل، وما يجري في ليبيا والهدف اضعاف مصر عبر الملف الليبي، وما يجري في لبنان المصادر والمحتقن سياسياً، تأتي كل هذه الأرهاصات والمخاضات غير المكتملة متزامنة مع مشروع أمريكي للأقليم بمقتضاه تهاوت وقد تتهاوى دول وتتغير خرائط سياسية، فإمّا بفعل أن نكون بصدد حالة من التناغم الروسي الأمريكي لحل الخلافات، أو بصدد حالة اصطفاف تعيد أيام الحرب الباردة.
في عهد الحسين رحمه الله، كان هناك فساد، لكنه فساد متسلل محاط بالخزي و العار، واليوم الفساد وقح وجشع وعلني، في عهد الحسين كان هناك فقراء، لكن كان عندهم أمل، كانت الكلمة في المجتمع للكبار، يعرفون حدودهم وواجباتهم ليكونوا نصير للدولة وضابطي النشاز في محيطهم، اليوم الكلمة لطوارىء السياسة والاقتصاد في الأردن، والخصومات طفولية بامتياز.
ومن هنا علينا أن نسعى وبكل قوّة لمكافحة الفساد،على كافة المستويات السياسية والأجتماعية والأقتصادية والأدارية والدبلوماسية والفنيّه التقنية، كون الفساد المالي والسياسي والإداري … الخ، صار معوّقاً كبيراً للأنتقال للأحسن والأفضل وسيادة دولة القانون، ومرشحاً لخلق صراعات طبقية قوية داخل أطرالمجتمع الواحد، وانّ إبقاء محاربة الفساد كشعار بحيث، أنّ كل الإعلانات الحكومية وفعلها على محاربة الفساد، وبكل أدواتها لن تستطيع أن ترقى عن مستوى مواجهة هذا الغول في كلا القطاعين العام والخاص على حد سواء، وأسلوب الحكومات المتعاقبة في مواجهة الفساد والأفساد في الدولة، هو أسلوب دعائي انتقائي رغائبي ظرفي غير مؤسسي، بالرغم من وجود هيئة وطنية لمكافحة الفساد نعتز بوجودها ونشكر جهودها ونطلب الأفضل والأحسن في الأداء الكمي والنوعي، كذلك من هذا المنطلق لمحاربة الفساد والأفساد في الدولة، لا بدّ من تعزيز دور استقلال القضاء وإسناده، والتأكيد على دور وعمل البرلمان في التشريع والرقابة، بالارتكاز إلى إعلام قوي وفعّال، كل ذلك متوافقاً بالتأكيد على الثوابت الدستورية، نحو عقيدتنا الأسلامية وديننا السمح ونحو الوطن ونسقه السياسي الحاكم، والتي صارت كلّها ثوابت في وجداننا الفطري – الشعبوي راسخة رسوخ الجبال، بحيث يتم تحرير الحياة العامة من القيود لدفع الناس للتنافس ضمن اطار تنافس سلمي مرتكز على العمل المؤسسي، حيث يتم إشراك الناس بالمشاركة في تطوير المملكة الرابعة، حيث يقبل الأنقسام الأفقي الصحي تحت الراية الأردنية ولا يقبل الأنقسام العامودي المرفوض، من جهة أخرى انّ الحديث الأعلامي المضخّم عن ديمقراطية موجودة في الأردن، ما هو إلاّ زعم ووهم الى حد ما، لأنّ ما هو لدينا هو حالة ديمقراطية ممتازة تستحق الدراسة والتقييم والمتابعة والبناء عليها، وعلى ما أنجز ومنذ تأسيس الأمارة وحتّى العودة في عام 1989 م، كما لدينا هوامش ديمقراطية تحتاج الى بناءات، فالأمن الأجتماعي والأمن السياسي والأمن الأقتصادي والأمن الأداري والوظيفي والقضائي، هو من فعل المجتمع و وحدته الواحدة، وحدة المهاجرين والأنصار بعلاوات وطنية وقومية تشق عنان السماء بعيدة عن المحاصصة اللئيمة، وانّ الأمن الأجرائي تابع لهذه المستويات من الأمن بمفهومه الشامل القاطع، وأن تجعل مواطناً ملتزماً مدافعاً عن وطنه ومكتسباته وأمن بلاده، هو الهدف المأمول والمنشود والمرتجى، هذا وقد تعلّمنا من التاريخ أنّ وطن الحريّة هو الوطن الأقوى والأشد مناعة، بحيث يكون الأمن في خدمة السياسي، والعكس بالضرورة صحيح 100%، يقظ وفاعل بتوازن مرسوم ومحكوم.
والدولة الأردنية تحتاج الى قادة حقيقين لهم علاقة بالرؤى والمشاريع، دون أن نقلل من شأن الأدارات الفنية والتقنية وكفاءاتها، ومن الملاحظ أن استمرار وذيوع وانتشار عدم ثقة المواطن بالسياسات والمؤسسات السائدة في الدولة، يستدعي بالضرورة إعادة بناء الثقة بينها وبين المواطن، وانّ استمرار اختباء الحكومات والوزراء والمسؤولين خلف الملك، أضعف الثقة بها، بحيث جعل من بعض المفاهيم الدستورية تسود وبشكل مغلوط مسّ مؤسسة العرش، ومن هنا بالذات فانّ تعزيز التربية الوطنية وتعظيم الحس السياسي يدعمان الولاء والأنتماء، الولاء للقيادة والأنتماء للوطن مع معرفة المسافة بينهما للمملكة الرابعة، ومن قبلها المملكة الأولى والثانية والثالثة مملكة الحسين رحمه الله تعالى.
فانّ تحقق الآنف ذكره، سيضعف كل خطر في مواجهتها، أي المملكة، وانّ مواطن فعّال مشارك يهتم بالخبز والحريّة والأمن الوطني وبالأنتماء الى الأحزاب السياسية الحقيقية، يقوّي الوطن ويبنيه ويعزّز الهوية الوطنية، بحيث تشكل الدرع الواقي من مخاطر الأحتراب والأنقسام ويستوعب التنوع والتعدّد والذي هو قوّة للمجتمع، كما قال الملك عبدالله الثاني ذات مساء أردني صاخب.
وأنّ سياسة الإقصاء وإفراغ الشعوب من محتواها الوطني، وتعبئة الناس بالطائفية والقبلية والعائلية، وتغريب المجتمع، هي سياسات ضارة بالمجتمع الأردني الواحد، وأنّه لا انفكاك ولا انفصام مابين تطور المجتمع وتحرير السوق، وبين تعزيز الهوية والأنتماء الوطني، ومع تطوير السوق واطلاق آلياته يترافق مع التنمية السياسية وتعزيز دولة القانون والمؤسسات.
ففصل مسارات الأصلاح عن بعضها البعض، كان خطأ استراتيجي، وممارسة استراتيجية الأنتظار لعتبة الزمن الآن، بانتظار ما ستؤول اليه تطورات الأقليم خطأ فوق الأستراتجي ويصل درجة الخيانة العظمى، حيث تحققت بعض الأصلاحات الأقتصادية على حساب السياسية منها، فكانت الطبقة الوسطى هي الضحية الكبرى حيث ما زالت تنزف في رمقها الأخير، وعندما رغبت وترغب الدولة الأردنية باصلاحات سياسية، لم تجد الأساس الذي تبني عليه ذلك، حيث تلاشت مع رياح الأصلاحات الأقتصادية المنفردة، وذابت الطبقة الوسطى التي تحافظ على الصراع الطبقي داخل المجتمع، فهي أيقونة التوازن الأجتماعي ومصدر القادة الحقيقين في الدولة، لا قادة مجتمع طارئين حتّى على أنفسهم، وهنا من حقنا أن نسأل الجميع: أين البرجوازية الوطنية بمعناها الزمني في ثورة القائد أحمد عرابي ضد المحتل في مصر؟! مع التأكيد أنّه يمكن للوطنية أن تنمو وتزدهر داخل أسوار وأطر البرجوازية، عندّها وعندّها فقط: توسم البرجوازية بالوطنية الحقّة، والتي تعين الدولة في كافة قطاعات ومستويات الحياة لأفرادها. الشباب الحراكي الصاعد والواعد وهم أكثر من 80% من الشعب الأردني يصرّون على المساهمة في خط انتاج لبعض ملامح العقد الثالث للمملكة الرابعة – مملكة العبادلة مع وعي ومشتبك، والوعي المشتبك نقدي بالضرورة، وهذا ما رأيناه في حركة احتجاجات الرابع ومحيطه والأحتجاجات الأخرى قبل عصر الجائحة كورونا، ان في جنوب المملكة، وان في شمالها، وان في شرقها، وان في غربها، حيث غدت الأحتجاجات ثقافة أردنية بامتياز، وهي واعية وبعمق وقوّة، وهي مؤشر قوي يعكس حالة من عدم الرضا عن الواقع الأردني ومحيطه العربي، وشعارات الحراكات القادمة ستكون لصالح انتاج مواد واضحة، يطالب فيها باصلاحات محددة، وغاز العدو احتلال وارتهان للمحتل، وصحيح هناك رغبة ملكية جامحة في الأصلاح تزامنت مع ضغوط دولية، في ضرورة بدء مرحلة من الأصلاح الحقيقي المؤسس لمرحلة جديدة، وهذا يتطلب هندرة المطروح لا هيكلته، بمعنى شطبه واعادة البناء من جديد، وعبر دستور جديد يخضع لأستفتاء شعبي حقيقي، في مستهل عقد ثالث جديد من عهد المملكة الرابعة.
لذا نلحظ بعض أصحاب مؤسسات المجتمع المدني في الداخل الأردني ذات التمويل الخارجي، يروجون لرؤى الحكومات الغربية والتي هي رؤى اسرائيلية بالأساس، في سيناريوهات الداخل الأردني بالمجمل، وبعض هذه المؤسسات هي عبارة عن نوافذ استخباراتية في الداخل الأردني المحتقن والذي يسهر ليله الطويل، بفعل أزمته الداخلية الأقتصادية المتفاقمة، وعلى مجتمع المخابرات العمل على تفكيكها لبعض هذه المؤسسات، كونها ذات أثر وخطر على الأمن القومي الأردني.
وتسعى أمريكا إلى بناء تحالف عسكري في الخليج والشرق الأوسط كما هو الحال في تجربة حلف الناتو، مع إطلاق محادثات سريّة لا مفاوضات لما يسمّى بالسلام في الشرق الأوسط، والتي تشي كل المعلومات السياسية والإعلامية والأستخبارية في وسائل الميديا العالمية، أنّها محادثات ليست للتسوية وإنما لتصفية القضية الفلسطينية برمتها، عبر ما يسمّى بالسلام الإقليمي(وليام بيرنز الشفرة الحادة بحثها في زياراته الى الكيان ورام الله وكذلك مع عمّان في زيارات غير معلنة)، وجعل مطبخ القرار في الأردن يفكر من الآن بما يسمى بالحدود المعقولة لتوطين اللاجئين والنازحين لديه، ودمجهم بالمجتمع الأردني مع تغيير قواعد اللعبة السياسية الداخلية، مع غياب تام لأية ضمانات دولية في هذا السياق، والذي يجد آذاناً صاغية في إدارة جوزيف بايدن الديمقراطية بشكل معمّق إن بقيت في الانتخابات القادمة كإدارة ديمقراطية وان رحلت، كما يجد ذات الآذان لتنصت إن كانت الإدارة جمهورية لاحقاً – راقبوا جيداً ولنتذكر ان بقينا أحياء باذنه تعالى.
لقد تحدثنا ومنذ بدء عمل هذه الإدارة الأمريكية الديمقراطية، بأنّ إدارة جوزيف بايدن صحيح أنّها ديمقراطية، إلا أنها بأجندة جمهورية لأربع سنوات قادمة((أنظر إلى جغرافية ما يسمّى بالربيع العربي من تونس إلى مصر، فليبيا إلى سورية، ولبنان وفلسطين، والعراق، وما يحضّر للجزائر والمغرب،(وموريتانيا حيث نفوذ اقتصادي إيراني فيها، عبر الاستثمارات في الثروة السمكية الهائلة والأمريكان يريدون استهداف هذا النفوذ)والأردن، فكل جغرافية هذا الربيع العربي في عيون استراتيجيات الخداع الأمريكية، إن لجهة الديمقراطي، وان لجهة الجمهوري، طالما أنّ المشغّل واحد هو البلدربيرغ الأمريكي عبر فرعه الدولة العميقه هناك في بلاد اليانكي العم سام، وهي(أي إدارة بايدن)أخطر على الشرق الأوسط، وقضية الصراع العربي الإسرائيلي وجوهره القضية الفلسطينية، وعلى العالم من إدارة دونالد ترامب الجمهوري.
وفي ظل هذا المنظور العام، هناك الداعشية الصهيونية بجانب الداعشيات العربية والأسلامية الأخرى، وثمة حرب أهلية مستمرة داخل الأسلام بين معتدل ومتطرف – أحياناً تظهر للعلن وأحياناً تبقى مستترة، وانّ تحالفات دولتنا وخياراتها مع كل أسف تحالفات مقلوبة بخياراتها.
قد تدرك الدولة الأردنية أن داعش بلاء عملت على خلقه منذ زمن خلايا التفكير ومكاتب التخطيط العسكري في نواة البلدربيرغ الأمريكي ونواة الكيان الصهيوني والأستثمارات في فكر ابن تيمية، ومن تبناه من الحركة الوهابية بشقيها الوهّابية السياسية والعسكرية، حيث تم خلقه ضمن سياقات(استراتيجية التكسير النظيف)لضمان أمن العالم، ولغايات تقسيم المقسّم وتجزئة المجزّأ وتفتيت المفتّت في المنطقة العربية، ونلحظ أدوار في ذلك لكل من(أويد بنون)الأسرائيلي الصهيوني الموظّف السابق في الخارجية الأسرائيلية، وكذلك لأمير الظلام(ريتشارد بيرل)، كذلك أدوار أخرى لمنظومة الشبكات العنكبوتية التجسّسية في مواقع حسّاسة في أمريكا أمثال: رودولف جيولياني، دوغلاس فيث، دايفيد، ميراف، رسمير، وكذلك أدوار لبعض مؤسسات غير نفعية في واشنطن مؤيدة لأسرائيل مثل: المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي، معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، معهد الدراسات الأستراتيجية والسياسية العليا.
استراتيجية تكسير نظيف عبر حروب أهلية مدنية وأثنية عرقية، أقرّت في مؤتمر القدس حول الأرهاب الدولي بدعوة من معهد جوناثان في تموز عام 1979 م، وهو على اسم شقيق بنيامين نتنياهو(جوناثان نتنياهو)الذي قتل عام 1976 م في غارة اسرائيلية على مطار أنتيبي في أوغندا لأطلاق سراح الرهائن على طائرة الخطوط الفرنسية المختطفة، حيث كشفت وثائق الأستخبارات العسكرية البريطانية أن جوناثان قتل في عملية(راية مزيفة)، والأخيرة تعبير يستخدم لوصف عملية عسكرية سريّة مصممة بشكل مخادع، بحيث يبدو بأنّ جهة أخرى قد قامت بها، خطط لها الموساد لخلق موجة تعاطف مع الأسرائليين في فرنسا ودول وساحات أخرى.
فخطة أويد بنون صيغت وأقرّت لنبذ عملية السلام مع الجانب الفلسطيني برمتها، وابتلاع الضفة الغربية عبر الأستيطان والقدس الشرقية، وتقسيم المسجد الأقصى وضم وابتلاع مرتفعات الجولان وغزّة على المدى البعيد، ولجعل الأردن وطناً بديلاً لا بل نظاماً سياسياً بديلاً برأس جديد عبر اثارة الفوضى فيه، واللعب بورقة الديمغرافيا بعد التعزيز والخلط الديمغرافي الأخير، بسبب الحدث السوري وصناعة اللجوء في الأردن، وقبله نتيجة للحرب على العراق عام 2003 م، والتي دفعت بموجات نزوح عراقية كبيرة نحو الأردن.
غلاة المستوطنون الإسرائيليون رفعوا أعلام داعش في القدس وتل أبيب، حيث داعش تخلق تشوّهاً تستفيد منه اسرائيل الصهيونية، والأستخبارات الأيرانية كشفت عن خطوط سريّة بين داعش ومنظمة مجاهدي خلق في العراق، وفرنسا ترعى محادثات بين مجاهدي خلق وداعش بعلم رئيس الوزراء الفرنسي المشرف المفترض على العمليات الجويّة العسكرية الفرنسية، على داعش في العراق وسورية.
ولأنّ التلاميذ نادراً جدّاً ما يهدّدون آساتذتهم، فلم يعرف أنّ قادة(اسرائيل )تحدثوا عن تهديد خطر داعش على الكيان الصهيوني، لذا تبقى اسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية الأب البيولوجي لداعش والمرشد الأيديولوجي.
وهنا لا بدّ من الأشارة الى أنّ الأمير السعودي الوليد بن طلال المستثمر في مؤسسات اعلامية يملكها روبيرت مردوخ مؤيدة لأسرائيل والمحافظين الجدد، أشار هذا الأمير الوديع وبلغة واضحة جداً، الى وجود حلف يضم اسرائيل وبعض الدول الخليجية وتركيا.
والحلف الأخير المشار له من قبل الوليد الأمير بن طلال، يستخدم داعش كطليعة له لأعادة رسم حدود الشرق الأوسط وفقاً لأستراتيجيات التكسير النظيف وخطة أويد ينون، ليهدد ايران ومصر، ويقسّم العراق وسورية ولبنان ولجعل الأردن وطناً بديلاً باستبدال نظامنا السياسي، ليصار الى هدفه الأوسع والأسمى باستهداف أسيا لوسطى، كمنصة عداء وحرب باردة جديدة ازاء الفدرالية الروسية والصين وما جري في كازاخستان، وجرى ويجري في الأفغانستان وشبه القارة الهندية، الاّ مؤشرات ومعطيات ووقائع على صحة ما نقوله والقادم أعظم، وسوف يدفع كلّ ذلك الى استشراس روسي وصيني عميق.
*عنوان قناتي على اليوتيوب – طالباً الأشتراك بها حيث البث المباشر اسبوعيّا عبرها لشرح اشتباكاتي السياسية، وآخر التطورات المحلية والأقليمية والدولية – ضع على محرك البحث على اليوتيوب التالي: طلقات تنويرية.
* عنوان قناتي على اليوتيوب حيث البث أسبوعياً عبرها:
https://www.youtube.com/channel/UCq_0WD18Y5SH-HZywLfAy-A
منزل – عمّان : 5674111 خلوي: 0795615721
سما الروسان في 21 – 8 – 2022 م.
التعليقات مغلقة.