أخذوا العراق وأعطوهم انتخابات / محمود فنون

أخذوا العراق وأعطوهم انتخابات\ محمود فنون

محمود فنون ( فلسطين ) – الثلاثاء 6/9/2022 م …




فقط ثورة تكنس الوجود الاجنبي في العراق طردا وتنظيفا …

فقط ثورة تدفن القوى السياسية التي تحكم باسم الاجنبي …

فقط ثورة جماهيرية بكل أشكال الكفاح هي التي تنقذ العراق …

احتلت امريكا وحلفها العراق عام 2003 بعد قصف وحصار وفرض مناطق حظر جوي …الخ.

أخذوا استقلال البلد وامنها وثرواتها وتراثها . وقتلوا وهجروا الملايين . ودمروا كل انجازات العراق على المستوى الاقتصادي والامن الاجتماعي وحماية المستهلك.

وقدموا مكافأة للعراق .

دستور بريمر وانتخابات برلمانية وانشاء الأحزاب .

الأحزاب طائفية وجهوية وخانعة للأمريكي .

وقدموا تقسيم العراق سني شيعي كردي وقبلي …

قليلون هم الذين يراجعون ويقارنون وينتقدون ويربطون الحلقات منطقيا في سياق مفهوم

ماهي المهمات السياسية التي يطرحها الوضع العراقي السائد .

هناك احتلال منذ 2003م وحصار ودمار قبل ذلك وهذا يستدعي النضال من أجل طرد المحتلين وتطهير الاراضي العراقية من رجس المحتلين .

وهناك ذيول سياسية للاحتلال متمثلة بالقوى السياسية التي تغطي المشهد .

بما يعني ان كنس الاحتلال يوجب كنس ذيوله قدر المستطاع وهذا يعتمد على طبيعة القوى التي تناضل لكنس الاحتلال وبرامجها السياسية والاقتصادية والاجتماعية .

إن كنس الإحتلال وحكمه الذاتي هو المهمة الاولى على جدول أعمال القوى الراغبة والمصممة على تحرير العراق من العدوان الخارجي والداخلي معا .

والعراق يمر بأزمة سياسية خانقة وتبعثر اقتصادي وازمات طالت الكهرباء والماء والصرف الصحي والصحة والتعليم ودرجة غير مسبوقة من الفساد ونهب المال العام بل تقاسم الفساد كما تقاسم المناصب .

إن القول بتوافق القوى السياسية الموجودة لا يقدم حلا للاوضاع الداخلية في العراق بل يكرسها ويؤبدها .

العراق مقسم بين الطوائف والجهويات ولذلك فإن توحيده ووحدتأراضيه هي كذلك مهمة عاجلة ومحاربة الطائفية واجتثاثها واجتثاث مصادرها مهما كانت.

وثرواته منهوبة من قبل العدو الخارجي وتعود منظومة الفساد المحلي لنهب ما يتساقط منها مما يستدعي تعريب الثروات وتأميم الاساسيات فيها وإعادة الاعتبار للقطاع العام خدمة لمصالح الطبقات الشعبية واستقرارها .

ونسبة عالية من الشعب العراقي وطاقاته البشرية والاقتصادية وكفاءاته مهجرة مما يقتضي برمجة استعادتها لتساهم في إعادة بناء ما تهدم من العراق . العراق الغني بثرواته وطاقاته والذي كان يستوعب في الاعمال اللازمة له ملايين من العرب والاجانب قبل العدوان الغربي عليه .

إن القوى السائدة في العراق حاليا هي من مظاهر الازمة وليست من أدوات حلها ولن تكون قادرة على ممارسة أي إصلاح داخلي وتنفيذ المهام التي بطرحها واقع العراق المأزوم .

والاحتلال العراقي لا ينظر لها بأكثر من منظار السيد للعبد .وشاهدنا ما حصل لقرار البرلمان العراقي بسحب جميع القوات الأجنبية من العراق . ونلاحظ تحكم مواقف الدول الاجنبية بالداخل العراقي وتكريس وضعها وأزماتها .

والإنتخابات وفق النظم الموجودة ليست مخرجا ولا حاملا لأية حلول بل كما ثبت من كل الإنتخابات السابقة وخاصة الأخيرة بأنها حامل للازمات وتزيدها تعقيدا .

إن جماهير العراق هي الحامل الثوري للتغيير ولكن ليس بقيادة الأحزاب التي استولدها احتلال العراق ونظمه ولوائحه ودستوره . ولا بالآفاق التي رسخها وفرضها .

إن قيادة جديدة تؤمن بتحرير العراق وإنجاز المهام الثورية هي المؤهلة وهي فقط المؤهلة لنقل العراق إلى الاستقرار السياسي والإقتصادي والتحكم في ثرواته وتنمية البلاد على كافة الصعد .

لقد اطلعت على أكثر من عشر مقالات وكتابات تتحدث عن الأزمة الحالية . فيها كاتب واحد دعى لإزالة الاحتلال والدستور والأحزاب القائمة وله الحق في هذه الدعوة ولكنه لم يذهب إلى جذور المسألة وتشخيص الحال الذي يعطي المهام الأساسية . أما البقية فهي إما تدعو للانتخابت كحل أو تطلب من القوى السياسية القائمة أن تقوم بتوافق اللصوص والمأزومين وأن يتوافقوا في البرلمان على انتخاب الرئيس وتشكيل حكومة جديدة . والبعض دعا إلى تشكيل حكومة من خارج الأحزاب تتكفل خلال سنتين باخراج العراق من الإستعصاء والازمة الحالية .

إن المطلوب هو ثورة جماهيرية عارمة وقيادة ثورية وبكل أشكال الكفاح لكنس الإحتلال وذيوله وهذا أفض من أن بقوم الجيش الذي يتهيأ لانقلاب عسكري كما كان يحصل سابقا .

إن القوى القائدة غائبة فلا حزب شيوعي ولا حزب بعث ولا حركة قوميين عرب موجودة وفاعلة في الميدان .إنه من ألح المهمات أن تتصدى القوى المعادية لأمريكا واحتلالها وللقوى الحاكمة باسمها الرجعية والطائفية والجهوية ، أن تتصدى لهذه المهمة وتتحد لقيادة الجماهير مع انه من الضروري أن يتوافق بقايا البعثيين مع بقايا الشيوعيين ومن يمكن أن يتآلف معهم متخلين عن التراث العدائي السابق الذي أصلا أضر بالعراق.

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.