فلسطين … تعرّف على استشهاديات الجهاد الإسلامي: نماذج مشرّفة للمرأة المقاومة!




الأردن العربي – الإثنين 24/10/2022 م …

مناضلات ومقاومات فلسطينيات شققن للمرأة طريقاً في مقاومة “وحشية هذا العدو التي لم تسمح لهن بالتنحّي جانباً عن مسار القوة العسكرية واستخدام السلاح”، حسب ما قالت نائبة مسؤولة الإطار النسوي في حركة الجهاد الإسلامي آمنة حميد في حديثها مع موقع “الخنادق”. نساء اخترن العمليات الاستشهادية سبيلاً للمواجهة وتركن نموذجاً تتطلّع اليه نسوة فلسطين.

الأسيرة المحرّرة عطاف عليان

أوّل امرأة من حركة الجهاد الاسلامي فكّرت بتنفيذ عملية استشهادية، تأثرت بقصص الأسرى، وعمليّات المقاومين، وعندما وصلت الى عمر الـ 17 عاماً، سافرت إلى الأردن، ومنه إلى لبنان، وهناك التحقت بأحد معسكرات التدريب حيث خضعت لدورات الرماية واستعمال السلاح والعبوات الناسفة. كانت الخطّة أن تستقلّ عليان سيارة مفخخة، لتُفجّرها في “كنيست” الاحتلال. لكن قبل أيام من العملية، اعتقلها الاحتلال في آب/أغسطس 1988.

اعتُقلت عليان لما يزيد عن 14 سنة على مرّات متقطّعة، تُعتبر رائدة الإضرابات الفردية في السجون، وخاضت الاضراب عن الطعام لأربع مرات. وقد وصنّفها الاحتلال على “القائمة السوداء” وبـ “السجينة الخطيرة” زعم الاحتلال أنها حاولت خنق إحدى السجّانات، وقد عزلها مدّة 4 سنوات متواصلة.

الاستشهادية هبة دراغمة

ولدت بتاريخ 5/12/1983 في طوباس، نشــطت في مجال العمل الديني والاجتماعي عبر “الجماعة الإســلامية” وهــي الإطار الطلابي لحركة الجهاد الإسلامي آنذاك. بتاريخ 19/5/2003 توجّهت دراغمة لتنفيذ عمليتها في مدينة العفولة في الدّاخل المحتل بعد تحضيرات مسبقة، كان أهمها التنكّر بزيّ يوحي أنها من الطلبة اليهود. أدّت العملية الى مقتل ثلاثة مستوطنين وإصابة حوالي 70 آخرين.

أعلنت سرايا القدس مسؤوليتها عن العملية وقالت “إن الاستشهادية المجاهـدة هبـة دراغمة إحـدى مجاهـدات سرايا القدس وقد فجرت عبوتها المخبأة في حقيبتها النسائية”. وأضافت “أن هـذه أول مرة تقوم فيها بإرسال استشهادية رداً علـى المجازر بحـق شـعبنا الفلسطيني وتزامناً مـع الذكرى الخامسـة والخمسـين للنكبة”.

وقد اعتقل الاحتلال جثمانها مدّة 9 سنوات قبل أن يسلّمه الى عائلتها منتصف عام 2012.

الاستشهادية هنادي جرادات

من مواليد جنين عام 1975، تأثرت باغتيال الاحتلال لشقيقها فادي وابن عمها القائد في سرايا القدس صالح جرادات في 12 حزيران / يونيو عام 2003، خاصة بعد أن منعتها قوات الاحتلال من الاقتراب من شقيقها وهو ينزف. بعد 3 أشهر من الاغتيال (5/ 10/ 2003)، خرجت جرادات الى عملية استشهادية في مدينة حيفا المحتلّة أسفرت عن مقتل 21 جندياً وإصابة 50 آخرين.

الاستشهادية ميرفت مسعود

من مواليد عام 1988 وسكّان قطاع غزّة، شهدت على مجازر ومحاصرة الاحتلال لقرى شمال القطاع حيث نفّذت عمليتها، ففي 6/11/2006 خرجت “مسعود” ابنة الـ 19 عاماً نحو “بيت حانون” طلب منها جنود الاحتلال خلع النقاب فاستجابت وطلبوا منها خلع “الجاكيت” فرفضت ثم خدعتهم بالقبول وانحنت قليلا واتجهت مسرعة نحو تجمّع للجنود.

قتل وأصيب العديد من الجنود واستقدم الاحتلال المروحيات لنقل الإصابات. وقعت العملية وسط أجواء أمنية معقدة وإجراءات مشددة. وقد أعلنت عنها السرايا مطلقةً عليها اسم “انتقام الحرائر”.

الاستشهادية ميساء أبو فنونة

ولدت بتاريخ 28/12/1985، في مخيم “النصيرات” وسط قطاع غزة، تعرفت “أبو فنونة” على فكر حركة الجهاد الإسلامي من خلال ترددها الى المساجد. سعت للمساهمة في خدمة الحركة والمقاومة في الميادين كافة. تأثرت باغتيال الاحتلال للقائد في سرايا القدس رائد أبو فنونة.

سعت للحصول على موافقة من قيادة الحركة لتنفيذ عملية استشهادية. وبتاريخ 7/1/2008، توجهت الى شمال القطاع بالقرب من معبر “بيت حانون” وعند اقترابها من الهدف المحدد أطلقت النار باتجاه جنود الاحتلال المتواجدين في المكان، ودار اشتباك بينها وبينهم ما أدى إلى استشهادها قبل تفجير العبوات الناسفة التي كانت تحملها.

دور المرأة الفلسطينية

شرحت “حميد” في حديثها عن الدور البارز والمهم للمرأة والمرتبط ببداية انطلاقة حركة الجهاد الإسلامي قبل 35 عامًا والذي “كان ملتصقًا بوجود المرأة الفلسطينية القوية والعنيدة التي كانت تُهاجم جنود الاحتلال بيدين فارغتين حينما يحاولون اغتيال او اعتقال أحد الشباب.  هذا الدور الفطري الذي كان يعبر عن غضب النساء من قهر الجنود ووحشيتهم لم يكن فريدًا بل تطور حينما جاء فكر الجهاد الإسلامي المميز” الذي قدّم فهماً للإسلام بقيمه وشريعته و”حرّر النساء من العرف والعادة والتقاليد، فتطور حضور المرأة في الجهاد ودورها”.

الدور المهم للمرأة كان في تحمّل أسرار العمل العسكري للحفاظ على سلامة المجاهدين، و”ساهمت في جمع العدة والعتاد وتجهيز ملابس الجهاد وإخفاء البيانات والتعميمات الداخلية بين المجاهدين كما إخفاء السلاح”. تطوّر بعدها الحركة الى أن “وصل الان لمراحل متقدمة من إعداد جيل كامل من السيدات والاناث والتنقل بهن في المستوى الثقافي والمعرفي والتعبوي بفكر الجهاد والانتماء وتجهيز الحشود اللازمة كحاضنة مهمة وكبيرة جدا للمجاهدين والمقاتلين”.

يعدّ الإطار النسوي في حركة الجهاد الإسلامي جزءً اساسياً من الهيكلية العامة للحركة، يستهدف النساء في قطاع غزّة تحديداً ضمن برامج متنوعة (دعوية دينية، ثقافية، تربوية، اجتماعية، إعلامية، عسكرية…) لبناء وتعزيز وعيهنّ بدورهنّ في الساحة الفلسطينية وفي مواجهة الاحتلال. وقد شكّلت نشاطات هذا الإطار ضغطاً فرض المعادلات على الاحتلال وشروط المرأة الأسيرة في السجون.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.