الفلسطينيون في المنفى … شعب واحد؟ / مهند إبراهيم أبو لطيفة
مهند إبراهيم أبو لطيفة ( فلسطين ) – الأربعاء 26/10/2022 م …
من تداعيات النكبة الفلسطينية المتواصلة التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني، تفكك الكتلة البشرية وخصوصيتها التي كانت تميزها ثقافيا ودينيا واجتماعيا، وما يتهددها من فقدانها لشخصيتها وهويتها الوطنية التي تميزت بها حتى أمد قريب.
بفعل التواجد والإنتشار القصري في مختلف الدول ، وإختلاف الأطر الحضارية والبنى الاقتصادية والإجتماعية التي تعيش في ظلها، وتتأثر بها بشكل يومي ومباشر بحكم الأمر الواقع، ومع تعاقب الأجيال والتي لا يتقن معظمها اللغة العربية حاملة الفكر وجسر التواصل الأساسي وغياب الثقافة السياسية ، يقف شعبنا أمام تحدي كبير وهو: فقدان الهوية الوطنية المشتركة والتي تبلورت بشكل عملي وسياسي مستقل مع بدايات النضال الوطني الفلسطيني منذ أوائل القرن الماضي ومع بواكير الوعي بمخاطرالمشروع الصهيوني في فلسطين.
من النتائج المباشرة لحالة الإغتراب التي يعاني منها قطاعات واسعة من شعبنا في الخارج، الإنفصال الوجداني والعملي عن الإنتماء للقضية المركزية الوجودية ونضالات شعبنا في الداخل من أجل الحرية والإستقلال والعودة والتي لا يُستثنى منها النخبة الفلسطينية التي كانت من روافد الحركة الوطنية الفلسطينية منذ إنطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة ولأسباب مفهومة ومعروفة في مقدمتها أسباب ذاتية تتعلق بواقع وممارسات الفصائل الفلسطينية وعلى وجه الخصوص طبقتها القيادية.
على المنظمات والأطر الفلسطينية الرسمية والأهلية والنُخبة الفلسطينية التي تحمل الهم الفلسطيني، أن تنتبه لهذا التحدي الذي يمس وحدة شعبنا الفلسطيني، وأن تسعى لتطوير برامج وفعاليات للتواصل مع شعبنا الفلسطيني في أماكن تواجده بشكل مدروس منهجي وعلمي، وخصوصا مع الشباب والأطفال منهم، وربطهم بقضيتهم الوطنية والإستفادة من تجاربهم وقدراتهم وإمكانياتهم المكتسبة – وهي هائلة ومهمة- لدعم كفاح شعبنا في الوطن. وإذا كانت الحركة الصهيونية قد نجحت إلى حد كبير في استقطاب الشتات اليهودي من الجيتو إلى مشروعها الإستطياني الإحلالي، أليس من الأولى أن يسعى من يخوض معركة الحرية والإستقلال لإستهاض طاقات شعبه؟؟
بالرغم من الجهود التي بذلها ويبذلها الجيل الأول والثاني من المنفيين الفلسطينيين، إلا أن الهوة تتسع أكثر، وبالطبع نتيجة غياب أو تغييب منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها ، وإستمرار الإنقسام الحالي المدمر، وغياب المشروع الوطني الواحد الموحد، ناهيك عن المتغيرات الإقليمية والدولية.
إنها دعوة مفتوحة للجميع: مقولة ” الشعب الواحد” تحتاج- رغم التحديات- لآليلت عملية مستمرة لتأكيدها وتعميقها، ولا يكفي رفع العلم الواحد في المناسبات مع تقدير رمزيته (وطبعا لا بد من الصور الشخصية مع الكوفية لتأكيد الحضور والمشاركة والأهمية!)، وخصوصا في مرحلة التحرر الوطني،لإسناد نضالات شعبنا في الداخل، ولكي لا نتحول إلى مجرد جماعات منفصلة معزولة ومفككه، لا يربطها بالوطن سوى شعور التضامن الموسمي المرتبط بأحداث معينة بدل المشاركة الفعلية المباشرة في الكفاح الوطني.
يمتلك شعبنا خارج الوطن، مخزون كبير قادر على العطاء، لمصلحة من هذا التغييب والإهمال؟
التعليقات مغلقة.