الإخوان المسلمون يتخلّون عن لافتة «الإسلام هو الحل»… مرشّحو البرلمان يضمون قوميين وحراكيين ومسيحيين وعددا كبيرا من النساء

 

الخميس 28/7/2016 م …

الأردن العربي …

تبدو الملامح الأولية لخطة الإخوان المسلمين الانتخابية في الأردن في غاية الاثارة والتشويق وفي غاية الاستفزاز أيضا لأنها تورط، إذا ما صدقت التسريبات، جميع أطراف اللعبة الانتخابية بالتداعيات المتوقعة لوحدة الصف الإخواني الداخلي بعد إظهار الصلابة والمتانة وطي صفحة الانشقاقات المدعومة رسميا بقرار جريء من وزن المشاركة في الانتخابات.

كوكتيل سياسي حقيقي تشير إليه المعطيات الأولية عندما يتعلق الأمر بهوية وتكوين القوائم التي ستشارك في الانتخابات رسميا باسم الإخوان المسلمين.

استبقت الجماعة طبعا الأحداث بأن أعلنت إسقاط شعارها الانتخابي القديم « الإسلام هو الحل» لصالح برامج بمضمون وطني» تفاعلا مع الشراكات المحتملة والممكنة تحت العنوان الانتخابي.

يعني التنازل عن شعار الإسلام هو الحل مستجدات مثيرة في التكتيك الانتخابي فهذا التنازل يؤسس لتحالفات على عناوين وطنية في ميدان الانتخاب مع شخصيات إسلامية مستقلة والأخطر والأهم مع مرشحين مسيحيين ومن شرائح مقاعد الأقلية والأكثر أهمية من الجميع هو دعوة الإسلاميين ضمنيا لبعض رموز التيار القومي لمشاركتهم في حفلة القوائم الانتخابية في البعد التنظيمي الداخلي سيتم إرضاء جميع الشرائح وتقديم وجوه جديدة تماما.

الجناح الصقوري يفترض أن يتمثل بقوة عبر رمزين بارزين من أقطابه هما الشيخ سعود أبو محفوظ المرشح عن مدينة الزرقاء والشيخ علي العتوم في مدينة اربد وهو صقوري متشدد جدا لكنه يمثل ثقلا عشائريا بارزا في الوقت نفسه العنصر الذهبي الذي يتردد اسمه للترشح عن إحدى دوائر العاصمة عمان والذي يعتبر ورقة مستجدة تماما في لعبة البرلمان هو الشيخ مراد العضايلة الذي كان قد اتخذ أصلا موقفا مضادا لفكرة المشاركة في الانتخابات.

ترشيح العضايلة والعتوم وأبو محفوظ إذا اكتمل وبرز فعلا سيشكل رسالة استفزازية للسلطة لأنها تعتبر هذا النموذج من قادة الإخوان مسؤولا بصورة مباشرة عن التأزيم والتوتير لكن ترشيح هذه الرموز ينطوي على رسالة داخل الجماعة أهمها أن جميع الأجنحة فيها سيتم إرضاؤها وستشارك في الانتخابات.

اللعبة الثانية المهمة في التكتيك إذا ما اكتملت الصورة تتمثل في الاستعانة بشخصيات ذات بعد وطني بعضها ثقيل الوزن ومن خارج النادي الإخواني للمعنى التنظيمي ولكن بعضها الآخر من الشخصيات الحراكية في المجتمع والحديث هنا يتفاعل عن شحصيات من وزن الدكتور عبد الله العكايلة والمحامي صالح العرموطي وثالثا الجنرال المتقاعد صاحب السقف المرتفع جدا في المعارضة موسى الحديد.

المعتدلون أيضا في التيار الإخواني لديهم فرص قوية في المنافسة على المقاعد فجعفر الحوراني برلماني سابق وهو الوجه الأوفر حظا للترشيح في قائمة الإخوان بمدينة الزرقاء وكذلك وائل السقا نقيب المهندسين الأسبق إضافة للدكتور عدنان حسونة في عمان العاصمة.

بالضرورة ومن الجناحين الصقوري والمعتدل سيقدم الإخوان المسلمون بعض الوجوه الجديدة في البرلمان مثل خميس أيوب إلى جانب شخصيات مخضرمة في العمل السياسي مثل الشيخ علي أبو السكر وشخصيات ذات ثقل عشائري واجتماعي في المحافظات بعيدا عن المركز مثل الشيخ عبد المجيد الخوالدة في المفرق والشيخ سليمان السعد في جرش.

تحالفات قوائم الإخوان الانتخابية تنطوي على رسائل عميقة لا تخلو من الدهاء السياسي فالفرصة متاحة لمخاطبة طموح بعض القومين مثل الدكتور حسني الشياب والإسلاميين بخطاب مغلف بالقومية مثل العرموطي ونقيب المهندسين الأسبق عبد الله عبيدات والإسلامي الشيشاني المستقل ثامر بينو.

الأنباء تتحدث عن مفاجأة غير متوقعة إطلاقا بعد إسقاط شعار الإسلام هو الحل حيث ستتضمن قوائم الإخوان المسلمين لأول مرة في بعض الدوائر الانتخابية مرشحين عن مقاعد المسيحيين، ومن الواضح أن ذلك سيحصل في البلقاء والزرقاء وهو غير مسبوق إطلاقا بالإضافة إلى ترشيح ومساندة مرشحين عن المقعد الشيشاني.

عين التيار الإخواني متربصة بعمق بمقاعد الكوتا النسائية حيث سيهاجم الإسلاميون بضراوة خارطة الانتخابات في إطار التحالف مع عشر نساء مرشحات على الأقل ومختلطات بالقوائم وبصورة قد تؤدي فعلا لمفاجأة من العيار الثقيل فكرتها الحصول بأقل تعديل على 40 % من مقاعد النساء والكوتا المخصصة لهن حيث يدعمن التيار الإسلامي اليوم ليس فقط مرشحاته للكوتا ولكن مرشحات لمقاعد النساء من خارج التنظيم وفيما لا يقل عن تسع دوائر انتخابية.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.