كمال شاتيلا والتوفيق بين المبدئية والموضوعية / معن بشور

معن بشور ( لبنان ) – الثلاثاء 22/11/2022 م …

برغم ان اكثر من نصف قرن جمعتني مع اخواني بالاستاذ كمال شاتيلا واخوانه على طريق النضال في الجامعات والميادين والشوارع دفاعاً عن وحدة لبنان وعروبته ، وعن كرامة الانسان وحقّه في عيش كريم، إلاّ انني فوجئت به عام 2003 على احد القنوات العربية متحدثاً عن أفول العصر الأميركي رغم ان كثيرين كانوا مأخوذين أنذاك بالدور الأمريكي الدولي وقد بات وحيداً بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وبعد أن حققت السياسة الأميركية ما حققته في المنطقة من اتفاقات مع العدو الصهيوني ومن احتلال للعراق ومن هيمنة كاملة على القرار الرسمي العربي الذي شكّل غطاءً لاحتلال بلد من أهم بلدان الوطن الكبير.




لم يفاجئني يومها موقف الأخ كمال، وهو المناضل  العروبي الناصري الثابت على مبادئه والقابض على جمر عروبته ، فأنا أعرفه منذ زمن، ولكن فاجأني في حديثه بهذه الرؤية العلمية الثقافية وتلك المعلومات الغزيرة عن واقع الولايات المتحدة الأميركية التي يمتلكها عادة أمهر الباحثين واكثرهم علماً..

واعترف انني منذ ذلك اليوم بدأت اتابع كمال شاتيلا الباحث والمفكّر والمحلّل، كما كنت اتابع كمال شاتيلا القائد الناصري، والمناضل  العربي اللبناني واعتز بما يقول وما يكتب، واسعى مع رفاقي للترويج لم يكتبه، لاسيّما ان تحليلاته المبكرة مع رعيل من المثقفين العروبيين كالصديق العزيز الدكتور زياد حافظ كانت تشير إلى وجود فكر طليعي عند أبناء الحركة القومية وقدّ ظنّ كثيرون انها قد انتهت، فيما كل المؤشرات في بلادنا تشير الى ان كل المشاريع الأخرى باتت مأزومة إلاّ المشروع القومي العربي الجامع الذي وأن لم يكن أداء بعض حامليه ناجحاً تماماً، لكنه من الناحية الفكرية يبقى هو الأقوى.

واليوم، وبعد ان وصلني كتاب الأخ كمال شاتيلا الجديد “الديمقراطية الاستعمارية.. وانهيار الإمبراطورية الأميركية” وتصفحت فصوله وصفحاته شعرت من واجبي ان أكون أول من يكتب عنه، لا لغنى محتواه  وسلامة تحليلاته فحسب، بل لأنه يؤكد طليعية الفكر القومي العربي وقدرته على الاستشراف المبكر للتحولات من حولنا…

ويكفي ان نستعرض عناوين فصول الكتاب الذي يقع في 200 صفحة فقط لتدرك أهميته في مكتبتك القومية.

1- لماذا هذا الكتاب عن عوامل انهيار الإمبراطورية الأميركية.

2- الحالة الراهنة بين الصراع الروسي – الأطلسي.

3- القرن 21 لن يكون اميركياً.

4- تاريخ أمريكا الاستعماري غير قابل للتكرار والاستمرار .

5- التصدع الاستراتيجي الأمريكي.

6- مواجهة بين كمال شاتيلا والمسؤول في الخارجية الأميركية.

7- الديمقراطية الأميركية والمعارضات الرسمية.

8- ومواجهة مع فرنانديز مستشار الخارجية الأميركية.

9- الازمة الاقتصادية الامريكية – بنيوية  لا مرحلية.

10- الدولة الأميركية العميقة أقوى من الرؤساء.

11- العنصرية الأميركية مضادة للحضارات الإنسانية الذين لم يبادلوها العداء.

12-  شمس الحضارة تشع اليوم من الشرق.

13- ماذا يريد الاميركيون  من العرب ما بين الاستعمار والاستبداد.

14- بين الديمقراطية الإنسانية والديمقراطية الاستعمارية.

15- مثقفو المارينز والتقدم العربي من المنظور الأميركي.

16- حاجاتنا الملحة  للإصلاح الشامل يقابلها تخريب أميركي كامل.

17- المشروع النهضوي العربي في مواجهة  الديمقراطية الاستعمارية.

18- وثائق وشهادات.

 

كتاب الأخ الأستاذ كمال شاتيلا رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني، يحرص على الجمع “بين المبدئية والموضوعية”، بل هو كتاب ينبغي أن يكون له مكان في مكتبة كل عربي وكل مسكون بهموم أمّته، فهو دليل على أن بين مثقفينا العرب عقول وقادة على الاستشراق تواكب السواعد التي تحمل بنادق المقاومة والتحرير.

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.