الحركة الوطنية الأردنية تهاجم وزير الدفاع الأميركي
الأحد 31/7/2016 م …
الأردن العربي – عمون … أدانت الحركة الوطنية الأردنية تصريحات وزير الدفاع الاميركي أشتون كارتر والمؤكدة ان ‘التحالف الدولي’ يعمل على فتح جبهة جديدة ضد الجهاديين في جنوب سوريا، انطلاقا من شماليّ شرقيّ الأردن.
واعلنت الحركة في بيان تلقته عمون الاحد رفضها، جملة وتفصيلا، أي تدخل أردني في الحرب السورية، بما في ذلك تدريب المسلحين وتوريد السلاح إلى سوريا،
ودعت الحركة الحكومة الأردنية إلى الإعلان عن موقف مبدأي يعتبر كل من يحمل السلاح في وجه الدولة السورية، إرهابيا، وإجراء تفاهم سياسي وأمني مع الحكومة السورية، والتنسيق بين الجيشين العربيين، الأردني والسوري، لمواجهة الإرهاب ودحره،
كما طالبت بإغلاق غرفة الاستخبارات الدولية ـ الإقليمية في عمان، وإدارة أمن الحدود والبلاد، حصريا، من قبل الجيش الأردني.
وتالياً بيان الحركة الذي تلقته عمون:
.. وكأن الأردن مستعمرة أميركية بلا سيادة ولا قرار، أعلن وزير الدفاع الاميركي أشتون كارتر ان ‘التحالف الدولي’ يعمل على فتح جبهة جديدة ضد الجهاديين في جنوب سوريا، انطلاقا من شماليّ شرقيّ الأردن؛ كارتر يريد أن يحمينا من الإرهاب طبعا، لكن عينه على عملية عسكرية تقطع التواصل بين سوريا والعراق.
لم تعد خافيةً الصلات التي ربطت الولايات المتحدة وحلفاءها بتنظيم ‘ القاعدة’ منذ الحرب الأفغانية؛ وهي الصلات التي تمت استعادتها في الحرب السورية من خلال تنظيم ‘النصرة’ وعشرات التنظيمات الجهادية الأخرى التي تدور في فلكها أو تماثلها فكرا وإرهابا؛ بل إن الأيدي الأميركية ليست بعيدة عن قيام وتمدد تنظيم ‘داعش’ نفسه. وتستخدم الولايات المتحدة، دجَلاً، الحرب الغامضة على الإرهاب للحصول على نفوذ دائم في العراق، والتوصّل إلى موطء قدم لها في سوريا، وتقسيم البلدين على أسس مذهبية وعرقية. وبينما باءت محاولاتها الحثيثة لبناء قوة عسكرية مناهضة للدولة السورية وللإرهاب معا، تكون قاعدة عميلة للاستعمار الأميركي، فإن علاقاتها مع الجماعات الإرهابية، تظل ملتبسة للغاية، وهدفها إدامة الأزمة والحرب، لا الخلاص منهما.
إن الإنجازات العسكرية السورية في شمالي البلاد، ولا سيما في حلب، معطوفةً على الاضطرابات السياسية والأمنية في تركيا، واضطرار أنقرة للإنكفاء داخليا، وضعا الاستراتيجية الأميركية في سوريا في مأزق الخروج من دون أي مكسب سياسي من الحرب السورية الطويلة، كما أن انجازات الجيش العراقي ضد ‘داعش’، والاعتراف الحكومي بالحشد الشعبي كجزء من ذلك الجيش، وضعا مهمة قطع التواصل بين الجيشين العربيين على جدول الأعمال.
وهكذا، بدأ العدّ العكسي الأميركي لاستخدام الأراضي الأردنية للتسلّل إلى سوريا من جنوبها. صحيح أنه جرى ويجري استخدام الحدود الأردنية ـ السورية، منذ العام 2012، لإنشاء ودعم وتدريب وتسليح ‘ تنظيمات معتدلة’ ـ وصولا إلى علاقات غامضة مع جبهة النصرة ـ إلا أن تلك العمليات ظلت متأرجحة من حيث حجمها وفاعليتها، وفي إطار محدود نسبياً، بينما تم الإعلان، مرارا، بأن هدف تلك العمليات هو إقامة فاصل بين الأردن و’ داعش’. الآن، بعد انكفاء تركيا، سيصبح الأردن هو موقع التدخل الرئيسي في سوريا. وهو ما سيحوّل الأردن إلى منصة قتال ضد الجيش السوري و’داعش’ في آن واحد. وهي مهمة محكوم عليها، كما أثبتت تجارب السنوات الخمس الماضية، بالفشل.
وعلى طريق هذا الفشل سوف تضطر غرفة العمليات إلى إجراء ترتيبات ميدانية مع الجماعات المسلحة في الجنوب السوري، بما في ذلك استقبالها في بلادنا. وكل ذلك سيزيد من تعقيد المشهد الأمني الأردني، ويفتح الباب مجددا أمام موجة هجرة سورية جديدة، ويعرّض الأمن الأردني لمخاطر عبثية، أقلها تكرار الأعمال الإرهابية في البلاد، عدا عن تردي العلاقات، أكثر فأكثر، بين دمشق وعمان.
إن مصلحة الأمن الوطني الأردني، تقتضي المساهمة الفعالة في إنهاء الحرب السورية، ولا يكون ذلك بصب الزيت على النار، وخدمة المخططات الأميركية، وتشكيل مليشيات وهمية تسقط أسلحتها في أيدي الإرهابيين كما حدث مع ما يسمى ‘ جيش سوريا الجديد’ ـ إن تزويد الجماعات المسلحة في سوريا مؤخرا بـ 1700 طن من المعدات الحديثة التي ورّدها الأميركيون عبر ميناء العقبة، وجرى إرسالها إلى سوريا، عبر الحدود الأردنية، يصب في خطة إطالة أمد الحرب.
….
الحركة الوطنية الأردنية ـ لجنة التنسيق المركزي،
أولا، تدين بشدة تصريحات كارتر، المسيئة للأردن وسيادته وكرامته؛
ثانيا، تعلن أنها ترفض، جملة وتفصيلا، أي تدخل أردني في الحرب السورية، بما في ذلك تدريب المسلحين وتوريد السلاح إلى سوريا،
ثالثا، تدعو الحكومة الأردنية إلى الإعلان عن موقف مبدأي يعتبر كل من يحمل السلاح في وجه الدولة السورية، إرهابيا، وإجراء تفاهم سياسي وأمني مع الحكومة السورية، والتنسيق بين الجيشين العربيين، الأردني والسوري، لمواجهة الإرهاب ودحره،
رابعا، تطالب بإغلاق غرفة الاستخبارات الدولية ـ الإقليمية في عمان، وإدارة أمن الحدود والبلاد، حصريا، من قبل الجيش الأردني،
خامسا، تطالب بملاحقة العناصر والخلايا التكفيرية والإرهابية في البلاد،
سادسا، تدعو الوطنيين الأردنيين إلى التوقيع الكثيف على هذا البيان ونشره على نطاق واسع.
عاش الأردن وشعبه وجيشه وحركته الوطنية
الحركة الوطنية الأردنية
لجنة التنسيق المركزي
عمان في 31 تموز 2016
التعليقات مغلقة.