بين “العاب القمار” و”حياكة السجاد العجمي” هل يفوز الصبر الاستراتيجي وتبقى الطريق سالكة تهز الشِباك الى النصر! / ديانا فاخوري

ديانا فاخوري* ( الأردن ) – الثلاثاء 29/11/2022 م …



منذ نيف وربع قرن، كتب وزير الثقافة الفرنسي جاك لانغ يقول ان الفريق الأميركي يدخل الى الملعب كما لو أنه يغزو، على صهوة الخيول، قرية للهنود الحمر … وأضاف انهم يلعبون بأقدام نووية؛ شي ما يشبه الانزال البحري، أو الجوي، على منجم للذهب، أو على حقل للنفط . وإذا خسر الأميركيون ، فانهم يخرجون… بالتوابيت!
 
وفد اعترف هنري كيسنجر – الذي كتب عن العلاقة بين الفلسفة الاستراتيجية لدولة ما وأداء فريقها في كرة القدم – أن المنتخب الأميركي يلعب على قرع الطبول، ويفترض أن يسحق منافسه .. ولعل هذه حالة سيكولوجية تجعلهم يرتدون شخصية الكاوبوي لاثارة الهلع لدى اللاعبين الآخرين . 
 
وهنا لا بد من استعادة اللقطة المشينة التي رصدتها عدسة مباراة منتخب الولايات المتحدة وإنجلترا، ضمن منافسات المجموعة الثانية بكأس العالم – لقطة للاعب أميركي خلال الشوط الأول. فبينما توجه اللاعب الأميركي ويستون ماكيني لتنفيذ ركلة التماس باليد، قرر تنشيف يده المبللة من أرضية الملعب، بقميص أحد المصورين على جانب الملعب، بطريقة فظة. واذ تفاجأ المصور المسن بحركة ماكيني، الذي استخدمه “كمنشفة”، على حد وصف المتابعين، إلا أنه اكتفى بالابتسام وتقبل الأمر بروح رياضية.
وقد هاجم متابعو وسائل التواصل الاجتماعي ماكيني  بسبب الحركة التي وصفوها “بالمشينة” و”المقززة”، والتي أظهرت قلة احترام كبير تجاه المصور المسن. وما زاد الطين بلة، طريقة قيام ماكيني بالحركة، دون استئذان المصور، أو النظر بعينيه، مما أظهر الموقف وكأن ماكيني يعامل شخصا “أقل منه”، وهو ما فتح النقاش حول حالة الغرور والتعالي التي تنتاب بعض لاعبي الكرة، فقط بسبب أموالهم وشهرتهم العالمية.

 

كما أقدم الاتحاد الأميركي لكرة القدم على إزالة كلمة “الله” من علم الجمهورية الإسلامية على مواقع التواصل الاجتماعي، في ما وصفه بالتضامن مع الاحتجاجات القائمة في إيران.

اما الايرانيون فهم حاكة السجاد العجمي ولاعبو الشطرنج، وهم من توج العشق بين التاريخ والآيدولوجيا بزواج أثمر اللحظة التكنولوجية النووية .. هم المؤمنون أن الناس اثنان: أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق كما علّمنا الامام علي .. وهم الشعب الأول وهم بناة الحضارة الأولى في التاريخ منذ حوالي 9 آلاف سنة، ولا يشل حركة حاكة السجاد العجمي انقطاع خيط أساسي رئيسي ولا يمنعهم ذلك من إتمام السجادة وان بقطبة مخفية.
 
بين “العاب القمار” و”حياكة السجاد العجمي” يفوز الصبر الاستراتيجي وتبقى الطريق سالكة تهز الشِباك الى النصر فالقدس .. فارتقوا شهداء قادة منتصرين بكرامة الشهادة في سبيل الله والمقاومة، احياء فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ مستبشرين باتمام الواجبات النضالية الجهادية! 
 

الدائم هو الله، ودائمة هي فلسطين .. وها هي بضعة أيام فلسطينية تهز العالمين!

نصركم دائم .. الا أنكم أنتم المفلحون الغالبون ..

* ديانا فاخوري

كاتبة عربية أردنية

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.