رسالة رفيعة من سائق تكسي و صاحب مطعم في قطر / حمدي فراج
حمدي فراج – الأربعاء 30/11/2022 م …
سائق سيارة التكسي في قطر ، الذي بمجرد معرفته ان ركابه اسرائيليون، أوقف سيارته فورا “على جنب”، وطلب منهم النزول، هذا ما كشفه مراسل قناة “كان” الصحفي دور هوفمان.
معروف في كل بلاد العالم ان مهنة سائق سيارة التكسي تعد من الاعمال “المتدنية” مقياسا ببقية المهن الاخرى، خاصة في الدول الثرية كقطر و غيرها من دول الخليج. هذا السائق رفض ان يأخذ نقودا من الطاقم الاسرائيلي ، وواضح انهم حاولوا شراءه، كما يفعلون عادة، معتقدين انهم بهذا ينجحون، لكن السائق البسيط، رفض ان يأخذ حتى ما استحق له من لحظة صعودهم سيارته الى لحظة معرفة جنسيتهم الاسرائيلية، وهو موقف ينم عن إباء و مبدأية اخلاقية رفيعة، و حين سألوه عن السبب، كان واضحا في إجابته ، غير متردد ، بدون أي نوع من التوريات او التهربات او ما يطلقه البعض ممن غاصت اقدامهم في وحل العلاقات، بالديبلوماسية ، قال لهم : انكم تقتلون اخواننا الفلسطينيين.
الصحفي يكشف ايضا شيئا مما حصل معه في المطعم ” لقد طردوني من المطعم، وصاحبه قام بسحب هاتفي وحذف جميع الصور بمجرد أن عرف أنني اسرائيلي. انني اشعر بالسوء و بالتهديد، و لم يعد بإمكاني وضع الشعار على الميكروفون. ان الجميع ينبذوننا بمجرد معرفتنا “. صاحب المطعم، ليس بالضرورة ان يكون من ذوي المهن “المتدنية”، بمعنى ان الموقف الوطني في دولة قطر من اسرائيل والاسرائيليين ، يمتد ليشمل الجميع، فقراء واغنياء على حد سواء. و إذا كان هذا الموقف المتشابه، في رفض الاسرائيلي ، وهو اليوم “صحفي” جاء ليغطي احداثا رياضية، ليس لها علاقة بالسياسة من وجهة نظر اصحاب النظر ، سواء المضيفين او الضيوف ، فهو ، الموقف ، انبثق عن اثنين لهما مصالح خصوصية مباشرة مع المونديال و ضيوفه، فالاول سائق سيارة أجرة ، والثاني صاحب مطعم ، انتظرا وصول الحدث بفارغ صبرهما كموسم سياحي اكثر منه رياضي لا يتكرر الا كل عدة سنوات مرة ، ومن يدري ، فقد لا يتكرر في الشرق الاوسط مرة اخرى على الاطلاق .
تخيلوا ، كيف يكون الحال مع اصحاب مهن أخرى ليس لها علاقة بالكسب والتربح المالي من المونديال ؛ طبيب، عامل، مهندس، معلم، ممرض، موظف في البلدية او الطرق او الزراعة، او حتى مع مواطنين عاديين او مؤدلجين لهم اهتمامات سياسية او نقابية مختلفة.
اننا نفترض مما نقله هذا الصحفي ان يكون ما فعله سائق السيارة و صاحب المطعم في قطر ، انهما قد دشنا الحفرة السحيقة لاتفاقيات “ابرام” الواهمة بإحلال سلام واهن وحالم وكاذب بين شعوب هذه الامة و بين هذا الكيان الغاصب. و من يعرف ، فلربما نتلقف الرسالة هنا في فلسطين ، خاصة بعد تسلم بن غفير وزارة الامن الداخلي في حكومة نتنياهو الجديدة .
التعليقات مغلقة.