يبقى ديدن الكرد العمالة للاجنبي الذي لن يتردد عن خذلانهم / كاظم نوري

كاظم نوري ( العراق ) – السبت 3/12/2022 م …




جرت العادة هكذا يؤكد تاريخ قادة الكرد في منطقتنا سواء كانوا في العراق او ايران او  تركيا او سوريا انهم يقدمون الخدمات للاجنبي على حساب البلاد التي يعيشون فيها وان هذا الاجنبي يوفر الحماية لهم مقابل الحصول على امتيازات ومكاسب لكن سرعان ما يتخلى عنهم عندما   يشعر الاجنبي ان الاوضاع في البلد الذي يعيشون فيه بات يشكل خطرا على وجوده او ان هناك حكومة قوية تتصدى له.

  حصل ذلك في العراق قبل الغزو والاحتلال  لكن بعد عام الغزو 2003 استغله الكرد  طيلة السنوات التي مضت للحصول على امتيازات ومكاسب قد تفوق حتى ما حصل عليه  عرب العراق وبقية الاقليات وجرى تثبيت ذلك في دستور هزيل استغل المحتل الامريكي ضعف المركز لتثبيت فقرات خطيرة  فيه تمس   جغرافية  العراق  منها مثلا مسمى ” مناطق متنازع عليها” وهو مصطلح يجري استخدامه عادة  في نزاع على الارض يحدث بين دولتين وليس بين قوميتين تعيشان في بلد واحد  وغيرها من الفقرات التي تشكل خطرا على وحدة اراضي العراق وشعبه دون ان تلتفت السلطات المتعاقبة في بغداد الى خطورة ذلك .

المحتل الامريكي والغربي عموما استغل ذلك فقد  استقبل  قادة الكرد قوات اجنبية في قاعدة عسكرية امريكية ” حرير” وتواجد ” الموساد” في المنطقة الشمالية  الى جانب استغلال ضعف بغداد  بفرض شروط  عليها  وسرقة النفط وتصديره الى الخارج ونهب موارد ممرات  العراق الحدودية  دون استشارة بغداد واستغلال تشكيل اية حكومة ليتصدر الكرد مناصب هامة فيها فضلا عن حكومتهم  شبه المستقلة في المنطقة التي يسيطرون عليها ووجود جيش  لهم هو الاخر لاياتمر باوامر بغداد.

الشيئ نفسه تسعى الولايات المتحدة الى تحقيقه في سورية ومن هذا المنطلق هي نفسها تسرق  النفط السوري وتنهب ثروات البلد في المناطق التي يوجد فيها  كرد سورية وتوفر لهم الحماية المؤقتة  لكن الوضع في سورية  لا يشبه وضع العراق الذي تعرض لغزو واحتلال عام 2003 وبات ضعيفا وان دمشق ترفض منذ الوهلة الاولى منح  امتيازات  للكرد و غيرهم خارج اطار دستورها  كما حصل في العراق وقد كرر اكثر من  مسؤول سوري مقولة ان سورية ليست ” دكاكين صغيرة”  في اشارة واضحة الى عدم السماح للكرد باستغلال وجودهم  في مناطق سورية  كماحصل في العراق وان التجربة العراقية مرفوضة تماما ليس في سورية  وحدها بل في ايران وحتى تركيا التي  تعتبرهم مجرد ارهابيين وتسعى للتخلص منهم .

كرد سورية وحتى هذه اللحظة التي تتحدث فيها تركيا عن مشروعها للتخلص منهم في سورية ” بورقة” تلوح بها دوما مشروعية  محاربة الارهاب   يعتقدون وبغباء ان واشنطن تفضلهم على دولة عضو في حلف ” ناتو” هي تركيا   ولن تتخلى عنهم علما ان انقرة نفسها تحمي بعض الجماعات الارهابية في ادلب السورية منذ الحرب  الكونية   الارهابية  التي كانت تستهدف سورية الدولة والشعب لاسقاطها  وتصدت لها منذ عام 2011 حتى الان بدعم من اصدقائها وحلفائها  بعد تضحيات جسيمة .

ان اصرار قسد وغير قسد من الجماعات الكردية السورية  على الرهان الامريكي بحمايتهم ينطلق من كونهم مجرد ” عملاء” دون  ان يدركوا  ان حفظ كرامتهم وحياة شعبهم لن ياتي من خلال ” التبعية والعمالة” بل من خلال الاتصال بدمشق لاسيما وان روسيا حليف سورية وصديق الكرد ابدت استعدادها مرات عديدة للتوسط لكن قادة الكرد مازالوا منهمكين في احلام سوف لن ترى النور طالما بقوا  تسيرهم جهات اجنبية وخاصة الامريكية التي سوف تركلهم   بالاقدام وتتنصل من وعودها لهم وهي التي تنصلت من اتفاقات دولية موثقة في الامم المتحدة  وليست شفوية  ما ان تتاح الفرصة لها لاسيما وان الوجود الامريكي على ارض سورية سوف يبقى مؤقتا وان هناك نشاطا و اعمالا عسكرية  لمقاومة القوات الامريكية في قواعدها التي لابد وان تغادرها وتتحرر ارض سورية وان تاريخ دمشق التي ترفض الاملاءات الخارجية معروف بهذا الشان  انها مسالة وقت ليس الا .

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.