جينات العبقرية العربية بين الظهور و الإختفاء / رابح بلحمدي
رابح بلحمدي ( الجزائر ) – السبت 10/12/2022 م …
نزيف الحروف، أكتبه عهدا وميثاقا في لوح محفوظ، ومتبقى زيت أشحن به مصابيح عرس للضائعين، يأكل منه الجميع ويرقص الراقصون من غير دف غير دندنة، كلمات الوطن فوق الصقيع
هكذا نحن حين يراد بنا عرب بلا عروبة في منفى العجم، هكذا نحن مسلمون في دنيا الإباحية في أقصى الغرب، هكذا نحن وطن بلا وطن وألم، نبيع الذكاء القومي بقليل من الغباء ومزيد من البقاء في الآخر، خلف مطارات العم سام.
المدح القديم صار رثاء، والكلاب تنبح في كل وقت لتنبهنا، والغريب يحمل الأرض حتى النساء، وبهائمنا ترعى الجفاف، ونشرب منها حليبا كله دماء، والبرديشتد، والطفل صغير فأين الطعام وأين الرداء.
اليمن في ليل طويل، من ألبسه الجبة السوداء؟ سوريا تعصف في ليل الشتاء تبحث عن الصباح
ليبيا المختار بلا اختيار، والخليج تحاصره رعاة البقر كيف لا يذهب في طريق الحرير، سفننا في مناء تشتاق إلى ربان ماهر تقوده يد السماء، ونعزف ألحانا مخنوقة بلا حروف تدوي بلا هواء.
هل يمكن أن نولد مرة أخرى بدماء كنعانية فنيقيه لنحرس البحر، الأمواج الزرقاء وشواطئ الوفاء، هنا عند شراعي تنحني السماء.
الشمس تكتب التاريخ بزمن حبره من ذهب، نقاطه من فضة، أخاطب الموج أنا عربي، أنا كنعاني!!ويرد هوميروس أيها الفنيق أيها البحار الماهر، أيها القرصان الماكر، هوميروس يحترق حسدا من عند أنفسهم
أنا الأمن والأمان جبيل، صيدا، بيروت،أرواد ،صور تحكي عن أمير حليف البحر
طرابلس، قرطاج تحكي عاشق الموج والبحار السبع
بونا، سكيكدة، قسنطينة تحكي عمن روض الموج، عمن جعل البحر وديعا أليفا
جيجل، تيبازا، سردينيا، جزر البليار تحكي عن قصة المغامر
حين نتجاوز وإلى مسافات بعيدة التربة والطين
وألنَّا لهم الحديد والنحاس، والذهب والفضة تزين التاج والصولجان
سل الفرس وبابل، سل مصر واليونان، أنا من رسم خطا للكلام، والحسابوالأقلام، أنا المحارب عقبة والمهاجر، أنا درب حسان وموسى، أنا خالد في اليرموك وأنا أسطول الجزائر، أمريكا تطلب الاعتراف وقد كنا ولم تكن
أنا حيث سقط تاج إسبانيا، وأُسر سار فنتس ليكتب عن أمة دونكيشوت المغرورة وشعوب سانشو الحمقاء
أنا المقاومات، أنا ثورة تقسم ظهر الحلف الأطلسي، وتفرض
على ديغول السلام تحت وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر
أنا العرابي، أنا الشريف حسين، أنا صواريخ غزة، أنازيتونتها الأخضر تولد براعمه من رماده كطائر الفنيق
أنا فكرة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسها نار نور على نور
أنا إرادة مارد بين ما أنا فيه وبين ما أستطيع فعله،فانتظروا قيامتي في يوم أكيد …في يوم جديد …. في يوم سعيد.
التعليقات مغلقة.