انها “دعارة سياسة امريكية” وليست سياسة “فن الممكن” / كاظم نوري
كاظم نوري ( العراق ) – الثلاثاء 13/12/2022 م …
يصفون السياسة بانها ” فن الممكن” لكن عندما تتحول السياسة الى عمل انتهازي احتيال بامتياز واللجوء الى الاكاذيب والافتراءات وحبك الاحابيل واختلاق الروايات فتعد مجرد ” دعارة سياسة” وهناك العديد من رؤساء الدول يمارسون ” دعارة سياسة حتى النخاع ظنا منهم ان ذلك فنا من فنون السياسة .
سادة البيت الابيض والعديد من قادة الدول الغربية الاستعمارية يتصدرون قائمة ممارسة الدعارة السياسية انهم مجرد افاكين كذابين تجاوزوا ” مسيلمة الكذاب ” في تصرفاتهم وادعاءاتهم وتنصلهم حتى من الوثائق المكتوبة والموثقة في الامم المتحدة كما كان يفعل الزعيم الالماني النازي ادولف هتلر يوقع اليوم اتفاقية عدم اعتداء مع دولة ما وغدا يغزوا الدولة التي وقع معها على الاتفاق وتحول” مسيلمة” وسط هذا الكم الهائل من الاكاذيب الى صاحب مصداقية” بعد ان فاقه هؤلاء بالاكاذيب .
الولايات المتحدة التي استفزت الصين عشرات المرات في تايوان التي تعدها بكين خطا احمرا وتازمت الاوضاع بينها وبين بكين جراء هذا السلوك هاهي تعتزم ارسال وفد امريكي رفيع المستوى الى بكين للقاء المسؤولين الصينيين بناء على اتفاق كما تزعم واشنطن تم خلال القمة الامريكية الصينية الاخيرة في بالي.
واستخدم مسؤول امريكي مصطلح مضحك هو ” دفء” العلاقة الامريكية مع الصين لاندري عن اي دفء يتحدثون بعد كل هذا السلوك العدواني .
هل هو على طريقة دفء بعض دول اوربا عندما جرى تعويضها بالغاز الامريكي وباسعار خيالية وهو لايعوض الغاز الروسي عندما جرى ” حلبها” دون الاكتراث من واشنطن كونها حليفة للولايات المتحدة ونفذت اوامرها بالهرولة ورا السراب الامريكي في الازمة الاوكرانية مقارنة بالغاز الروسي المسال رخيص الثمن؟؟ .
كانوا يسمون مثل هذه التصرفات ب” العصا والجزرة” لكن واشنطن ليس بوسعها ان تستخدم ” العصا والجزيرة” مع دولة عظمى مثل الصين يتجاوز تعداد نفوسها نفوس الولايات المتحدة زائدا نفوس حليفانها الغربيات في اوربا فضلا عن قدرتها الاقتصادية الهائلة التي سال لها لعاب حتى حلفاء واصدقاء لواشتطن سواء في منطقتنا او مناطق اخرى من العالم لمد اليد الى بكين فكانت القمة الاخيرة التي عقدت في السعودية حليف واشنطن بين الصين والدول العربية التي زجت في بيانها الرياض وانظمة الفساد الاخرى مسالة ” الجزر الثلاث” طنب الكبرى وطنب الصغرى وابو موسى مما دعا ايران الى الاحتجاج واستدعاء السفير الصيني في طهران الى الخارجية الايرانية رغم العلاقات المتطورة بين البلدين لكن البيان اكد ان تايوان جزءا لايتجزا من الصين خلافا للنهج الامريكي بهذا الشان .
اما الحديث عن امكانات الصين العسكرية فانها ” دولة نووية” وهذا يكفي للتدليل على حجمها العسكري الدولي .
ربما تعتقد الولايات المتحدة ان بمثل هذه الالاعيب ” والدعارة السياسة” تستطيع ان تسمع في بكين موقفا مغايرا لموقفها ازاء كوريا الديمقراطية التي تعد صداعا مزمنا للولايات المتحدة وحليفاتها او ان تفصل” توام صيني روسي” تسببت بولادته سياسة الولايات المتحدة الرعناء والمتهورة في العالم وكنا قبل ازمة اوكرانيا لم نسمع بطيران حربي صيني مشترك او مناورات عسكرية ثنائية او هرولة بكين نحو موسكو لابرام اتفاقيات في مجالات الغاز والنفط بهذا الحجم لتعويضها عن الحظر اللاشرعي رغم الضغوط الامريكية التي فشلت في وقف التطور الصيني الروسي في العلاقات التي وصلت الى مستويات متطورةعلى مختلف الصعد .
حاولت الولايات المتحدة كعادتها ان تنبش وفي اطار نهجها التخريبي في العالم قضايا قديمة بين الصين والهند وتؤججها بهدف اشغال البلدين في حرب حدودية لكنها فشلت.
ولم يبق امامها الا ” اسطوانة” حقوق الانسان والاقليات الدينية وغيرها من الاوراق البالية التي اتى عليها الزمن .
لاندري باي وجه سوف يقابل الوفد الامريكي المسؤولين الصينيين وهل يستطيع ان يقنع بكين بطروحات واشنطن وقد استبق زيارة الوفد ان تباكى مسؤولون امريكيون على حقوق الانسان في الصين دون ان يلتفتوا الى الوراء للنظر بحقوق الانسان الامريكي وممارسة التمييز العنصري في الولايات المتحدة نفسها ضد الاقليات المكسيكية وغيرها من المواطنين اصحاب البشرة السوداء.
تحركات واشنطن نحو بكين لم يعد تجدي نفعا بفصل ” التوام” الروسي الصيني وهناك اكثر من ازمة فجرتها الولايات المتحدة استفزت بها الصين كما روسيا دفعت موسكو وبكين الى التقارب اكثر ووصل الحال ان يدعوا زعيما البلدين الروسي والصيني علنا الى اهمية وجود عالم متعدد الاقطاب وليس على مستوى الاعلام وان العمل يتواصل بهذا الاطار بين البلدين وبلدان اخرى في العالم سئمت من الهيمنة الامريكية والغربية التي امتدت لعقود من السنين .
التعليقات مغلقة.