فلسطين … مُفاجئة مُدوية من داخل جنين أربكت إسرائيل وأذهلت جيشها!!

مدارات عربية – الأربعاء 14/12/2022 م …



يومًا بعد يوم، تتأكد إسرائيل بأن الضفة الغربية المحتلة ومخيماتها وأزقتها لم تعد “لُقمة سهلة” كالسابق لجيشها، فكافة المؤشرات الميدانية تدلل على أنه لا يوجد “عُش دابيبر” واحد فقط، بل أصبح كل مخيم وقرية ومدينة “عُشًا للدبابير” تلسع وتقتل كل من يقترب لها.

المقاومة في الضفة تشهد تطورًا نوعيًا وغير معهود، فهي تسير في نقاط تحول مفصلية وإستراتيجية غاية في التطور والدقة باتت تشكل رعبًا حقيقيًا لإسرائيل وجيشها، فبعد كان المُقلاع والحجر وقنابل المولوتوف الوسيلة المتوفرة لمقارعة هذا المحتل ورد ظلمه ومواجهة عنصريته وبطشه، حتى انتقل لعمليات الطعن والدهس والاشتباك المسلح، لكن اليوم وصل لمرحلة أشد خطوة قلبت الموازنين وغير قواعد اللعبة خاصة في شمال الضفة.

فما وجده جيش الاحتلال خلال اقتحام مخيم جنين قبل أيام، شكل نقطة تحول نوعية، فالجيش كان يتوقع اشتباكًا مسلحًا عنيفًا أو تكبيرات داخل المساجد أو بعض الحجارة والقنابل البدائية تُلقى عليه من داخل الأزقة أو أسطح البنايات، لكن صدم بالمفاجئة الكبيرة التي رآها لأول مرة.

“العبوات الناسفة”.. بأحجامها الصغيرة والكبيرة منتشرة في شوارع مخيم جنين وتنتظر فقط أمر التفجير، كان هذا أكثر شي مرعب واجه جيش الاحتلال الإسرائيلي، داخل المخيم، مما شكل حالة من الرعب والقلق حول مصير أي جندي أو جيب يقتحم المخيم فسيكون إما الموت أو الموت.

*تطور نوعي

وشكّل هذا المشهد، نقلة في أساليب المقاومة بالضفة ، اهتمّت بها الصحافة العبرية، خاصة أنها أعادت إلى الأذهان إدخال سلاح العبوات الناسفة و”التفجير عن بعد” إبان انتفاضة الأقصى، وهو السلاح الذي غاب طوال السنوات الماضية، لتحلَّ محله عمليات الدهس والطعن وإطلاق النار التي حملت طابعًا فرديًا في الغالب.

وبات استهداف وحدات وجنود الاحتلال المختلفة بالعبوات الناسفة حدثًا غير اعتياديًا بالنسبة للاحتلال مع الخشية من حالة التطور في الفعل المقاوم خلال الفترة الأخيرة وهو ما قد يعيد زمن “العمليات الاستشهادية”.

تقرير للقناة 12 العبرية سلط الضوء على ما يجري في الفترة الأخيرة في مخيم جنين والمحافظة ككل وحضور العبوات الناسفة واستهداف الجنود، في ظل كونها بدائية ومحدودة بعض الشيء مقارنة مع بعض مهندسي الانتفاضة الثانية كعبدالله البرغوثي وآخرين.

وتشير القناة العبرية إلى أنه لا يوجد ورشات تصنيع لتجهيز الاستشهاديين كما كان يحدث قبل 20 عامًا، إلا أن القناة تنقل عن مسؤولين قولهم: “لسنا بعيدين عن تلك المرحلة وهنالك تطور كبير في تصنيع العبوات”.

ووثقت القناة بعض المقاطع التي نشرتها حركة الجهاد الإسلامي من مخيم جنين والتي تظهر بها عشرات العبوات الناسفة وبعضها كبيرة الحجم لم تشاهد خلال الأعوام الماضية، إضافة إلى أن بعض هذه العبوات يتم تشغيلها عن بعد.

وذكرت القناة العبرية أن أعداد كبيرة من المقاومين يحملون معهم العبوات الناسفة دائماً في سياراتهم أو دراجاتهم النارية، إضافة إلى حالة القلق الكبيرة في صفوف الجنود من سرعة إطلاق النار تجاههم.

ولا يمكن اعتبار ما يجري حاليًا أنه مجرد حالة عابرة في الضفة المحتلة يمكن السيطرة عليها أو احتواءها خصوصاً مع انتشار ظاهرة المجموعات المسلحة المحسوبة على فصائل المقاومة الفلسطينية أو حتى تلك التي لا تتبع أي من الفصائل مثل عرين الأسود.

ويمكن القول إن التطوير الدائم سيبقى السمة الأبرز خلال عام 2023 مع وجود رغبة جامحة لدى حركتي الجهاد الإسلامي وحماس في تفعيل جبهة الضفة بوتيرة أكبر من أجل تعزيز المقاومة الفلسطينية على مختلف الجبهات استعدادًا لأي مواجهة شاملة مع الاحتلال الإسرائيلي.

* إسرائيل في مأزق

إضافة إلى ذلك فإن المقاومة وما حققته من نجاحات خلال العام الحالي على صعيد العمليات النوعية وأعدادها سيسهم في استقطاب المزيد من المقاومين وهو ما سينعكس إيجاباً على تطور الصناعات العسكرية وتخصصاتها في مناطق شمال الضفة تحديدًا.

هذا التطور المُلفت دفع الجيش الإسرائيلي لاتخاذ قرار مُفاجئ متعلق باستدعاء عشرات الكتائب في قوات الاحتياط لتنفيذ مهمات في الضفة بعدما فقد السيطرة عليها، حسبما ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية.

وهذا القرار كشف كذلك عن عجز الجيش في إمساك زمام الأمور وفقدان سيطرته على مناطق الضفة، نتيجة تمدد وتنوع كتائب المقاومة الفلسطينية وارتفاع موجة العمليات الفدائية في الآونة الأخيرة.

ويسمح قانون قوات الاحتياط باستدعاء كتيبة في قوات الاحتياط مرة كل ثلاث سنوات، وبحسب الصحيفة العبرية، فإن جيش الاحتلال تجاوز هذا النصاب، بعد أن أستدعى قرابة 50 كتيبة احتياط العام الماضي لتنفيذ مهمات ونقل معظمها إلى الضفة.

وحسب “أحرونوت”، فإنه من المتوقع أن يستدعي الجيش نحو 66 كتيبة احتياط في العام المقبل، وسيتم استدعاء غالبيتها بشكل استثنائي. ومعظم هذه الكتائب ستستدعى سنة بعد أخرى، بحيث لا يتم استدعاؤها سنة واحدة فقط وليس سنتين كما ينص القانون.

ويتوقع محلل الشؤون العسكريّة في صحيفة “هآرتس” العبريّة، عاموس هارئيل، المقرب من دوائر صنع القرار الأمني، أنْ تنتقل معظم كتائب الاحتياط في التشكيلة القتاليّة قريبًا جدًا إلى الضفّة الغربية، خلافًا لنوايا معلنة لهيئة الأركان تخفيف العبء الأمني المستمر على رجال الاحتياط، مشيراً إلى أن هذا الواقع سيكون له آثار معنوية واجتماعية واقتصادية، على حدّ تعبير المصادر التي اعتمد عليها.

وفي هذا الصدد  أكد الكاتب والمحلل السياسي قسام الزعانين، أكد أن تكرار طلب جيش الاحتلال لكتائب قوات الاحتياط هو إقرار بفقدان السيطرة على الضفة المحتلة وفشل وأد المقاومة التي انتشرت كالنار بالهشيم.

وقال “هناك تزايد فعلي في عمليات المقاومة في الضفة الغربية والتي اخذت اشكالا متعددة وتفرعت واخذت مساحات واسعة من الضفة، حيث أصبح الاحتلال بحاجة إلى جيش كبير من أجل اعتقال شخص أو اغتيال مقاوم في الضفة.

وأضاف، أن جيش الاحتلال أصبح في حالة استنزاف وهو بحاجة إلى استدعاء دائم لمزيد من كتائب الاحتياط نتيجة تزايد حدة الاشتباكات مع كتائب المقاومة في مدن الضفة الغربية، وهذا يُعطي مؤشرات كبيرة بأن الوضع في الضفة خطير جدا على الاحتلال وأصبح مرهقا من كثرة العمليات الفدائية.

وأوضح الزعانين، أن الاحتلال أصبح في مأزق كبير وفي حالة استنزاف مع مجموعة من الشباب المقاوم في الضفة الغربية المحتلة، الأمر الذي يكشف عجزه وخسارته مسبقاً في مواجهة عمليات عسكرية موسعة على عدة جبهات تشمل الداخل والخارج.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.