الجنوب السوري نقطة الفصل في المعركة القادمة / مي حميدوش
ميّ حميدوش ( سورية ) الأربعاء 3/8/2016 م …
لم تكن الجبهة الجنوبية في سورية بعيدة عن التجاذبات الإقليمية حيث شكلت تلك الجبهة العنوان الأبرز منذ بدء الحرب على سورية، كثيرة هي المحاولات التي قامت بها الدول الداعمة للمجموعات المسلحة من أجل السيطرة الكلية على تلك الجبهة وذلك لأعتبارات عديدة أهمها قرب المنطقة الجنوبية من فلسطين المحتلة وبالتالي تشكيل حزام أمني لكيان الاحتلال إضافة لقرب المنطقة الجنوبية من العاصمة دمشق وبالتالي الضغط على القيادة السياسية وتشكيل خطورة مباشرة على مؤسسات الدولة السورية وتظهير الصورة بشكل يشابه ما جرى في ليبيا.
من أجل ذلك كان لابد من تشكيل غرفة عمليات متقدمة لإدارة الجبهة الجنوبية فكانت ( الموك ) العنوان الاسم الأكثر تداولاً عبر وسائل الإعلام تلك الغرفة التي لم تعد سراً بل تحولت إلى لاعب رئيسي على ساحة الأحداث السورية ومع الاخفاقات العديدة التي منيت بها ( الموك ) اتخذت أجهزة الاستخبارات قراراً بتجميد عمل تلك الغرفة والانتقال إلى خطط بديلة فكان التدخل الصهيوني المباشر ولأكثر من مرة.
اليوم ومع الانجازات التي يحققها الجيش العربي السوري وحلفاؤه وتحديداً في الشمال السوري ونقصد نجاح طوق حلب وتقدم الجيش في ريف اللاذقية كان لابد من إعادة احياء غرفة ( الموك ) بالتزامن مع تصريحات أمريكية حول نية واشنطن باستهداف ( داعش ) في المنطقة الجنوبية وهنا لابد من البحث حول جدية واشنطن بتوسيع دائرة العمليات في سورية والهدف منها ناهيك عن حقيقة تواجد ( داعش ) في تلك المنطقة والتي تشهد تواجد للعديد من التنظيمات المسلحة والتي تعتبرها الولايات المتحدة الأمريكية تنظيمات معتدلة وبالتالي فتلك العمليات تاتي في إطار دعم تلك التنظيمات وتقوية شوكتها في ميدان السياسة.
حقيقة ما يجري اليوم على الساحة السورية يتمثل بنجاح سورية بربط ملف حل الأزمة سياسياً وعسكرياً إضافة لنجاحها بتجاوز ما كان يعتبر خطوطاً حمراً لدى حلفاء واشنطن وتحديداً ( تركيا ) وذلك عبر قطع خطوط امداد المجموعات المسلحة المتواجدة في حلب عبر الحدود التركية وأردوغان يعلم بأن المعركة القادمة ستكون في ادلب أي أنه بذلك سيفقد آخر ورقة له في الحرب السورية.
يرى بعض الخبراء السياسيين بأن فتح جبهة الجنوب في هذا التوقيت سيشكل خطورة على الدول الداعمة للمجموعات الإرهابية لأن القيادة السورية لن تسمح بإعادة الوضع إلى سابق عهده وقرار القضاء على الإرهاب قد اتخذ وما سيجري لاحقاً سيثبت بان سورية قادرة على قلب المعادلة.
التعليقات مغلقة.