الفاشية الأمريكية الصريحة أو الحملة المكارثية .. التحقيق مع شارلى شابلن الفنان الكوميدى الشهير وطرده من أمريكا / مجدى حسين
مجدي حسين ( مصر ) – السبت 17/12/2022 م …
الشيطنة كلمة عربية صحيحة وهى مشتقة من الشيطان وموجودة بالقواميس العربية . إذا أردت أن تسميه القانون الخامس فلا بأس ، وإن كان فى الحقيقة ترجمة لقانون الكذب ، بين ذكر أنصاف الحقائق أو استخدام أسلوب التشويش ومع كل ذلك بعض الأكاذيب الصريحة .والشيطنة معناها أن تطابق بين عدوك وبين الشيطان . والمفترض أن الشيطان كله سلبيات ولايوجد فى سلوكه أى نقطة إيجابية ، مع ملاحظة أن المعتقدات الماسونية الخفية المتغلغلة فى الطبقة الحاكمة الأمريكية تؤمن بعبادة الشيطان ، وقد تأكد حضور بيل كلينتون الرئيس الأمريكى أحد محافل عبادة الشيطان وهذا موثق بفيديو على اليوتيوب قام بتصويره شاب تسلل للاحتفال .
ولكن المعتقد عند المؤمنين هو الصواب وهو أن الشيطان هو الشر المطلق ، وهذا ما يفعله الاعلام الأمريكى فى وصفه لأعداء أمريكا ، دون أن يستخدم مصطلح الشيطان لأنه عزيز لديهم .
قام الاعلام الأمريكى فى عهد وجود الاتحاد السوفيتى بشيطنة أى يسارى أو شيوعى أو قريب من الفكر اليسارى والشيوعى وشهدت الولايات المتحدة حملة سميت بالمكارثية نسبة إلى مكارثى عضو الكونجرس الذى تزعم هذه الحملة التى بدأت عام 1950 حتى أن الفنان الشهير تشارلى شابلن اتهم بالشيوعية وتعرض لتحقيق طويل استغرق أكثر من ألفى صفحة ! . وعندما سافر للخارج صدر قرار من المدعى العام بعدم دخوله الأراضى الأمريكية لأنه خطر على الأمن واستغلالا لأنه لايحمل الجنسية الأمريكية . وقامت هذه الحملة على أساس الخوف من اختراق الاتحاد السوفيتى لأمريكا ، واستمرت حتى عام 1954 وهى صفحة مهمة من صفحات الديموقراطية الأمريكية !!
الأسلوب الاعلامى فى الشيطنة تم استخدامه ضد الاتحاد السوفيتى وكوبا والصين وباقى الدول الشيوعية وتم تصويرها جميعا كأرض للجحيم بشكل غير موضوعى وغير منصف ، فلا يمكن تجريد التجارب الاشتراكية من أى ايجابيات كالتعليم المجانى والتأمين الصحى والاجتماعى المجانى ومن أى انجازات علمية أو حضارية .
وهذا ما حدث مع نظامى هتلر وموسولينى ولا يزال من غير المسموح أن تقول فى حقهما أى ايجابية فى أى مرحلة من المراحل . وهكذا قاموا بنفس الحملات الشيطانية على كاسترو زعيم كوبا وستالين زعيم الاتحاد السوفيتى والأخير له مصائب بلا شك ، ولكننا نتحدث عن الموضوعية والانصاف .. الانصاف للحقيقة .
وأخيرا قام الاعلام الأمريكى بشيطنة صدام حسين وبشار الأسد والقذافى والبشير- عندما كان جيدا فى مرحلته الأولى – وزعيم كوريا الشمالية وآية الله الخمينى وحسن نصر الله والسيد خامنئى وقادة المقاومة الفلسطينية : حماس والجهاد وحركة طالبان ، حتى اضطروا أخيرا للتفاوض معها قبل الانسحاب .
الشيطنة فى حالة غياب الفضائح الشخصية تأخذ شكل الاتهامات السياسية :الارهاب – الاستبداد – الديكتاتورية وتفلح فى إيجاد حالة من التشويش على الأقل ، وحشد الرأى العام العربى والاسلامى والعالمى ضدهم فى الحد الأعلى . والأكثر سخفا أن يتبنى الاعلام العربى الرسمى نفس الخطوط الأمريكية فى الشيطنة وقد وصلت الحالة إلى ذروتها فى حالة صدام حسين ونظامه العراقى عقب غزو الكويت . وأذكر أن طالبا تحدث ساخرا فى ندوة لشباب حزب العمل أثناء ذروة الأزمة فقال : إن ما يذكره الاعلام أقنعنا بالفعل أن صدام حسين يأكل العيال الصغيرين !!
فى المقابل لم يهاجم الاعلام الأمريكى ولا العربى الرسمى صدام حسين عندما لم يكن معاديا لأمريكا ، لم يهاجم وهو يرتكب الفظائع فى حق ايران وشعبها وفى حق الأكراد بحجة أنهم موالين لإيران إلى حد استخدام الكيماوى .
الشيطنة قرار سياسى يصل إلى الاعلام والاعلام يلتزم به وبالتالى يتقلب موقف الاعلام الأمريكى ومعه الاعلام العربى حسب الأهواء والمصالح السياسية لأمريكا . وحدث نفس التقلب مع معمر القذافى إذ تحول إلى صديق للغرب فى أعوامه الأخيرة رغم أنهم ضحوا به فى النهاية عندما قامت ثورة 2011 .
الشيطنة تؤدى إلى إفساد العقول ، إفساد التفكير السليم ، ودفع الناس كالقطيع فى اتجاه محدد ،وهو الاتجاه الذى تريده أمريكا وفقا لمصالحها .
وهذا ينقلنا إلى القانون السادس الذى يحكم الاعلام الأمريكى : تنميط الناس وتحويلهم إلى قوالب متكررة . ولكن لابد أن نلحظ دوما أننا نتحدث عن النظام الديموقراطى الأمريكى ، فالاعلام هو الأداة الأساسية فى إدارة هذا النظام السياسى بل وفى إدارة العالم بأسره .
الحلقة 25 من دراسة المشروع العربى و الاسلامى وقد كتب بصورة مقارنة بين النموذجين الاسلامى والغربى .
التعليقات مغلقة.