في مدينة الموت لا تشم الا رائحة الموت / غادة عايش خضر
غادة عايش خضر ( فلسطين ) – الثلاثاء 20/12/2022 م …
هاجر ان شئت ، أو إبقى ان شئت ، فالنتيجة واحدة ، الموت واحد وان تعددت الأسباب ، فى مدينة الموت لا ترى الا أجساد في حالة موت سريرى ، وأخرى فى اخر لحظات من الإنعاش ، وغيرها تلتقط انفاس لا طاقة لها بها ، وأُخرى تعيش حالة من كى الوعى مستديم …
في مدينة الموت يخبروك بأنها مدينة الحرية ، لا تستطيع قوات العدو التجول في احيائها وأزقتها ، لكن بإشارة واحدة وتنفيذ أصم تسقط أبراجها ترتطم بأصولها ، وتبقى حكاية ورواية للإعلام الفلسطيني والدولي لأيام معدودة ، ومن ثم يقيد ملف القضية ضد مجهول ، وترقد الاوراق على أرفف أَرشيف في قائمة الذكريات ، فى مدينة الموت بعد كل انتصار موهوم تسمع المناشدات من أعلى رأس الهرم في الحكومة اللا شرعية حتى اسفله ، تارة للمطالبة بالدعم المادى لبناء ما تهدم ، وتارة لتحويل المصابين للعلاج في الخارج لضعف الامكانيات ، ويسقط النصر .
في مدينة الموت يهاجر الشباب لأرجاء المعمورة طلباً للقمة العيش ، أملاً في حياة جديدة كريمة بعيدة عن أصوات الانفجارات وصوت المدافع ، يهاجرون من أجل صناعة مستقبل باهر بعيداً عن المناكفات السياسية والجرائم التى ترتكب بحق جيل كامل منذ ١٥عاماً من التيه داخل حدود الوطن ، رحلوا من موطنهم هرباً من التفسخ والتمزق الذي أصاب المجتمع الغزي ، حالة من القرف والاشمئزاز انتابت كل مواطن فلسطينى فى قطاع غزة المحتل .
كاذب من قال غزة محررة ، وكذوب من قال ان غزة منتصرة ، ومخادع من يخبرك بأن غزة فى اوج ازدهارها ، وكل شئ فيها على ما يرام .
في مدينة الموت من خرج من ملته وانتحر ، وان تعددت أساليب وأشكال الانتحار ، وأخرون يبكون على سنون أعمارهم المنتهية فعلا ً والباقية زيفاً ، ومنهم من حاول ويحاول التغيير عبر التبكير في الهروب من أجل لملمة ما تبقى من سنوات العمر ، لكن الحظ لم يحالفهم ، ويلاقو حتفهم غرقاً في مياه المتوسط ، تلاعبهم الأمواج الى حين غير معروف ، هاجرو من أجل أن يحيو كان الموت رفيق دربهم ، رحلو بكامل قواهم الصحية عادوا على نعوش واكفان واعلام فلسطينية .
في مدينة الموت يُطالب الكتاب والمثقفين بإنهاء الانقسام وهذا ما عبر عنه الكاتب الفلسطينى طلال عوكل في مقاله متى يصبح المسؤول مسؤولا ً ؟
ولكن هل يوجد مسؤول في مدينة الموت ؟!
لا، وانما المسؤول خارج أسوارها بعيداً كل البعد من حدودها ، ولا يسعنى الا الاجابة على الكاتب الكبير طلال عوكل ” اسمعت لو ناديت حياً”
في مدينة الموت لا يوجد الا الأكفان والموت السريري ، واجساد تنبض بلا حس تنتظر !!!! ولكن ماذا تنتظر ؟؟؟؟
تنتظر فرحة العودة أم نسيم عبير الوحدة ، ام تنتظر الموت …..
ففي مدينة الموت لا تشم الا رائحة الموت !!!!! الى متى ومضى ١٥ عاماً على المدينة الحزينة بلا حياة وبلا أمل .
التعليقات مغلقة.