سوريا وتركية وعقبات اللقاء بين الاسد واردوعان / كاظم نوري

كاظم نوري ( العراق ) – الإثنين 26/12/2022 م …




ترددت شائعات تناقلتها وسائل الاعلام وحتى التركية عن احتمالات عقد قمة بين الرئيس  السوري  بشار الاسد والرئيس   التركي اردوغان وسبق  ذلك  لقاءات بين اجهزة الاستخبارات التركية والسورية  وتطور الحال الى اعلان الرئيس  التركي نفسه امكانية القمة مع الرئيس  السوري .

واعلنت موسكو من جانبها انها على اتصال مع  سورية حليفتها  لعقد قمة سورية تركية بمشاركة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

الا ان تلك الشائعات والانباء بقيت تراوح في مكانها لتتردد معلومات عن رفض الرئس السوري  لقاء الرئيس التركي دون ان تكشف  الانباء عن سبب رفض الاسد لقاء اردوغان رغم الوساطات الروسية.

الشيئ المثير للاشارة ان الرئيس التركي يعتبر كل  خصم له ” ارهابيا” ووصل الحال ان  اتهم المعارضة التركية الموجودة في البرلمان بانها لها علاقات ب” الارهاب”.

عودة الى الوراء وبعد فشل الانقلاب العسكري قبل سنوات ضد الرئيس التركي اردوغان استغل اردوغان ذلك لتصفية وابعاد العديد من خصومه  العسكريين والقضاة وكبار المسؤولين في الدولة   حتى من الذين لم تثبت مشاركتهم  اما  زجهم بالسجون او التخلص منهم في اطار حملة ضد الانقلابيين وداعميهم علما ان اكثر من مسؤول تركي كشف علنا ان   الولايات المتحدة وحلف ” ناتو” كان وراء المحاولة الانقلابية بالرغم من  ان اسم ” المعارض ” غولن  الذي يعيش في  الولايات المتحدة كان يتصدر قائمة الذين يقفون وراء الاتقلاب .

ورغم مطالبات انقرة لواشنطن بتسليمه الا ان السلطات الامريكية ترفض ذلك وهناك حالة ربما مشابهه وقعت عندما طالبت انقرة دمشق تسليم الزعيم الكردي عبد الله اوجالان الذي كان يقيم في سورية ورفض الرئيس السوري في حينها حافظ الاسد تسليمه  هددت تركيا باجتياح سورية عسكريا مما اضطر سورية الى ترك الخيار الى اوجلان بالمغادرة وقد غادر الى احدى الدول الافريقية ليتم القاء القبض عليه بتنسيق بين ” الموساد الصهيوني ” والاستخبارات التركية واعادته الى تركيا حيث يقبع في سجونها حتى الان واكراد سورية” قسد ” واخواتها  من الذين يتعاونون مع المحتل الامريكي الذي ينهب ثروات الشعب السوري  نسوا ذلك .

سورية ومن منطلق واضح انها تحمل اردوغان وتركيا مسؤولية الدمار الذي حل  بالبلاد منذ عام 2011 عندما فتحت تركيا حدودها للارهاب العالمي ومر  عبر الحدود التركية السورية الالاف من الارهابين  القادمين من شتى بقاع العالم بتنسيق مع واشنطن  وجرى تدمير سورية ومعظم مدنها واوشكت دمشق العاصمة ان تسقط بيد ارهابيين مدعومين من تركيا وانظمة خليجية بينها قطروالسعودية  لولا وقوف حلفاء دمشق معها  فضلا عن روسيا التي لعبت دورا في هزيمة  الارهاب لتتجمع فلوله في  ادلب ومناطق اخرى سورية بحماية تركيا التي شقت الجيش السوري واستقبلت المنشقين العسكريين  وساهمت في دعمها للارهاب في تشريد ملايين السوريين من  مدنهم  وقراهم وسرقة المعامل والمصانع في تلك المدن وحتى الزيتون ” العفريني” نسبة الى ” عفرين ” لم يسلم من السرقة.

وحتى لحظات الحديث عن استعداد الرئيس اردوغان للقاء الاسد لازال الارهاب يحتل  محافظة ادلب وان  انقرة  تحاول ان تفرض بنودا خاصة في دستور سورية  الجديد  كما فعلت ذلك في ليبيا   مثلما يحاول الغرب ذلك  وهي بنود ترفضها  دمشق التي تؤكد ان  سورية ليست ” دكاكين” في اشارة واضحة الى ماحل في العراق  بعد غزوه واحتلاله  ووضع دستور اشبه ” باللغم” .

ان رفض الاسد لقاء اردوغان سببه ان تركيا المسؤولة بصورة مباشرة عن دمار حل بالبلاد كانت ولازالت تعمل على التخلص من خصومها  تحت لافتة الارهاب وان دمشق ترفض ان تكون اداة لتنفيذ طموحات تركية الجغرافية التي لاحدود لها رغم تاكيد انقرة الحفاظ على وحدة الارض السورية لكنها تسعى الى التمدد 30 كيلومترا داخل الارض السورية بحجة محاربة الارهاب الموجود حتى الان في ادلب بحماية تركية.

ان الرئيس السوري بشار الاسد يرفض ذلك وليس على استعداد لقمة مع اردوغان في ظل الاحتلال التركي وهو بانتظار الانتخابات التركية التي ربما تسفر وهذا غير مؤكد عن فوز المعارضة التي ابدت استعدادها لسحب القوات التركية من ارض سورية وتعويضها عن الخسائر التي لحقت بها في حال فوزها  بالانتخابات القادمة.

وان سورية ومن منطلق نهجها الوطني ترفض ان يحاول البعض ان يجعل من  قادتها  موظفين لديه  وهم يختلفون مع تركيا في وصفها للارهاب  اوان يجرهم الى نهج  انقرة وهذا هو سبب رفض الاسد لقاء اردوغان قبل عودة  محافظة ادلب الى الوطن الام  سورية  وطرد جميع الارهابيين منها بما  في ذلك الجماعات المسلحة التي تحمل مسميات  من بينها  جيش او جيوش سورية التي تشرف عليها الاستخبارات التركية.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.