أتفاق إيران النووي والحراك الأوروبي … هل من فرص للتوقيع؟ / هشام الهبيشان
هشام الهبيشان ( الأردن ) – الأحد 8/1/2023 م ..
فاليوم هناك حراك داخلي واضح بواشنطن ، يقوده جمهوريو الكونغرس بالشراكة مع اللوبي الصهيوني، يهدف لتعطيل أي مسار لإدراة بايدن، يذهب بأتجاه توقيع أتفاق مبكر مع الإيرانيين بخصوص ملفهم النووي،حراك واشنطن الداخلي المعارض لتوقيع مبكر لاتفاق نووي مع الإيرانيين، تزامن مع رسائل إعلامية بعث بها جمهوريو الكونغرس الى الإيرانيين، تُحذّرهم بمضمونها من إنّ أي اتفاق نووي مع امريكا، ستننتهي شرعيته بأنتهاء شرعية الرئيس الامريكي بايدن ، بالإضافة الى هذا الطرح، فقد شهدت مجموعة من وسائل الإعلام الامريكية مؤخراً، حملة شرسة تعارض توقيع أمريكي مبكر لأتفاق مع الإيرانيين بخصوص ملفهم النووي ،وهذا مايؤكد وجود حملة ممنهجة بالداخل الامريكي تسعى وبقوة لثني الإدارة الامريكية عن مسعاها، بتوقيع أتفاق إيران النووي مبكراً .
هذه المؤشرات بمجملها والواردة من اكثر من أتجاه .. من الطبيعي أن تشكل عامل ضغط على صنّاع ومتخذي القرار، المعنيين بشكلٍ رئيسي بالتوصل الى اتفاق حول ملف إيراني النووي ، فالإدارة الامريكية اليوم، تتعرض لجملة ضغوط داخلية وخارجية، تستهدف ثنيها عن توقيع مبكر لاتفاق مع الإيرانيين بخصوص ملفهم النووي ،كما إن المفاوض الإيراني مع الغرب بدأ يدرك بشكلٍ واضح إن المناخ الاقليمي والدولي والداخلي الإيراني بالتحديد، لايساعد على تهيئة الارضية المناسبة لأتمام مسار ينتهي بتوقيعٍ مبكر لأتفاق إيران النووي مع الغرب ،فاليوم الإدراة الامريكية لاترغب بخسارة حلفائها بالمنطقة وبالخليج، وخصوصاً السعوديين الذين تجمعهم بواشنطن علاقة شراكة أستراتيجية تزيد على سبعة عقود من الزمن،بنى جسورها الملك السعودي الراحل عبد العزيز أل سعود، والرئيس الامريكي روزفلت ،كما إن الإدراة الامريكية لاتريد أن تدخل بمناكفات طويلة مع جمهوريي الكونغرس الداعمين لموقف الكيان الصهيوني ،والمعارض وبقوة لتوقيع اتفاق غربي بالمطلق مع إيران بخصوص ملفها النووي .
ختاماً ،يبدو إن جميع المؤشرات تذهب بأتجاه تأجيل توقيع قوى 5+1 للاتفاق النووي مع الإيرانيين ،فالمؤشرات بمجملها والواردة من جميع الاطراف المعنية والمتأثرة كما تدعي من آثار هذا الاتفاق ،تؤشر بشكل متزايد على أحتمالات وتكهنات بدأت تطفو من جديد الى السطح، تؤكد الى حد ما عدم وجود أرضية ومناخ دولي وأقليمي بهذه المرحلة تحديداً، يهيّأ المناخ الدولي والاقليمي المضطرب بشكلٍ عام لقبول تداعيات وأبعاد هذا ألاتفاق بهذه المرحلة تحديداً،ومع ذلك سننتظر القادم من الأيام ليعطينا مزيداً من الإجابات التي ستؤكد أو تنفي كل هذه المعطيات المذكورة أعلاه ،تزامناً مع وجود خشية غربية وأقليمية من حماقة قد يرتكبها ساسة وجنرالات الكيان الصهيوني وبتحريض ودعم من بعض القوى بالأقليم، بالذهاب نحو عمل عسكري ضد المصالح النووية بإيران، قد تقلب الطاولة على الجميع، وتدخل المنطقة والاقليم بدوامة صراع لاحدود زمانية ولامكانية له.
التعليقات مغلقة.