في الأيام الأخيرة ( شعر ) / محمد الحنفي

 

محمد الحنفي ( المغرب ) الأحد 7/8/2016 م …

إهداء:

إلى كل مريض بممارسة الانتهازية.

إلى العاملين على تصريف انتهازيتهم من أجل نماء ثروتهم على حساب كادحي الشعب المغربي، على مدى تراب الوطن.

من أجل مجتمع بدون انتهازية.

من أجل بناء إطارات مناضلة لا وجود للممارسة الانتهازية فيها.

*************************

ما عشت عمري أتعذب…

كما أتعذب…

في الأيام الأخيرة…

فأنا ما عشت يوما أتعذب…

كما أتعذب في تاريخي الأخير…

فمن عاش حياة…

ينتهز كل الفرص…

صار رمزا للنضال…

يستغل النضال…

يستغل الأمان في كل المحيط…

والعلامات كثيرة…

وأولها…

وآخرها…

تقليص المنتمين إلى إطار النضال…

فهل نستطيع إيقاف النزيف…

في إطار النضال…

في ظل إنتاج ممارسة…

ينبذها المنتمون…

إلى إطار النضال…

من أجل الحفاظ…

على المنتمين…

من أجل الإشعاع…

بين جماهير الشعب…

لأن الإطار المناضل…

لا يقبل الاستغلال…

ينبذه…

يتحدى كل انتهازي…

في صفوفه…

في مجال الحركة…

في صفوف الشعب…

لأن من ينتهز…

ينبه كل البشر…

إلى انتهازيته…

من أجل نماء الرأسمال…

من أجل صيرورته…

صاحب ملك العقارات…

صاحب حسابات الأبناك…

مالكا للتجارة…

يستغل ملك العقارات…

ينمي الثروات في كل اتجاه…

والانتماء إلى إطار النضال…

مظلته…

حتى لا ينعت…

بغير الشرف…

اليصير عنوانا…

لإطار النضال…

فأنا لا أستطيع القيام…

بما يقوم به…

من ينتهز كل الفرص…

للوصول…

إلى قاعة عرش الرأسمال…

في ظل الانتماء…

إلى إطار النضال…

لنيل الشرف…

*****

إن القيم…

الألوذ بها…

تمنعني…

من ان الوذ بالمجال…

لأنال فضل انتهازية…

تفسد حقي في الشرف…

حتى أنال الأمان…

حتى أتغذى…

من حياض السلامة…

حتى أستحم…

في بحر إطار النضال…

*****

يا وطني…

ما تعلمت منك غير التحلي…

بنبل القيم…

وما استنشقت فيك…

غير هواء نبل القيم…

وما آمنت…

إلا بسلامة الشعب…

من خبث القيم…

وما عملت…

إلا من أجل بناء…

إطار النضال…

وما سعيت…

إلا من أجل أن نحيا…

بجمال نبل القيم…

في كل مكان…

منك يا وطني…

ففي إطار النضال…

أنا لا أتلذذ…

على حساب البؤساء…

من كل العمال…

من الأجراء…

من سائر الكادحين…

لأني من بين العمال…

من الأجراء…

من الكادحين…

لا أتجاوز حدي…

لا أستطيع التجاوز…

لا أستغل إطار النضال…

مهما كان هذا الإطار…

أعرف كل الحدود…

ألتزم بكل المبادئ…

أناضل من أجل التوسع…

من أجل الإنسان…

حتى لا يقال عني…

أنني أنتهز…

فعدوي في هذي الحياة…

أن أصير منتهزا…

كل الفرص…

أن تصير انتهازيتي…

ملوثة لكل المصير…

فما عشت من حياتي…

كنت أحرص…

على أن يكون نظيفا…

من أي انتهازية…

تلوث كل الحياة…

فهل أرتضي…

أن تكون انتهازيتي…

متخللة لكل علاقات الحياة…

وهل أرتضي…

أن أصير موصوفا…

بانتهازيتي…

*****

إنني لا أتحمل…

أن أصير منتهزا…

لكل الفرص…

كما لا أتحمل…

أن أصير موصوفا…

بانتهازية كل الفرص….

كما لا أتحمل…

أن تصير علاقاتي…

متخللة…

بانتهاز الفرص…

حتى لا أسيء إلى علاقات الحياة…

حتى لا أسيء إلى إطارات النضال..

حتى لا أسيء إلى كل الأصول…

حتى لا أسيء إلى كل الفروع…

حتى لا أسيء…

إلى الشعب…

إلى هذا الوطن…

بانتهاز كل الفرص…

بانتهاز بعض الفرص…

*****

يا ايها الساري…

ألا تتذكر…

أن راية العتمة…

غير واضحة…

أن انعدام الوضوح…

مجال…

لتكريس انتهازية…

وما أكرهه في كل الحياة…

انعدام الوضوح…

وأنا لا يمكن إلا…

أن أتحاشى العتمة…

وحياضي لا تمتلئ…

إلا بصفاء المياه…

حتى تزيل كل العطش…

حتى تصير صالحة…

للاستحمام…

حتى تزيل كل الأوساخ…

من كل مجال الحركة…

حتى تصير جميع علاقاتي…

نظيفة…

حتى تصير النظافة…

مميزة…

لكل علاقات الحياة…

حتى أصير…

في أيامي الأخيرة…

بعيدا عن كل أشكال العذاب…

بعيدا…

عن علاقات الانتهاز…

******

لا أطلب إلا…

أن يصير إطار النضال…

قويا…

في هذا الوطن…

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.