تحقيق هام … شاطئ جديد في السعودية يسمح للنساء بارتداء البكيني والإقامة مع شركاء بلا زواج
مدارات عربية – الأحد 22/1/2023 م …
في إطار سعيها لأن تصبح إحدى أكثر الوجهات السياحية جاذبية في الشرق الأوسط، تتجه السعودية إلى منح النساء مزيداً من الحرية في ارتداء ما يروقهن على الشواطئ في مشروع عملاق جديد على البحر الأحمر. علماً أن عقود الزواج لن تكون شرطاً للإقامة المشتركة في فنادقه.
في آب/ أغسطس 2021، افتُتِح شاطئ “بيور بيتش” في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية (شمال جدة، غرب البلاد)، وأصبح الشاطئ الأول والوحيد في المملكة الذي يُسمح لزائراته من السعوديات والأجانب ارتداء البكيني والتجول به نهاراً، وتدخين الشيشة واصطحاب الحيوانات الأليفة دون قيود. علاوة على الحفلات الساهرة والعامرة بالرقص والموسيقى الصاخبة ليلاً، وفق ما نقلته وكالة فرانس برس عن زائرات آنذاك.
ذكر مسؤولون عن المكان للوكالة أنهم لا يتقصون وجود علاقة زواج بين كل شريكين من الرواد من عدمه، لافتين إلى أنهم يصادرون الهواتف الجوالة فقط حرصاً على خصوصية رواد المكان. علماً أن المكان لا يقدم المشروبات الكحولية المحظورة في المملكة.
لتوفير “تجربة سياحية طموحة ليس لها مثيل”… مشروع “وجهة البحر الأحمر” بالسعودية يعد الزائرات بعدم فرض أي قيود على اللباس والحركة والإقامة بما في ذلك ارتداء البكيني وعدم اشتراط وثيقة زواج للسكن مع شريك
الآن، شاطئ مشروع “البحر الأحمر الدولية” والمعروف أيضاً بـ”وجهة البحر الأحمر” (RSG) يستعد لتقديم “تجربة سياحية طموحة ليس لها مثيل”، لا تُفرض فيها أية قيود على لباس النساء أو حركتهن وإقامتهن، بما في ذلك ارتداء البكيني والإقامة مع شركاء بدون وثيقة زواج.
لا قيود على النساء
في معرض ردها على سؤال حول القواعد التي قد تتغير لتحقيق أهداف السياحة في السعودية، قالت لورديانا بيتيناتي، كبيرة مسؤولي التسويق السياحي في “وجهة البحر الأحمر”: “بصفتي أوروبية، يمكنني أن أقول إني أشعر براحة شديدة. لن تكون هناك قيود على النساء. في جميع أنحاء السعودية الآن، لا يتعين علينا ارتداء العباءة ويسمح للمرأة بالقيادة. لن يكون هناك تمييز بين دخول النساء والرجال إلى أي مرفق في أي مكان”.
وأردفت، وفق ما نقله موقع “Hotelier” الإنجليزي المعني بأخبار الفندقة والسفر والسياحة في الشرق الأوسط وفي المملكة والخليج على نحو خاص: “الإقامة في الفنادق لن تكون مشكلة إذا لم تكونوا أزواجاً. لن نسأل رجلاً وامرأة يحجزان غرفةً إذا كانا متزوجين أم لا. ستكون النساء قادرات على ارتداء البكيني في وجهة البحر الأحمر”.
مسؤولة في مشروع وجهة البحر الأحمر: “لن يكون هناك تمييز بين دخول النساء والرجال إلى أي مرفق في أي مكان… لن نسأل رجلاً وامرأة يحجزان غرفةً إذا كانا متزوجين أم لا. ستكون النساء قادرات على ارتداء البكيني”
جاءت هذه التصريحات للمسؤولة التنفيذية خلال فعالية ترويجية لـ”وجهة البحر الأحمر” في دبي، عرضت خلالها بيتيناتي تصوراً كاملاً للمشروع العملاق وأكدت افتتاح فنادقه الثلاثة الأولى خلال أيار/ مايو 2023. علماً أن العام الجاري يشهد افتتاح مطار البحر الأحمر الدولي أيضاً لتيسير وصول الزوار، وفق المسؤولين عن المشروع.
شددت بيتيناتي على أن “الأصالة هي جوهر RSG. نهدف إلى تطوير رحلات سياحية لا تُنسى وتجارب شخصية. ينمو قطاع السفر الفاخر في دول مجلس التعاون الخليجي بوتيرة رائعة ويقدم وعوداً هائلة”.
لدى الانتهاء من مراحل إنشاء المشروع في عام 2030، يتوقع أن يضم “البحر الأحمر” 50 منتجعاً يوفر ما يصل إلى 8000 غرفة فندقية وأكثر من 1000 عقار سكني موزعة بين 22 جزيرة وستة مواقع داخلية. علاوة على المطار الدولي والمراسي الفاخرة وملاعب الغولف والفلل العائمة والمرافق الترفيهية.
ووفق الموقع الرسمي للمشروع، “تعد وجهة البحر الأحمر وجهةً رائدةً في مجال السياحة المتجددة فائقة الفخامة، وتعتبر الوجهة بحد ذاتها في عداد آخر كنوز العالم المخفية التي تم اكتشافها مؤخراً، إذ تضم رابع أكبر حيد مرجاني مزدهر في العالم. تمتد الوجهة على مساحة تزيد عن 28 ألف كيلومتر مربع من الأراضي البكر في الساحل الغربي للمملكة، وتضم أرخبيلاً يحتضن أكثر من 90 جزيرة، وجبالاً خلابة، وبراكين خامدة، وكثباناً رملية صحراوية، والعديد من المعالم الثقافية والتراثية المهمة”.
في 2021، أصبح شاطئ “بيور بيتش” الشاطئ الأول والوحيد في المملكة الذي يُسمح لزائراته من السعوديات والأجانب ارتداء البكيني والإقامة مع شركاء بدون وثيقة زواج. والآن، يوفر مشروع “البحر الأحمر” العملاق نفس التجربة لجذب السياحة الخارجية والداخلية
السياحة في المملكة
ومنذ صعود ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى السلطة، نفّذ الأمير الشاب الذي أصبح الحاكم الفعلي للمملكة تغييرات اجتماعية واقتصادية جذرية، أبرزها السماح بالاختلاط وقيادة المرأة للسيارة وإلغاء الشرطة الدينية المعروفة باسم “هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”.
أما رؤية المملكة 2030 الهادفة إلى تنويع مصادر الدخل القومي وعدم الاعتماد على النفط فقط، فكانت أبرز التحولات الاقتصادية، وباتت السياحة والاستثمار في الترفيه من أبرز أعمدة هذه الرؤية.
وعقب عقود من الانغلاق، بدأت المملكة في إصدار تأشيرات سياحية فورية لمواطني 49 دولة معظمها أوروبية منذ عام 2019، بعدما كان الطلب مقتصراً إلى حد كبير على تأشيرات العمل والحجّ والعمرة. واستُحدثت لاحقاً تأشيرات ميسرة لحضور الفعاليات الفنية والثقافية لتيسير دخول المزيد من الزائرين الأجانب.
وتهدف المملكة إلى استقطاب نحو 100 مليون زيارة سنوياً بحلول عام 2030. وهي تتجهز لهذه الوفود بإنشاء ما يزيد عن 40 ألف غرفة فندقية في الوقت الراهن، وفق “Hotelier”.
في المقابل، تتزايد الاتهامات الحقوقية للمملكة بمحاولة تبييض صورتها الدولية بمثل هذه القرارات التصحيحية على الرغم من استمرار اعتقال العديد من الناشطات النسويات وسجناء الرأي في البلاد.
التعليقات مغلقة.