المقاومة فعل مباشر وليست صرخة / ابراهيم ابو عتيلة
ابراهيم ابو عتيلة ( الأردن ) – الخميس 26/1/2023 م …
مما لا شك فيه أن المقاومة هي الطريق الأوحد المؤدي إلى طرد المستعمر وكنس الاحتلال ولم يغفل الميثاق الوطني الفلسطيني عن ذلك القول بما يلي ” الكفاح المسلح هو الطريق الوحيد لتحرير فلسطين، وهو بذلك إستراتيجية وليس تكتيكاً، ويؤكد الشعب العربي الفلسطيني تصميمه المطلق وعزمه الثابت على متابعة الكفاح المسلح، والسير قدماً نحو الثورة الشعبية المسلحة، لتحرير وطنه والعودة إليه، وعن حقه في الحياة الطبيعية فيه وممارسة حق تقرير مصيره فيه والسيادة عليه ” وعلى الرغم من حزمة التنازلات التي قدمها ” الرمز ” عرفات ومن خلفه من بعده ومحاولتهم شطب الكفاح المسلح بل وشطب الميثاق الوطني الفلسطيني إلا أنهم فشلوا في ذلك فالمقاومة وإرادة التحرير جزء أصيل من مكونات الفلسطيني …
لقد عمل الفلسطيني ومنذ وعد بلفور على مقاومة كل ما تعرض له وطنه من مؤامرات حيكت ضده سواء كانت تلك المقاومة ” سلمية ” كالمقاطعة والمظاهرات أو مقاومة مسلحة كالعمليات الفدائية والاستشهادية والمواجهة واستخدوا في ذلك كل أنواع الأسلحة المتاحة من الحجر إلى الصواريخ مروراً بالرصاص والسيارات للدهس والسكاكين .. وقدموا من أجل ذلك كل أنواع التضحيات من تجويع وحصار وهدم للبيوت والاعتقالات والقتل بسبب أو بدون سبب في وقت عمل فيه الاحتلال وعملائه على تدمير إرادة الفلسطيني بالمقاومة وضيقوا عليه بكل الطرق بما فيها قيام االعملاء بالتنسيق مع الاحتلال فيما يسمى ” التنسيق الأمني ” لضرب كل يد مقاومة ورغم نجاحهم في الحد منها إلا أنهم لم يتمكنوا من دحر المقاومة الأمر الذي دفع المقاومين للقيام بعمليات نوعية هزت أركان الاحتلال ودفعت الاحتلال عملاءه لتكثيف نشاط التنسيق الأمني للكشف عن المقاومين وأماكن تواجدهم …
ومع شدة حصار الاحتلال والمتعاونين معه ضد المقاومين ، ومع عدم توفر السلاح ، لجأ المقاومون إلى عمليات الطعن بالسكاكين التي تستهدف المستعمرين وهي عمليات بطولية تعبر بشدة عن كره الاحتلال والرغبة الجامحة بمقاومته مهما كلف الثمن ، ورغم ايقاع عمليات الطعن بعدد من القتلى والاصابات في صفوف العدو إلا أنها أدت بالمقابل إلى اعتقال واستشهاد أغلب منفذيها مما يعني أنها عمليات أشبه بعمليات انتحارية ذات ثمن باهظ …
قال البعض عن تبريرهم لتلك العمليات بأنها صرخات مقاومة في ظلام الاحتلال ورفضاً للمتعاونين معه … ورغم تقديري البالغ لكل عمل مقاوم بما فيه عمليات الطعن إلا أن المنطق يقودنا إلى التفكير بما فائدة الطعن إذا كانت نتائجه السلبية أكبر بكثير من خسائر العدو … فنحن بأمس الحاجة إلى أفعال توقع الخسائر في صفوف الاحتلال وليس إلى صرخات آنية توقع في صفوف المقاومين خسائر أكبر مما توقعه في صفوف المحتلين …
ومن هنا أقول وأردد بأني لست مع عمليات الطعن تلك إلا إذا تمت بحنكة بالغة توقع قتلى وجرحى في صفوف العدو ولا توقع خسائر كبيرة بين المنفذين لها ، مما يستوجب القيام بمقاومة منظمة وواعية لما تقوم به وما بروز الكتالئب المقاومة في جنين ونابلس وغيرهما إلا دليل على وعي جديد للمقاومة … وعلى ذلك فإن الأمر يستوجب الكف عن عمليات الطعن الخاسرة والإنضواء تحت مظلة التنظيمات المقاومة بما يعزز من دورها ويحقق ما ورد في الميثاق الوطني الفلسطيني بأن الكفاح المسلح هو الطريق الوحيد لتحرير فلسطين وهو بذلك استراتيجة راسخة وليس تكتيكاً مؤقتاً.
التعليقات مغلقة.