النشرة الاقتصادية / الطاهر المُعِز

 

 

الطاهر  المُعِز ( تونس ) الإثنين 8/8/2016 م …

 

في هذا العدد 336 من النشرة الإقتصادية متابعة خاصّة للوضع الإقتصادي في بَلَدَيْنِ عَرَبِيَّيْن مركَزيّيْن هما مصر وأزمتها الإقتصادية (الهيكلية) التي تفاقمت على مَرِّ السِّنين وشبَّهَها البعض بفترة حكم الخديوي إسماعيل بسبب تراكم الدُّيُون وما يترتب عنها من فقدان هامش السيادة واستقلالية القرار، والبلد الثاني سوريا التي أنهكتْ اقتصادَها الحربُ العدوانيةُ (على الدولة والبلد والشعب) المتواصلة للسنة السادسة على التوالي، وحاولْنا الإهتمام بالجوانب التي تتعلق بمعاناة الناس (المواطنين) نتيجة لهذه الحرب المَفْرُوضَة عليهم من قوى خارجية، وفي مُقَدِّمَتِها الإمبريالية الأمريكية وذِراعُها العسكري حلف شمال الأطلسي (ناتو)… في مُقَدِّمة النشرة، أوردنا نماذج من التناقض الصَّارخ بينهم (الأثرياء) وبيننا (الكادحين والفقراء) وخصوصًا في داخل الولايات المتحدة نفسها، القوة الرأسمالية العُظْمى التي تَقُود جبهة أعدائنا الطبقِيِّين (الرأسمالية) والقومِيِّين (الإمبريالية والصهيونية) وتَدْعَمُ الحُكّام الرجعيين (آل سعود وأشْبَاهُهُم) بقوة السِّلاح وبقوة الإعلام وبواسطة مختلف المُؤسَّسَات الدّولية (الأمم المتحدة وصندوق النقد وغيرها)… في نفس الإتجاه تقريبًا نواصل في هذا العدد تحليل الخطاب العنصري والإستعماري الأوروبي المُتَعَلِّق ب”اجتياح اللاجئين للقارة الأوروبية” لِنُبَيِّن زيف هذا الإدِّعاء بالأرقام التي تُصْدِرُها مُؤسَّسَاتُهُم (الأمم المتحدة) ومُنَظَّماتُهُم “الإنسانية” و”الخيرية” و”غير الحكومية” (ذراع المُخابرات في مُعْظَمِها وليس كُلُّها) كما نواصل التطرق إلى الوضع في تركيا (في فقرتين وفي مَوْضِعَيْن مُخْتَلِفَيْن) بعد الإنقلاب الفاشل والمَشْبُوه الذي استفاد منه حزب الإسلام السِّياسي الحاكم لتصفية خصومِه والإتجاه نحو الحكم المُطْلَق… في النشرة أخبار أخرى من الوطن العربي والعالم، نرجو أن تُفِيدكم (كُنَّ) وأن تُثير فضول القارئ والقارئة لمزيد الإطلاع والتوسع في المواضيع التي تتطَرَّقُ لها النشرة وغيرها من الأخبار الأخرى…    

      

ما وراء الأرقام الولايات المتحدة نموذجا: يُتْقِنُ الفُقَراء فَنَّ الحساب الذِّهْنِي وفَنَّ إدارة الأَزَمَات والتصرف في ميزانياتهم الصغيرة ليتمكنوا من البقاء على قيد الحياة والتعايش مع الفقر والبؤس، في ظل ارتفاع الأسعار وارتفاع تكاليف العلاج وتعليم الأبناء ومصاريف التَّنَقُّل، بالتوازي مع ضعف الرواتب ودخل صِغار المُزارعين والحِرَفِيِّين… في المُقَابل تنْشُرُ وسائل الإعلام أرقامًا تتجاوز خيال الفُقَراء، بشأن حجم ثروة بعض البرجوازيين، ونشرت مجلة “فوربس” المُخْتَصَّة في متابعة أخبار الأثرياء أن ثروة مؤسس شركة “مايكروسوفت” لبرامج الحاسوب (الأمريكي بيل غيتس) بلغت 77,7 مليار دولار، وبلغت ثروة الأميركي من أصل إسباني “أمانسيو أورتيغا”، صاحب متاجر “زارا” (ZARA ) للأزياء 72,7 مليار دولار، فيما بلغت ثروة مُرَشّح الرئاسة الأمريكية “دونالد ترامب” 4,5 مليار دولارا (مُعْلَنَة لدى إدارة الضَّرَائِب)… كيف يمكن لهذا المُرَشَّح أن يَعِي مشاكل العمال والفقراء الأمريكيين، وكيف يُمْكِنُ لهؤلاء الأثرياء أن يَتَفَهَّمُوا المشاكل والصعوبات التي تعترض العُمال وصغار الموظَّفِين في شركاتهم، بسبب ضعف الرواتب، إذا علمنا أن العمال في الولايات المتحدة يُطالبون منذ سنة 2014 برفع الحد الأدنى للرواتب من 7,25 دولارا عن ساعة عمل إلى 15 دولارا إي من حوالي ألف دولار شهريا (الراتب الصافي) بدوام كامل إلى حوالي ألفي دولارا، مع الإشارة إلى ان نسبة كبيرة من العمال في الولايات المتحدة يعملون بعقود هشَّة ومؤقَّتة وبدوام جزئي مَفْرُوض (خصوصًا النساء) ولا يمْكِنُهُم تلبية الحد الأدنى من حاجاتهم الأساسية، وإن كانت العقيدة الرّسْمِية للدولة الأمريكية (والرَّأسمالية عمومًا) تدعو إلى عدم التدخل وترك “اليد الخَفِيَّة” للسوق تُعَدِّلُ الأسعار والأجور وفق قانون العَرض والطَّلَب، فإنَّ جهاز الدَّوْلَة يدْعَمُ الشركات الكُبْرَى من المال العام، وتُوَزِّعُ وزارة الزراعة الأمريكية قَسَائم غذاء على الفقراء (ومنهم عدد هام من العُمَّال) لِيَحْصُلُوا بِواسطتها على بعض السِّلَع الغذائية الفائضة عن الحاجة والتي تبيعها المراكز التجارية الكُبْرى، وبِذَلك تُسَدِّدُ الخزينة الأمريكية كل شهر مبالغ هامة تُعَدُّ مُكَمِّلاً للرواتب الضعيفة، بدل إجبار أرباب العمل على رفع الرواتب، وترْتَفِعُ أرباح المحلات التجارية من بيع كميات إضافية من الغذاء لمن لا يقدرون على شرائها، لولا فسائم الغذاء التي تُوَزِّعُها وزارة الزراعة على الفُقَراء (بعد فحص مِلَفّاتِهم بِدِقَّة في إدارات العمل الإجتماعي)، كما يتَمَكَّنُ كبار الفلاحين الأمريكيين وشركات المُضَاربة بالغذاء من تسويق كِمِّيات إضافية، كان مَصِيرُها الإتلاف، في حال عدم وجود هذه القسائم الغِذائية، كما تهدف برامج تعميم المضلّة الصِّحّية (مثل “أوباما كير”) إلى خصخصة القطاع الصّحّي وتقديم الدّعْم غير المُباشر إلى قطاع الطِّب الخاص، بواسطة توسيع قاعدة زبائنهم من الفقراء الذين لا يستطيعون تسديد مصاريف العلاج لولا الدّعم الحكومي، بلاً من دعم المُسْتَشْفَيَات العمومية والقطاع الصِّحّي العمومي… من جهة أخرى تتهرَّبُ الشركات الكُبْرى الأمريكية -التي لا يتجاوز راتب عُمَّالِها 7,25 دولارا عن كل ساعة عمل- من تسديد الضرائب وتلجأ إلى الملاذات الضريبية وإلى التحايل على القوانين التي لا تَخْدِم أحدًا غيرها، ولكن أصحاب هذه الشركات (أو “المُسْتَثْمِرُون” كما يُسَمِّيهِم صندوق النقد الدولي) يُرِيدون الإستفادة من البنية التحتية ومن المرافق العمومية التي يُسَدِّدُ ثمنها من المال العام أي من ضرائب العمال والموظَّفِين والأُجَراء بوجه عام، دون تحمُّلِ قِسْطٍ من ثمنها بواسطة تسديد الضَّرَائب… لكن الدولة في خدمتهم، وتسحب الأموال من جيوب أو من عرق الفقراء والعمال لِتُهْدِيها إلى الأثرياء في صورة حوافز وخصم من الضرائب ودعم لِشركاتهم أو في شكل تحمل الخزينة الفارق بين ما يُسَدِّدونه من أُجور والحد الأدنى الضَّرُوري للعيش أو لمجرد البقاء على قيد الحياة، وقد تقوم المنظمات المُسَمّاة “غير حكومية” أو “خيرية” (بعضها منظمات دينِيَّة) أو “إنسانية” بهذا الدور، لكي يستعيد العامل قواه ويعود من الغد إلى مراكز الإنتاج، وأيضًا (وبالأخص؟) لمنع ارتفاع درجة الغضب إلى مرحلة الإنتفاضة أو ربما الثَّوْرة… الطاهر المُعِز

 

عالم غير مُتَوازِن: أثارت مسألة “استقبال” اللاجئين في بلدان أوروبا جَدَلاً كبيرًا مَشوبا بخطاب استعماري وبنبرةٍ عُنْصُرِيّةٍ وباحتقار الشعوب الأخرى التي تَسَبَّبَت الجيوش الأمريكية والأوروبية في دمار بُلْدانها وتهْجِير مواطينها، بينما لم تستقبل أوروبا أبدًا أكثر من 10% من لاَجِئِي العالم حتى خلال الحرب العالميتيْن الأولى والثَّانِية، وتستحوذ اليوم الدول الست الأكثر غنىً (الولايات المتحدة وألمانيا والصين واليابان وفرنسا وبريطانيا) على 56,6% من اقتصاد العالم (جرّاء نهب واستغلال موارد البلدان والشُّعوب الفقيرة) ولكنها لا تسْتَضِيفُ سوى أقل من 9% من اللاجئين (أو قرابة 3,5% من لاجئي العالم منهم 2,1 مليون في ألمانيا، لِتَعْوِيض النقص في سكان البلاد ولتسْيِير الإقتصاد) وتستقبل بلدان صغيرة وفقيرة في افريقيا أضعاف ذلك وتستقبل كلّ من الأردن وفلسطين ولبنان وتركيا وباكستان وجنوب أفريقيا نحو 12 مليون لاجئ، في حين لا تشكل اقتصادياتها مجتمعة أكثر من 2% من الاقتصاد العالمي، وهي بلدان تُعاني من ارتفاع نسبة البطالة والفقر… أَجْبَرَت الحروب والمجاعات والأزمات والقمع والإضطهاد نحو 65,3 مليون إنسان على الفرار من مناطِقِهِم الأصلية، بحسب بيانات اللجنة العليا لشؤون اللاجئين لسنة 2015، بزيادة 5,8 مليون عن سنة 2014 وبقي نحو على 40,8 مليون نازح داخل بلدهم، و21,3 مليون لاجئ خارج بلدهم، وتَقَدَّمَ 3,2 مليون لاجئ منهم بطلب لجوء إلى حكومات الدُّول “المُسْتَظِيفَة”… تكتفي الدول الغنية بإرسال منظمات “غير حكومية” وجمعيات “خيرية” و”إنسانية” إلى دول اللجوء، في محاولة للمحافظة على بقاء اللاجئين بعيدًا عن الدول الغنية، وتُرْسِلُ الشركات العابرة للقارات مُسْتَشَارِين بِهَدَفِ انتقاء ذوي الخبرات والمُؤَهّلات الذين تحتاجهم، بأقل تكلفة من الأطباء أو المُهَنْدِسين أو الفَنِّيِّين الأوروبيين أو الأمريكيين، ويَقْتَصِرُ إعلام المنظمات “غير الحكومية” (ومعظمها تتجسس وتجمع البيانات وإرسالها إلى حكومات بلدانها) على طلب المعونة المالية من الجمهور لأن “ميزانيتها لا تَكْفي لإطْعَامِ وعلاج” النازحين في بلدهم واللاجئين في بلدان الجوار، بينما يُرْسِلُ الحلف الأطلسي والإتحاد الأوروبي السُّفُن الحربية لِمُطاردة اللاجئين في سواحل ليبيا وتركيا، قبل وصولهم المياه إلى المياه الإقليمية الأوروبية، وارتكبت نفس القوات الأطلسية والأوروبية والأمريكية (بذريعة مُحاربة الإرهاب) مجازر عديدة ضد المَدَنِيِّين في العراق وسوريا واليمن وأفغانستان، أدَّتْ إلى ارتفاع عدد الفَارِّين من قنابل “الديمقراطية”، وعقد الإتحاد الأوروبي مُؤخَّرًا مع تركيا (أحد الأطراف الرئيسية في الحرب ضد سوريا وأحد كبار داعمي الإرهاب وأحد أهم المُسْتَفِيدِين منه، وعضو الحلف الأطلسي) اتفاقًا أو صَفْقَةً، يبتز من خلالها كل منهما الآخر، والتلاعب بمصير ملايين طالبي اللجوء… عن الهيئة العليا لشؤون اللاجئين (الأمم المتحدة) + منظمة “أوكسفام” تموز/يوليو 2016 … من جانب آخر، تُقدّر مُخْتَلَفُ  مصالح الأمم المتحدة عدد من يُعانون من الجوع بنحو 840 مليون شخص، ويعيش 770 مليوناً في حالة حرمان من المياه الصالحة للشرب، وحُرِمَ حوالي 800 مليون من التَّعليم فهم أُمِّيُّون لا يقرأون ولا يكتبون، وتتخوف منظمة الأمم المتحدة والمكتب الدولي للعمل من ثورة الجياع بسبب الفوارق الطَّبَقِيَّة الشَّاسِعَة بين مئات ملايين الفقراء المُدْقَعِين، فى أدنى السُّلَّم الاجتماعي، والقلة الثرية التي ما انفكَّتْ ثرواتها ترتفع بشكل قياسي، وإلى مستويات لا مثيل لها في تاريخ البشرية

 

عن “الديمقراطية الإسلامية“: بدأت السلطات التُّرْكِية حملات التصفية والإعتقالات ضد الخُصوم والمُعارضين قبل الإنقلاب الفاشل، برَفْعِ الحصانة عن 152 نائباً برلماني وسجن عشرات الصحافيين والإستيلاء على وسائل إعلام مُعارضة، وهَدْمِ عشرات القرى والأحياء في المناطق التي يقطنها المواطنون الأكراد… وبعد الإنقلاب الفاشل، اعتقلت السلطات نحو 70 ألف مواطن ووجهت تُهَمًا مختلفة إلى نحو 15 ألف منهم، وسرَّحَتْ 50 ألف موظف: عسكريون وقضاة ومُدَرِّسُون وأكاديميون وإعلاميون وضباط شرطة وموظفون في أجهزة الدولة، وأغلقت أكثر من ألف مدرسة تُدِيرُها حركة “خِدْمة” التابعة لجماعة فتح الله غولن (عميل المخابرات الأمريكية وحليف اردوغان خلال انتخابات 2002) والتي اتهمها إردوغان باطِلاً ب”الإرهاب”، ونَفَّذَت المليشيات المُسَلَّحة للحزب الحاكم (العدالة والتنمية) اعتداءات ذات طابع طائفي ومَذْهَبِي على من اعْتُبِرُوا “عَلَوِيِّين”، واستخدم الحزب الحاكم مآذِنَ المساجد لدعوة أنصارِهِ إلى الإنتشار  في الشوارع للدفاع عن حكومة حزب “العدالة والتنمية” الذي سارع إلى تعزيز العلاقات العسكرية والتجارية مع الكيان الصهيوني (بمُبَارَكَة “حماس”) مقابل 20 مليون دولارا فقط ثمنًا لضحايا سفينة “مافي مرمرة”… ورد في عدة دراسات أمريكية (شبه رسمية) أعدَّهَا كل من روبرت مالي (من مجموعة الأزمات الدولية) ودنيس روس (منسق المفاوضات في “الشرق الأوسط” سابقًا) ان الولايات المتحدة تُفَضِّلُ التعاون مع الإسلام السياسي من طراز الإخوان المسلمين ، وورد في تقرير معهد “هيودسون” المقرب من البنتاغون (سنة 2011)  أن الولايات المتحدة تسعى إلى إدماج الإسلام السياسي “المُعْتَدِل” في المؤسسات السياسية في بلاده وتعمل على وصول “الإخوان المسلمين” إلى السلطة في البلدان التي تشهد حركة احتجاجات واسعة، وبحسب التقرير فقد اتفقت الولايات المتحدة مع “الإخوان” في سوريا لتسهيل تسلمهم السلطة بدعم من تركيا، ولم تُكذِّب الولايات المتحدة ولا “الإخوان المسلمون” ما ورد في التقرير… استخدمت بريطانيا “الإخوان المسلمين” و”حزب التحرير” لمحاربة القومية العربية، وساعدت بريطانيا وأمريكا مجموعات الإسلام “المتطرف” منذ سنة 1990 واستخمتها لمناهضة القذافي وصدام حسين وميلوسيفيتش، وسهلت سفر المقاتلين الإسلاميين إلى كوسوفو وإلى روسيا وغيرها، ولعب خبراء البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية دور المُستشار السياسي والعقائدي للإخوان المسلمين “للتكيُّف” مع لغة الإمبرياليين الأميركيين والأوروبيين بشأن الديموقراطية والعلمانية، والإحتيال على اللغة العربية لتروِّج قبولها بـ “الدولة المدنية” بدلاً من “الدولة العلمانية”، وذلك منذ 2005 في تونس ومصر وسوريا بشكل خاص، وكان آخر حلقات مسلسل تلك الاحتيالات ما أعلنتْهُ حركة “النهضة” في تونس من “الفصل بين الدعوي والسياسي”، التي لا تعني أبدًا فصل الدين عن الدولة، وإخضاع الدين للدولة وقبول قيم المساواة وحرية العقيدة وغيرها من القيم والحريات الفردية والجماعية… وإنما تعني توسيع شبكة الجمعيات “الخيرية” والمدارس الخاصّة والمَسَاجِد لِتَهتَمَّ بالدعاية والجانب العقائدي ونشر إيديولوجيا الإسلام السياسي (الإخوان المسلمون) و”الثقافة” والتُّرَاث الإخوانيَّيْن، فيما تهتم حركة النهضة بالجوانب التكتيكية، وتطويع الإيديولوجيا في المجالات السياسية والإنتخابية عن “السَّفِير” 27/07/16  

 

ضحايا الفقر والحروب: أعلنت قوة خفر السواحل الإيطالية في بداية شهر تموز/يوليو 2016 إنقاذ نحو 4500 مهاجر أثناء محاولتهم عبور البحر الأبيض المتوسّط في زوارق مطاطية وخشبية، وكن الإتحاد الأوروبي قد أسس وكالة “فرونتكس” (FRONTEX) لمراقبة واعتقال المهاجرين غير النظاميين قبل دخولهم حدود أوروبا فيما أعلن الحلف الأطلسي تخصيص سفن حربية لمراقبة سواحل جنوب وشمال المتوسط، خصوصًا بين ليبيا وإيطاليا، وهو نفس الحلف الذي خَطَّطَ ونَفَّذَ تخريب ليبيا وسوريا والعراق واليمن، ويُنَسِّقُ جهوده التَّخْرِيبيّة مع الكيان الصهيوني، وقدَّرَتْ منظمة الهجرة العالمية “إن أكثر من 238 ألف مهاجر غير نظامي وصلوا أوروبا عن طريق البحر منذ بداية 2016 منهم حوالي 67 ألف وصلوا إلى إيطاليا” فيما قَدَّرَتْ مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة خلال شهر حزيران 2016 “إن أكثر من 10 آلاف مهاجر ماتوا غرقا في البحر الأبيض المتوسِّط أثناء مُحاولتهم الوصول إلى أوروبا منذ سنة 2014، بينهم حوالي ثلاثة آلاف شخص خلال النصف الأول من سنة 2016” ليرتفع عدد الوفيات غرقًا بنحو 60% مُقَارَنَةً بالنصف الأول من سنة 2015، معظمهم كانوا في طريقهم إلى سواحل إيطاليا واليونان، ولم تُسَجِّلْ المنظمات “الإنسانية” ومُنظَّمَات الإنقاذ أية حوادث غرق عبر البحر بين تركيا واليونان منذ شهر آذار/مارس 2016، وجرت معظم عمليات الإنقاذ الإيطالية في قناة “صقلية” الواقعة بين ليبيا وإيطاليا وهي الطريق المُفَضّلة للمُهَرّبين (معظمهم من المليشيات الإرهابية في ليبيا) بسبب انخفاض التكلفة وقصر المسافة والانفلات الأمني على الشواطئ الليبية، وذلك بعد إغلاق طريق البلقان، وإغلاق تركيا لطرق بحر إيجه، بعد اتفاقها مع الإتحاد الأوروبي لمنحها أكثر من ستة مليارات يورو سنويا، مُقابل مُراقبة المُهاجرين واللاجئين على حدودها…  عن المنظمة الدولية للهجرة – أ.ف.ب 26/07/16

 

مصر للبيع: يُعاني اقتصاد البلاد من مشكلات هيكلية عديدة، ارتفاع الديون والبطالة ونسبة الفقر وضعف نسبة النُّمُوّ والإنخفاض المُسْتَمِر للعملة المحلِّية (الجنيه) أمام الدولار وانخفاض إيرادات السياحة والصادرات والإستثمارات الأجنبية وبالتالي انخفاض احتياطي العملة الأجنبية… ارتفع حجم الدين الخارجي من 45,288 مليار دولار في آذار/مارس 2014 إلى 53 مليار دولار في آذار/مارس 2016، ويُشَبِّهُ بعض الخُبَراء المصريين هذه المرحلة بفترة حكم الخديوي إسماعيل حيث ارتفعت قيمة الديون من 11 مليون إلى 126 مليون جنيه، وأفضَتْ المفاوضات مع صندوق النقد الدّولي مُؤَخّرًا إلى إقرار عددٍ من الشُّرُوط منها قانون الخدمة المدنية الذي أقره مجلس النواب، وقانون ضريبة القيمة المضافة وبيع أصول الدولة، وتخفيض سعر الجنيه، مُقَابل قروض بقيمة 12 مليار دولار لفترة ثلاث سنوات (أربعة مليارات دولارا كل سنة) وستستخدم الحكومة قرض صندوق النقد الدولي بمثابة ضمان للحصول على قروض أخرى من هيئات دولية أخرى وأسواق المال تصل إلى 21 مليار دولار، لمواجهة عجز الموازنة ونقص العملة الأجنبية، وليس من أجل الإستثمار في قطاعات مُنْتِجة لقيمة القرض، وهي دَوَّامَةٌ أو حلقة مُفْرغَة تعاني منها دول عديدة لجأت إلى صندوق النقد الدولي أو إلى شقيقه البنك العالمي، اللَّذَيْنِ يَشْتَرِطَان التزام الحكومات بما يُسَمِّيَانِهِ “إِصْلاَحَات” هيكلية وتتلخَّصُ في تحكم الصندوق أو البنك في الخيارات الإقتصادية والسياسية للبلاد واتخاذ القرارات التي يُمْلِيَانها ووضع مقدرات البلاد تحت حراستهما، ومن شروط القرض لمصر خفض دعم الطاقة وتطبيق ضريبة القيمة المضافة، على مدى قَصِير وخفض عدد موظفي القطاع الحكومي وتجميد الرواتب وخفضها بواسطة قانون “الخدمة المدنية”، إضافة إلى خفض الإنفاق الحكومي وخصخصة ما تبقّى من القطاع العام (المصارف وشركات النفط) وغير ذلك من القرارات المُضِرَّة بمصلحة العُمّال وصغار المُوظَّفِين والفقراء… (تَجَرَّأَتْ حكومة “السِّيسِي” على نفي فرض صندوق النقد الدولي أي شروط مقابل القروض، وكادت تُعْلِن ان الصندوق مُنَظَّمَة خَيْرِيّة وجمعية إحسان لا تُرِيدُ من مِصْر “جزاء ولا شُكُورًا” مقابل مليارات الدولارات) عن رويترز 27/07/16 تهدِفُ القروض الجديدة (أي بيع أو رَهْن أصول الدولة) إلى تحسين صورة النظام (خليط من الجيش ورجال الأعمال) لأنه عاجز عن زيادة الناتج المَحَلّي وزيادة عائدات الصادرات والسياحة، وستَتَحَمَّلُ  الأجيال القادمة عِبْء الديون وفوائد الدُّيُون، التي بلغت قرابة ثلث الموازنة العامة، ومَثَّلَ رجال الأعمال الجِهَة الوَحِيدَةَ (في مصر) التي عبرت عن ارتياحِها لنتائج مُباحثات الحكومة مع صندوق النقد الدولي وتكبيل الفئات الكادحة بالقروض، ومن نتائج ذلك ان استقرت سوق العملة وارتفعت مؤشرات البورصة… أما وضع “الإقتصاد الحقيقي” فهو يُنْذِرُ بالكارثة، إذ تشير مؤشرات الحكومة إلى ارتفاع عجزٍ الموازنة العامة للدولة إلى 11% خلال السنوات الثلاثة من حكم المُشير عبد الفتّاح السِّيسِي (تُحَدِّدُ مقاييس النظام الرَّأسمالي العجز “المقبول” بنسبة 3%) أو نحو 93% من إجمالي الناتج المحلي، وانخفاض نسبة النمو إلى أقل من 4% في المتوسط لسنوات عدة، واستقرار نسبة البطالة عند 12,5% ونسبة التَّضَخُّم عند 14,8% بحسب أرقام الحكومة (المَشْكُوكِ بِها) ولجأت الدولة إلى خفض الإنفاق العام، وخفض دعم الطاقة مرات متتالية خلال السنوات الثلاثة الماضية بنسبة الثُّلُثين (من أكثر من 100 مليار جنيه إلى حوالي 30 مليار جنيه)، وتجميد بند الأجور في الموازنة العامة أي خفض الأجر الحقيقي وفق معدلات التضخم، وخفضت الحكومة الإنفاق على قطاعات الصحة والتعليم، ولزيادة إيرادات الدولة، أقرَّتْ تطبيق قانون ضريبة القيمة المضافة أي زيادة 14% على كافة السلع والخدمات بهدف تحصيل 30 مليار جنيه سنوياً، ما أدّآ إلى رفع الأسعار الحقيقية بنسبة 30% خلال أقل من سنة واحدة، وزيادات جديدة في قيمة “فواتير” الكهرباء والمياه والغاز ومختلف المرافق، ورفع أسعار المواصلات المدعمة مثل القطارات ومترو الأنفاق، تطْبِيقًا لأوامر صندوق النقد الدولي التي حَدَّدَها في بيانه منذ أكثر من سنة (كانون الثاني/يناير 2015)، ولم يتَبَقى سوى “التحرير” الكامل لسعر الصرف… أدَّى تطبيق هذه السِّياسات منذ 2014 إلى ، ارتفاع نسبة الفقراء إلى 27,8% من إجمالي السكان (حوالي 26% سنة 2010)، وتزيد نسبة الفقراء في الريف لتصل إلى 57% وفقاً للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أي ان النسبة الحقيقية أعلى من ذلك بسبب تخريب الشبكة الإجتماعية، وانعدام جدوى نظام الضمان الذي تتبعه الدولة، وبسبب الزيادات المُتَتَاليَة للأسْعار… سبق ان ارتفعت الديون بشكل مُخِيف مذلع 1991 فأبرم نظام حسني مبارك اتفاقاً مع صندوق النقد والبنك الدوليين تمّ بموجبه إسقاط بعض الديون، مقابل الاندماج في المشروع الأميركي الصهيوني، ومشاركة الجيش المصري في العُدْوان على العراق تحت القيادة الأميركية، ودفع قيادة منظمة التحرير إلى المُشاركة في مؤتمر مدريد، الذي كان مُقَدِّمَة لاتفاقيات أوسلو، وتطبيق المشاريع الأميركية منها “الشرق الأوسط الكبير” لتفتيت المنطقة، وطبَّقَت الدولة آنذاك برنامجًا واسِعًا لخصخصة القطاع العام في صفقات اتَّسَمَتْ بالفساد، ما أدّى إلى ارتفاع نسبة البطالة وتشريد أعداد كبيرة من العمال بعد خصخصة الشركات، وإصدار تشريعات عمل تتيح فصل العمال وتخفيض أجورهم، والتشريعات التي سمَحَت بافتكاك أبناء الإقطاعيين للأراضي التي حصل عليها الفلاّحون أثناء الإصلاح الزراعهي في الفترة الناصرية، ما زعزع الاستقرار في الريف المصري، حيث تعيش أغلبية السكان… عن مواقع الصُّحف المصرية (الشُّرُوق واليوم السابع والمصْرِي اليوم والبديل) من 26 إلى 20/07/16

 

سوريا: مثَّلَتْ سوريا خلال فترة “الإنفتاح” الإقتصادي أو ما سُمِّي “اقتصاد السُّوق الإجتماعي” (أي الإقتصاد الليبرالي بغلاف اجتماعي زائف) منذ بِداية القرن الحالي فرصًا هامة للإستثمارات الخليجية (والإيرانية ) في القطاعات غير المُنْتِجة منها العقارات والسياحة والمصارف، لكن بعد أكثر من خمس سنوات من الحرب بدأ بعض السوريين يطالب بمصادرة تلك الاستثمارات والممتلكات، تعويضاً نتائج الدعم الخليجي للإرهابيين المسلحين من قتل وتخريب وتدمير… قُدِّرَتْ قيمة الإستثمارات الأجنبية في سوريا (ومعظمها من السعودية والكويت والإمارات) بنحو  1467 مليون دولار سنة 2008 و1434 مليون دولار سنة 2009 و نحو 1304 ملايين دولار سنة 2010 وهي مبالغ ضئيلة مُقَارنَة بمُقَدّرات الإقتصاد السُّوري بحسب “تقرير الإستثمار العالمي” لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية “أونكتاد” سنة 2011، وهي سنة اندلاع الحرب وخروج بعض الاستثمارات الخليجية، ووقف تنفيذ البعض الآخر، في ظل عزوف المُسْتثمرين الأجانب والمحلِّيِّين عن المُخاطرة والإستثمار بسبب تراجع العائد وتزايد الخسائر، وفي ظل العقوبات المفروضة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وقام بعض المستثمرين الخليجيين ببيع حصتهم والخروج من السوق السورية، وقَرَّرَ البنك السعودي ــ الفرنسي بيع حصته البالغة 27% في بنك “بيمو”، أكبر مصرف خاص في سوريا، ويملك أحد أفراد العائلة المالكة السعودية (الوليد بن طلال) بواسطة مجموعة “المملكة القابضة” فندق “فور سيزونز” (الفُصُول الأربعة) في دمشق، والذي افتتحه في 2006 باستثمارات قدرها 100 مليون دولار… قُدِّرَتْ قيمة إجمالي استثمارات الإمارات (أو مشاريع الإستثمار) بنحو 20 مليار دولار سنة 2011، معظمها في مجالات الفنادق والعقارات، ويمتلك مصرف قطر نسبة تزيد على 50% من “بنك قطر الوطني ــ سورية” برأسمال قدره 300 مليون دولار، ويمتلك “بنك قطر الدولي الإسلامي” 30% من “بنك سورية الدولي الإسلامي”، إضافة إلى أسهم في “بنك الشام الإسلامي”، فيما استثمرت الكويت عبر “مجموعة الخرافي” في مصنع لإنتاج الإسمنت وتسويقه بكلفة قدرها 100 مليون دولار، وتُدِيرُ نفس المجموعة فندق “بلودان الكبير” في دمشق و”شيراتون حلب”…  عن هيئة الاستثمار السورية  “الأخبار” 27/07/16  توقَّفَ الجهاز المركزي للإحصاء في سوريا عن نشر أهم البيانات منذ بضعة سنوات، ولكن صندوق النقد الدولي يُقَدِّرُ أن الدّمار الذي لحق البلاد أدّى إلى تدمير أكثر من 75% من قدرات اقتصاد البلاد وإلى انخفاض إجمالي الناتج المَحَلِّي من 60 مليار دولار سنة 2010 إلى 14 مليار دولار سنة 2015، وقَدَّرَ خُبَراء المصرف البريطاني “رورويال بنك أوف سكوتلاند” ان حجم الدَّمار الذي لحق اقتصاد سوريا خلال الحرب الحالية فاق الدّمار الذي لحق الإقتصادين الألماني والياباني، قبل ستين سنة، في نهاية الحرب العالمية الثانية، فقد تراجع الناتج المحلي الإجمالي لألمانيا آنذاك (سنة 1945) بنحو 66% والياباني بنحو 52%، وقَدّرَت الأمم المتحدة الخسائر البشريَّة بأكثر من 400 ألف قتيل مَدَني، إضافة إلى خروج قُرابة خمسة ملايين شخص من البلاد، ونُزَوح وتشْرِيد نحو 6,5 ملايين آخرين نازحين داخل حدود البلاد، وافْتَرَضَ خُبراء صندوق النقد الدولي ان تبدأ مرحلة إعادة بناء ما هَدَّمته الحرب خلال سنة 2018 وأن ينمو الإقتصاد السُّورِي بنسبة لا تقل عن 4,5% لكي تستغرق مرحلة إعادة البناء 20 سنة قبل أن يعود اقتصاد البلاد والناتج المَحَلِّي إلى وضع مُشَابِهٍ لما كان عليه سنة 2010… من جهة أخرى استغلّت القوى الإمبريالية الحرب التي أشْعَلَتْها في سوريا (بتشجيع وتدريب وتسليح عناصر ما اعتبرته “معارضة معتدلة” وفي مقدمتها جبهة “النصرة”، فرع القاعدة في سوريا) لاحتلال أجزاء واسعة من البلاد وإقامة القواعد العسكرية والمناورة باستخدام الأقليات مثل الأكراد لاحتلال أجزاء من البلاد، ونشر موقع “ميداني” المتخصص في القضايا العسكرية صورا وأخبارًا عن  قاعدة جويّة أميركية جديدة ثالثة شمال سوريا، في معمل “لافراج” للإسمنت الواقع جنوب مدينة “عين العرب” وغرب مدينة “سلوك” شمال سوريا، وهي قاعدة إضافية للقوات الأميركية بعد مطار “الرميلان” وقاعدة جوية لوجستية اخرى في الشمال الشرقي للبلاد، وسبق ان استخدم الجيش الأمريكي هذه القواعد الجوية في تأمين متطلبات غزو البلاد بواسطة قوى الإرهاب “المُعْتَدِلة” ولتوجيه القوى الحليفة لأمريكا (ما سُمِّيَ “قوات سوريا الديمقراطية”) بواسطة شبكة الإتصالات وتحليل البيانات التي تُرْسِلُها الأقمار الصناعية والتي تجمعها وكالات الإستخبارات “الغربية”، ويُهدِّدُ تعدد هذه القواعد الأمريكية والأوروبية (إضافة إلى قواعد الحلف الأطلسي في تركيا) التوازنات السياسية والعسكرية في سوريا والأردن ولبنان والعراق وفلسطين، وساعدت روسيا الجيش السّوري في نشر منصّات اطلاق صواريخ مُضَادّة للطائرات من طراز “سام 5” مزودة برادار ومحطة تحكم في مطار “كويرس” العسكري عن موقع “لبنان 24” 30/07/16

 

سوريا- اقتصاد الحرب، القِطاع الزِّراعي: قَدَّرَت الأمم المتحدة تراجع الإنتاج الزِّرَاعِي بنسبة 40% خلال خمس سنوات من الحرب، وانخفضت مساهمة القطاع الزراعي في الناتج الإجمالي إلى حوالي 19% وسَبَّبَت الحرب خسائر فادحة للفلاحين والمجتمع ككل، خصوصًا في مناطق مثل  ريف “دير الزور” (القمح) و”الزّبداني” (التفاح) حيث تناوبت فصائل “الجيش الحر” ثم “أحرار الشام” و «”لنصرة” وتنظيم “داعش” على السيطرة على عدد من المناطق الزراعية، وقامت بحرق الأرض ومحاصيلها، بالإضافة إلى أزمات الكهرباء و”المازوت”، وفي ريف “طرطوس” (الحمضِيّات والفواكه) لم تعد الشاحنات المُحَمَّلَة بمحاصيل الفلاحين تمر نحو لبنان، وتحولت أرياف البلاد شيئا فشيئا إلى ساحة حرب مستمرة، ما دفع الأهالي إلى النزوح نحو محيط العاصمة “دمشق”، إضافة إلى أزمات الجفاف المُتَتَالِية، وتراجع المنسوب المائي وارتفاع أسعار الكهرباء والوقود المخصص لضخ المياه، وقَدَّرَت وزارة الزراعة والمركز الوطني للأبحاث نسبة الأراضي الصالحة للزراعة بنحو 32% فيما تقدر نسبة المساحات المزروعة بـ25% لأن الفلاحين لا يستطيعون الوصول إلى الأراضي أو إلى مصادر المياه أو غير ذلك من العراقيل إضافة إلى ارتفاع الأسعار، ونتيجةً لِذَلِكَ انخفض إنتاج القمح من ثلاثة ملايين طن قبل الحرب (رغم الجفاف) إلى 412 الف طن، وهو أقل إنتاج تشهده البلاد وفق تقديرات «الفاو» منذ خمس وعشرين سنة، بتراجع يقدّر بـ40% عن متوسط الحصاد قبل بداية الحرب مع تقلص مساحة الإنتاج إلى اقل رقعة منذ الستينيات بحسب تقرير المنظمة، مقدرةً حجم العجز بـ800 الف طن سنة 2015، وكانت سوريا قد حققت الاكتفاء الذاتي ثم التصدير بدءاً من سنة 1996 وحتى ما قبل الحرب من دون أي حاجة للاستيراد، رغم ثلاث سنوات من الجفاف، وكانت الثانية عربيا في إنتاج الزيتون، الذي تُشَكِّلُ زراعتُهُ نحو 12 % من الإنتاج الزراعي و65% من مساحة الأشجار المثمرة في البلاد، خاصة في محافظات حلب وإدلب واللاذقية، ورغم الحرب، حافظ إنتاج الزّيْتُون على معدل يقترب من 800 الف طن في السنوات الماضية، من جهة أخرى ارتفع عدد الأشجار المثمرة من الحمضيات من 11 مليون إلى 14 مليون معظمها في منطقة الساحل الآمنة نسبيا، وتُشَغِّلُ قرابة 50 الف أُسْرَة، وتتركز نحو 90% من زراعة الحمضيات في محافظة اللاذقية، حيث ارتفع المحصول بفضل هطول الأمطار بدرجة كافية سنتي 2014 و 2015 ةانتهزت الحكومة توتُّر العلاقات بين تركيا وروسيا لتُحاول زيادة كميات الحمضِيّات المُصَدَّرَة إلى روسيا… عن “فاو” + “السَّفِير” 30/07/16 أعْلَنَت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (يو اس ايد) تعليق برامج تَدَخُّلِها (التي تَصِفُها ب”الإنسانيّة”!!!) في شمال سوريا (بدون موافقة الدولة) بقيمة 240 مليون دولار بسبب “عمليات اختلاس واحتيال واسعة النِّطاق”، بحسب صحيفة “واشنطن بوست”، ونشير ان برامج “المُسَاعدات” الأمريكية (غذاء وملابس قديمة مُستعْمَلَة وأدْوِية…) مُقتَرِنَة بشروط عديدة منها شِراء إنتاج أمريكي (فائض عن الحاجة ومُعَرّض للتلف) تَنْقُلُه شركة أمريكية وتُوَزِّعُه منظمة “خيرية” أو “غير حكومية” أمريكية، لتسْتَفيد منه أمريكا بدَعْمٍ حكومي، إذ أن الحكومة هي التي تُسَدِّدُ ثمن “المُسَاعَدات” (ولا يوجد في العالم رأسمالي واحد يُساعِدُ “لِوَجْهِ الله”)، وأعلنت الوكالة الأمريكية للتنمية (ذراع الحكومة الأمريكية للتدخُّل “النّاعِم” في البلدان الفقيرة) انها تَلَقَّتْ 116 شكوى وفتحت 25 تحقيقا بشأن سوء استخدام “مساعداتها”، ما أدّى إلى “تعليق تنفيذ عقود بقيمة 240 مليون دولار”، كما أقالت “الهيئة الطّبّية الدولية” 800 من موظفيها بتهمة التورط في عمليات اختلاس الدواء، أما المُتَّهَمون بالفساد والإختلاس فهم مُخْبِرون ووُسَطاء وشبكات فساد مُرْتَبِطة بالأوساط الحاكمة في تركيا وبالمنظمات الإرهابية في سوريا، أي جميعُهُم من عُملاء الإمبريالية الأمريكية عن أ.ف.ب 29/07/16

 

فلوس النفط وَبَالٌ ونِقْمَةٌ على العرب: سبق أن تَعَرّضْنا في هذه النشرة إلى صفقات السلاح التي أبرمتها السعودية وقطر والإمارات مع بلدان أوروبية لشحن أسلحة من بلغاريا إلى المنظمات الإرهابية في سوريا عبر الأردن وتركيا بشكل خاص، ونشرت صحيفة “غارديان” البريطانيّة تحقيقا جديدًا عن الموضوع بخصوص صفقاتٍ سرّيّة تجاوزت قيمتها 1,2 مليار يورو، لشراء ولشحن الأسلحة إلى سوريا (بنادق وقذائف الهاون وقاذفات الصّواريخ والأسلحة المضادّة للدّبابات والرّشاشات الثّقيلة الحديثة…) من دول البلقان إلى شبه الجزيرة العربيّة والدّول المجاورة لسوريا، وتقاطعت المعلومات التي نشرتها الصحيفة مع تقارير الأمم المتّحدة بشأن طّائرات محمّلة بالذّخائر والأسلحة، من البوسنة وبلغاريا وكرواتيا وتشيكيا ومونتينيغرو وسلوفاكيا وصربيا ورومانيا، من 2012 إلى 2015، إلى السّعوديّة والأردن والإمارات وتركيا، لإعادة توجيهِها إلى سوريا واليمن، ما يُعَدُّ خرقا للاتّفاقيّات الدّوليّة ومعاهدات الاتّحاد الأوروبي وغيرها من الاتّفاقيّات، واستفاد منظَّمات إرهابية تعتبرها الإمبريالية “مُعْتَدِلَة” من هذه الأسلحة منها “الجيش السّوري الحرّ” و”جبهة النّصرة” و”أنصار الشام”، وكذلك تنظيم “داعش” التي تَدّعِي أمريكا (والحلف الأطلسي) مُحاربته في أرض سوريا بدون مُوافقة الحكومة السُّورية، وأكَّدت تقارير رسمية صادرة عن الأمم المتحدة وعن الإتحاد الأوروبي وعن الولايات المتحدة وعن منظمة “العفو الدولية” هذه الأخبار، ووَرَدَ في تقارير الأمم المتحدة ان مُعظم الأسلحة التي تستخدمها المنظمات الإرهابية في سوريا كانت مخزّنة في أوروبا الشّرقيّة، وكتبت صحيفة صحيفة “إندبندنت” البريطانيّة ان الحكومة البريطانية وافقت  على تصدير أسلحة بقيمة 3,3 ملايين جنيه استرليني إلى السّعوديّة سنة 2013 وبقيمة 2,2 مليار جنيه استرليني بين نيسان/ابريل 2015 وآذار/مارس 2016 تضمّنت طائراتٍ من دون طيّار ومروحيّات، وقنابل وصواريخ ومركبات مدرّعة ودبَّابَات… عن “غارديان” + “إندبندنت” 27/07/16

 

السعودية، عُبُودِيّة: جمَّدَتْ وزارة العمل السّعودية أو ألْغَتْ جميع العقود والخدمات المصرفية والتأمينات وغيرها عن شركة مقاولات آل الحريري “سعودي أُوجِيه” التي تأسست في السعودية سنة 1978 وتُشَغل 58 ألف عامل في السعودية 77% منهم أجانب، ما أدى لعدم تسديد رواتب العُمّال لفترة تسعة أشهر، وعجز العمال عن السفر نحو بلدانهم، ورفع عمال وموظفو الشركة 31 ألف دعوى ضِدّها، وطلبت وزارة الخارجية الفرنسية تسديد رواتب 200 موظف فرنسي، وأعلن أحد مَسْؤولي الشركة انها تمتلك أصولا تتجاوز قيمتها 30 مليار ريال (نحو 8 مليارات دولار)، وتدخلت سفارات الهند ومصر والفلبين وبنغلادش وباكستان… يشمل نشاط شركة آل الحريري الإنشاء والاتصالات والطباعة والعقار وخدمات الحاسوب، ويمْلِكُها آل الحريري بالشراكة مع عبد العزيز بن فهد آل سعود، وبلغت إيراداتها سنة 2010 ثمانية مليارات دولار (لا توجد بيانات عن السنوات اللاحقة)، وسبق أن نَظَّمَ العمال احتجاجات أدت إلى قطع الطريق السريع وتعطيل حركة المرور شمال جدة، وتضرَّرَت الشّرِكات العاملة في السعودية من تدابير التَّقَشُّف التي اتخذتها الحكومة السعودية بعد انخفاض الإيرادات نتيجة هبوط أسعار النفط، منها خفض الإنفاق الحكومي بهدف السيطرة على عجز الموازنة البالغ نحو 100 مليار دولار سنويا، واضطرت الحكومة السُّعودية إلى السَّحْبِ من احتياطي الأصول الأجنبية المُقَدَّرة حاليا بأقل من 600 مليار دولار، فيما تَأَخَّرَتْ عن تسديد مُسْتَحَقّات الشركات التي تُنَفِّذُ مشاريع حكومية… يعمل في السعودية أكثر من ثلاثة ملايين عامل (وموظف) من الهند يتعرض معظمهم للإستغلال الفاحش والتجاوزات، وخسر الآلاف منهم وظائفهم ولم يحصلوا على رواتبهم وبقي عشرة آلاف منهم عالقين في السعودية في حالة عوز شديد ولا يستطيعون العودة الى بلادهم لأن القانون السعودي يشترط موافقة رب العمل (الذي توقَّفت شركته عن النشاط)، ويُعانون من الجوع بحسب وزيرة الخارجية، ليس في السعودية وحدها وإنما في دويلات خليجية أخرى، واضطرت القنصلية الهندية في جدة إلى تقديم وجبات مجانية لهم (دولار = 3,75 ريال سعودي) أ.ف.ب + رويترز 31/07/16 أعلنت حكومة الفلبين ان شركات “سعودي أوجيه” ومجموعة “بن لادن” ومجموعة “محمد المعجل” ومجموعة “محمد حامد البرقش وإخوانه” تَسَبَّبَتْ بتشريد 11 ألف عامل فلبيني في السعودية، لم يحصُلُوا على رواتبهم، ولم يتمكنوا من مغادرة السعودية، لذا وضعت الحكومة هذه الشركات ضمن “قائمة سوداء” ومنعها من استقدام وتوظيف العاملات والعمال الفلبينيين، فيما صَنَّفَت الحكومة تسع شركات أخرى (بناء وتجارة وخدمات…) ضمن الشركات التي انتهكت حقوق العمال المهاجرين الفلبينيين، وهي (الحكومة) بصدد إنجاز تحقيق في الغرض  عن صحيفة “مانيلا بوليتن” 02/08/16

 

الكويت، نحو الإفلاس؟ بَعْدَ انخفاض إيرادات الدولة قررت الحكومة رفع أسعار منتجات النفط ومنها البنزين بنسبة تفوق 30% اعتبارا من مطلع أيلول/سبتمبر 2016  في إطار خطوات تقليص الدعم (في كافة مَشْيَخَات الخليج) لمواجهة هبوط أسعار النفط الذي يسهم بأكثر من 90% من موارد ميزانية الدولة، وتَوَقَّعَ وزير المالية في تموز/يوليو أن يبلغ عجز الميزانية 9,5 مليار دينار (31,5 مليار دولار) في السنة المالية 2016-2017، وسيجري تمويل العجز من خلال اقتراض نحو ملياري دينار من السوق المحلية، واقتراض نحو ثلاثة مليارات دينار بالدولار الأمريكي بسندات دين وصكوك من الأسواق العالمية، وبلغ العجز الفعلي لميزانية الكويت 5,5 مليار دينار خلال السنة المالية 2015-2016 (الدولار = 0,3016 دينار كويتي) رويترز 01/08/16

 

روسيا/تركيا، دبلوماسية المَصَالح: تعددت لقاءات المسؤولين من حكومتي روسيا وتركيا، من أجل العمل تدريجيا على “فك الجمود في علاقاتهما في مجالي التجارة والاقتصاد”، بحسب نائب رئيس الوزراء الروسي “اركادي دفوركوفيتش” وكانت هذه العلاقات قد ساءت بعدما أسقطت أنقرة مقاتلة روسية داخل الأراضي السورية في 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2015 وفرضت روسيا حظرً على واردات المواد الغذائية من تركيا وعلى السائحين الرّوس الذين كان مئات الآلاف منهم يتوجَّهُون سنويا إلى تركيا، وسيناقش ممَثِّلُو الحكومتين قريبًا رفع الحظر الرّوسي على المواد الغذائية التُّرْكية، واستئناف مشروع خط أنابيب  الغاز المُسَمّى “تُرْكسْترِيم”‘ أو “السَّيْل التركي”، أما استئناف رحلات الطيران العارض بين البلدين فقد يستغرق بعض الوقت “سيستغرق بعض الوقت، ويُتَوَقَّعُ أن يلتقي الرئيسان “فلاديمير بوتين” و”رجب طيب اردوغان” قبل منتصف شهر آب/أغسطس 2016، بعد حُصُول تَقَدُّمٍ في المُفَاوضات التي تتمنى الحكومة التركية أن تكون “أفضَل مِمَّا كانت عليه” قبل الأزمة، وِفْقَ نائب رئيس الوزراء التركي “محمد شيمشك”… هل يكون التقارب التركي الروسي على حساب العلاقات بين موسكو ودمشق؟ رويترز 26/07/16

 

تركيا حملة تطهير وانتقام: أعلنت الحكومة حالة الطوارئ لمدة ثلاثة شهور، وتسمح لها ولرئيس الدولة باتخاذ إجراءات دون الرجوع إلى البرلمان، واستغلت ذلك لتعتقل 42 صحافي من يوم 16 إلى 25 تموز/يوليو 2016 وتُغْلِقَ ما لا يقل عن 45 صحيفة و16 قناة تلفزيونية وثلاثة وكالات أنباء و23 محطة إذاعة و15 مجلة و29 دار نشر، بحسب الجريدة الرّسْمية، واحتجزت الشرطة 11 ألف جواز سفر لمنع أصحابها من السفر، إضافة إلى نحو 70 ألف مِمّن اعْتُقِلُوا منذ فشل الإنقلاب، وأشارت تقارير نقابية إلى فصل 211 من موظفي شركة الخطوط الجوية التركية، “لضرورات إدارية”، وبسبب ضعف كفاءتهم، بالإضافة لدعمهم لحركة غولن، بحسب بيان الشركة يوم 27/07/16 وكانت السلطات قد اعتقلت آلاف العسكريين وفَصَلَتْ 149 جنرالاً من الجيش ووضع 178 جنرالا قيد الإعتقال، وسَرَّحَتْ آلاف القضاة والموظفين الحكوميين، وكانت الحكومة قد بدأت قبل محاولة الإنقلاب حملة اعتقالات وطرد استهدفت كل من انتقد الفساد أو من شارك في فضحه من الصحافيين والمثقفين والمُعارضين، فيما استهدفت الإعتقالات ضُبّاط الشرطة العدلية (التحقيق القضائي) والقُضاة في إطار حملة تطهير واسعة شمِلَتْ آلاف الموظفين الحكوميين وطرد آلاف القضاة والموظفين الآخرين من مناصبهم أو أوقفوا مؤقتا عن العمل، فيما أعلنت منظمة “العفو الدولية” إنها تلقت أدلة على أن المعتقلين تعرضوا للضرب وأشكال التعذيب التي تضمنت الاغتصاب…  عن أ.ف.ب 27/07/16

 

أوروبا/تركيا، طاقة: بدأت تركيا مساعي الإنضمام إلى الإتحاد الأوروبي منذ سنة 2015 ويعتبرها الإتحاد الأوروبي “شريكا استراتيجيًّا”، واعتبر عديد الملاحظين ان ردة الفعل الأوروبية ضد الإجراءات القمعية التي اتخذها نظام حكم الإسلام السياسي في تركيا بعد الإنقلاب الفاشل، كانت ضعيفة ودون مستوى الحدث، ولا يُتَوَقَّعُ أن تُصَعِّدَ أوروبا من لهجتها تجاه نظام الحكم الإسلامي القمعي في تركيا، وتَكْمُنُ أسباب “اعتدال” الموقف الأوروبي في موقع تركيا الحيوي في تزويد الاتحاد الأوروبي بالطاقة (الغاز) بعد قرار أوروبا (بدعم أمريكي) إفْشَال مسار خط “السَّيْل الجنوبي” لِتَدَفُّقِ الغاز الرّوسي عبر جنوب أوروبا نحو اليونان وإيطاليا، فيما يسعى الاتحاد الأوروبي لخفض اعتماده على الغاز الروسي، عبر تطوير الإمدادات من آسيا الوسطى عبر تُرْكيا، التي عملت منذ سنوات على احتلال موقع محوري لعبور النفط والغاز بالسفن والأنابيب من روسيا والقوقاز والعراق وإيران إلى البحر الأبيض المتوسّط والمحيط الأطلسي لتلبية احتياجات البلدان المُصَنَّعَة من الطاقة، ويمرّ من ميناء “جيهان” التركي اثنان من خطوط أنابيب النفط الكبرى، بِطَاقَةٍ قد تَصِلُ إلى 2,7 مليون برميل يومياً، ويَمُرُّ نحو 3% من الانتاج النفطي العالمي من روسيا وأوكرانيا وآسيا الوسطى عبر مضيق البوسفور، وينْقُلُ خط أنابيب الغاز الطَّبِيعي “بلو ستريم” من روسيا تحت مياه البحر الأسود 14,7 مليار متر مكعّب من الغاز (بيانات سنة2013) وتعاظم دور تركيا في نقل الطاقة نحو أوروبا، خلال السنوات الأخيرة بعد تزايد انقطاع تدفّق الغاز الرُّوسِي نحو أوروبا عبر أوكرانيا وبلاروسيا، ومن جهة أخرى يُتَوَقَّعُ إنهاء خَطّيْنِ أحدهما أوروبي لتدفق الغاز من حقول أذرْبَيْجَان إلى الاتحاد الأوربي عبر تركيا، والثاني روسي (“تركيش ستريم”) الذي يمرّ تحت مياه البحر الأسود ليتجنب المرور عبر أوكرانيا… عن موقع “نيوزويك” + رويترز 29/07/16 

 

فرنسا- احتيال “كَشِير”: ابتكرت حكومات الدول الإمبريالية والشركات متعددة الجنسية بدعة “حقوق التَّلْوِيث” أي شراء نصيب البلدان قليلة التلويث من قِبَلِ البلدان كثيرة التلويث للهواء والمناخ بسبب ارتفاع حجم انبعاثات الغازات مثل ثاني أكْسِيد الكربون (CO2) واستغلت مجموعة من صهاينة فرنسا الذين يحملون الجنسية المُزدوجة (جنسية دولة الإحتلال الصهيوني وجنسية فرنسا) هذه “الحقوق” لتنفيذ عمليات احتيال واسعة فاقت قيمتها 1,6 مليار يورو (حوالي ملياري دولار)، وتضرّرت منها الخزينة العامّة، هرّبوا الجزء الأكبر منها إلى مصارف الكيان الصهيوني والملاذات الضريبية قبل أن يلوذ معظمهم بالفرار إلى فلسطين المُحْتَلّة حيث يمتّعون بالحصانة، وأجرى القضاء الفرنسي محاكمتين الأولى خلال شهر أيار 2016 حيث اتهم شخصين بعملية تحيل بلغت قيمتها 283 مليون يورو والثانية لشخص آخر (هرب إلى الولايات المتحدة) سرق بمفرده 60 مليون يورو، ونادرًا ما يَتناول الإعلام الفرنسي مثل هذه القضايا التي يتورّط فيها صهاينة، لأن هذه القضية ليست الأولى، ومن أشهر العمليات المماثلة قيام مجموعة من الصهاينة أصحاب مصانع النسيج في أحد أحياء باريس (Sentier) بالإحتيال على المصارف وتَحْوِيل حوالي 5,5 مليارات يورو قبل اللجوء إلى فلسطين المحتلة والإحتماء بدولة الإحتلال الصهيوني التي يحملون جنسيتها… عن أ.ف.ب 27/07/16 اختار مضيِّفُو شركة الخطوط الجوية الفرنسية عطلة نهاية آخر أسبوع من شهر تموز وبداية شهر آب (من 27/07 إلى 02/08/2016) لتنفيذ إضراب عن العمل، بسبب تَعَنُّت إدارة الشركة (ومن ورائها الحكومة) أثناء المُفاوضات ورفض تحسين رواتب العمال وظروف عملهم وتثبيت العمال الوَقْتِيِّين، رغم الأرباح وخفض الإنفاق (بفضل السعودية التي أغرقت سوق النفط وخفضت أسعاره) واضطرّت الشركة إلى إلغاء معدل 24% من رَحلاتها كل يوم لفترة أسبوع ما أثَّر على نحو 30 ألف مُسافر يوميا على الخطوط البعيدة والمتوسطة المدى في مطاري باريس (رواسي وأورلي)، واتفقت إدارة الشركة مع شركات أخرى لتأمين رحلاتها، في هذه الفترة التي تمثّلُ ذروة حركة النقل بكافة أنواعه في فرنسا وأوروبا، وقَدَّرَ المدير التنفيذي للخطوط الفرنسية خسارة الشركة (جراء الإضراب) بنحو 90 مليون يورو، أو ما يُعادل ثمن طائرة للخطوط البعيدة، ولكنه يرفض الإستجابة لمطالب المُضْرِبِين، لتتجنب الشركة هذه “الخسارة”، وأعلنت بعض النقابات تنفيذ إضراب خلال الفترة من 14 إلى 17 تشرين الأول/اكتوبر 2016، في حال عدم الإستجابة لمطالب المضيّفات والمُضيِّفين … من جهة أخرى حطمت حكومات الحزب “الإشتراكي” الرقم القياسي في خصخصة شركات ومرافق القطاع العام، منذ 1981، مقارنة بعمليات الخصخصة التي نفذتها حكومات اليمين، وباعت الحكومة مطار “تولوز” السنة الماضية إلى شركة صينية وأعلنت بيع مطاري مدينة “لون” ومدينة “نيس” إلى شركات خاصة مقابل 1,7 مليار يورو، رغم اعتراض النقابات، بسبب إعلان المالكين الجدد ضرورة خفض عدد العاملين في المطارين… عن أ.ف.ب + محطة إذاعة “فرنس انفو” (حكومية) 30/07/16   

 

أمريكا- الرَّأسمالية تحتال على قوانينها: أعلنت شركة “فيسبوك” الأمريكية يوم 27/07/2016 عن ارباح صافية قياسية خلال الربع الثاني من سنة 2016 فاقت ملياري دولار، وبلغ عدد مُسْتَخْدِمي شبكتها 1,71 مليار شخص في نهاية حزيران/يونيو 2016، وكانت الشَّرِكة قد قرَّرَتْ نقل مَقَرِّ أنشِطَتِها العالمية إلى إيرلندا، باستثناء تلك الخاصة بالولايات المتحدة وكندا، وما اختيار ايرلندا مقرا اوروبيا لعدد من الشركات الكبرى سوى لانخفاض نسبة الضريبة على ارباح الشركات (12,5 %) وهي الادنى في الاتحاد الاوروبي، لكن هيئة الضَّرَائب الأمريكية أجرت تدقيقا في حسابات الشركة من 2008 الى 2013 وقد تُسْفِرُ النتائج عن “تصحيح ضريبي” قد يُكَلِّفُ “فيسبوك” تسديد ما قد يصل إلى خمسة مليارات دولار عن نشاطها في الولايات المتحدة عن رويترز 29/07/16

 

طاقة: انخفضت أسعار النفط يوم الجمعة 28/07/2016 إلى أدْنى مستوى منذ نيسان/ابريل، بِفِعْلِ تباطؤ النمو الاقتصادي وإغراق السعودية الأسواق ما سَبَّبَ التخمة الحالية في معروض الخام والمنتجات المكررة، ولا يتوقَّعُ خُبراء مصرف “غولدمان ساكس” الأميركي انتعاش الأسعار (التي ستبقة بين 45 و50 دولارا لبرميل الخام) بل قد تتجه إلى الإنخفاض حتى منتصف 2017، اعتمادًا على بعض البيانات الحالية، منها (إضافة إلى الإنتاج السعودي الزائد عن حاجة السوق) مساعي إيران لاستعادة مكانتها في أسواق النفط الخام بعد رفع العقوبات جُزْئِيًّا، وارتفاع صادراتها الخام إلى الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية بنسبة 47,1% خلال شهر حزيران 2016 وبلغت أعلى مستوى لها في أكثر من أربع سنوات رويترز 29/07/16

 

بيئة: تحصي المنظمات الدولية وفاة أكثر من 1,5 مليون طفل سنويا قبل سن الثانية بسبب إصابتهم بالإسهال الناجم عن تلوث المياه، وإصابة الملايين سنويا بآلام المعدة والتسمم وارتفاع درجات حرارة الجسم، والحمّة والصفيرة، بسبب تلوث المياه، وقبل العام 2002 لم تكن البرامج العالمية تربط بين المياه النظيفة والصرف الصحي، ولم تُدْرِج الامم المتحدة بَنْدَ معالجة الصرف الصحي ضمن أهداف الألفية سوى سنة 2002، وقدرت تقارير مُنَظَّمَة “يونيسف””، ان يبقى نحو ملياري شخص في العالم دون صرف صحي سنة 2015… تتطلب معالجة المياه “المُبْتَذَلَة” (المُسْتَخْدَمة) تقنيات مرتفعة التكلفة (دولار للمتر المكعب اي بما يقارب 300 دولار للفرد سنويا، في الحدود الدنيا للمعالجة (أي أكثر من تكلفة المياه العذبة في كثير من البلدان)، في حين تقدَّرُ تكلفة معالجة النفايات الصلبة بنحو 200 دولار سنويا للفرد، ويمكن إيجاد تقنيات بديلة بكلفة رمزية، منها تشجيع استخدام بعض الزراعات وأنواع من الاشجار (الغار على سبيل المثل) في بعض المناطق الزراعية التي تقوم بامتصاص هذه المياه، وتأمين مردود اقتصادي من خلال بيع اخشاب هذه الاشجار، مع إنقاذ مياه الوديان والأنهار والبحر من التلوث، وتجنب تلوث البيئة والمائدة المائية… عن حبيب معلوف، وزير لبناني سابق – “السفير” 31/07/16

 

أمراض الخُمُول: ينصح الأطباء بممارسة التمارين الرياضية لمدة ساعة يومياً، لتجنب الإصابة ببعض الأمراض المُتَّصِلة بقلة النشاط البدني، منها أمراض القلب والسُّكَّرِي والسرطان وغيرها، وكشفت دراسة أجريت على مليون شخص، ونُشِرَت بمناسبة انعقاد مؤتمر طِبِّي في لندن، أن قلة النشاط البدني والجُلُوس لمدة ثماني ساعات يوميا يكلف الاقتصاد العالمي 67,5 مليار دولار سنوياً (رعاية الصحية وخسائر إنتاجية) أو أكثر من حجم إجمالي الناتج المحلي في دولة “كوستا ريكا”، وتتسبب قلة الحركة في حدوث أكثر من 5 ملايين حالة وفاة سنوياً، أو أقل قليلا من عدد ضحايا التدخين(6 ملايين حالة وفاة سنويا)، وقد تكون التكلفة الفعلية لقلة النشاط البدني أعلى مما ذُكِرَ لأن الدراسة لم تتناول سوى الامراض الخمسة الرئيسية المرتبطة بنقص النشاط الجسدي وهي الامراض التاجية والجلطات والسكري من النوع الثاني (الاكثر شيوعا) وسرطانا الثدي والقولون، وتنعكس النتائج السلبية في الدول الفقيرة على صعيد الامراض والوفيات المبكرة، وتدعو منظمة الصحة العالمية الى 150 دقيقة على الاقل من النشاط البدني اسبوعيا، فيما أظهرت الدراسة المذكورة ان 25 % تقريبا فقط من الاشخاص يقوم بحركة جسدية لساعة او اكثر في اليوم عن “ذي لانست” (دورية طبّيّة بريطانية) 29/07/16

 

تقنية: بدأت شركة “ياهو” الأمريكية للإنترنت بيع أعمالها الأساسية في شهر شباط/فبراير 2016 تحت ضغط مالكي أسهما، في محاولة لإصلاح وضعِها المالي المُتَعَثِّر منذ ثلاث سنوات، وتشمل عملية البيع مواقع البحث والبريد والأخبار، بالتوازي مع محاولة التركيز على تطبيقات الأجهزة “الذكية” ومحاولة زيادة عائدات الإعلانات، وكانت شركة “ياهو” قد حاولت في السّابق فصل حصتها في عملاق التجارة الإلكترونية الصينية “مجموعة علي بابا” القابضة، وتوصَّلَتْ مُؤَخَّرًا إلى اتفاق لبيع خدماتها الأساسية بقيمة 4,83 مليارات دولار إلى عملاق الاتصالات “فيريزون” التي استحوذت سنة 2015 على مجموعة (AOL)، وسيتم دمج أنشطة “ياهو” مع أنشطة “أي أو أل” بهدف إقامة “مجموعة إعلامية ضخمة تُطَوِّرُ عائدات قطاع الإعلانات، وتُعْتَبَرُ صفقة بيع “ياهو” بعض أنشطها فشلا للإدارة الجديدة للشركة بعد إعلان “ياهو” عن خسائر بقيمة 440 مليون دولار في الفصل الثالث من سنة 2016 عن موقع “بيزنس ستاندرد”– رويترز 26/07/16

 

بزنس الرياضة: تعاقد نادي “يوفنتوس” بطل دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم مع المهاجم الأرجنتيني “غونزالو هيغوين” (28 عامًا) مقابل 90 مليون يورو (99 مليون دولار تُسَدَّدُ على دُفْعَتَيْنِ) الذي كان ينتمي خلال الموسم السّابق إلى نادي “نابولي” في ثالث أغلى صفقة انتقال لاعب كرة قدم على الاطلاق، وأصبح اللاعب “هيغوين” ثالث أغلى لاعب كرة القدم بعد “غاريث بيل” الذي انتقل إلى ريال مدريد من توتنهام هوتسبير مقابل 100 مليون يورو سنة 2013 وكريستيانو رونالدو الذي انضم إلى نفس النادي الاسباني من مانشستر يونايتد سنة 2009 مقابل 94 مليون يورو، وسجل هيغوين 36 هدفا خلال 35 مباراة خاضها مع نادي “نابولي” في الدوري الايطالي، وهو رقم قياسي وانضم اللاعب الأرجنتيني إلى نابولي سنة 2013 بعد ست سنوات في ريال مدريد، واحتشدت جماهير نابولي في وسط المدينة ومزقت صور “هيغوين” وأشعلت النيران في قمصان تحمل اسم اللاعب ورقمه (9) بعد الأنباء عن قرب انتقاله إلى “يوفنتوس”، لأنها اعتبرته “خائنًا”، في حين يُعْتَبَرُ اللاعبون المُحْتَرِفُون “مُرْتَزَقَة” ينتقِلون إلى حيث يَجْنُون أكْبَرَ قَدْرٍ ممكن من الأموال… رويترز 26/07/16 

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.