اضرابات تعم دول اوربية جراء سياستها ازاء ” ازمة اوكرانيا” / كاظم نوري

مظاهرات فرنسا: إضرابات في قطاعات حيوية تصيب مظاهر الحياة بالشلل - BBC News عربي

كاظم نوري ( العراق ) – الأربعاء 1/2/2023 م …




تصورت دول الغرب الاستعماري  الاوربية التي انبطحت للاخر لسياسة الولايات المتحدة  وهرولت وراء مشاريعها  التخريبية في القارة الاوربية انها سوف تلحق الاذى بروسيا نتيجة فرض العقوبات والحظر الاقتصادي الجائر عليها جراء العملية العسكرية الخاصة في اوكرانيا   واذا  بتلك العقوبات ترتد على بلدانها وشعوبها التي اخذت تتظاهر جراء الاوضاع الاقتصادية المتردية والتضخم الاقتصادي الذي ارتفع  الى نسب خيالية لم تشهدها اقتصاديات معظم  الدول الاوربية.

وافادت مجلة فورن بوليسي ان حكومة الرئيس الفرنسي ماكيرون تحاول الموازنة بين النفقات والايرادات في ميزانية الدولة ولكن من خلال استغلال الطبقة العاملة في فرنسا وفي ذلك تحد اضافي لاكثر من مليون فرنسي خرجوا خلال الاسبوعين الماضيين في تظاهرات عارمة.

 ومع اصرار الحكومة الفرنسية في المضي بقرارها ومحاولة  جعله امرا واقعا فالمشهد الفرنسي يبدوا اكثرعتمة.

لقد ساهمت سياسة ماكيرون في تازيم الوضع اقتصاديا وسياسيا في الداخل  وفي الخارج طالبت دول افريقية فرنسا التي توجد قوات على اراضيها  سحب قواتها  من مالي  وبوركينو فاسو في محاولة هي اولى من نوعها في تاريخ فرنسا التي تنهب ثروات الفارة الافريقية وتجوع شعوبها لعقود من السنين.

وتحاول باريس ان ترمي تبعة  الكره  او التمرد الافريقي  على فرنسا والدول الاستعمارية الاخرى على روسيا وهي اكذوبة .

اما في بريطانيا فان الوضع بطبيعة الحال ليس افضل من فرنسا فان الاضرابات العمالية تتواصل وسط شحة في المواد الغذائية في سابقة لم تشهدها بريطانيا في تاريخها .

اضرابات هي الاضخم منذ 10 سنوات  لاسيما  في اوساط العمال احتجاجا على عدم زيادة الاجور بما يتناسب  مع التضخم المرتفع والازمة المعيشية التي تعصف بالملايين.

صحيح ان الازمة الاوكرانية والهرولة البريطانية وراء الولايات المتحدة في مواقفها العدوانية ضد روسيا وارسال الاسلحة والاموال كان وراء الازمة الاقتصادية  الخانقة لكن هناك اسباب اخرى سبقت ذلك  منها خروج بريطانيا من الاتحاد الاوربي واتفاق ” بريكست” كان لهما دور هو  الاخر في تراجع الوضع الاقنصادي وتردي الحالة المعيشية في بريطانيا التي تعتمد على المنتجات الاوربية  ووجود قيود على الحدود في ” الدوفر” والحدود البرية الاخرى مع دول  الاتحاد الاوربي  تسببت في الحاق الضرر بالاقتصاد البريطاني فضلا عن ” انتشار وباء كورونا” الذي نتجت عنه اضرار فادحة.

 الوضع في المانيا وايطاليا  واسبانيا ليس افضل حالا من فرنسا وبريطانيا .

ورغم كل تلك الاحداث التي مرت بها دول الاتحاد الاوربي لكن تبقى الازمة الاوكرانية  اشبه بالقشة التي قضمت ظهر اقتصاد  دول القارة الاوربية” وكشفت حقيقتها العدوانية واكاذيب شعاراتها التي ترددها لعقود من السنين  وخدعت من خلالها شعوب الدول الاخرى على انها دول تتمتع شعوبها ب” الحرية والسعادة والعيش الكريم” واذا  بتلك الشعوب تعاني هي الاخرى من سياسات همجية بعد ان انبطحت للاخر لاوامر ” ماما امريكا” ونفذت اجنداتها مما الحق ضررا فادحا بشعوب القارة الاوربية  وفي المقدمة شعوب دول الاتحاد الاوربي .

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.