حرب اوكرانيا : من حرب حدود الى حرب وجود لروسيا / كاظم نوري
كاظم نوري ( العراق ) – الخميس 16/2/2023 م …
منذ عام 2014 كانت روسيا تعول على اتفاقية مينيسك حول الوضع في دونباس دون الدخول في حرب مباشرة لاسيما وان فرنسا والمانيا شاركتا في الاتفاقية الى جانب روسيا واوكرانيا لكن دول الغرب الاستعماري كانت تخطط طيلة السنوات الثماني من 2014 حتى عام 2022 لتحويل اوكرانيا الى ترسانة عسكرية وقاعدة متقدمة للناتو ضد روسيا وتدمير دونباس وشعبها الروسي فضلا عن اجراء تجارب على اسلحة بايولوجية وسمية في مختبرات سرية امريكية وقعت بيد الجيش الروسي في حملته العسكرية .
و بعد ان سئمت موسكو الوعود واكتشفت حيل و اكاذيب الغرب الذي خدعها اقدمت على عملية عسكرية بعد مرور 8 سنوات على اتفاقية مينيسك التي لم تنفذ بل كانت خدعة غربية اطلقت عليها ” روسيا عملية خاصة” في دونباس عملية تتعلق بحدود لوغانسك ودونتسك الا ان الغرب ” وحلف ناتو العدواني عمل على تنفيذ مخططاته في اوكرانيا مما جعل الحرب تتواصل لفترة طويلة جراء ضخ الاسلحة والاموال والخبرات العسكرية وفرض الحصار والحظر الاقتصادي والتجاري وحتى الاعلامي على روسيا وشعبها مما جعل موسكوتدرك ان الغرب يستهدف ” الكيان الروسي”برمته فاخذت تشعر ان الحرب تحولت من حرب ” حدود الى حرب وجود” بعد ان اخذت الكرة تكبر وتتدحرج وتحمل في داخلها وسائل حماية روسيا وامنها القومي واتجه الوضع الحربي في اوكرانيا جراء ممارسات ” حلف ” ناتو” العدواني والولايات المتحدة يتجه نحو ” مواجهة مباشرة مع روسيا قد تفضي الى” حرب نووية” لاسيما وان موسكو لن تقف مكتوفة الايدي في حماية شعبها وارضها باستخدام تلك الاسلحة وقد حذر اكثر من مسؤول روسي من ان بلاده لن تتردد في استخدام الاسلحة النووية اذا شعرت ان كيان روسيا مهددا مؤكدا في نفس الوقت ان لامنتصر في حرب من هذا الطراز.
دول حلف ” ناتو” ادركت اصرار روسيا على تحقيق اهدافها وشعرت ان اساليب الحظر والعقوبات لم تجد نفعا وبدات ملامح العد التنازلي لحلف ” ناتو” العدواني وقصر نفسهم مقارنة بنفس ” روسيا ” الطويل حين اعلن الامين العام للحلف ينس ستولنبرغ ان وزراء دفاع حلف شمال الاطلسي سيناقشون في اجتماع طارئ عواقب الازمة الاوكرانية ومن ضمنها انخفاض مخزون الاسلحة للحلفاء بسبب امداد نظام كييف بالاسلحة.
وبالمقابل فان روسيا التي تتمتع بالنفس الطويل وتمارس عملية ” القضم” عسكريا وتحسب ذلك بالكيلومترات وتصر على تحقيق اهدافها العسكرية دون ان تتراجع عن ذلك رغم قرب عام على بدء الحملة العسكرية فانها لازالت على ذات القوة بل ازدادت بضخ اسلحة جديدة اكثر تطورا للرد على الزخم العسكري الاوربي الغربي الذي وصل الى ” دبابات ” ثقيلة من مختلف الانواع امريكية والمانية وبريطانية ارامز وبلوبارد وتشيلنجر” وغيرها من المسميات التي تعد سلاح الدروع المتقدم لدى ” ناتو”.
وبالرغم من ان تصريحات ستولنبرغ تضمنت تعهدات واشارات الى مواصلة تزويد اوكرانيا بالاسلحة المختلفة والاشارة الى الدبابات التي زودت بها بعض دول حلف ناتو اوكرانيا والتي يصل اعدادها الى مستوى متدني مقارنة باعداد الدبابات الروسية المح الامين العام للحلف الى طلبات عسكرية تقدم بها ” زيلنسكي” منها طائرات مقاتلة.
وقال ان الوزراء سوف يناقشون احتمال تزويد اوكرانيا بطائرات مقاتلة واسلحة ثقيلة اخرى .
يبدوا ان ستولنبرغ يتحدث وكانه لايفقه بالشؤون العسكرية لاسيما ان الطائرات المقاتلة تحتاج الى طيارين مدربين لسنوات اللهم الا اذا كان امين عام حلف ناتو يعتقد ان الحرب في اوكرانيا سوف تطول لسنوات ويلحق على المشاركة فيها طيارون اوكران وعلى طريقة الحروب التي نشبت في منطقتنا ومنها الحرب العراقية الايرانية التي تواصلت 8 سنوات بسبب دعم دول معروفة تكن العداء للعراق وايران كانت تسكب الزيت على النار وكذلك الحرب ضد اليمن .
انهم كما يبدوا يراهنون على ذلك لكن روسيا تدرك جيدا وسوف يكون بيدها مفتاح الحسم وتحقيق الاهداف التي نشبت من اجلها الحرب قبل نحو عام.
التعليقات مغلقة.