علم الإنحطاط الأخلاقي عند عزمي بشارة / زياد النابلسي

 

 

زياد النابلسي ( الأردن ) الأربعاء 10/8/2016 م …

أن يتعاطف أتباع حسن البَنَّا وباقي الجموع السلفية مع تنظيم القاعدة أمر طبيعي، فكلهم نتاج فقهٍ واحد وتلاميذ مذهب واحد على منهاج شيخ التكفيريين ابن تيمية وابن قيّم الجوزية ومحمد بن عبد الوهاب وسيد قطب وأبي الأعلى المودودي وناصر الدين الألباني، وهُم لا يُنكِرون ذلك، فجميعهم يؤمنون بتكفير المسيحيين واليهود والشيعة والعلويين والدروز وباقي الكرة الأرضية، ويدينون بعقيدة الولاء والبراء التي تأمرهم بعداء غير المُسلِم وقتاله وإن أحسن إليهم…

وفي الأردن أسقطوا ورقة التوت وأعلنوها بصراحة قبل عشر سنوات عندما عزُّوا بمُفَجِّر أعراسنا وقاتل أبنائنا، مؤسس التنظيم الذي انبثقت عنه جبهة النصرة، أبو مصعب الزرقاوي، وصَرَّحوا على الملأ بأنه بالنسبة لهم بطلٌ شهيد، وهُم اليوم ومع أنهم يُظهِرون في العَلَن عدم تأييدهم لتنظيم داعش وذلك خجلاً واستحياءاً بعد حرق الشهيد البطل مُعاذ الكساسبة، إلا أنهم لن يخدعونا فيما يُبطِنون، فَهُم لا ينفَكُّون عن محاولات التوسط بين تنظيم الزرقاوي الأصلي، جبهة النصرة، وبين تنظيم داعش الذي انشق عنه (لأسباب تنظيمية بحتة لا عقائدية)، ويسعون باستمرار لإصلاح ذات البين وتوحيد الصفوف لهدف إقامة “الخلافة على منهاج النبوة” التي يحلمون بها في داعش وفي جبهة النصرة لا فرق بين الإثنين…

فلا إستغراب إذاً أن يؤيد هؤلاء ويُسانِدوا قطعان الوحوش التكفيرية في معركة حلب اليوم بقيادة جبهة النصرة بإسمها الجديد وباقي حثالة الأرض من قاطعي رؤوس الأطفال وآكلي لحوم البشر، وأن يبتهلوا إلى الله بالدعاء لهم من المنابر في كل جُمعة، فذلك أمر مفهوم ومتوقع…

أما هذا المسيحي الفلسطيني ربيب الموساد عزمي بشارة، فما هو نوع الماخور الذي أنجبه؟

صحيفة ورق المرحاض المسماة بـ”العربي الجديد” التي يُديرها هذا الشخص لا تُخفي أنها الناطق الرسمي لتنظيم القاعدة في سوريا بعد قناة الجزيرة الإرهابية، وتقاريرها عن معركة حلب الدائرة الآن يخال لك أنها بث حي ومباشر من وسط معركة بدر بين النبي مُحمَّد صلى الله عَلَيهِ وآلِهِ وسَلَّم وبين جيوش أبي جهل وأبي لهب!!

ولذلك لا أتوقف عن التساؤل عن ماهية نوع التشوه والعُته النفسي الذي يجعل شخص مثل هذا الشارلتان يُكَرِّس حياته لتجميل قتلة الأطفال وحارقي الكنائس وخاطفي الراهبات ومُغتصبي النساء؟

هل هو المال فقط؟ هل استنشاق الغاز الطبيعي وشرب النفط يؤدي بالإنسان إلى هذا الدرك الأسفل من الوضاعة واحتقار النفس؟

لا أعتقد، فهذه الدرجة من السقوط الأخلاقي ومحاولات تبريره فكرياً وتسويقه ثقافياً بمراكز دراسات وصحف ومطبوعات وقنوات فضائية ومواقع الكترونية لا يُمكِن تفسيرها بِدافِع حُب المال لوحده، فهذا النوع من العُهر الإبتذالي الذي يتطلب طاقة مميّزة ومُثابرة حثيثة من الشخص لا يُمكِن تفسيره إلا بمنظار علم النفس والتركيبة السيكولوجية للإنسان…

على سبيل المثال، ماذا يقول عزمي بشارة لأولاده؟ هل اصطحبهم يوماً لِقُدَّاس، وهل عَمَّدَهُم في كنيسة؟ هل يبوح لهم يا ترى بأن أسياده ومُشَغِّليه يعتبرونه في أدبياتهم هو وعائلته ذِمِّيين خاضعين لوصايتهم أو يكونوا حلال الدم والعِرض والمال؟ هل اعترف لهم بأنهم اسمهم نصارى عند جموع الوهابيين؟ وهل أسرَّ لهم كيف وَصَفَهُم وصَنَّفَهُم كتاب “مجموع الفتاوى” عندما صرَّح في محاضرة تلفزيونية بأن ابن تيمية هو “مجدد فكري وثوري”؟

(https://www.youtube.com/watch?v=mJ2QNtxkM6s)

هل هنالك مراجع تتخصص في علم الإنحطاط الأخلاقي المُثابِر وأسبابه ودوافعه؟

المُثابِر هو نوع جديد من المُنحَط المُندفِع والمُتَحَمِّس لإنحطاطه، بعكس من يجري في عُروقِه ذَرَّة من خجل، فيواري نفسه ويُداري آفته…

أين أنت يا سيچموند فرويد عندما نحتاجك؟

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.