رسائل ومغزى زيارة الرئيس الأسد لمسقط / د. خيام الزعبي
د. خيام الزعبي* ( سورية ) – الأربعاء 22/2/2023 م …
* جامعة الفرات …
سورية أثبتت للعالم أنها وطن لا يعرف المستحيل شاءوا أم أبوا، والصفعة الكبرى كانت في زيارة الرئيس الأسد لسلطنة عمان التي كان مليئة بالتحدي ومواجهة أعداء الوطن في الداخل والخارج. كانت رسالة جديدة لكل من يعنيهم الأمر، تقول ان سورية تمضي نحو الأمن والإستقرار، وأنها طوت صفحة الفوضي إلى غير رجعة، وأمام هذا الإصرارهناك حالة أعادت للنفس آمالاً عريضة بان الغد سيكون مشرقاً في بلادنا وإن ما جرى خلال تلك السنوات وما سيجري ولربما لسنوات إخرى إنما هو غيمة سوداء لابد لها ان تنجلي ولابد ان تشرق الشمس على وطننا الكبير “سورية”.
لم تقطع سلطنة عمان علاقاتها الدبلوماسية والسياسية بسورية طيلة سنوات الأزمة، ولم تغلق سفارتها في دمشق مطلقاً، كون أن العلاقات السورية العمانية ترتكز على أسس راسخة وقوية تعمقت أواصرها من خلال الاهتمام المشترك بين الجانبين لإعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة وإنجاح مسار الحل السياسي في سورية.
وزيارة الرئيس السوري بشار الأسد لمسقط فسرها المتابعين السياسيين أنها مقدمة لتطبيع العلاقات العربية مع الدولة السورية وكسر قانون “قيصر” وتأكيداً على فشل الحِصار الأمريكي، وهزيمته وعودة سورية إلى عمقها العربي ، كما تحمل في طياتها رسائل مهمة بأن علاقات الشراكة الإستراتيجية القائمة بين سورية وسلطنة عمان قوية، وخارج المساومات والصفقات، وهي زيارة تعطي الانطباع بوجود دور عماني جديد في الأزمة السورية، وبالتالي فإن توقيت هذه الزيارة مهم جدا في ظل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة حالياً.
في هذا السياق إن عودة بعض الدفىء للعلاقات السورية و دول عربية يعني فشل التعاطي مع المعارضة السورية المسلحة التي فشلت في اقناع اطراف اقليمية و دولية بدورها و قدرتها على ان تكون البديل المطلوب في سورية حتى هذه المرحلة والتي تحاول خلط الأوراق من جديد، ووضع العصي في عجلات أي جهود لإيجاد حل للأزمة السورية بما يلبي طموحات الشعب السوري بعيداً عن التدخلات والإملاءات الخارجية.
وهنا أرى بأن هناك رؤية إستراتيجية موجودة في كل الأوساط العمانية وعلى أعلى المستويات، مفادها أن عمان التي يمكن أن تسهم في عودة الاستقرار مرة أخرى إلى منطقة الشرق الأوسط المضطربة كما إن هناك رؤية إستراتيجية ثابتة وهي دعم سورية في كل الأوقات.
في سياق متصل إن الإدارة الأميركية ومن لف لفيفها اقتنعوا بشكل كامل بأن لا مخرج لهم من مستنقع الفشل الذي إنغمسوا به في المنطقة، إلا بالعودة إلى سورية فهي صاحبة النفوذ الواسع والعلاقات المؤثرة في المنطقة، والداعمة لحركات المقاومة، و صانعة معادلات القوة في لبنان وفلسطين و…، خصوصاً أن الرهانات الأميركية –الغربية على وكلائهم الإقليميين فشلت في إسقاط سورية.
ما يتجه إليه العالم من مآسي وعدم استقرار في المنطقة، بالإضافة إلى الأزمات الكبرى على المستوى العالمي هي نتاج الحرب السورية، فعلى خلفية هذه الحرب ظهرت داعش وغيرها من الجماعات الإرهابية وتحولت إلى مشكلة دولية، واندلعت الحرب في ….و….لذلك العالم كله اليوم في قبضة سورية، ولكي نتخلص من كل هذا لا بد من إيقاف الحرب في سورية، انطلاقا من إن استقرار سورية هو من استقرار منطقة الشرق الأوسط والعالم بأكمله وتبقى سورية مفتاح الحل ومقدمة الاستقرار في المنطقة.
في إطار ذلك ستنهض سورية وتنتفض وتُعيد ترتيب سلالم المجد، وتبث الثقة والأمان فى نفوس شعبها، بفضل يقظة أبنائها المخلصين الذين يعرفون أن غرق سورية هو غرق للأمة العربية كلها، لذلك يجب عليهم أن يراهنوا على استمرار حضورها الداعم للأمن والاستقرار الإقليمي في ظل الأوضاع الدولية المعقدة في هذه المنطقة.
مجملاً…ستكون سورية بخير، ومهما فجروا وقتلوا لن يسمح شعبنا لأي كان بالتدخل في شؤونه أو إستلاب إرادته، وهو قادر دوماً على مجابهة التحديات مهما كانت والخروج منها أكثر قدرة وعزيمة وتصميما على المضي قدماً، فكثيرون راهنوا على أن يسير مستقبل البلاد في غير ما آلت إليه الأمور، ولكنهم فشلوا في النهاية.
التعليقات مغلقة.