المحامي محمد احمد الروسان يكتب: العلاقات الدولية بين التعسكر الأفقي والعامودي بفعل الأمريكي + نظرية البحار الخمسة والفالق الزلزالي السوري

المحامي محمد احمد الروسان* ( الأردن ) – السبت 25/2/2023 م …




*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية …

== التاريخ يتقيأ على عتبات بيوت بعض الدول. 

استراتيجية الناتو، هي مزيج من الدبلوماسية والهجوم، على أطراف الدول المستقلة ذات السيادة، والعودة الى المربع الأول، لإشعال شرارات الحروب، لإشغال الجميع بالجميع، واستنزاف الكل الاقليمي بالكل الدولي، لغايات صون مصالح واشنطن وحلفائها، دون الأخذ بعين الاعتبار مصالح الدول الأخرى، ومصالح الفدرالية الروسية وحلفائها وشعوبها، بسبب تحول أوكرانيا دمية وأداة، بيد الناتو، وأمريكا لغايات احتواء روسيّا و\ أو شطبها. 

وللناتو في استراتيجيته الجديدة، بعد بدء المواجهة مع روسيّا وجهان: الأفراط العدواني والتظليل المخابراتي، ومنذ البدء وحلف الناتو، هو حصيلة تفاعلات العلاقات الأوروبية – الأميركية، ذات السمة الإستراتيجية، لجهة التعاطي مع العالم وملفاته المختلفة وما زال، ولو تم الرجوع الى الخلف قليلاً، لفحص تكوين هذا التحالف الجاري بين أميركا وأوروبا عبر الحلف، لوجدنا أنّ سببه الرئيس هو: دماء الأميركان في( النورمندي )في شمال فرنسا، فهو من قبيل رد الجميل الذي سعت اليه أوروبا، وعلى وجه الخصوص فرنسا لتحريرهم من حكومة “فيشي” في حينه، ومنح الأمريكان نقاط احتكاك ساخنة ومتقدمة جداً ونوعيه، مع الترسانة العسكرية الروسية الشاملة في تلك الظروف التاريخية، التي استوجبت وجود حلف آخر، هو حلف وارسو المنحل فيما بعد. 

يسود العالم هذا الأوان حالة متفاقمة من الدفع، بعد الاستشراس الروسي في أوكرانيا، والتي تحاول كوادر الدولة العميقة في واشنطن دي سي، من التقليل من اندفاعاته الهجومية والدفاعية وعلى قاعدة: ثمة سوء فهم على طول خطوط العلاقات الأمريكية الروسية من كلا الطرفين.  

والعلاقات الدولية يصار الى عسكرتها بفعل حلف الناتو كمنظمة عدوانية هجومية برعاية أمريكية، وما زالت كارتلات حكم في مفاصل وتمفصلات، المؤسسة السياسية والأستخبارية والعسكرية في العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، وبالتماهي والتساوق والتنسيق، مع منحنيات الدولة العميقة في أمريكا، عبر تقاطعات للرؤى مع جنين الحكومة الأممية(البلدربيرغ) و وول ستريت وشركات النفط الكبرى، بحيث يسعى الجميع لتدمير الوجود الروسي في المنطقة والعالم ومن ثم احتواء روسيّا، وهذا هو الهدف من الأزمة التي خلقها وأحسن خلقها بخبث مجتمع المخابرات الأمريكي والبريطاني والفرنسي وبالتعاون، مع استخبارات البنتاغون والاستخبارات الدبلوماسية التابعة لوزارة الخارجية الأمريكية في أوكرانيا.  

وروسيّا تدرك نوايا الغرب في ضم أوكرانيا إلى الناتو ولو بعد حين، حيث يعني ذلك أنّ البحر الأسود صار بحيرة نيتويّة بامتياز، كما أنّ نواة حكم الدولة في روسيّا تدرك أنّ الطرف الثالث الغربي في الحدث الأوكراني، يسعى لنصب فخ التورط العسكري لموسكو في أوكرانيا ليصار إلى إضعاف واستنزاف القوّة الروسية وإشغالها لتنكفأ إلى الداخل الروسي الفدرالي، وجعلها في موقع الدفاع لا الهجوم، ولمنعها من التمدد العسكري والاقتصادي وتوسعة المجال الجيوبولتيكي الاستراتيجي لمجتمع المخابرات الروسية في العالم، لتدعيم مفهوم العالم المتعدد الأقطاب عبر التعاون مع دول البريكس ومجتمعات استخباراتها ومخابراتها. 

الحدث الأوكراني هدّد هياكل الأمن في جلّ القارة الأوروبية العجوز، وفي طريقه لشطب أوروبا، وقد تنزلق الأمور إلى ما لا يحمد عقباه، عبر التدرج بتدحرج إلى أحداث عسكرية مباشرة بين الغرب والروسي، حيث المعركة معركة السيطرة على ممرات الغاز والنفط في العالم، فكيف يصار إلى الارتهان لجزء من الأدوات الأوكرانية المتساوقة والمتماهية مع الأمريكي والأوروبي؟. 

وبعد مضي عام كامل، على بدء المواجهة الروسية الأطلسية، عبر أوكرانيا كساحة حرب، ضد الفدرالية الروسيّة، والأخيرة تتعاظم في دورها، وسعيها الى عالم متوازن، ما زال هذا المسمّى بالعالم، يعاني من مخاضات غير مكتملة، وسلسلة من ولادات من الخاصرة، ومخيوط المنظومة الدولية مختلف تماماً، بعد العملية العسكرية الروسية المشروعة في الداخل الأوكراني، والذي يعج ويزخر بالنازية والفاشية الجديدة، عن العالم ومخيوطته ما قبلها، حيث العلاقات الدولية الآن تتعسكر، وكما أسلفنا، بفعل اليانكي الأمريكي عبر النازيين الجدد. 

والتوسع المضطرد للناتو كمنظمة هجومية عدوانية شرقاً، لم يجعل أوروبا أكثر أماناً، بل زرع بذور الصراع من جديد، وما يجري في أوكرانيا حرب بالوكالة، يخوضها الغرب ضد روسيّا، والبنتاغون كتاجر حبوب كبتاغون، بكل صفاقة سياسية، يعلن أنّ لدية مائة ألف جندي أمريكي في أوروبا مستعدون لخوض حرب ضد روسيّا، ومذبحة بوشتا صناعة المخابرات البريطانية، عبر خبرائها الذين قدموا اليها من لفيف على الحدود مع بولندا، وجلّ الغرب يخوض حرباً من نوع آخر ضد روسيّا وشعبها، عبر عروق الجغرافيا الأوكرانية المتقيحة بالنازيّة الجديدة، من خلال البروبوغندا الإعلامية، وعكس الوقائع والمعطيات والحقائق على أرض الميدان. 

ومن يحرّك عجلات الدبلوماسية العادية المواتية، ومعها فعل المخابرات، والدبلوماسية العسكرية، ومعها فعل الاستخبارات، على طول خطوط العلاقات الدولية والثنائية بين الكيانات والساحات والدول، هي عمق وعميق المصالح المشتركة، والأخيرة هي التي تحكم العلاقات بين الدول والكيانات والساحات، وان كانت العلاقات الدولية الآن قد تعسكرت أفقياً، وتكاد تصل الى التعسكر العامودي، بسبب السياسات الأمريكية المتطرفة بجانب الحدث والمسألة الأوكرانية والتي هي نتاج للحدث والمسألة السورية، التي عمل الطرف الثالث الخارجي والذي تماهى وتساوق معه وبه، البعض العربي المنبطح على مملكة القلق على الخليج، على عسكرتها لشطب الدولة، والمؤسسات في سورية، وفشلوا جميعاً، وسيفشلون ويحملون أوزار فشلهم.  

شيفرة المنظومة الدولية ومخيوط علاقاتها بدأت بالتغيير والتغير، بفعل حركة التاريخ الذي يتقيأ على عتبات بيوت بعض الدول، حيث التاريخ لسان الجغرافيا، ولم تعد مشهدية المنظومة الدولية، أحادية قطبية متوحشة، ويمتد هذا الادراك الدولاتي، الى أنّ عمق وحقيقة خطاب نواة الدولة الروسية بعناوينها المختلفة، وتشاركيتها مع الصين وايران وبعض الفاعلين السياسيين في الساحات والمساحات، وحتّى الأحياء في الحارات “والزنقات”، في فضاءات الشرق الأوسط حيث نوعية الخطاب، ومدايات الرؤية والأداة، للوصول الى عالم متعدد الأقطاب للحفاظ على الأمن والسلم الدوليين.  

كما يتمدد هذا الأدراك الدولاتي، للخطاب الروسي الاستراتيجي في الفضاء الأوراسي، وتشابكه مع الخطاب الصيني في ذات نطاقات الفضاء الأوراسي، حيث المؤرخون الذين يواكبون حركة التأريخ، يعلمون أنّ من يسيطر على أوراسيا يسيطر على قلب العالم، ومن هنا يشكل ذلك سبب بجانب أسباب أخرى لحقيقة الصراع الروسي الصيني الايراني من جهة،  والأمريكي البريطاني الفرنسي الغربي من جهة أخرى، بفعل الطاحونة السورية والطاحونة الأوكرانية الأن وهي نتاج الأولى، أنّها ثمة فوبيا عميقة الهدوء، ولكنها صاخبة فوق المشهد الدولي، على طول خطوط العلاقات الروسية الصينية الايرانية الأمريكية ومع الغرب، وخطوط العلاقات الروسية الصينية ازاء الشرق الأوسط الذي يتعسكر.  

لقد بتنا وصرنا، أكثر ادراكاً ووعياً، ويتعمق ادراكنا كل لحظة وساعة ويوم، أنّ ما يجري في العالم والشرق الأوسط، هو حصيلة جمع نتائج التصادم الدولي حول المصالح الاقتصادية وأوثق استثماراتها وعلاقاتها، بجانب صناعة الأزمات والإرهاب والاستثمار في العلاقات العسكرية، والسيطرة على الموارد الطبيعية وعلى منابع الطاقة ومسارات عبورها ووصولها، بأقل تكلفة وبأسرع وقت الى مصانع ومجتمعات منظومات الدول المتصارعة.  

وانّ الاتفاقيات الاستراتيجية بين أقوى المكونات الدولية موجودة، والخلافات صارت محصورة في الأهداف وكيفية المعالجات، ومقاربات المصالح الدولية الاقتصادية والسياسية، خاصةً مع وصول الفدرالية الروسية الى المياه الدافئة، حيث منابع النفط والغاز والصخر الزيتي واليورانيوم واستثمارت موسكو وبكين الحقيقية في ديكتاتوريات الجغرافيا، للوصول الى عالم متعدد الأقطاب وحالة من التوازنات الدولية للحفاظ على الأمن والسلم الدوليين.  

نظرية البحار الخمسة – المتابع يذكرها، التي طرحتها مفاصل الدولة الوطنية السورية ذات يوم، على لسان الرئيس السوري بشّار الأسد ونظرية الفالق الزلزالي، وأنّ العنوان الرئيسي لهذه المرحلة هو الخلع الاستراتيجي من المنطقة وفي المنطقة، و المتمثل في اعادة هيكلة الوجود الأمريكي في أفغانستان وليس بالانسحاب الأمريكي من أفغانستان، بعد اعادة(هندرة)الوجود الأمريكي في العراق المحتل، وثمة أدوار قادمة للناتو في العراق، والذي صار يعود من جديد عبر ما يحدث في الأنبار وتحت عنوان مكافحة الأرهاب، من هنا تأتي أهمية إرباك المنطقة الشرق الأوسطية كحاجة أميركية للخروج من متاهاتها العميقة، عبر اعادة تموضعها وحصر أولوياتها وتنازلات هنا وهناك، للوصول الى تفاهمات مع التكتل الدولي الآخر وعنوانه: موسكو بكين طهران كوريا الشمالية.  

مخيوط نواةّ البلدربيرغ الأمريكي ومن تقاطع معها من أطراف في المنظومة الدولية المعادية للنسق السياسي السوري، ومن يدعمه من الحلفاء كروسيّا وايران والصين وكوريا الشمالية وجلّ دول البريكس الأخرى وباقي المقاومات في المنطقة وفي العالم، هذه النواة الولاياتية الأمريكية الأممية وأدواتها في المنطقة، تريد حرباً من زاويتها لا تنهي داعش ومشتقاته والقاعدة ومشتقاتها، بل تعمل على اضعاف هذه الفيروسات وتثبيط نشاطاتهم الإرهابية لغايات اعادة الهيكلة والتوجيه من جديد نحو الآخر(حلفاء دمشق)الداعم للنسق السياسي السوري في أكثر من ساحة وأكثر من منطقة في العالم، مع استنزاف مستمر لسورية الدولة والمؤسسات والقطاع العام والجيش وباقي المنظومة الأمنية. 

استراتيجية هجومية نيتوية  أمريكية جديدة، وتحديثات مستمرة لمفاصلها وتمفصلاتها الاممية وفعلها على الميدان الدولي، لثالوثها النووي البحري والجوي والصاروخي، وبالخلفية أيضاً تحديث، لمجتمعات استخباراتها وأفعالها القذرة في جلّ ساحات الخصوم والحلفاء على حد سواء، لوقف تآكل القوّة العسكرية الأحادية الشاملة، أمام الفدرالية الروسية والصين وكوريا الشمالية وايران، وهي استراتيجية تنافس من جهة، ومواجهة عسكرية ومخابراتية وسيبرانية من جهة أخرى، وحفاظاً على حيوية الأقتصاد الأمريكي وهو اقتصاد حروب.  

وأمريكا ومعها الناتو باستراتيجياتها، ستمزّق أحشائها لا أحشاء روسيّا، حيث مضمونها: أمريكا أو لا أحد، وواشنطن تتهم كل من روسيّا والصين بتقويض قوّة الناتو، والأخير من مخلفات الماضي التليد، وجاءت موضوعة مكافحة الأرهاب المعولم كأولوية ثانية في المسار العسكري الهجومي التحديثي لواشنطن ولمنظمة الناتو كمنظمة هجومية عدوانية، وظهرت أمريكا في مفاصل رؤيتها العسكرية الجديدة، أنّها في غاية القلق من التمدد العسكري والأقتصادي لكل من الصين وروسيا وايران في أفريقيا والشمال الأفريقي، وترى أنّ القوّة العسكرية هي الوسيلة الوحيدة لفرض الهيمنة والقرارات على العالم، فوجدت ملاذها وأخيراً في خلع القفّازات وقرع طبول الحرب عبر المسألة الأوكرانية لأستعادة ما فقدته من نفوذ في العالم، حيث الأستخباراتيون الأمريكان يتجذرون بكثرة من جديد في الخارجية الأمريكية، ولمواجهة صراعاتها لأمريكا، من تحت الطاولة ومع بريطانيا أيضاً، ووصفت كل من روسيّا والصين كقوى رجعية، وصار جليّاً للجميع ومن خلال فواصل ونقاط الخطاب العسكري الأمريكي، أنّ واشنطن لم تحارب الأرهاب الدولي يوماً، لا بل عملت على رعايته وتسكينه وتوطينه واستثمرت فيه، ومع كل ما سبق لم تعد أمريكا في قاموس البوط العسكري وقاموس البوط الأقتصادي(باعتبار الأقتصاد الأمريكي اقتصاد حروب وقائم عليها)تتصدر القائمة، فجاءت استراتجيتها الهجومية الجديدة كنوع من الحنين الى ماضي الأحادية في ظل عالم ينحو نحو التعددية وحفاظاً على الأمن والسلم الدوليين، وهنا عرّت التعددية القطبية الهدف الأمريكي، فصار حلم ووهم. 

موسكو ردت على واشنطن بتعقل وعلى لسان سيرجي لافروف: انّ الأستقرار العالمي رهن التعاون بين موسكو وأمريكا، وفي الخفاء الرد الروسي له سنوات على أرض الميدان العالمي، وبتشارك مع الصين وايران بالمعنى الأقتصادي والمالي والسيبراني والعسكري، وتم تظهيره في سورية والعراق والعمل مستمر بلا توقف أو كلل أو ملل.  

ومع كل هذا وذاك، تواصل وبوتيرة متصاعدة، منظمة حلف شمال الأطلسي(الناتو)، كحلف هجومي عدواني توسعي، وليس حلف دفاعي كما تزعم الدول الأعضاء فيه، ويعتبر(الناتو)من مخلفات الماضي التليد، تنهج وتمضي هذه المنظمة العدوانية، وباستمرار بممارسة سياسة واستراتيجية التوسع نحو الشرق، فمنذ حقبة ما بعد الحرب الباردة، انضمت اليها دول كثيرة من شرق ووسط أوروبا، كانت في السابق جزءً من الكتلة الشرقية، وهذه المسألة أثارت وتثير القلق عند الروس، ومفاصل دولتهم وأمنهم القومي، والتي يعتبرونها(أي الروس)نهجاً عدوانياً من الدول الغربية ازاء بلادهم.

ولطالما انتقدت موسكو توسع حلف شمال الأطلسي نحو الشرق، داعية إياه إلى وقف هذه الاستراتيجية التوسعية، التي قد تثير في المستقبل القريب يجانب الحرب في أوكرانيا، حرباً لا تبقي ولا تذر ولا يتمناها أحد، وانّ معطيات ومدايات مسألة تهديد الروس، لم يردع الاتحاد الأوروبي عن الاستمرار في هذه الاستخراجية، بل أخذ في التوسع أكثر فأكثر متوجهاً نحو دول البلقان أيضاً، حيث بحث في اجتماع له في بروكسل، عضوية دولة مقدونيا في الحلف الأطلسي، وامكانية انضمام أوكرانيا وجورجيا أيضاً كخطط توسعية مستقبلية.  

هذه المخاوف الروسية، بدأت حين أعلن حلف الناتو في شتاء عام 2017 م عن موافقته على عضوية الجبل الأسود في الحلف، حيث تؤكد الاستراتيجية التي نشرت مؤخراً، أن صربيا والجبل الأسود مفضلتان وجاهزتين للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في العام2025 م.  

وردّت روسيا بالتنديد بالقرار، متهمة السلطات بتجاهل معارضة جزء من السكان له، وقالت موسكو في وقته: لاحظنا بأسف شديد، ان السلطات الحالية في هذا البلد(الجبل الأسود)والدول الغربية الحامية لها، لم تصغ لصوت العقل.  

وأوضحت موسكو أنّه، تم تجاهل ارادة نصف سكان البلاد تقريبا، المعارضة للانضمام الى الحلف الأطلسي، متهمة سلطات مونتينيغرو بالصفاقة السياسية أي بالوقاحة الشديدة، وكما أكدت الفدرالية الروسية أنّها سوف تبحث التبعات الاستراتيجية لهذا القرار، وستتخذ اجراءات للدفاع عن مصالحها.

تحذير وانتقاد الروس، لم يحرّك أي ساكن أو خوف، لدى قادة القارة الأوروبية العجوز، بل على العكس، أعلنوا وبوقاحة شديدة بشكل رسمي عن قبول كل دولة تريد الأنضمام الى الناتو، بشرط مساهمتها في توسيع مجال وجود حلف الناتو ونفوذه هناك في ساحتها ومساحاتها الجغرافية. 

وفي اطار ومسارات هذه السياقات، وفي القمة لحلف الشمال الأطلسي، في مدينة بروكسيل البلجيكية، أعلن الناتو عن قبول عضوية دولة مقدونيا التي تقع في وسط شبه جزيرة البلقان في جنوب شرق أوروبا، وادّعى الناتو ان حصول مقدونيا على العضوية في المنظمة سيقوي من حضوره ونفوذه في المنطقة، في المقابل، يعتقد الروس أن عضوية مقدونيا في الناتو لا تعبر عما يريده الشعب المقدوني، وقال مبعوث روسيا الدائم لدى الاتحاد الأوروبي، أن انضمام مقدونيا إلى حلف الناتو خطأ وسيكون له عواقب، هذا وصادق البرلمان المقدوني رسميا على الأتفاقية المشتركة مع اليونان، لتغيير اسم البلاد إلى جمهورية مقدونيا الشمالية لحل النزاع بين الجانبين، وأنّ التصويت تم بمقاطعة 51 من نواب المعارضة، وأنّ الائتلاف الحاكم بالبرلمان بزعامة الديمقراطيين الاجتماعيين، وافقوا على الاتفاقية في حينه، مع العلم أنّ عدد أعضاء البرلمان يبلغ 120 عضواً. 

وفي أعقاب الاتفاق بين اسكتلندا وأثينا حول اسم مقدونيا، تحاول يوغوسلافيا السابقة تسريع عضويتها في منظمة حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، ومن وجهة نظر روسيا، إن سياسة حلف شمال الأطلسي في التوسع غربي البلقان، وقبول عضوية دوله في حلف الناتو هي محاولة منه لتوسع نحو الشرق بشكل أكبر، ولقد أدت عضوية الجبل الأسود في حلف الناتو إلى تفاقم التوترات بين الناتو وروسيا، ومن المتوقع أن ترد موسكو بحدة على بدء عملية الانضمام المقدونية في حلف الناتو، حيث حذرت موسكو مراراً من عواقب توسع الناتو ووجود قواتها بالقرب من حدودها، قائلة إنها سترد برد فعل متبادل، فمن وجهة نظر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان الناتو منظمة عدوانية تتجه نحو حدود بلاده، واصفاً انهيار هذه المنظمة بالربح الكبير لروسيا ولدول المنطقة، وقال فلاديمير بوتين إن مثل هذه السياسة ستكون غير مسؤولة، وستكون لها عواقب وخيمة بالنسبة لدول حلف الناتو. 

ويظهر الاتحاد الأوروبي أنه قادر على تنفيذ سياسة خارجية نشطة وقبول أعضاء جدد، وسوف يكون هذا ردّا على انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ولا تزال بروكسل تقتصر وتصر، على ضم صربيا والجبل الأسود، لحماية نفسها من مشاكل الجريمة والفساد والاتجار بالمخدرات المتأصلة في بلدان المنطقة الأخرى. 

وشرّعت روسيّا، وقبل تفاقم الأزمة الأوكرانية الحالية، بنشر منظومة صواريخ قصيرة المدى ومتوسطة المدى لحماية أمنها، بنصب مجموعة إسكندر أم الصاروخية الروسية، في كاليننغراد لحماية حدودها الغربية، وكذلك منظومة باستيون المتوسطة المدى في شبه جزيرة القرم، والمنظومة الصاروخية تريومف لحماية الحدود الجنوبية الغربية. 

في الوقت الذي يشهد فيه الأمن العالمي العديد من التوترات الإقليمية وفي مختلف أنحاء العالم، بسبب أمريكا والناتو كمنظمة هجومية عدوانية وليس كحلف دفاعي، من أوكرانيا الى جنوب شرق آسيا، وجلّ ساحات ومساحات أوروبا الشرقية والشرق الأوسط، غير أنّ التهديد الأكبر والذي يظهر إلى العلن أكثر من أيِّ وقتٍ مضى هو التهديد النووي، وهو ما يمكن مشاهدته في قرارات البيت الأبيض واستراتيجيته النووية، حيث أعلنت واشنطن مؤخراً عن خططٍ لتحديث غواصاتها النووية بقنابل نووية أصغر حجماً، حيث أعلنت وزارة الدفاع الامريكية – البنتاغون عن أنّ هذه القنابل الصغيرة ستُخصص لمواجهة التهديدات الروسية، كما سيكون لها تأثير رادع.  

العقيدة الحربية الجديدة للبنتاغون بمضمون السلاح النووي الصغير، تضمنت شرحاً مع تفصيل مقصود، صحيح أنّ القنابل الصغيرة لها قدرة تدميريّة أقل، غير أنّها تتمتع بقوة ردع أكبر، حيث الترسانة النووية الأمريكية تتوسع وتستخدم الرؤوس النووية في حالات جديدة.  

ومن شأن هذه الاستراتيجية الجديدة، أن تقلل من إمكانية استخدام الأسلحة النووية، كما أنها ستزيد من قوة الردع ضد الهجمات التي من الممكن أن تستهدف الولايات المتحدة وحلفائها وشركائها. 

العقيدة الجديدة للبنتاغون والتي تؤكد على استخدام القنابل النووية الصغيرة تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، نيّة واشنطن باستخدام القنابل النووية حتى تلك التي توصف بصغيرة الحجم، فإن القنابل النووية الصغيرة لديها قدرة تدميرية تقارب 20 طن من تي أن تي، كما ويمكن أن حملها بسهولة في الطائرات الحربية. 

وفي الوقت الحالي وكما يؤكد الخبراء أنّ أمريكا تمتلك قنابل نووية كبيرة ومدمرة جداً، ولكن احتمال استخدام هذه القنابل قليل جداً من جهة، ومن جهةٍ أخرى فإنّ القنابل النووية التقليدية والتي استخدمتها أمريكا سابقاً في ساحات المعارك لها قدرة ردع كبيرة. 

وعلى هذا الأساس يؤكد الخبراء أنّ القنابل النووية الصغيرة ستكون أكثر قابلية للاستخدام بالنسبة للأمريكيين، ويرى الخبراء أنّ واشنطن التي استخدمت القنابل النووية نهاية الحرب العالمية الثانية أثناء تفجير هيروشيما وناكازاكي، فإنها اليوم تُحاول نشر القنابل الصغيرة الأمر الذي ترى فيه تعزيزاً لقدرتها على الردع والهجوم، وذلك من خلال زيادة احتمالية استخدام هذا النوع من القنبلة النووية. 

وأعتقد: إعلان السلطات الأمريكية عن القنابل النووية الصغيرة، العقيدة الحربية الجديدة للبنتاغون، يأتي مع التأكيد على خطر روسيا على أمريكا، وتذكر العقيدة العسكرية الأمريكية الجديدة وبصراحة، أن هذه الاستراتيجية ستضمن أن تفهم روسيا أن أي استخدام للأسلحة النووية أمر غير مقبول، وبناء على ذلك، فإن أهم أهداف واشنطن من الإعلان عن تطوير وتوسيع استخدام القنابل النووية الصغيرة هو مواجهة الروس. 

فتركيز واشنطن على تطوير القنابل النووية صغيرة الحجم، بالإضافة للضغط المُمارس على البلدان الأخرى للانضمام إلى اتفاقات عدم الانتشار النووي، يعكس النهج الأمريكي المزدوج والكيل بمكيالين والخاص بتطبيق المعايير العالمية لانتشار لأسلحة النووية، حيث أنّه من المتوقع أن تُشكل الاستراتيجية الأمريكية الجديدة مجالاً جديداً لسباق التسلح النووي، الأمر الذي سيوسع أيضاً حجم التنافس بين القوى الكبرى وتأثيرها على علاقات البلدان الصغيرة، بما في ذلك الهند وباكستان، الأمر الذي من شأنه أنّ يُهدد أمن واستقرار العالم في المستقبل.  

الأمريكي ومعه الغرب، من خلال توسعات للناتو كحلف عدواني هجومي نازي فاشي، وقرب بناه التحتية العسكرية من حدود الفدرالية الروسية وكذلك مجالاتها الحيوية، بدأ العبث في الداخل الروسي بعمق هذه المرة، وتحت عناوين مختلفة، لأضعاف هياكل حكم الرئيس فلادمير بوتين، لتحريك أطراف غير وازنة من الشارع الروسي لتعم الاحتجاجات وتتعمق.  

فصار الروس أكثر توقاً وشوقاً في السعي الى تأسيس لبنات نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب، يولد من رحم الأزمات عبر ما وفّره ويوفّره الحدث السوري والحدث الأوكراني، والأخير وكما ذكرنا ونذكر نتاج طبيعي لحالة الكباش الروسي الأمريكي الحاد في سورية، بل أنّ شكل العالم الحديث بدأ تشكيله وتشكله من سورية، والأزمة الأوكرانية ما هي الاّ داعم آخر على طريق المتعدد القطبية.  

والعاصمة الأمريكية واشنطن دي سي وبتوجيه من البلدربيرغ الأمريكي وعبر المجمّع الصناعي الحربي الأمريكي، تبني آمال كبيرة مع(تعويلاتها)الأفقية والرأسية على حليفها الشرق الأوروبي(أوكرانيا) بسلطاتها وكارتلاتها العسكرية والأقتصادية، ودورها الكبير في تهديد كينونة ووجود الفدرالية الروسيّة واعاقة صعودها الهادىء والثابت والمتواصل، عبر نشر القدرات العسكرية الأمريكية المختلفة وقدرات حلفائها في الناتو، وتوظيفها وتوليفها في اشعالات للثورات الملونة من جديد، وعلى طريقة ما سمّي بالربيع العربي كي تجعل من الجغرافيا الأوكرانية وعبر حكّامها المستنسخون الذيليون للكابوي الأمريكي، كحاجز رئيسي في الفصل بين الفدرالية الروسية وشرق أوروبا القارة العجوز المتصابية، ما بعد ضم القرم الى روسيّا، بعد خسارة واشنطن والناتو من ميزات استخدام السواحل الأوكرانية في السيطرة والنفوذ على منطقة البحر الأسود، بسبب تداعيات الضم الروسي لقرمه.  

من المعروف للجميع أنّ(العاهرة)أي عاهرة، لا تعلن توبتها الاّ بعد أن تلفظها الحياة بتعبيراتها المختلفة، وعبر الكبر والهرم نحو فتاة أخرى تصغرها وأجمل منها، وأكثر أنوثة واثارة بل تفيح بالأنوثة فيسيل اللعاب الذكوري وأحياناً الأنثوي ان كانت العاهرة سحاقية، في هذه اللحظة التاريخية فقط تعلن توبتها، والسؤال هنا: هل متوكلي عاهرات الارهاب المعولم في الداخل الامريكي، وهم معروفون، لم يعلنوا توبتهم بعد امتثالاً للقيم الامريكية مثلاً؟ رغم دمويتهم وأستاذتهم، في صناعة فرق الموت في السلفادور والعراق وسورية جينا هازبل مديرة السي أي ايه السابقة بعهد الرئيس ترامب، والآن يقدّموا أوراق اعتماد جديدة لجنين الحكومة الأممية(البلدربيرغ)عبر تصريحاتهم وأفعالهم السريّة والعلنية الأخيرة، ليصار لأستدعائهم من جديد، لأنشاء فرق الموت في الداخل الأوكراني ومن جديد وبنسخ أعمق من السابقة، كون جو بايدن قرر التسخين مع روسيّا، من عقود استخدام اليمين المتطرف في الغرب الأوكراني وممن اكتسبوا مهارات القتال في الداخل السوري، من بعض شيشان وبعض شركس وبعض تتر وبعض عرب، عبر منظومات الجهاد العالمي ازاء الفدرالية الروسية؟. 

وما هي طبيعة ونوعية ورائحة الحذاء الروسي المرفوع في الوجه الأمريكي المسوّد؟ وهل ثمة مخاض مؤلم وحاد بعمق لولادة(ليست من الخاصرة)لشرق أوسط جديد بسمة روسية خالصة تشاركية مع آخرين؟ وهل نجح الروسي الأقرب إلى الشرق منه إلى الغرب، في الذي أخفق فيه اليانكي الأمريكي؟ وإذا كان هناك ثمة شرق أوسط جديد بسمة ووسم روسي خالص، وأنّ المنطقة دخلت هذا المسار الحديث، فهل هناك أحصنة طروادة روسية كانت تفعل فعلها رأسيّاً وعرضيّاً وبصمت، لأحداث الاختراقات الضرورية لهذا الشرق الأوسط الروسي الجديد وفقاً لعلم المنعكسات؟.

وهل أخضع الأمريكي ومعه حلفائه من الغرب تلك الأحصنة الروسيّة الطرواديّة للمتابعة والمراقبة ثم العرقلة في فعلها وتفاعلاتها في المستهدف من الأهداف الروسية المتصاعدة والمتفاقمة في الأهمية؟ وهل فشلت استراتيجيات الإعاقة الأمريكية في عرقلة وإضعاف الفعل الروسي عبر أحصنته المختلفة؟ ومنذ متى تعمل فعلها وتفاعلاتها ومفاعيلها تلك الأحصنة الطرواديّة الروسية؟ وهل يمكن اعتبار مثلاً منظومة صواريخ اس 400 الروسية بمثابة حصان طروادة روسي لاختراق تركيا، بعد أن طرقت الأبواب التركية طرقة واحدة فقط، فسال اللعاب التركي المتعدد عسكرياً لها، وبعيداً عن سياقات حلف الناتو؟ وهل ذات منظومة الصواريخ الأس 400 والأس 300 فعلت فعلها في جدار الدولة الإيرانية، بجانب مفاعل بوشهر النووي، ومفاعلات نووية إيرانية أخرى يتم تنفيذها بخبرات روسية؟ وهل يمكن دمج منظومة صواريخ الدفاع الجوي الروسية الأس 400 التي تتحصّل عليها تركيا الآن في منظومات هياكل الناتو العسكرية، باعتبار أنقرة عضو فاعل في هذا الحلف وبمثابة غرفة عمليات متقدمة للغرب في أسيا الوسطى والمجال الحيوي الروسي؟. 

 من السورنة للحدث الأوكراني في مجاله الحيوي وهندسة جغرافيته، إلى أكرنة الحدث السوري ضمن حواضن جغرافية سورية الطبيعية، ومن الروسنة الروسيّة لجلّ المنطقة الشرق الأوسطية، إلى الأمركة الأمريكية المضادة للروسنة والساعية لإخضاعها لأدواتها خدمة لسلّة مصالحها الإستراتيجية، فالأيرنة الإيرانية لجغرافيات نفوذات طهران في مجالها الإقليمي والصراع مع العدو الصهيوني، باشتباكات متعددة وعلى مدارج الخطوة خطوة، فالصيننة المساعدة بتنافس للروسي والإيراني في الشرق الأوسط، والوصول على نفوذات على ساحل البحر الأبيض المتوسط عبر مسارات طريق الحرير القديم ومعها إيران أيضاً. 

أوكرانيا وتفاعلات ومفاعيل أزمتها وحربها الراهنة، التي تخوضها بالوكالة ضد الفدرالية الروسية، ان لجهة الرأسي وان لجهة العرضي، ودور العامل الخارجي في تمفصلاتها وتحوصلاتها، جعلت منها(مكسر ومطحن)لعظام نتاجات الكباش الروسي الأمريكي في أكثر من ملف في الشرق الأوسط، وحيال روسيّا تؤشّر الى ما ننحو اليه هنا، وان كانت موجهة الى الداخل الأمريكي من جهة، وكارتلات الديمقراطيين في مجلس النواب والكونغرس والمجمّع الصناعي الحربي الأمريكي وول ستريت من جهة أخرى.  

الأمريكي قدّم تنازلات في بعض ملفات الخلاف، وفي الملف الإيراني يصعّد ليفاوض من جديد وهو عائد له، والملف السوري وحزب الله والملف العراقي والملف اللبناني، وكان يحتاج الى تغطية لجلّ ما تنازل عنه في العمق لا في الشكل حتّى لا يجرح في كبريائه، وللتغطية على صفقات سلاحه بمئات المليارات من الدولارات، فذهب الى تسخين الملف الأوكراني من جديد والعبث بأسيا الوسطى لتخريب الساحة الروسية، واثارة دخّان آخر للتغطية عن تنازلاته في الشرق الأوسط، رغم حاجته الى ستاتيكو في الأخير للتفرغ لعدوه القادم روسيّا والصين، والأخيرة تتعملق اقتصاديّاً والأقتصاد الأمريكي صار مرهون الان للأقتصاد الصيني، وبنت بكين جيشاً حديثاً ومتطور، والجيش الروسي بقي قويّاً ومتماسكاً والشعور القومي الروسي تنامى وتنامى عبر بوتين وسياساته، ومجتمع المخابرات الروسي توسّع في مجاله الجيوبولتيكي وصارت له أدواته الناعمة، والتي من شأنها أن تقود الى تغيرات مثيرة في خرائط مجاله الحيوي، وكما هو الحال في تغير البنى السوسيولوجية والأستراتيجية لأوروبا، ان تمادت الأخيرة في تساوقها مع واشنطن، في استهدافاتها للداخل الروسي والخارج الروسي، في مجالاته الحيوية ذات الجزئية الأهم في الأمن القومي الروسي.  

فالعاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، وفي معرض مسارات دعمها لسلطات كييف، المحفوف بالمخاطر على جلّ استقرار القارة الأوروبية العجوز، فهي تشرعن كل أنواع مواجهات هذه السلطات مع المعارضين في شرق أوكرانيا وجنوب شرقها.  

الكابوي الأمريكي معروف عنه تاريخيّاً التشدّد والمرونة في السياسات وتنفيذها، حيث هناك في مفاصل الدولة الأمريكية فريق يسعى الى مزيد من التصعيد مع الروسي، في فرض مزيد من عقوبات مشدّدة وتقديم مساعدات عسكرية لسلطات كييف الجديدة(النازيون الفاشست)، وهذا الفريق فريق العصا الأمريكية الغليظة، بسببهم صارت أمريكا الشرطي الأول في العالم، وفريق آخر يظهر شيء من الحكمة والواقعية السياسية والميدانية، وقد يكون الأقدر على فهم متغيرات الزمن، يسعى وبصعوبة نتيجة الصراع والخلاف مع الفريق الآخر، في جعل الباب مفتوحاً بقدر يسير للغاية للوصول الى تقاربات ثم تفاهمات، للوصول الى الحل الدبلوماسي لهذه الأزمة مع الروسي.

وبحسب قراءات مجتمع المخابرات والأستخبارات الروسية، أنّه وفي ظل الأصطفافات الدولية بسبب الأزمة السورية ونتاجها الطبيعي الأزمة الأوكرانية، تسعى واشنطن وحلفائها ودولة الكيان الصهيوني الدولة المسخ “إسرائيل”، إلى تسخين النزاع بين روسيّا واليابان حول جزر كوريل المتنازع عليها بين طوكيو وموسكو، والأخيرة تنسق مع بكين حول ذلك. 

كما أنّ الفدرالية الروسية تعي أنّ فريق الأطفاء الدبلوماسي للنار الأمريكية في كييف، لا يعني ولا يشي أنّ أمريكا تقر بوجود شريك روسي لها، وأنّ هناك قوّة أخرى صاعدة أعادت انتاج نفسها من جديد، فصعدت بقوة وثبات وكان الصعود خطوة خطوة وليس صعوداً صاروخيّاً، كون المعادلة الكونية تقول: أنّ من يصعد بشكل صاروخي سريع يسقط بمثل وشكل ما صعد، وهذا ينطبق على الدول وعلى الجماعات وعلى الأفراد(النخب السياسية والاقتصادية)في المجتمعات والدول.

انّ  هذه المواجهة الروسية الأطلسية عبر أوكرانيا، من قبل الناتو والأمريكان، بدأت تغير العالم، وخاصةً أنّها باتت تغير هياكل أمن القارة الأوروبية، ويقود الى حالة عدم الأستقرار في أوروبا كلّها، خاصة وأنً التواجد العسكري للناتو يزداد الان بفعل المسألة الأوكرانية في مناطق أوروبا الشرقية.

عنوان قناتي على اليوتيوب البث عبرها أسبوعيا:

https://www.youtube.com/channel/UCq_0WD18Y5SH-HZywLfAy-A

[email protected]

منزل – عمّان : 5674111   

خلوي: 0795615721

 

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.