سورية وإيران وانتصار تموز / غالب قنديل
غالب قنديل ( لبنان ) الخميس 11/8/2016 م …
تتواصل الاعترافات الصهيونية بالهزيمة في تموز 2006 رغم انوف الناكرين والجاحدين والمتواطئين في لبنان وأنوف جميع منظمي حملات الكراهية في العالم والمنطقة ضد حزب الله وهي لمصلحة إسرائيل حصرا وقد باتت الدولة العبرية تعتبر المقاومة مصدر الخطر الوجودي رقم واحد وتقر بعجزها امام هذه القوة التي تعاظمت ولم تفلح جميع خطط تقييدها والنيل منها أو شيطنتها إعلاميا وسياسيا.
جميع المشاركين في تلك الحملات هم خدم وشركاء لإسرائيل أيا كانت الأقنعة التي يتلطون خلفها وهم كانوا يعملون كمنظومة واحدة مترابطة ادارتها الولايات المتحدة إقليميا من شرم الشيخ ومحليا من عوكر خلال الحرب التي رسمت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كونداليسا رايس شعارها في حمى المجازر وحملات الإبادة والتدمير الصهيونية بعبارتها الشهيرة عن مخاض الشرق الأوسط الجديد المشروع الذي تلقى صفعة مدوية بانتصار المقاومة تسعى دوائر التخطيط لاستدراكها مع المنظومة ذاتها بواسطة عصابات التوحش متعددة الجنسيات التي اطلقتها في سورية والعراق واليمن ومصر وليبيا وحيث يشكل العدوان الاستعماري على سورية بواسطة هذه القوى الإرهابية عصب المخطط الأميركي الجديد لتعويض هزائم إسرائيل امام حزب الله.
في مقابل حلف دولي إقليمي كبير قادته واشنطن خلال الحرب كانت سورية وإيران تقفان وحيدتين إلى جانب المقاومة بكل القدرات المتاحة وفي جميع المجالات فاستحقتا شراكة الانتصار الكبير الذي قاد إلى ردع الكيان الصهيوني بمعادلات متعاظمة القوة انشاها وبناها حزب الله وصاغها وطورها سيد المقاومة خلال السنوات العشر الماضية فلم يهزها انخراط الحزب في مقاتلة الإرهاب بمساهمات وتضحيات جليلة في سورية ولبنان وفي العراق أيضا ولم تنل منها مشاريع الفتنة المذهبية المتنقلة ولا مساعي حلف العدوان لاستنزاف سورية والمقاومة وإيران معا.
إيران سند المقاومة الصلب منذ انطلاقتها قدمت في الحرب وقبلها وبعدها إضافة إلى الدعم السياسي المتواصل كل ما بحوزتها من الإمكانات العسكرية والمالية للمقاومة لتطوير منظوماتها الدفاعية وقدراتها القتالية ولتعزيز مقومات الصمود لجمهورها وعائلات شهدائها وجرحاها وخلال حرب تموز تضاعفت هذه المساندة وتوجت بخطط الإيواء والترميم التي نفذها حزب الله بسرعة قياسية بعد الانتصار وردع العدوان وبتوفير كل ما يستلزمه تعظيم قدرات المقاومة وتطويرها حتى اليوم.
اما سورية القلعة القومية المقاومة فقد قدمت كل ما لديها من إمكانات تسليحية ولوجستية وتقنيات متطورة للمقاومة وكان قرارها السياسي الاستعداد للمشاركة في الحرب إذا طلب قائد المقاومة منها تلك الخطوة وقد عبرت عن هذا القرار إجرءات وتدابير عسكرية على جبهة الجولان وعلى الحدود اللبنانية السورية مع إنذار سوري رسمي ومعلن إلى الكيان الصهيوني باستعداد الجيش العربي السوري لمجابهة قتالية تمنع أي اقتراب لقوات العدو من خاصرة البقاع الغربي بوصفه تهديدا مباشرا للعاصمة السورية وكانت دمشق بذلك تجبر العدو على حصر عملياته العسكرية في القطاعين الأوسط والغربي من الجبهة مع لبنان فحرمه الإنذار السوري من الرهان على تشتيت قدرات المقاومة نحو قطاع ثالث تنشط على أرضه قوى مناوئة للمقاومة يديرها جيفري فيلتمان .
على جبهة اخرى لا تقل اهمية عن ميدان القتال كانت سورية حضنا مفتوحا لمئات آلاف اللبنانيين الذي هجرهم العدوان ونظمت القيادة السورية اوسع عملية إيواء ومعونة عاجلة وبتدابير أشعرت فيها عائلات أبطال المقاومة وجمهورها بانهم ضيوف سورية ومصدراعتزازها شعبا ودولة في مساهمة قومية قدمتها سورية بصمت ومن غير استعراض او منة وكثيرة هي الروايات التي تناقلها لبنانيون عن نبل الشعب السوري وإجراءات الدولة السورية التي واكبتها مع حرارة الاستقبال تدابير اقتصادية ومالية سهلت على النازحين من هول العدوان إقامتهم المؤقتة في مناخ من الدفء والاحتضان المؤثر والتضامن القومي مع اهل المقاومة التي تعتبرها سورية منذ انطلاقها رمزا للعزة والكرامة.
إيران وسورية شريكا الصمود والنصر ساهمتا بدون حساب في ملحمة تموز وهذا يجب ان يقال ويدون في صحائف التاريخ الذي يثبت بعد عشر سنوات من الانتصار ان ذلك التحالف الذي وقف خلف حزب الله ومعه منذ الاحتلال الصهيوني للبنان عام 1982 ساهم في إنجاز المقاومة لنزع زمام المبادرة من يد الكيان الصهيوني لأول مرة ويمكن لنا بناء على ما تقدم ان نفسر كل ما جرى بعد الحرب من استهداف لهذا الثلاثي الإقليمي الفاعل لحساب إسرائيل التي كانت وما تزال محور السياسات الأميركية والغربية في المنطقة.
التعليقات مغلقة.