من أقوال الشاعر الفلسطيني محمود درويش عن الوطن




الأردن العربي – الأربعاء 15/3/2023 م …

ما هو الوطن.. ليس سؤالا تجيب عليه وتمضي.. إنه حياتك وقضيتك معاً.

فارسٌ يُغمد في صدر أَخِيِه خنجراً بإسم الوطنْ ويُصَلِّي لينال المغفرةْ.

ما هو الوطن.. هو الشوق إلى الموت من أجل أن تعيد الحق والأرض.. ليس الوطن أرضا.. ولكنه الأرض والحق معاً.. الحق معك، والارض معهم.

خبئي الدمع للعيد فلن نبكي سوى من فرح.

في الهدوء نعيم وفي الصمت حياة وما بين الإثنين تفاصيل لا أحد يدركها.

وكن من أنت حيث تكون واحمل عبء قلبك وحده.

ليس الأمل مادة ولا فكرة.. إنه موهبة.

كحب عابر وكوردة في الليل.. تُنسى.

هل في وسعي أن اختار أحلامي، لئلا أحلم بما لا يتحقق.

أمّا أنا، فسأدخلُ في شجر التوت حيث تُحوّلني دودة القزّ خيطَ حريرٍ، فأدخلُ في إبرة امرأةٍ من نساء الأساطير، ثمّ أطيرُ كشالٍ مع الريح.

والتاريخ يسخر من ضحاياه ومن ابطالهم.. يلقي عليهم نظرة ويمر.

أتيتُ ولكني لم أصل.. وجئتُ ولكني لم أعد.

سنصير شعباً حين لا نتلو صلاة الشكر للوطن المقدَّس، كلما وجد الفقيرُ عشاءَهُ.. سنصير شعباً حين نشتم حاجبَ السلطان والسلطان، دون محاكمة.

أحببتك مرغما ليس لأنك الأجمل بل لأنك الأعمق فعاشق الجمال في العادة احمق.

سأَصير يوماً ما أُريدُ.. سأصير يوماً طائراً، وأَسُلُّ من عَدَمي وجودي.. كُلَّما احتَرقَ الجناحانِ اقتربتُ من الحقيقةِ، وانبعثتُ من الرمادِ.. أَنا حوارُ الحالمين، عَزَفتُ عن جَسَدي وعن نفسي لأُكمِلَ رحلتي الأولى إلى المعنى، فأَحرَقَني وغاب.. أَنا الغيابُ.. أَنا السماويُّ الطريدُ.

عام يذهب وآخر يأتي وكل شيء فيك يزداد سوءاً يا وطني.

قصب هياكلنا وعروشنا قصب.. في كل مئذنة حاو ومغتصب.. يدعو لأندلس إن حوصرت حلب.

وليسَ لنا فِي الحنين يَد.. وفي البُعد كان لنا ألف يَد.. سلامٌ عليك، افتقدتكَ جدًا.. وعليّ السَلام فِيما افتقِد.

بلَدٌ يُولَدُ من قبر بَلَد.. ولصوصٌ يعبدون الله كي يعبدهم شَعبٌ.. ملوكٌ للأبد وعبيدٌ للأبد.

لا بأس من أن يكون ماضينا أفضل من حاضرنا.و لكن الشقاء الكامل أن يكون حاضرُنا أفضل من غدنا. يا لهاويتنا كم هي واسعة.

جاءك الفرح فجأة، وقد علمتك الأيام أن تحذر الفرح، لأن خيانته قاسية.

هل في وسعي أن اختار أحلامي لئلا أحلم بما لا يتحقق.

ليس وطني دائما على حق ولكني لا أستطيع أن أمارس حقاً حقيقياً إلا في وطني.

من يحيا على حرمان غيره من الضوء يُغرِق نفسه في عتمة ظله.

سأحيا كما تشتهي لغتي أن أكون.. سأحيا بقوة هذا التحدي.

بدون الذاكرة لا توجد علاقة حقيقية مع المكان.

الهوية هي فساد المرأة التي يجب أن نكسرها كلما أعجبتنا الصورة.

لولا الحنين إلى جنة غابرة لما كان شعرُ ولا ذاكرة ولما كان للأبدية معنى العزاء.

أريد قلبا طيّبا لا حشْوَ بُندقيّة.

أمشي بين أبيات هوميروس والمتنبي وشكسبير.. أَمشي وأَتعثر كنادلِ مُتدرّب في حفلة ملكية.

في حضرة الموت لا نتشبَّث إلا بصحة أسمائنا.

وسألني هل أنا + أنا = اثنان قلت: أنت وأنت أقل من واحد.

وأنا تركت لك الكلام على عيوني لكن، أظنك ما فهمت.

أن نكون ودودين مع من يكرهوننا وقساة مع من يحبوننا، تلك هي دونية المتعالي وغطرسة الوضيع.

لا ليل يكفينا لنحلم مرتين.

فإن أسباب الوفاة كثيرةً من بينها: وجع الحياة.

سجِّل.. أنا عربي ورقمُ بطاقتي خمسونَ ألفْ وأطفالي ثمانيةٌ وتاسعهُم.. سيأتي بعدَ صيفْ.. فهلْ تغضبْ.. سجِّلْ.. أنا عربي وأعملُ مع رفاقِ الكدحِ في محجرْ وأطفالي ثمانيةٌ أسلُّ لهمْ رغيفَ الخبزِ، والأثوابَ والدفترْ من الصخرِ ولا أتوسَّلُ الصدقاتِ من بابِكْ ولا أصغرْ أمامَ بلاطِ أعتابكْ فهل تغضب.

لو يذكر الزيتون غارسهُ لصار الزيت دمعاً.

الخطابة هي الكفاءة العالية في رفع الكذب إلى مرتبة الطرب، وفي الخطابة يكون الصدق ذلة لسان.

الحنين هو مسامرة الغائب للغائب، والتفات البعيد إلى البعيد.

لا أَخجل من هويتي، فهي ما زالت قيد التأليف؛ ولكني أخجل من بعض ما جاء في مقدمة ابن خلدون.

سمائي فكرةٌ.. والأرض منفايَ المُفَضَّلُ.

اصرخ لتعلم أنك ما زلتَ حيّاً وحيّاً وأن الحياة على هذه الأرض ممكنة.

العزلة مصفاةٌ لا مرآة.

ما أشد براءتنا حين نظن أن القانون وعاء للعدل والحق. القانون هنا وعاء لرغبة الحاكم، أو بدلة يفصلها على قياسه.

أن تكون فلسطنيًا يعني أن تصاب بأمل لا شفاء منه.

عام يذهب وآخر يأتي وكل شيء فيك يزداد سوء يا وطني.

أن تصدق نفسك أسوأ من أن تكذب على غيرك.

حاصر حصارك لا مفر.. قاتلْ عدوك لا مفر.. سقطت ذراعك فالتقطها.. وسقطتُ قربك فالتقطني، واضرب عدوك بي.. فأنت اليوم حر وحر وحر.

إن رجعت إلى البيت، حيا، كما ترجع القافية بل خللٍ، قل لنفسك: شكرا.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.