الأردن العربي – الخميس 23/3/2023 م …
لاحظت تقارير دبلوماسية معمقة بأن كل الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الاسرائيلية ومؤسساتها الأمنية وإلى جانبها الإجراءات التي اتخذتها بعيدا عن الأنظار و خلف الستارة أجهزة أمن السلطة الفلسطينية في الاراضي المحتلة تخفق وأخفقت حتى الان في الحد من تنامي ظاهرة مجموعة عرين الاسود التي لا يوجد لها رأس أو عنوان واضح ولا تزال تنموا بعيدا عن الفصائلية وأصبحت أقرب إلى فكرة تتنقّل بين الفلسطينيين.
وكشف تقرير أمني تداولته أوساط في السلطة الفلسطينية بأن بعض الإختراقات التي سجّلت منذ 5 أشهر تقريبا لصالح الأجهزة الأمنية الفلسطينية في اوساط شباب العرين وتحديدا في نابلس وجنين لم تشكل حلقة أساسية في أي إنجاز أمني الطابع وحقيقي لأن المسألة عمليا لا تتعلّق بعد الآن بتنظيم محدد أنصاره معروفون علما بأن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تبذل جهدا عملاقا خلف الستارة والكواليس في ملاحقة شباب عرين الأسود الذين يُصدرون البيانات من مواقع سرية.
ولا تعرف هويتهم ولا حتى عددهم ومستويات تسليحهم علما بأنهم عابرون للفصائلية في الأراضي المحتلة ولم تعرف أي مفاصل أساسية باسم الفصائل تقيم صلات ميدانية أو تنظيمية مباشرة معهم لا على صعيد التنسيق في العمل المقاوم ولا حتى على صعيد إصدار البيانات أو التمويل أو التمجيد أو التوجيه.
وفي الوقت الذي تصور فيه الكثيرون بان ظاهرة عرين الأسود ضربت في مهدها و بوقت مبكر ويمكنها ان لا تعود ظاهرة حقيقة مقلقة على اي طرف بعد عدة ضربات أمنية وعسكرية في جنين ونابلس فوجئت الأوساط الفلسطينية والسياسية وبعض الاوساط العربية بالبيان الذي صدر مساء الثلاثاء باسم عرين الأسود.
ويتحدّث عن مواجهات شرسة وأساسية في الطريق خلال شهر رمضان المبارك وهذا يعني عمليا بأن عرين الأسود أصبح لديها على الأقل تراتبية في بعض الأطر القيادية لا بل جهاز إعلامي يُمارس الحرب النفسية في الوقت الذي كانت فيه الأجهزة الإسرائيلية تعتمد في ملاحقات وقتل مطاردة شباب عرين الأسود.
وتحديدا في نابلس وجنين عبر صفحات الفيسبوك ومنصات التواصل الاجتماعي لهؤلاء الفتية والشباب المجهولين عموما والذين لا يوجد لهم سجل نظالي سابق لدى السلطات الاسرائيلية لكن مراقبون على صلة بالتفاصيل وحالات التقصي يشيرون في الأثناء إلى أن شباب عرين الأسود يعممون فيما بينهم على بعضهم البعض بوقف نشاطاتهم وحساباتهم الشخصية والفردية على منصات التواصل، الأمر الذي يُوحي بأن عملية وعي أمنية وتنظيمية بدأت تتراكم.
لكن الأهم هو أن مجموعات عرين الأسود لا تزال لغزا محيرا فكلما وجّه الإسرائيلي ضربة لعدد من أعضائها هنا وهناك صدر بيان جديد ويبدو أن السلطات الفلسطينية والإسرائيلية ذات المسار الأمني تعتبر بيان الثلاثاء إشارة إلى حالة برمجية تنظيمية تحاول الاستثمار في أجواء شهر رمضان خصوصا وأن المجتمع الدولي يتوسّع الآن في انتقاد سياسات الحكومة الإسرائيلية في مجالي الاستيطان والعنف ضد أهل الأرض المحتلة
لكن العنصر الأكثر إثارة في الملف برمّته هو ذلك الذي يشير لوجود صنف من الدعم النفسي والاجتماعي والسايكولوجي لمجموعات عرين الأسود على قلّة خبرتها الميدانية.
وعدم وجود تنظيم حقيقي يمكن أن يُتابع أو يُلاحق أو حتى يرصد حيث مجموعات متعاطفة وحواضن اجتماعية غير مسبوقة وشغف خصوصا على منصات التواصل في إعادة تداول أي بيان على المستوى الفلسطيني والعربي والعالمي يحمل توقيع اسم عرين الأسود.
وهي مسألة تعتمد على جهود فردية وليست منظمة ومن الصّعب السيطرة على تلك الحاضنة الاجتماعية هي التي أصبحت لغزا محيّرا فالتعاطف كبير والمجتمع الفلسطيني يوفّر الحماية قدر الإمكان لا بل المساعدة اللوجستية أحيانا لشبان في عرين الأسود.
ويُقدّم لهم النصائح الفنية واللوجستية وإن كانت هذه المجموعات أقرب إلى شبح يؤرق الليل الإسرائيلي حتى الآن خصوصا وأنها مجموعات قابلة للزحف الأيديولوجي التي تقترحها وتلقى تعاطفا كبيرا من الحواضن الاجتماعية لا بل الاقتصادية الاجتماعية الفلسطينية في عدّة مُدن ومُحافظات.
التعليقات مغلقة.