المحامي محمد احمد الروسان يكتب: البنّاؤون الأحرار(الماسون الجدد) شاصي الحكومة الأممية … عقدة اليانكي: شرق أسيا والمحيط الهادئ وروسيّا

المحامي محمد احمد الروسان* ( الأردن ) – السبت 25/3/2023 م …




*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الاردنية …

الولايات المتحدة الامريكية، ومنذ وجودها في هذا العالم، وهي نتاج حرب أهلية طاحنة، هي في حالة حرب مستمرة، وتثير الحروب، واقتصادها اقتصاد متخارج، وقائم على الحروب، وعلى أساس هذه الفكرة، نشتبك مع الأفكار التالية:

المنظومة الحاكمة في الصين تقول: شرق أسيا والمحيط الهادئ، لن تكون ولن يكون حديقة لأحد، والرسالة لواشنطن وعميق دولتها، حيث شرق أسيا أولوية في استراتيجية الأمن القومي الأمريكي، وشرق أسيا عقدة أمريكا، واستراتيجية الأخيرة تتموضع: حول أنّ شرق أسيا ومحيطها، هي امتداد لأمنها القومي لواشنطن، حيث تعتبر هذه المنطقة، في قلب أيقونة الصراع الجيوسياسي، على طول خطوط العلاقات الأمريكية الصينية والعلاقات الأوروبية الصينية، وهي منطقة ذات بعد حيوي عميق للصين وأمريكا، وباقي دول وساحات ومساحات عروق جغرافية شرق أسيا.

انّ عدد سكان شرق أسيا وجنوبها، أكثر من عدد نصف سكان العالم، واقتصاديات كل من اليابان، والصين، وكوريا الجنوبية وباقي نمور أسيا الوسطى، هي الأقوى والأقدر على النمو والأسرع، في عروق جغرافية هذا العالم، والذي يعاد رسمه وترسيمه، على وقع تداعيات وعقابيل، المواجهة الروسية الأطلسية الحالية.

الولايات المتحدة الأمريكية، تركز وتعمل بجهود عميقة وشاملة على شرق أسيا، لغايات هندسة المنع الشامل للصين من التربع وتصدر الاقتصاد العالمي، حيث أنّ دول هذه المنطقة ليست أسرة وعائلة واحدة، فهناك حلفاء لواشنطن فيها، وبالتالي حلفاء أمريكا في عروق هذه الجغرافيا الحيوية لشرق أسيا، بحاجة لها إزاء العملاق الصيني.

من هنا نجد عميق الدولة الامريكية، عبر الكارتيل الحاكم، من خلال الناطق الرسمي باسمها الرئيس جو بايدن وادارته الديمقراطية، ذات الأجندة الجمهورية، تحاول فصل الصين عن روسيّا، بعكس نظرية هنري كيسنجر: فصل روسيا عن الصين – فهل تنجح بذلك؟.

 منذ أواخر عام 2007 م وبدايات عام 2008 م، واليانكي الأمريكي، ينتهج سياسة احتواء الصين، لكبح نموها الاقتصادي، ومع تصاعد النمو الصيني الشامل الساحق والماحق، وتعاظم دور بكين، صارت تعمل وبقوّة العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، على تعزيز وجودها العسكري والمخابراتي، عبر نشر شبكات تجسس عنكبوتية عديدة ومتعددة، في العروق الجعرافيّة لمنطقة شرق أسيا، حيث أم العقد: تايوان. لماذا تايوان هي أم العقد هنا؟.

والجواب يتمحور حول نقطة مركزية، وذات أبعاد تكنولوجيا استراتيجية تتمثل في: انّ معركة أشباه الموصلات التكنولوجية، بين واشنطن وبكين تتركز فيها، حيث تايوان الأعظم والأقدر في العالم في صناعة الرقائق الإلكترونية، حيث يدرك الكارتيل الحاكم في أمريكا، انّ عصر منطقة شرق أسيا والمحيط الهادئ، هو مستقبل المنطقة، خلال القرن الحادي والعشرين، لذلك نلحظ دوراً فرنسياً خاصاً هناك، يصل درجة الصراع مع أمريكا، بعد غدر الأخيرة في فرنسا، بخصوص الغوّاصات مع استراليا، فباريس تسعى الى صعود عسكري لها في شرق أسيا، فهل تنجح؟. خاصةً وأنّ فرنسا اليوم، ليست فرنسا ديغول، وانما فرنسا “صبي” مرتهمانويل ماكرون.  بجانب فرنسا، هناك دوراً كنديا أيضاً، حيث قالت وزيرة الدفاع الكندية وفي أكثر من حالة: أن تعزيز التواجد العسكري الكندي في المحيط الهادئ وشرق أسيا، جزءً هاماً من الاستراتيجية الدفاعية لكندا، فماذا يعني هذا؟

يعني: أنّ أوروبا اليوم، تعود الى الطريقة الأمريكية الولاياتية، بالتعامل والسيطرة على العالم، ولا سيما عبر طريقة الانتشار العسكري، ونشر شبكات التجسس العنكبوتية، والجوسسة الإلكترونية، بالاعتماد على العنصر البشري الأقدر، في هندسة وتقييم التجسس الشامل.

في مسألة(شسي)وعصبية العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، وعلاقة ذلك بالصراع الأمريكي الصيني الشامل:  ثمة سؤال محفّز للتفكير من خارج الصندوق، بحيث يتحوصل في الآتي: في حال اندلاع حرب عسكرية محدودة وقد تبدأ شرارتها، في بحر الصين الجنوبي أو من تايوان، على طول خطوط العلاقات الصينية الأمريكية ومساراتها الحيوية، كتظهير ونتاج لمسارات الحروب البيولوجية التي بدأت بكورونا ومتحوراته، وتلاه فايروس القردة، والتي تستهدف الاقتصاد الصيني والهندي والقوّة العسكرية والمخابراتية الصلبة الروسية المتفاقمة في النوع والكيف، والعبث بخرائط العالم من جديد لتفكيكه أمريكياً، بحيث بدأت في يوغسلافيا السابقة ونجحت، ثم تحاول في العراق – نجحت بشكل محدود ديمغرافياً، وتنشط على تفكيكه جغرافياً لثلاث أقاليم لغايات العبث بإيران، من خلال الاستثمار في الطبقة الوسطى الايرانية، وتوظيفها وتوليفها لشطب النظام القائم هناك، وتحاول من جديد في سورية وايران قطعاً وفصلاً، قبل أن تفكك أمريكا ذاتها، وهي تعي حقيقة تفككها، وقرّرت تفكيك الاخر قبل أن تلاقي ذات المصير، ضمن صوابية حركة المنطق والتاريخ وعبث الطبيعة ولسانها وديمغرافيتها وحركتها، بحدودها للولايات المتحدة الامريكية وبهياكل نظام حكمها حيث السؤال المحفّز:

هل سيشارك الكيان الصهيوني في الحرب على الصين، وهو الذي لا يتأخر في الاندراج في أي تحالف غربي رأسمالي متوحش، بعبارة أخرى: هو نادراً أن لا يشارك، وهو قد يكون مبادراً أصلاً وصاحب الفكرة والقرار، بالرغم أنّه لم يشارك في سيمفونية “تآخي اللصوص” كما أسماه كارل ماركس:

مزاعم أمريكا وبريطانيا وفرنسا في اتهام الصين بتفشي فايروس كورونا، فهي حرب اقتصادية ايديولوجية، حيث الكيان الصهيوني يعمل على تقوية علاقاته مع موسكو(كان ذلك: قبل المواجهة الروسية الأطلسية الحالية، لكن ما بعدها اختلف الأمر، نتيجة لأخطائه القاتلة للكيان والتخندق الإسرائيلي في المعسكر الأمريكي الغربي ضد روسيا) وبكين، باعتبارها قوى صاعدة وبازغة وبقوّة، بحيث تشير كل التقديرات والمؤشرات بأنّ هذه هي القوى الصاعدة والبازغة بقوّة وباتجاه التفوق على الغرب الرأسمالي المتوحش، وهذه هي سمات النظام الطفيلي الاستيطاني الإسرائيلي، الذي لا يعيش بقدرته الذاتية وحدها بل يحتاج دوماً لداعم كبير.

المعطيات والوقائع الجارية تتحدث بعمق، قبل فايروس كارونا المصنّع والموزّع بشرياً، في مختبرات يستثمر فيها الماسون الجدد في أمريكا والعالم، بأنّ نواة الدولة العميقة في الولايات المتحدة الأمريكية(البلدربيرغ – جنين الحكومة الاممية المعولمة، والبنّاؤون الاحرار الماسون الجدد هم الشسي لهذه الحكومة المعولمة)، والمجمّع الصناعي الحربي الأمريكي والحكومة الأوتوقراطية فيه، والشركات المتعددة الجنسيات التابعة له كإحدى الأدوات التدخلية في جلّ ساحات المعمورة، ان لجهة القويّة، وان لجهة الضعيفة منها، يستثمرون في تفاصيل الوقت ومنحنياته، عبر رهانت تفاقمات وعقابيل الاستثمار في دم الأيديولوجيا وحروب الوكالة، لإنتاج الإرهاب البيولوجي والارهاب الطبي، وما زال الاستثمار أيضاً في الحركات الجهادية السلفية التكفيرية، وتحالف المسيحية الصهيونية، واليهودية الصهيونية، وبعض بعض العرب والمسلمين المتصهينين معها وستستمر بأثر مستقبلي، الى أن يحدث التفاهم الدولي على جلّ سلال المصالح المشتركة المتعددة.

ان بخصوص إيران وتداعيات التصعيد الأمريكي، في مسارات البرنامج النووي، وإيحاءات لفوبيا ايران من جديد لغايات الاستحلاب المالي، والمسألة السورية وتطورات ميدانها العسكري لصالح دمشق، والمسألة العراقية وانجازات الجيش العراقي والحشد الشعبي والقوى الحليفة لهما، والمسألة الليبية بعناوينها المختلفة، والفعل الروسي بمفاصلها عبر محاولات الجمع والحل، وعمليات اللعب في ساحات دول المغرب العربي وخاصةً الجزائر، عبر تنظيم دامس( ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية في دول المغرب العربي)، وباقي المسائل والبؤر والمنحنيات الساخنة، فهم(أي الأمريكان)مبدعون بإستراتيجية الاستثمار بالوقت، على مجمل العلاقات الدولية في المنطقة والعالم من الزاوية الولاياتية الأمريكية الصرفة، وعلى طول خطوط العلاقات الروسية الأمريكية الغربية، والصينية الأمريكية الغربية ووكلاء الأمريكي في بحر الصين الجنوبي، فهناك حالات من الكباش السياسي والعسكري والاقتصادي والدبلوماسي والأمني الإستراتيجي تتعمّق بشكل عرضي ورأسي، وتضارب المصالح والصراعات على أوروبا والحدائق الخلفية للولايات المتحدة الأمريكية، في دول وساحات أمريكا اللاتينية وحلفها، ومثيلتها الحدائق الخلفية للفدرالية الروسية وحلفها، والمجالات الحيوية للصين واستخدامات أمريكية جديدة للياباني ازاء الروسي بخصوص جزر الكورال المتنازع عليها بين روسيّا واليابان، مع توظيفات للفيتنامي والفلبيني والماليزي وسلطنة بروناي في مواجهات مع الصيني على السيادة على بحر الصين الجنوبي، ضمن استراتيجية الاستدارة الأمريكية نحو أسيا وغربها وشرقها وجنوب شرقها، بعد أن أوغل وأدمى الأمريكي وما زال قلب الشرق سورية، بتوظيفات لوكلائه، وآخرها دخولات عسكرية جديدة له في الشمال السوري بحجة الفصل بين الكردي والتركي تحضيراً لمعركة الرقّة القادمة ومعارك شرق الفرات المتوقعة، بجانب ما له من قوّات عسكرية في قواعد عمل على انشائها ويستحدث أخرى.

إذاً وما بعد بدء المواجهة الروسية الأطلسية عبر الجغرافيا الأوكرانية إلى حد عميق، تدهورت العلاقات بين روسيا والصين من جهة، والولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين من جهة أخرى، استناداً إلى تدفقات الأخبار والمعلومات التي تكشف كل يوم الدور المتعاظم والمتزايد الذي تقوم به موسكو والصين في مواجهة تحديات النفوذ والهيمنة الأمريكية. 

أعمق من الحرب الباردة والتي تبعث من جديد، بسبب ظهور الفدرالية الروسيّة وكومنولث الدول المستقلة، وظهور منظمة شنغهاي للتعاون التي جمعت بين الصين وروسيّا على طاولة موحّدة الأجندة، وعمل ومفاعيل وتفاعلات البنك الأسيوي الذي أعلن عنه الرئيس الصيني أواخر العام 2015 م، حيث الإدراك الأمريكي لروسيّا الفدرالية والصين باعتبارهما مصدراً للتهديد والخطر، فخبرة العداء لأمريكا متجددة في الشارع الروسي والصيني، وتجد محفزاتها في الإرث السابق الذي خلفته الكتلة الاشتراكية والاتحاد السوفييتي، وتدرك العاصمة الأمريكية واشنطن أنّ التماسك القومي الروسي أكثر خطراً من التكوين الاجتماعي السابق الذي كان في الاتحاد السوفييتي وكذلك الحال في الصين، خاصة في الاعتبارات المتعلقة بالعداء القومي الاجتماعي التاريخي بين القومية الروسية والغرب والقومية الصينية والغرب أيضاً، وتتميز الدولة الروسية بالاكتفاء الذاتي وبوجود الوفرة الفائضة في كافة أنواع الموارد الطبيعية، وبالتالي يصعب التأثير عليها عن طريق العقوبات أو الحصار أو الحرب الاقتصادية والتجارية الباردة بالرغم من أن الحصار والعقوبات آلمتها خاصة مع وجود جائحة كارونا المفتعلة، وهو موقف يجعل روسيّا أفضل من الولايات المتحدة الأمريكية التي تستورد كل احتياجاتها من الخارج الأمريكي، وانّ روسيّا ومعها الصين، قادرتان على التغلغل في أوروبا الغربية عن طريق الوسائل الاقتصادية الناعمة وخاصة لدى الصيني، وهو أمر سوف يترتب عليه احتمالات أن تخسر أمريكا حلفاءها الأوروبيين وغيرهم الذين ظلت تستند عليهم وما زالت، وانّ المسافة بين الفدرالية الروسيّة والولايات المتحدة الأمريكية، هي بضعة كيلومترات عبر المضيق البحري الفاصل بين ولاية ألاسكا وشرق روسيّا، أضف إلى ذلك إلى تملّك روسيّا والصين، كمّاً هائلاً من أسلحة الدمار الشامل لتحقيق التوازن في العالم وكبح جماح الثور الأمريكي وحلفائه المتذيلين بذيله، مع الإشارة أنّ المعلومات الأمريكية الاستخبارية حول موسكو والصين غير دقيقة، بسبب قدرة الروس على التكتم والسريّة ومعهم الزملاء الصينيون.

ونرى أنّ الناخب الروسي يهتم بالسياسة الخارجية الروسيّة كونها في خدمة الاستقرار الروسي الداخلي، وتعمّق الشعور القومي الروسي الذي أبدع الرئيس بوتين في اعادة انتاجه وخلقه من جديد، فالناخب الروسي هو مع سياسة روسية خارجية مستقلة كما يريدها الرئيس بوتين وكوادر حزبه وادارته وكارتلات مجتمع المخابرات الروسي، الذي تم اعادة هيكلته وأدواته وتحديثه بفرعيه الداخلي والخارجي، مع توسيعات مجالات عمله على مستوى العالم وفي كافة حقول الطاقة والاقتصاد والثقافة بجانب السياسة والعسكر وانتاج السلاح والأمن المعلوماتي السيبراني وفي جلّ المعرفة البشرية، مع تركيزه بشكل عميق واعتماده على العنصر البشري الواعي والمثقف والمخلص في التجسس والتجسس المضاد، في الحصول على المعلومات وجمعها والقدرة على التحليل لهذه المعلومات وعلى أكثر من مستوى ومرحلة، واستنتاج سلّة المخاطر القادمة على مصالح الفدرالية الروسية وحلفائها في العالم، بعكس مجتمع المخابرات الأمريكي وعاموده الفقري السي أي ايه والتي وصفها الرئيس السابق دونالد ترامب بأنّها تعتمد أساليب قديمة بالية عفى عليها الزمن، لذا تجد أنّ الطيف السياسي الروسي في جلّه وكلّه هو مع نهج الرئيس فلادمير بوتين.

نعم لقد تفنّن بوتين في هندسة الشعور القومي الروسي وبالفخر الوطني لشعبه، كونه يغذي السخط الروسي المتفاقم على أي محاولة غربية وأمريكيّة لأذلال روسيّا(المسألة الأوكرانية مثال حي مستمر)، ويعمل بذكاء وكوادره على تسويق الاستراتيجية الروسيّة بأنّها محاولة استعادة للمجد الروسي التاريخي، وهذا ما يمنحه تأييداً ساحقاً وماحقاً في الداخل الروسي بالرغم من تداعيات وعقابيل الحرب الروسية الأطلسية.

والمواطن الروسي وكناخب أيضاً، وهو من يحدد طبقة الكريما السياسية التي تحكمه عبر صناديق الاقتراع المباشر، حيث روسيا ومنذ عقدين تقريباً دولة رأسمالية، وها هي  تتجه بعمق نحو الاشتراكية الرأسمالية ما بعد جائحة كورونا، حيث المواطن كناخب روسي، صار يعي جيداً بفضل استراتيجيات الكرملين ذات النكهة الفلادميريّة البوتينيّة، أنّ استراتيجية التوسع في القتال هي الحل الوحيد لحماية الأمن القومي الروسي، حيث من المعروف أنّ جغرافية روسيّا في جلّها سهول، فبنيت ونهضت الاستراتيجية الأمنية الروسية دائماً وأبداً على استراتيجية توسيع الدائرة حول المركز الرئيس للدولة الروسيّة، للتخلص من الأخطار والمهددات التي تهددها، ومن هنا نجد أنّ الروسي يحرص على عدم القتال على حدوده، ويعمل على نقل المعركة الى أبعد نقطة ومركز وعقدة جغرافية استراتيجية من الحدود المباشرة له.

في المسألة الأوكرانية، صار القتال على العتبة الروسيّة، فأستشرست الفدرالية الروسيّة في عمليتها الخاصة، المشروعة في الداخل الأوكراني وكذلك الحال في سورية والمنطقة، وتقف بكل قوتها في دعم الرؤية السياسية والعسكرية والاقتصادية والاستخباراتية للصين في بحر الصين الجنوبي، وخاصةً بعد قرار التحكيم الأخير المسيس الصادر عن المحكمة الدولية في لاهاي، ومضمونه ضد الصين وحقها في السيادة الوطنية على جزر بحر الصين الجنوبي، كما تدعم روسيّا المجالات الاقتصادية للهند في غرب أسيا عبر الكتلة الديمغرافية الهنديّة، حيث هناك أكثر من سبعة ملايين هندي يعملون في غرب أسيا، وتهتم الهند في استقرار تلك المنطقة، لذلك نرى اهتمامات هندية عميقة في المسألة السورية، كون دمشق مفتاح الاستقرار في غرب أسيا.

  ومن هنا نجد أنّ الهند تقوم بدور متزايد من القوّة لتحقيق الاستقرار غرب أسيا، لذلك وعبر زيارات مختلفة معلنة وغير معلنة من المؤسسات الهندية التشريعية والعسكرية والأمنية والدبلوماسية، وتقول المعلومات الجديدة: أنّ رئيس المخابرات الهندية وطاقمه في الفرع الخارجي قاموا، بزيارة سريّة الى الجمهورية العربية السورية والتقوا الرئيس الاسد وكوادر مجتمع المخابرات السوري الداخلي والخارجي، كل ذلك كسعي للهند في تنفيذ اتفاق زيادة تحسين مستوى المحادثات في المجال الأمني والعسكري والاقتصادي مع دمشق حيث سيكون للهند أدوار كبيرة في اعادة الأعمار في سورية بجانب الصين وروسيّا وايران(وقد تكون أدوار للقطاع الخاص التركي في اعادة الأعمار بعد استعادة العلاقات مع سوريا بمساعدة من ايران وروسيّا)بعد الخروج التركي الاحتلالي من الشمال السوري، واخراج آداتهم الإرهابية المسمّاة بدرع الفرات، حيث جلّها من جبهة النصرة الإرهابية وحركة نور الدين زنكي وأشرار الشام وبقايا الحر وجلّ الزومبيات الإرهابية التركية وغير التركية المعروفة للعامة وللسذّج قبل الخاصة والعارفين.

نعم لم تعد سورية معزولة وليس هناك صداقة في الجغرافيا السياسية وحتى لا عداوة فيها، ودائماً وأبداً لا أحد يعرف كيف تفكر دمشق، وروسيّا هي من تقوم بالأعمال العسكرية الشاقة في سورية وتحمل بذكاء المسؤولية السياسية، في حين أنّ الصينيين والهنود قد يستمتعون بالنتائج، فالصين والهند تملكان شيء لا تملكه موسكو يتمثل في مليارات الدولارات من الاستثمارات، وهما معا لهما القدرة على جذب كل من ايران وتركيا في اعادة اعمار سورية، ويجب على روسيّا التي تملك القوّة الصلبة أن لا تضع كل البيض في سلّة واحدة في سورية، فثمة مشاريع اقتصادية ذات منفعة متبادلة على طول خطوط العلاقات السورية الروسية.

ومرةً ثانيةً نقول ونشير الى أنّ: الصين تملك القوّة الناعمة(الاستثمارات ومعها الهند)وروسيّا لديها القوّة العسكرية والاستخباراتية الصلبة، وبالتالي جلّ المسألة والمعادلة أنّها مسألة ومعادلة تكامل شامل، وليست مسألة ومعادلة تنافس أو حتى صراع.  

وفي شبه الجزيرة الكورية، نجد أنّ بكين تحتاج الى موسكو لضبط سلوك كوريا الشمالية لجهة تجاربها النووية وبرنامج الصاروخ الباليستي، والأمريكان بحاجة الى الروس والصين أيضاً في هذه الموضوعة وكذلك اليابان، في حين نجد أنّ الصيني والروسي من جهة أخرى، يوظف ويستثمر في الكوري الشمالي في ملفات خلافاتهما الدولية مع اليانكي الأمريكي، ان في أوكرانيا، وان في سورية، وان في بحر الصين الجنوبي، وان في ايران، وان في العراق.

كما يوظف الروسي الملف الكوري ويساعده الصيني مع الياباني في جزر الكورال الروسية، وهنا جاء تعين الرئيس فلادمير بوتين، للسفير الروسي في اليابان والذي يتقن اللغة اليابانية، كمديراً للكرملين في سياقات الرؤية الروسية والتوظيفات للملف الكوري الشمالي مع اليابان ازاء جزر الكورال المتنازع عليها(هناك تم توطين الكثير من السكّان الروس فيها ضمن استراتيجية ملىء الفراغ الديمغرافي)، خاصةً مع وجود كوادر استخباراتية وسياسية روسية متعمقة بالثقافات، ان في اليابان، وان في كوريا الشمالية، وان في كوريا الجنوبية.

فالصين مؤخراً حذّرت كوريا الجنوبية من نشرها للدرع الصاروخي الأمريكي الثاد، ولمنظومات دفاع جوي أمريكية متطورة، ذات مدى يشمل الصين ومجالاتها الحيوية، وراداراتها في غاية التطور(منظومات ساب)، من شأنها أن تضر بالتوازن الاستراتيجي الإقليمي في شبه الجزيرة الكورية وفي جلّ أسيا وبالتالي في الاستقرار في شبه الجزيرة الكورية.

 انّ أي تفاقم للانتشار العسكري الصيني في سورية مرهوناً ومربوطاً بسرعة انتشار القوّات الأمريكية في بحر الصين الجنوبي واستفزازات حلفاء واشنطن في المنطقة تلك، من خلال هذه المسألة هناك معلومات تتموضع في التالي: ثمة اعدادات وخطط روسية وصينية مشتركة للبدء في مناورات عسكرية مشتركة صينيّة روسيّة في بحر الصين الجنوبي وقريباً، لترسل الرسائل المشفّرة وغير المشفّرة لليانكي الأمريكي في زمن تعثر مشروعات البلدربيرغ في أوكرانيا وسورية والمنطقة الشرق الأوسطية، بسبب الصمود السوري الأسطوري للجيش العربي السوري العقائدي ومؤسسات الدولة الوطنية السورية، وثبات الرئيس البشّار بشّار الأسد، وتماسك القطاع العام السوري بمساعدة حثيثة من الروس والإيرانيين وحزب الله والكثير من الحلفاء والأصدقاء.

وتجيء أهمية هذه المناورات المشتركة والمنتظرة في بحر الصين الجنوبي لاحقاً، بعد مناورات روسيّة سابقة لها في البحر الأسود، شارك فيها أكثر من 120 ألف جندي روسي وبالذخيرة الحيّة، وكان للمسألة الأوكرانية وقبلها السورية، الدور الكبير في جعل التقارب الصيني الروسي عميق ورأسي وعرضي، بحيث تم تظهير هذا التقارب، ان لجهة القرارات المشتركة باستخدام الفيتو في مجلس الأمن الدولي لصالح دمشق، وان لجهة الانخراط الروسي المباشر في الحرب السورية، يتبعها الآن ومنذ أشهر انخراطات تمهيدية وتحضيرات صينية عسكرية مباشرة صامتة وغير صامتة في الحدث السوري والحدث الأوكراني، وسوف تتفاقم لاحقاً، خاصة في ظل الاتهامات الامريكية لبكين انها هي وراء فايروس كورونا، وفي ظل انضمام كل من فرنسا وبريطانيا واسبانيا لواشنطن في توجيه هذه الاتهامات المفبركة، حيث أمريكا فشلت في التعامل مع جائحة كورونا داخلياً، وتبحث عن طرف خارجي لتحميله المسؤولية، تارةً منظمة الصحة العالمية وقطع التمويل عنها، وتارة الصين وتعمل على شيطنتها، خاصةً مع البدء المتدرج وبهدوء لفتح معركة الرقّة وشرق الفرات وتسخين معركة ادلب من جديد من قبل الجيش العربي السوري وحلفائه بإسناد جوي روسي فاعل وعميق وساحق ماحق، مع وصول الجيش السوري الى الحدود الادارية للرقّة، وقد كشفت عن ذلك في أكثر من تحليل ولقاء تلفزيوني سابق على هذا التحليل، مع دخولات صينية عسكرية لقوات النخبة في الجيش الاحمر الى الداخل السوري، بالتنسيق مع دمشق وموسكو وحزب الله وايران.

فالمناورات المشتركة في بحر الصين الجنوبي، من شأنها أن تعمل على تعزيز امكانيات الأساطيل الروسيّة والصينية، في مكافحة تهديدات مختلفة وأية حروب بالوكالة نحوهما – المواجهة الروسية الأطلسية حرب بالوكالة عبر كييف، فهل النموذج الأوكراني يتم تنفيذه عبر فيتنام والفلبين، واليابان وتايوان؟ كذلك تقود هذه المناورات، الى تحسين العمل المشترك بين البحّارة الروس والصينيين، وتوطيد التعاون العسكري المشترك بين البلدين.

فمياه بحر الصين الجنوبي وجزر باراسيل وسبراتلي والمياه المحيطة بهما تحتوي على احتياطيات من الموارد الطبيعية، ولم تخضع تلك المنطقة لاستكشافات مفصّلة، حيث تتنازع السيادة والحقوق مجموعة من الدول المطلة على بحر الصين الجنوبي كل من: الصين، الفلبين، بروناي، ماليزيا، فيتنام، وتايوان، وكما يعد بحر الصين الجنوبي طريقاً ملاحيّاً ويزخر بثروة سمكية هائلة تقتات عليها شعوب الدول المشاطئة له. انّ نواة الدولة الفدرالية الروسيّة ترى في سيطرة الصين على جزر بحر الصين الجنوبي، وخروجها من نفوذ السيطرة الأمريكية، هو في صميم مصالحها ومجالاتها الحيوية، ومصلحة روسيّا تكمن في تأسيس الصين للبنى التحتية العسكرية وغيرها، في بحر الصين الجنوبي(في جزر باراسيل وسبراتلي)من شأنه أن يحمي مصالح موسكو المتمثلة في مواجهة التمدد العسكري البحري لأمريكا، وسيردع المنظومات الصاروخية الأمريكية التي تهددها، وسيحد من حرية دوريات السفن البحرية الأمريكية وسيحول دون فرض هيمنتها في هذا الجزء من العالم.

التشاركية الصينية الروسية امتدت وعلى أرض الميدان الأوكراني بشكل مختلف ومستتر، وكذلك على أرض الميدان السوري وفي الفضاء الجوي السوري، الى إسناديات في الحروب السيبرانية(سلّة سايبر – حروب الكترونية)متكاملة تتموضع في المعلومات التالية: إنّ طائرات الاستطلاع الروسية “إيل-20″ و” تو214-ر” بجانب طائرات استطلاع صينية متقدمة، لا يمكن إلا أن تثير نواة البنتاغون الحربي الأمريكي، هذا وقد استخدمت الفدرالية الروسيّة والصين بعض هذه الطائرات في مجموعتها الجوية في سورية، وقد اعتبر البنتاغون ومجمع الصناعات الحربية الأمريكية ذلك بمثابة تهديد خطير بالنسبة للقيادة السبرانية الأمريكي، كل ذلك كان نتيجةً لسلّة الاستثمارات الضخمة التي أقرّها الرئيس الروسي فلادمير بوتين منذ سنوات، بجانب استثمارات عسكرية صينية حديثة تسند الروسي في مهمته الشاقة في سورية، بالتفاهم مع المجمّع الصناعي العسكري الروسي والصيني، حيث وظفتها موسكو في برنامج التحديث العسكري وأعطت نتائجها الملموسة الآن، وكذلك الحال بالنسبة للصين. 

إن مشكلة البنتاغون العسكري الأمريكي، لا بل مشكلة المخابرات والاستخبارات الأمريكية كلّها، تكمن بقلّة معلوماتهم ذات الأثر والأهمية عن الروس والصينيين أحياناً، كما تتموضع المشكلة في عدم الدقة في المعلومات أيضاً أحياناً كثيرة، بسبب المعلومات المسرّبة قصداً من مجتمع الاستخبارات الروسيّة والصينية عبر عملاء مزدوجين في شبكات عنكبوتية معقدة التركيب.

كما تنظر العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي وحلفائها الغربيين إلى القوات المسلّحة الروسية، ” كجيش لدولة تعاني من انحطاط طويل الأمد، ولكن الولايات المتحدة وأوروبا كلّها لا يمكنهما إلا أن تحسدان نتائج برنامج التحديث العسكري الروسي من تحديث وتطوير ترسانة الأسلحة التقليدية، وخاصة وسائل الاستطلاع الإلكترونية ونظم التشويش الإلكتروني وبمساعدة صينية، ومن بين هذه الوسائل والنظم يمكن ذكر طائرة الاستطلاع الروسية “إيل-20″ التي استخدمت في سورية والان في أوكرانيا، حيث هذه الطائرة مزودة برادارات مسح جانبي وأجهزة استشعار بصرية، وماسحات ضوئية بالأشعة تحت الحمراء ونظام اتصالات فضائية لتبادل البيانات والمعلومات، ومن الممكن استخدام هذه الطائرات في عمليات الاعتراض الإلكتروني ومسح وتسجيل اتصالات الخصم وهو ما يسمح بتحديد مكان تمركز قوات الخصم، وبجانب طائرة الاستطلاع الأخرى التي ظهرت داخل المجموعة الجوية الروسية في سوريا، فتسمى ” بالطائرة التي ترى كل شيء” والحديث هنا عن طائرة الاستطلاع المتكامل ” تو214-ر”، حيث تحمل هذه الطائرة نظم الاستطلاع الإلكترونيELINT   والتجسس الإشعاعي التقني:

  SIGINT التي يمكن بمساعدتها اعتراض والتقاط الإشارات من أجهزة الاتصالات المحمولة، ومن الطائرات والمركبات العسكرية، وهو ما يسمح بتحديد مكان الخصم وعدد أفراده وقوته ووسائل الاتصال التي يستخدمها أيضاً.

كل ذلك دفع قادة وكوادر القيادة السبرانية الأمريكية، إلى القول وبحزن وحسرة وحسد وحقد: إنّ طائرات الاستطلاع الروسية تشكل تهديداً لأمن الولايات المتحدة وهي تتطور بوتيرة سريعة لا يمكن متابعتها، وزاد الامر تعقيداً دخول طائرات استطلاع صينية متقدمة تعمل ضمن العباءة الروسية في سورية، وفي اطار الاندفاعة الاستراتيجية الروسية في الداخل السوري.

 العواصم الأمريكية والروسية والصينية وحلفائهم يتبنون مواقفاً متعارضة إزاء كافة الملفات الدولية والإقليمية الساخنة وغير الساخنة، وبالذات تلك المتعلقة بالشرق الأوسط وشبه القارة الهنديّة، والتوجهات الأمريكية الهادفة إلى عسكرة العالم ويجري ذلك عبر المسألة الأوكرانية، إضافة إلى بعض بنود التجارة العالمية، وقضايا حماية البيئة وحقوق الإنسان وأمن المعلومات واستخدامات هذه التقنيات، إن لجهة الأضرار بالآخرين سواءً على مستوى الدولة أو الأفراد أو الشخصيات الحكمية أو الاعتبارية(وهذا هدف أمريكا وحلفائها)، وان لجهة المساعدة والعمل الإيجابي لما يفيد الآخر سواءً كان دولة أو فرد أو شخصية اعتبارية أو حكمية(وهذا هدف موسكو والصين وحلفائهما).

بعبارة أخرى، الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من الدول الغربية(كمحور)، تسعى إلى استخدام الحرب الإلكترونية ونظام أمن المعلومات إلى التجسس الشامل على عمل الدول التي تشكل المحور الخصم الآخر والمتمثل في: روسيّا والصين وإيران وجلّ دول البريكس والحلفاء في المنطقة، والأضرار العميق بها عبر حروب السايبر المختلفة.

 وفي الوقت ذاته نجد أنّ موسكو وبكين وإيران وباقي دول البريكس تستخدم تقنيات السايبر وأمن المعلومات، من أجل مكافحة الإرهاب ومكافحة التجسس والتجسس المضاد، ومنع الجريمة المنظمة بمفهومها الواسع، ومكافحة الاتجار بالمخدرات، وجرائم غسيل الأموال… الخ، بعكس المحور الغربي الأمريكي الآخر الذي يعمل جاهداً على تعميق الحروب والإرهاب، وشيوع الجرائم على أنواعها، فقط من أجل الحفاظ على طريقة ورفاهية حياة الأمريكي والغربي، وتسخير الشرقي والآخر لخدمته ورعايته، بدون أي وازع إنساني أو أخلاقي. 

لا بل وتتحدث المعلومات، أنّ واشنطن وحلفائها يسعون إلى تعميم إنشاء مراكز أمن المعلومات في ساحات حلفائها من بعض العرب الذين يدورون في فلكها، إمّا عبر القطاع الخاص كاستثمارات أو عبر القطاع العام الحكومي كمنح متحولة إلى مراكز سايبر، كل ذلك عبر الشركات الغربية المتعددة الجنسيات واستغلال تداعيات العولمة، ليصار لوضع كافة الحلفاء والخصوم تحت المراقبة والتجسس، وهنا نلحظ دوراً اسرائيليّاً صهيونيّا جليّاً تماماً كالشمس في رابعة النهار في التشاركية الكاملة مع الأمريكان في منحنيات وكواليس حروب السايبر وأمن المعلومات.

تتحدث المعلومات، أنّ هناك استراتيجيات السايبر الاستخبارية، يجري تنفيذها بثبات وهدوء، عبر تعاون وثيق جاري على قدم وساق، بين أجهزة مخابراتية من مجتمع الاستخبارات الدولية وعلى رأسها الأمريكان من جهة، وأجهزة مخابراتية من مجتمع المخابرات الإقليمية وعلى رأسها المخابرات الإسرائيلية بينها أجهزة مخابراتية عربية من جهة أخرى، تستهدف المحور الخصم الآخر في العالم والساعي الى عالم متعدد الأقطاب وعلى رأسه الفدرالية الروسية والصين ودول البريكس، عبر استهداف أنظمة وشبكات الحاسوب، من خلال ضخ ملايين الفيروسات الرقمية، والتي من شأنها، تعطيل عمل أجهزة الحاسوب الخاصة، بالبرامج النووية السلميّة لهذه الدول الخصم، كما يتم استهداف أنظمة الطيران المدني والعسكري، من خلال تقنيات الوحدات الخاصة، بموجات الحرب الالكترونية، إن لجهة الطائرات المدنية، وان لجهة الطائرات العسكرية، كما يتم استهداف الأنظمة المحددة، بترسانات الصواريخ الإستراتيجية، مع استهدافات للعقول البشرية، واستهدافات للخبراء النوويين، والفنيين ذوي المهارات العالية، من علماء دول الخصم لأمريكا وحلفائها. 

وفي المعلومات الاستخباراتية أيضاً، تشهد منطقة الشرق الأوسط الآن، موجات من حرب الكترونية حسّاسة، وذات نطاقات شاسعة، حيث تم وضع إستراتيجية هذه الحرب الالكترونية، وأدوات نفاذها مع إطلاق فعالياتها، عبر تعاون وثيق بين المجمع الأمني الفدرالي الأمريكي، جهاز الأف بي أي، وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، جهاز المخابرات البريطاني الخارجي وبالتعاون مع جهاز المخابرات القطري وأجهزة مخابراتية عربية أخرى ومع جهاز الموساد الإسرائيلي، عبر إدارة ديفيد برياع مرياع.

فهناك قيادة مخابراتية خاصة، لإدارة عمليات الهواتف النقّالة، شاهدنا فعاليات ذلك في الحدث السياسي الليبي وما زالت، وصراعه مع ذاته، عبر عمليات تعبئة سلبية، وشحن خارجي، كما يتم إنفاذ ذلك الآن، على مجمل الحدث السياسي السوري والجدث الأوكراني الأن، مع استخدامات أخرى، لجهة فعاليات ميدان التحرير في مصر في وقته ولاحقاً.  

هذا وقد أشرفت المخابرات الأمريكية والإسرائيلية، وبعض المخابرات الأوروبية، وبعض المخابرات العربية كملحقات للأمريكي والغربي، وبالتعاون مع أجهزة مخابرات حلف الناتو، على فعاليات ومفاعيل، قيادة عمليات الهواتف النقّالة، خلال فترة الصراع الليبي – الليبي وما زالت، كذلك تشرف مخابرات قطر كجزء من قيادة السايبر الأمريكية في قاعدة العيديد القطرية، بالتعاون مع وحدة السايبر في الاستخبارات السعودية، وبنفس الأسلوب والنفس، لجهة ملف فعاليات الاحتجاجات السياسية السورية، حيث كان يتم تحريك، وحدات الحرب الالكترونية الخاصة، بالهواتف النقّالة، ضمن وحدات ومجاميع المعارضة الليبية المسلحة، ويصار الآن إلى إنفاذ نفس الأسلوب، ضمن مسارات الحدث السياسي السوري والأوكراني. 

وتشير المعلومات، أنّ نطاقات العمل الجيوبولتيكي، لقيادة عمليات الهواتف النقّالة، يشمل العديد من بلدان الشرق الأوسط الأخرى، بما فيها إيران، والأردن، ومصر، ولبنان، والجزائر، وموريتانيا، والمغرب، …الخ, حيث تمويل هذه الأجهزة وتوفير المظلّة المالية، يتم عن طرق قطر، وبعض دول الخليج الأخرى، في حين أنّ الأجهزة ومستلزماتها، توفرها العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي.

والأنكى من كل ذلك، أنّ إنفاذ تشغيل، قيادة عمليات الهواتف النقّالة، في موجات الحرب الالكترونية الجارية الآن، تم ربطها تقنيّاً، بالأقمار الصناعية الإسرائيلية التجسسيّة، كما سيصار إلى استهداف اتصالات حزب الله اللبناني، عبر مهام عمل قيادة عمليات الهواتف النقّالة، والتي تشرف عليها المخابرات القطرية، بالتساوق والتنسيق والتوثيق، مع مخابرات مثلث واشنطن لندن باريس، مع تقاطعات عملها، مع مخابرات حلف الناتو، والمخابرات التركية، وأجهزة مخابرات عربية أخرى، بالرغم من أنّ مشيخة قطر طلبت وبصورة غير معلنة من حزب الله اللبناني، التوسط في إطلاق المواطنين القطريين المختطفين في الداخل العراقي، والذي يعتقد انّ كتائب حزب الله العراقي هي من قامت بذلك. 

وفي خضم الاستهداف الأمريكي الأوروبي، لجل الساحات السياسية الشرق الأوسطية، إن لجهة الضعيف منها، وان لجهة القوي، منذ انطلاقات الربيع العربي، حيث الأخير ما زال يعاني، من مخاضات غير مكتملة، قامت الأجهزة الأمريكية المختلفة، بعمليات انتقاء لأكثر من عشرة آلاف ناشط سياسي، وإعلامي، وأمني، من مختلف دول الشرق الأوسط، وعلى رأسها الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وعملت على تدريبهم تدريباً نوعيّاً، على كيفية استخدام، جل الوسائط التكنولوجية، والمرتبطة بتقنية منظومات، الاتصالات المتطورة، حيث قيد النطاق الزمني، لهذه العملية الاستخباراتية السريّة، تمثل منذ بدايات شهر شباط، وحتّى نهاية شهر حزيران لعام 2011 م. وفي المعلومات أيضاً، أنّ هؤلاء الناشطين البشريين، قد تمّ انتقائهم، وفق عمليات اختيار معقدة، بالتعاون والتنسيق الوثيق، مع بعض القوى، والحركات السياسية، ذات الصلات الوثيقة، مع العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، والعاصمة الفرنسية، والبريطانية، والألمانية، والتركية، وينتمي هؤلاء الناشطون، إلى بعض بلدان الشرق الأوسط مثل:- إيران، لبنان، سوريا، تونس، الأردن، مصر، تركيا. 

هذا وأضافت المعلومات، أنّ جلسات التدريب إيّاها، قد تم تنفيذها وانجازها في بعض بلدان المنطقة الشرق الأوسطية، الحليفة لواشنطن، وخاصةً البلدان العربية منها، وكذلك قبرص وتركيا، والتي درجت على توفير المظلاّت، والملاذات الآمنة، لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، ووكالة المخابرات الفرنسية، ووكالة المخابرات البريطانية، وكذلك الألمانية، والكندية. 

وتفيد المعلومات المرصودة، بأنّه قد تمت عملية إعادة، هؤلاء الناشطون المدربون، إلى بلدانهم كساحات جغرافية لعملهم، وبهدوء وبدون ضجيج، حيث تمت عملية نشرهم وتوزيعهم، في المدن، والمحافظات، والألوية، بالتنسيق مع القوى، والحركات السياسية المحلية، التي ينتمون إليها، أو عبر ما تسمى بمؤسسات المجتمع المدني(بعضها لا في جلّها)والتي هي بمثابة نوافذ استخباراتية في الدواخل العربية، ومنها داخلنا الأردني المثقل بهمومه الاقتصادية والسياسية والأمنية والاجتماعية، حيث الهوية الأردنية ما زالت تتشكل وفي طور التشكيل ومنذ تأسيس الأمارة.

ومرةً أخرى، حول موجات الحروب الالكترونية، الجارية في المنطقة، عبر مفهوم الحماية والهجوم، في مجال ” السايبر”، بعد أن صارت الأخيرة، ساحة حرب إستراتيجية وفعّالة، حيث تتحدث المعلومات، أنّ مجتمع المخابرات الإسرائيلي، أوصى بتأسيس هيئة “السايبر” في الجيش العبري، من فترة ليست قصيرة، ووافق عليها معظم رؤساء الوزراء في الكيان الصهيوني، بعد أن صارت القوى المعادية، لهذا الكيان العبري، تستخدم الحروب الالكترونية، وفقاً للقاعدة والمعادلة التالية:- سايبر بدل طائرة، وفيروس بدل قنبلة.

 والحروب الالكترونية الجارية في المنطقة والعالم، هي تعبير حي وحيوي، عن ساحات الحروب المتطورة حالياً، وبصورة أكثر وضوحاً، تتم العمليات الهجومية، من خلال افتعال أخطاء مقصودة، في أنظمة الكمبيوترات المعادية، حيث يصار إلى استخدام قراصنة، الشبكة العنكبوتية، والذين يتمتعون بمهارات، تقنية حوسبية عالية، لشن هجمات كثيرة فيروسيّة، على تلك المواقع، وتعمل على تعطيلها، أو اختراقها وتدميرها، وخاصةً لجهة المواقع، المخابراتية السياسية الحسّاسة، مع استخدام أسلوب هجومي، عبر عمليات التجسس الحوسبي، من خلال الدخول إلى الشبكات واستخراج المعلومات.

 ففي حروب “السايبر”، هناك نطاقات عمل تتموضع في:- نطاق جمع المعلومات، نطاق الهجوم، نطاق الدفاع، وتمتاز هذه الحروب، بقدرات عمل سريعة قريبة من سرعة الضوء، مع قدرات عمل سريّة، واستخدامات لسلاح خارق يعتبر فتّاكاّ، مع مخاطر في غاية البساطة على الحياة البشرية. 

وهيئة “السايبر” القومية الإسرائيلية، تستهدف بالدرجة الأولى:- إيران، وباقي الدول العربية، والأوروبية، وحتّى الولايات المتحدة الأمريكية والصين، والفدرالية الروسية وتركيا، حتّى أنّها تستهدف، بعض مجتمعها العبري، المناهض لسياسات الحكومة… الخ. 

وللتدليل، على نطاقات عمل حروب ” السايبر”، فقد كشف تقرير مفصّل، أعدته شركة التأمين” سيمنتك” الإسرائيلية، حول ما حدث في إيران، قبل أكثر من عشرة سنوات خلت، حيث أن “الدودة” الفيروس، نسًقت لضرب محوّلات، تردّد محددة ومركّبة، على أجهزة الطرد المركزي، لتخصيب اليورانيوم.

والسؤال هنا: كم ستعمل هيئة السايبر الإسرائيلية الصهيونية على الأضرار بمشروع برنامجنا الأردني النووي السلمي الحالي لمنع الأردن من المضي قدماً في تنفيذه؟. وما هي استعدادات مجتمع مخابراتنا وميكانيزميات عمله الإلكترونية في موجات هذه الحروب؟ وهل هناك آليات تنسيق مع هيئة الطاقة النووية الأردنية من أجل حماية مشروع برنامجنا النووي وأجهزة التخصيب فيه، من هجمات وموجات الحروب الإلكترونية من جهة هيئة السايبر الصهيونية وحلفائها؟.

المذهبية الدبلوماسية العدوانية السوداء، الأمنية السياسية الأممية الأميركية الجديدة، ذات الأدوات الأنف ذكرها، ستوظف لخدمة الوسائل السياسية الشاملة، لوضع خارطة طريق متعرجة لعمليات، الاستقطاب وإعادة الاصطفاف السياسي في سورية، وفي المنطقة عامةً، كي يتم إعادة إنتاج مجتمع، تحالفات سياسية واسعة النطاق، لجهة المنطقة والداخل السوري ومحيطه، ضد المقاومات والممانعات، وضد كل من سوريا وإيران، وروسيّا والصين ودول البريكس.

واشنطن وعبر المذهبية الأنف شرحها، تقر أنّ في عمليات الاستهداف النشط ضد سورية، والتي ستكون متطابقة حتّى في الفواصل وعلامات الترقيم، مع ما يتم تسريبه من شبكات المخابرات الإسرائيلية، الموساد بزعامة ديفيد برياع، الشاباك، وحدة آمان، الشين بيت، لجهة ملفات: حزب الله، الملف السوري، الملف الإيراني، الملف التركي، وملفات الساحات السياسية الأردنية والفلسطينية والعربية الأخرى. 

من جانب آخر معلوماتي، لمخابرات إقليمية ودولية تفيد، أنّ إسرائيل نجحت حتّى الآن لجهة توظيف وتسخير، كل قدرات الدبلوماسية الأميركية والبريطانية والفرنسية لاستهداف سورية، مع دفع واشنطن للمشاركة الفعلية في, الترتيبات العسكرية الأميركية الجارية في منطقة الخليج وشواطئ إيران الجنوبية.

كما تذهب المعلومات، أنّه تم الاتفاق والتفاهم وضمن، محور واشنطن – تل أبيب ومن تحالف معه من دول المنطقة، على أن يتم ربط الرادارات الأميركية المنصوبة في مناطق الخليج بالرادارات العبرية، وثمة معلومات تتحدث عن قيام وفد عسكري أمريكي، مع خبراء من القيادة السيبرانية لواشنطن زار الرياض – والسعودية رفضت هذا المقترح الأمريكي الخدعة والفخ، وبقوة وعمق، والذي يهدف الى عرقلة عودة العلاقات السعودية الإيرانية، لما فيه مصلحة المنطقة، وبحث هذا الأمر مع المسؤولين العسكريين في دول الخليج، رغم الرفض الخليجي لذلك، الاّ أنّ واشنطن ضغطت باتجاه، ما تم التوافق عليه ضمن دوائر مؤسسات محور واشنطن –تل أبيب، كما تم الاتفاق والتفاهم على نشر غوّاصات نووية إسرائيلية، ضمن مسار الأساطيل البحرية العسكرية الأميركية، الفاعلة والناشطة قبالة شواطئ جنوب لبنان، وشواطئ إيران الجنوبية.

[email protected]          

هاتف –

منزل عمان : 5345541    

خلوي: 0795615721

* عنوان قناتي على اليوتيوب حيث البث أسبوعياً عبرها:

https://www.youtube.com/channel/UCq_0WD18Y5SH-HZywLfAy-A

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.