فلسطين … استشهاديات كتائب القسّام … دور عسكري أيضًا للمرأة الفلسطينية




الأردن العربي – السبت 25/3/2023 م …

برز دور المرأة الفلسطينية في كافة مراحل نضال الشعب وصراعه مع كيان الاحتلال. منذ اجتياحه لمناطق الداخل عام 1948 مرورًا بالانتفاضتين. فكانت شريكةً في المقاومة والثورات الأولى، وشريكة في المعاناة والصمّود وتحمّل جرائم الاحتلال وانتهاكاته. بالاضافة الى تأمينها لحاضنة شعبية مهمة للمقاومة.

تطوّر دور المرأة الفلسطينية مع تطوّر أساليب المقاومة، فشاركت في مختلف الفعاليات الاسنادية في العديد من القضايا. وأيضًا حضرت في الميدان الصحافي والإعلامي لرفع صوت المقاومة وتوثيق جرائم الاحتلال. الى جانب كونها أيضًا مدافعة عن هوية المسجد الأقصى برباطها فيه أيام المناسبات.

ومن نساء فلسطين من اخترن أيضًا الطريق العسكري وقدّمن أنفسهنّ استشهاديات. نذكر منهنّ الاستشهاديتين في صفوف حركة المقاومة الاسلامية حماس وجناحها العسكري كتائب القسّام.

ريم الرياشي

هي ابنة الـ 23 من العمر، وأوّل استشهادية في صفوف كتائب القسّام. من حيّ الزيتون في مدينة غزّة. متزوجة وأم لولدين الاوّل بعمر عامين ونصف، والثاني بعمر العام والنصف فقط عند شهادتها.

وفي تفاصيل العملية، تمكّنت الاستشهادية “الرياشي”، حوالي الساعة التاسعة والنصف من صباح يوم الرابع عشر من شهر كانون الثاني / يناير من العام 2004، من دخول معبر “بيت حانون” شمالي قطاع غزّة مضلّلة الاجراءات الأمنية للاحتلال لتفجّر الحزام الناسف المجهّز في جسدها وسط تجمّع الجنود، ما أدى الى مقتل 4 منهم وإصابة 10 آخرين. كانت هذه العملية مشتركة بين كتائب القسّام وبين كتائب شهداء الأقصى.

سلّم الاحتلال جزءًا من جثمانها لعائلتها فيما احتجز جزءًا آخر منه في مقابر الأرقام لغاية منتصف  العام 2012 قبل أن يسّلم الأشلاء الكاملة.

فاطمة النجار

هي أكبر النساء اللواتي نفذن عمليات، اذ استشهدت بعمر الـ  68 عامًا. و”النجّار” من مخيم جباليا شمالي قطاع غزّة، وهي متزوجة وأمّ لـ 9 أولاد. وقد شهدت على احتلال الأراضي الفلسطينية عام 1948، وشاركت في فعاليات انتفاضة الحجارة التي اندلعت عام 1987،  فساعدت المجاهدين وقدمت لهم الطعام والشراب ووفرت لهم المسكن، ولذلك هدم الاحتلال منزلها.

لم يثنِها ذلك عن متابعة طريق المقاومة، على إثر اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، اذ نشطت في فعالياتها، وشاركت في حملة “فدائيات الحصار” التي قادتها نساء شمال غزة ضمن إطار  عملية فك الحصار عن المجاهدين في مسجد النصر في بيت حانون، والتي تعرف بـ “مسيرة الحرائر إلى بيت حانون”.

تقدّمت عام 2004 بطلب الى قيادة كتائب القسّام لتنفيذ عملية استشهادية، فعملت “القسّام” على تجهيزها. وفي الثالث والعشرين من شهر تشرين الثاني / نوفمبر من العام 2006، اقتحمت قوات الاحتلال أحد المنازل شرق جباليا تحت رصد كتائب القسّام التي رأت في هذا الاقتحام هدفًا وفرصة لتنفيذ العملية.

خرجت الاستشهادية “النجّار” نحو ذاك المنزل، وطرق الباب ليتجمّع الجنود عنده، عندئذٍ أقدمت على تفجير جسدها المجهّز بالمواد المتفجّرة موقعة 4 إصابات في صفوف الجنود حسب ما اعترف الاحتلال. وقد أعلن الناطق باسم كتائب القسام “أبو عبيدة”، مسؤولية الكتائب عن العملية التي أكد أنها تأتي في إطار معركة “وفاء الأحرار”.

دور المرأة في فكر كتائب القسّام

أوضح “أبو عبيدة” حول دور المرأة الفلسطينية أنه “من الناحية العملية والفعلية فإننا نعطي الأولوية للرجال وللشباب منهم خاصة في مواجهة العدو وأقصد هنا العمليات العسكرية والقتالية المباشرة، مع عدم إغفالنا للدور العظيم للمرأة الفلسطينية والمسلمة في تربية الأجيال ومقاومة المخططات النفسية والغزو الفكري الذي يشنه أعداؤنا على أمتنا، وذلك من خلال تربية الجيل الصاعد من أبناء شعبنا على ثقافة العزة والانتماء والمقاومة والجهاد، إضافة إلى أننا لا نمانع في الاستعانة بالنساء المجاهدات عند الضرورة أوقات المواجهة المفتوحة مع العدو، ونحن لم نعجز يوماً أن نجد العشرات بل المئات من النساء اللواتي يطالبن بالمشاركة ويبدين الاستعداد التام والإصرار على تنفيذ العمليات العسكرية والجهادية عند طلب ذلك منهن”.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.