النشرة الاقتصادية / الطاهر المُعِز
الطاهر المُعِز ( تونس ) الأحد 14/8/2016 م …
بدأ إعداد هذا العدد في ذكرى اعتداء الولايات المتحدة على الشعب الياباني بالسلاح النَّوَوِي (من 6 إلى 9 آب/أغسطس 1945) وتبقى أمريكا الدّوْلَة الوَحيدة التي استخْدَمت السِّلاح النَّوَوِي علنًا وبشكل مُوَسَّعٍ ضد المَدَنِيِّين خلال فترة الحرب (وليست إيران أو روسيا) وخَصَّصْنا في هذا العدد (وليست المَرَّة الأُولى) مُلْحَقًا أو فقرة مُطَوَّلة للإنتخابات الأمريكية، واستشراف المُسْتَقْبِل من خلال أقوال (وأفْعَال) المُرشَّحِين وأحزابهم والمُقَرَّبِين منهم، وتناولنا في هذا العدد الميزانيات والبرامج العسكرية، مع العلم ان جميع برامج الإمبريالية الأمريكية عُدْوانية دائِمًا وبدون استثناء، كما خصَّصْنا فقرة لِقَارَّة افريقيا وموقعها في استراتيجية القوى العُظْمَى (وليست المرة الأولى أيضًا) وفقرة مُطَوَّلَة أيضًا عن الحبشة (اثيوبيا)، هذه البلاد ذات الحضارة العريقة والواقعة على مشارف الجزيرة العربية وتؤوي مقر الإتحاد الافريقي منذ تأسيسه، وذلك بمناسبة الحديث عن حملة قمع شرسة ضد “قومِيَّتَيْن” من أكبر الإثنِّيّات التي تُشَكِّل فسيفساء شعوب البلاد… نحاول في مُخْتَلَفِ أعداد هذه النشرة الإهتمام بمسائل تَتَعَلَّقُ مباشرة بحياتنا اليومية، فأَفْرَدْنا في هذا العدد فقرة للغذاء، إذ تُقَدِّرُ منظمة الأغذية العالمية انخفاض إنتاج الأرز (غذاء نصف سكان العالم) والقمح وبعض الحبوب الأخرى في بعض البلدان (فرنسا والمغرب وبعض بلدان افريقيا وآسيا…) ما يُنْذِرُ بغلاء أسعار الغذاء، وإن كانت الأسعار مُرتَفِعَة سواء ارتفعت المحاصيل أو انخفضت، وفقرة أخرى للطاقة ومحاولة تفكيك آليات السوق، واخترنا هاتين المادَّتَيْن لأنهما يدخلان ضمن المواد التي ألغت بعض الحكومات (أو خَفَضَتْ) دعمها، منها مصر والمغرب وتونس وغيرها
الأمن الغذائي العالمي:
كانت الهند قد حَظَرَتْ تَصْدِيرَ إِنْتَاجِها من الأرز سنة 2008 بعد انخفاض الإنتاج الآسيوي، بسبب ظاهرة النينيو فارتفعت الأسعار كثيرًا (حوالي ألف دولار لطن الأرز)، ولحِقَتْها أسعار الحُبُوبِ الأخرى مثل القمح وفول الصُّويَا، ما أدّى إلى حدوث مظاهرات واحتجاجات شَعْبِيَّة في عدد من بلدان العالم ، ويُتَوَقَّعُ أن ينخفض الإنتاج العالمي للأرز هذا العام (2016) للمرة الأولى منذ 2010 بسبب نقص الأمطار المرتبط بظاهرة النينيو المناخية، ويُعْتَبَرُ الأرز الغذاء الأساسي لنصف سكان العالم، وسترتفع الأسعار بسبب انخفاض المحاصيل في الهند أكبر مصدر للأرز (رغم المحاصيل القياسية سنة 2015) بينما تواجه تايلاند وفيتنام ثاني وثالث أكبر مورد له موجة جفاف للعام الثاني، وتساهم الدول الثلاث بأكثر من 60% من تجارة الأرز العالمية الذي يقارب حجمها 43 مليون طن سنويًّا، وستنخفض مخزونات الأرز في أكبر ثلاث دول مصدرة له بنحو الثلث في نهاية 2016 لتصل إلى 19 مليون طن وهو أكبر انخفاض سنوي منذ 2003، بحسب توقُّعات وزارة الزراعة الأمريكية، ما أدّى إلى ارتفاع سعر طن الأرز بنسبة 13% مقارنة بأدنى مستوى له في ثماني سنوات، ويتوقع التجار زيادات جديدة في أسعار الأرز، بسبب توقعات انخفاض الإنتاج العالمي من 479 سنة 2015 إلى نحو 473 مليون طن سنة 2016 وهو أول انخفاض في ست سنوات، لكن انخفاض إنتاج عديد المُنْتِجِين الصغار سيؤثّر في الأسعار وتسْوِيق وتوزيع الإنتاج، ويُتَوقع أن يقل إنتاج الصين سنة 2016 عن حجم الاستهلاك للعام الثالث على التوالي، والصين أكبر مستورد للأرز في العالم بنحو خمسة ملايين طن سنويا ومن المتوقع أن تستمر على هذه الوتيرة… عن “مجلس الحبوب العالمي” – رويترز 07/08/16 … يُعاني أكثر من خمسين مليون شخص من 17 بلد وضعًا غذائيًّا خطيرًا بسبب استمرار النزاعات والحروب، وفق الأمم المتحدة
ضحايا الحروب والبُؤْس:
وصل إلى سواحل أوروبا (اليونان وإيطاليا واسبانيا، بحسب الترتيب) عبر البحر الأبيض المُتَوَسِّط نحو 257 ألف مهاجر منذ بداية 2016 (1,117 مليون طيلة سنة 2015)، بينما توفي 3120 شخص في البحر، ويُقَدَّرُ متوسط عدد النازحين عبر العالم بنحو 51 ألف شخص يومِيًّا و40% منهم في الوطن العربي، خاصة سوريا والعراق، بحسب الأمم المتحدة، وكنَّا أَشَرْنا في عددٍ سابق من هذه “النشرة الإقتصادية” إلى ارتفاع عدد النازحين والمُهَجَّرِين في العالم إلى 65 مليون نازح (لا تَشْمَلُ اللاجئين الفلسطينيين) ونزح معظمهم إلى بلدان الجوار، وقُدِّرَ عدد النازحين داخل العراق بأكثر من أربعة ملايين، وارتفع عددهم بعد احتلال تنظيم “داعش” مناطق عديدة شمال العراق في حزيران/يونيو 2014، وقُدِّرَ عدد اللاجئين السُّوريين في تركيا بنحو 2,7 مليون لكن الجُزْءَ اليَسِير منهم يعيشون في المُخَيَّمات التي أعدها نظام الإسلام السياسي والحلف الأطلسي قبل بداية الحرب، وأظهر تقرير للأمم المتحدة، أن 24 شخصا في المتوسط ينزحون ويتركون منازلهم في كل دقيقة حول العالم، وهو رقم يفوق الأرقام المسجلة سنة 2005 بأربعة أضعاف (6 أشخاص في الدقيقة)… بلغ عدد سكان العالم 7,4 مليار نسمة، وهناك شخص واحد من كل 113 إما يطلب اللجوء أو مشرد داخليا أو لاجيء عن “منظمة الهجرة الدولية” + المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة (UNHCR)01/08/16
جرائم بدون مُلاَحَقَة أو عقاب:
يصعُبُ إحصاء عدد ضحايا الحروب الأمريكية (والإمبريالية بشكل عام) لأن القُوى المُعْتَدِية الأمريكية أو الأطلسية تُحْصِي عدد جنودها القتْلى وتُهْمِلُ عَمْدًا عدد من تقْتُلُهم في بلدانهم وفي منازلهم ومزارعهم وفي السّاحات والمصانع، وقتلت هذه الجُيُوش الغازية والمُعْتَدِيَة (أمريكا والحلف الأطلسي) ما لا يقل عن 1,3 مليون مواطن مَدَنِي خلال عقدٍ واحد (2001 – 2011) منهم 220 ألف في أفغانستان و80 ألف في باكستان وأكثر من مليون في العراق، باسم “مُكافحة الإرهاب” و”تحرير الشُّعُوب من حكم الدكتاتورية”، واعتادت الولايات المتحدة على ارتكاب مثل هذه الجرائم منذ إلقاء القنابل الذرية على سكان اليابان (آب/أغسطس 1945) ثم قَتْلِ ما لا يقل عن مليوني مَدَنِي غير مُسَلَّح خلال عدوانها على فيتنام وتجريف الأراضي الزراعية ورشِّها بالمُبيدات السَّامَّة وحرق المنازل، وقَدَّرَت مجلَّة “ذا لانست” الطبية البريطانية عدد القتلى في العراق نتيجة الإحتلال الأمريكي ب655 ألف خلال ثلاث سنوات فقط، بين 2003 و 2006 وحوالي 200 ألف خلال عدوان 1991 ضد الشعب العراقي ثم تسبَّبَ الحظر والعُقُوبات ضد البلاد في وفاة نحو 1,7 مليون عراقي، أو ما يقارب ثلاثة ملايين ضحية في العراق منذ 1991 ولا زالت الولايات المتحدة تُنَفِّذ الإغتيالات “خارج إطار القانون والقضاء” بواسطة الطائرات الآلية (درونز) خارج أراضيها وضد المدنيين في اليمن والعراق (3200 غارة من آب/أغسطس 2014 إلى نهاية آذار/مارس 2015) وباكستان وفي افريقيا، وكثَّفَت المخابرات الأمريكية من هذه الإغتيالات خلال حكم باراك أوباما الحائز على جائزة نوبل للسلام… (صدرت هذه الأرقام قبل حوالي سنة ونصف) عن أ.ف.ب + الجمعية الطبية الدولية للوقاية من الحروب – نيسان/ابريل 2015
مصر:
ارتفع عجز ميزان المدفوعات إلى 24 مليار دولار، وانخفض سعر العملة إلى 12 جنيها مقابل الدولار الواحد، فيما ارتفعت قيمة القروض الخارجية إلى 29 مليار دولارا منذ 2011 وهي قروض مَشْرُوطَة (رغم نفي السُّلُطَات) بخصخصة ما تبقى من شركات ومَصَارِف القطاع العام وستطْرَحها الحكومة خلال الفترة المُقْبِلَة في البورصة على أمل تَحْصِيل ثمانية مليارات جنيه سنويًّا (الحد الأقصى)، وبإقرار ضريبة القيمة المضافة، وتتوقع الحكومة تَحْصِيل 25 مليار جنيه منها، وهي ضريبة غير عادلة تُسَاوي بين الأثرياء والفُقَراء، وبدأت الحكومات المُتعاقبة منذ سنوات خفض دعم أسعار المواد الأساسية، ولكن الحكومة وعلى رأسها عبد الفتّاح السِّسي تراوغ المواطنين، من ذلك أن صرح رئيس الدولة انه طلب من الحكومة “توفير الأدوية والسلع الغذائية الأساسية بأسعار مناسبة للمواطنين، وتعزيز شبكة الحماية الاجتماعية وحماية محدودي الدخل والفئات الأولى بالرعاية…”، في تناقض تام مع ما وافقت عليه الحكومة من شروط صندوق النقد الدولي، وكذلك شَقِيقُهُ البنك العالمي الذي سيُشْرِفُ على خصخصة 1,5 مليون فدان من الأراضي الزراعية وإنجاز مشاريع بنية تحتية في المُحافظات الفقيرة بقروض من لبنك العالمي نفسه بقيمة نصف مليار دولار… من جهة أخرى تتضارب تصريحات الرئيس ووزَرائِهِ مع أفْعالِهم، إذ واصَلَت الحكومة ما بدأتْهُ حكومة الإخوان المُسْلِمين من مفاوضات مع رموز الفساد وأبرمت صفقة “مُصَالَحة” (وهو ما حصل أيضًا في تونس مع الفاسدين وكبار اللصوص) مع رجل الأعمال الهارب “حسين سالم” (الذي يحمل الجنسية الاسبانية أيضًا) أحد أكبر رموز الفساد في مصر والمُقَرَّب من حُسْني مبارك، ونَهَبَ أكثر من مليار دولار من المال العام، وسجّلها باسمه واسم أبنائِهِ، واعتبر بعض الخُبَراء المصْرِيِّين “إن التصالح مع الفاسدين بمثابة تقنين للفساد والإختلاس”، خصوصًا بعد إقرار قانون “منع الطعن على العقود الحكومية” التي يستَفِيدُ منها عادَةً المُقَرَّبون… أ.ش.أ 05/08/16
السودان:
هطلت في ولاية الخرطوم أمطار غزيرة أدت الى انهيار العديد من المنازل وإلى شلل حركة المرور واختفت وسائل النقل العام وتجمع المئات من المواطنين في محطّات النقل، واغتنام بعض الإنتهازيين الفرصة لنقل المواطنين من وإلى الضَّواحي بشكل غير قانوني مع رفع من تعريفة المواصلات، وأكَّدَت هذه الأمطار سوء حال شبكة تصريف المياه وانسداد المجاري وانعدام وسائل سحب المياه المتراكمة في الطّرقات والسّاحات والمدارس والمستشفيات ومطار الخرطوم والوزارات والمباني الحكومية، فيما انتشر الذباب والبعوض، وارتفَعَ منسوب نهر النّيل بسبب غزارة المياه، ما يهَدِّدُ بفيضانه صحيفة “الصيحة” (موالية للحكومة) 07/08/16
فلسطين، حرب اقتصادية:
تُحَدِّدُ منظمة الصِّحَّة العالمية الحد الأدنى من المياه الذي يحتاجه الإنسان بنحو 100 لتر يوميًّا للفرد، ولكن سُلُطات الإحتلال الصهيوني تستحوذ على مياه الضفة الغربية المحتلة سنة 1967 وإعادة توزيعها ليصِلَ نصيب الفرد المُسْتوطِن القادم من وراء البحار إلى 240 لتر يوميا في حين لا يحصل الفلسطيني، مُزارعًا كان أو عاملاً أو عاطلاً، سوى على معدِّل 73 لتر يوميًّا، ولا تتجاوز 20 لترًا يوميًّا في بعض المناطق التي يُريد الإحتلال الإستحواذ عليها بِسُرْعة، كما تستحوذ دولة الإحتلال على أراضي الفلسطينيين باستمرار وتحتجز حيواناتهم ويقتلع المُسْتَوْطِنُون المُدَجَّجُون بالسلاح ويحرِقُون الأشجار والنبات، برعاية ودعم من جيش الإحتلال، لإجبار الفلسطينيين على مغادرة أراضيهم ووَطَنِهِم والإلتحاق بصُفُوفِ اللاجئين (نحو 5,5 مليون فلسطيني)… من جهة أخرى تُصَادِرُ سُلُطات الإحتلال أراضِي الفلسطينيين لإنشاء طرقات خاصة بالمُسْتَوْطِنِين، للربط بين المُسْتوطنات، ولإنشاء ثكنات عسكرية ومراكز تدريب عسكري (إطلاق نار ورِمَايَة…)، ونشر الجيش الصهيوني مؤخّرًا في الصحف الفلسطينية (باللغة العربية) إعلانًا بشأن بيع 40 حمار صادرها من المُزارعين الذين لم يُسَدِّدُوا غرامة قدرها 2000 شيكل (حوالي 300 دولارا) عن كل حِمار مُحْتَجَز، لأنه واصَلَ تعود الذهاب إلى أرض أصحابه بعد مُصَادَرَتِها، أو لأن الحمير تَرْعى دون رقيب، وهذا الإعلان عن بيع مجموعة كبيرة من الأحمِرَة المُصَادَرَة هو الثالث خلال نحو 20 شهر، ودأب الجيش الصهيوني على هدم منازل الفلسطينيين ومصادرة الآبار ومصادر المياه الآلات الفلاحية والأراضي والحيوانات (80 بقرة مؤخَّرًا، خلال عملية هدم في منطقة غور الأردن الخِصْبَة والتي تُمَثِّلُ نحو ثلث مساحة الضفة الغربية المُحْتَلَّة)… حَوَّلَ جيش الإحتلال 18% من أراضي الضفّة الغربية المُحْتَلّة إلى مناطق عسكرية مُغْلَقَة، لتدريب المُسْتَعْمِرِين على قَتْلِ المُسْتَعْمَرِين، بحسب بيانات الأمم المتحدة، لِقَطْع سُبُلِ الحياة وإجبار الفلسطينِيِّين على مغادرة وطنهم… عن بيانات الإتحاد الأوروبي والأمم المتحدة – أ.ف.ب (بتصرّف) 03/08/16 يُمارس الإستعمار الإستيطاني الصهيوني سياسة “التَّطْهِير العِرْقِي”الذي يتراوح من قتل السكان الأصليين وتهجيرهم خارج وَطَنِهِمْ بالقوة والاستيلاء على الأرض، وهدم المنازل… وأظهرت تقارير أطْراف صهيونية “مُعْتَدِلَة” (إن كان بين المُسْتَوْطِنِين “مُعْتَدِلُون”) أن الكيان الصهيوني هدم في الفترة ما بين 2006- 2016 نحو 1113 منزلاً، كان يسكنها 5200 مواطن، كما عمد الإحتلال إلى توسيع المستوطنات القديمة، وبناء أخرى جديدة، في حين ترفض السلطات الترخيص للفلسطينيين (في الأراضي المحتلة سنة 1948 أو في المُحْتَلِّ سنة 1967) لإصلاح أو بناء المَسْكِن ومن أصل أَلْفَيْ طلب وافقت حكومة الإحتلال على 44 تصريح بناء أي 22 في الألْف (2,2% )، إضافة إلى هدم منازل أُسَر المُقَاوِمين وهي “عقوبة جماعية” تُحَرِّمُها القوانين الدَّوْلِية، بل يُمْكن (لو أرادت البلدان العربية وغير العربية) اعتبارها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، واستولى الكيان الصهيوني على نحو 70% في منطقة (سي) التي تُشَكِّلُ أكثر من 60% من مجمل أراضي الضفة الغربية المحتلة… هدمت سلطات الاحتلال منذ بداية سنة 2016 نحو 91 مبنى، قام الاتحاد الأوروبي ببنائها أو تمويل بنائها، ومع ذلك منح الإتحاد الأوروبي امتيازات جديدة لدولة الإحتلال عن صحيفة “الخليج” 05/08/16
في جبهة الأعداء:
المُجْتَمَع الصُّهيوني هو مُجْتَمَعُ مُسْتَوْطِنين يستفيد جميعهم من احتلال فلسطين، ولذلك لا يوجد تَقَدُّمِيُّون أو “يَسَار” في مُجتمع المستوطنين (أمّا الشَّاذ فيُفُحْفَظُ ولا يُقاسُ عَلَيْهِ) فالصراع محصور بين اليمين المتطرف واليمين الأكثر تطرفا بغض النظر عن الأسماء التي تُطْلِقُها على نفسها المجموعات الحزبية… من جهة أخرى يُعْتَبَرُ الإستعمار الإستيطاني الصهيوني لفلسطين أَرْخَصَ احتلال في تاريخ الإستعمار، بفعل مُصَادرة ممتلكات وأموال وأراضي وحيوانات ومنازل الفلسطينيين منذ حرب 1947-1949 وطَرْد الفلسطينيين واستيراد مُسْتَوْطِنين من ذوي المُؤَهَّلات من مجتمعات أوروبية، إضافة إلى الأموال التي تضُخُّها “ألمانيا” منذ أكثر من 65 سنة (بمعدل 3,1 مليار يورو سنويا) بعنوان “تعويض” عن المجازر التي ارتكبها النظام النازي في ألمانيا ضد مواطنين من ألمانيا ومن أوروبا، وبيع ألمانيا أسلحة متطورة للعدو الصهيوني بأسعار مُدَعَّمَة من ضرائب سُكّان البلاد، والأموال التي تضخُّها الولايات المتحدة بمعدل 3,5 مليار دولارا سنويا بعنوان مُساعدات مجانية ونحو 3,5 مليار دولارا بعنوان تَبَرّعات تجمعها المنظمات الصهيونية في الولايات المتحدة وتُرْسِلُها لمساعدة الكيان الصهيوني على مزيد من العدوان واحتلال الأراضي العربية، إضافة إلى تأمين الإمبريالية الأمريكية (ومعها الأوروبية) السلاح والعتاد والسند الإعلامي لدولة الإحتلال، وتتكفل أوروبا منذ اتفاقيات “أوسلو” بتمويل سلطة أوسلو التي لا سُلْطَة لها بل ينحصر دورها في القيام بمهام أَمْنِيَّة لصالح مُجْتَمَع المُسْتَوْطِنِين والسَّهَر على أَمْنِ المُسْتَوْطَنات، وتخليص الإحتلال من واجباته (كقوة مُحْتَلَّة) في تأمين الحد الأدنى من الخدمات… رغم كل هذه “المَزايا” و”الحوافز”، يَشْتكي كل من رئيس “اتحاد الصناعيين” ورئيس “اتحاد المزارعين” ورئيس “اتحاد المصارف” وعدد من كبار المسؤولين الاقتصاديين (من منطلقات أكثر يمينية من حكومة نتن ياهو الحاليَّة) من “ضعف أداءِ الإقتصاد” الصُّهْيُوني، ويتخوفون من نتائج ذلك على “المستقبل الاقتصادي والاجتماعي” لدولة الإحتلال، وينطلق هؤلاء المستوطِنون من بيانات تُشِيرُ إلى ارتفاع هجرة الأكاديميين بنسبة 12% سنويًّا منذ 2012، وهجرة مجمل أصحاب الكفاءات بنسبة 4% سنويًّا، ويعيش حاليا في الخارج ثلث من نالوا شهادة الدكتوراه في فلسطين المحتلة، وحوالي 25% من الحاصلين على الدكتوراه في مجال الرياضِيّات و18,3% من الحاصلين على دكتوراه في علم الحواسِيب و 17,5% في علم البيولوجيا ونفس النسبة لعلوم الهندسة الجَوِّيَّة، رغم خطَّةِ الحكومة الصهيونية سنة 2010 للحد من هجرة الأدمغة، وارتفع عدد الشباب المُتَعَلِّم الذي يهاجر إلى أوروبا (ألمانيا بشكل خاص) وارتفع عدد المهاجرين الروس الذين يعودون إلى روسيا، رغم الوضع الإقتصادي السيء حاليا في روسيا بحسب صحيفة “ذي ماركر” (الملحق الإقتصادي ل”هآرتس”)، وتتقاطع هذه البيانات مع بيانات حكومية رسمية بشأن انخفاض صادرات الإحتلال بنسبة 13% منذ سنة 2014 وارتفعت ديون 30% من الأُسَر إلى معدل 25 ألف دولار (ديون استهلاكية وليست استثمارات)، وانتقل عدد من النشاطات التجارية إلى خارج فلسطين بسبب تَدَنّي الدخل الحقيقي للأُسَر، وحالة الركود غير المعلنة (رغم كل المُسَاعَدات والمنافع الخارجية)… كيف سيكون وضع المُسْتَوْطِنِين في هذا الكيان المُصْطَنَع لو توسَّعَتْ رُقْعَةُ مُقاومة الإحتلال؟ عن “هآرتس” 02/08/16+ السّفير 04/08/16
سوريا:
أعلن الرئيس الأمريكي إنه “لا يثق بنظيره الروسي لحل الازمة السورية”، فيما اتهم الرئيس الروسي الولايات المتحدة ب”استخدام المجموعات الإرهابية لتحقيق مصالح جيوسياسية، وتقسيم الإرهابيين إلى سيئين وجيدين”، وأعلن رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني “إن هناك مشروعاً مشتركاً بين (الكيان الصهيوني) والولايات المتحدة وبعض حلفائهم في المنطقة من أجل فتح جبهات جديدة في الجنوب السوري… وهناك معسكرات في الأردن لتدريب الإرهابيين وتسليحهم بإشراف أميركي، تمهيدًا لخوض معارك في جنوب سوريا”… أظْهَرَت الأحداث ان روسيا لا تُدافع سوى على مصالحها (وهذا طَبيعي) وتُقَدِّمُ مصالحها على مصالح النظام أو الدّولة في سوريا، وبعد دعم الفصائل الكُرْدِية التي لا هَمَّ لها سوى تقسيم سوريا (وتحظى بالدعم الأمريكي أيضًا)، تفاوض موسكو مجموعات إرهابية أيضًا وتَمنحُها تصنيف “الإعتدال” في حال اتفقت معها، من ذلك إعلان أحد زعماء الفصائل الإرهابية (لواء المُعْتَصِم) أنّ الحكومة الرّوسيّة تجري مع فصيله الإرهابي المُسَلَّح مباحثات بشكلٍ سرّيّ عبر الحكومة التّركيّة، لتسليمه كمّيّةً غير محدودة من الأسلحة والدّعم الجوي، من أجل قتال داعش وفتح الشّام (جبهة النّصرة سابقاً)… انظم “لّواء المعتصم” الإرهابي منذ بداية 2015 إلى التحالفات التي تُدَرِّبُها وتُسَلِّحُها الولايات المتحدة للقتال مع جيشها في شمال سوريا، “مقابل مبلغ 500 دولار لكل مُقاتل إرهابي ودعم لدوي القتلى والجرحى للجرحى، لكن الجيش الأمريكي لم يُسَدِّدْ سوى 250 دولاراً للنّصف الأوّل من العام الماضي، مع وَعْدٍ بزيادة قدرها 250 دولار أخرى بعد مرور ستّة أشهر، ولم يُنْجِز الجيش الأمريكي وُعُودَهُ، ولم يدْعَم عائلات القتلى والجرحى”، لذلك بحث زعماء الإرهابيين عن راعي آخر يَدْفَعُ لهم وقد يتعاقدوا مع روسيا رغم قِلَّة إمكانياتها… عن موقع “ديلي بيست” الأمريكي – السفير 06/08/16
اليمن، إنجازات سعودية:
أقدمت مجموعة إرهابية على تفجير مسجد تاريخي يعود بناؤه إلى القرن السادس عشر ويضم مقاما لأحد الأئمة الصوفيين في محافظة “تَعز”، وأدَّت الحرب العُدْوانية الخليجية (نيابة عن أمريكا) إلى تدمير ما لا يقل عن 72 موقع أثري في مختلف محافظات البلاد، وأعلن رئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف اليمنية إن البلاد تحتاج مبدئيا لأكثر من مليار دولار لإعادة ترميم وتأهيل المعالم الأثرية والتراثية (منها سد “مأرب” الذي تَكَرَّرَ قَصْفُهُ خمس مرات) التي دمرتها الغارات الجوية التي يشنها تحالف تقوده السعودية منذ آذار/مارس 2015 فيما يقوم وكلاء السعودية على الأرض (داعش والقاعدة) بالإجهاز على ما لم تَطُلْهُ الغارات الجَوِّيَّة، مثل المزارات الدّينية و”قلعة القاهرة” بمدينة “تعز” الخ، ويتطلب ترميم هذه الآثار والمَعَالم التاريخية ما بين ثلاث إلى خمس سنوات، لو توفَّرَت المبالغ الكافية لترميمها عن وكالة “سبوتنيك” 05/08/16
العراق:
أعلن رئيس اتحاد الفَلاَّحِين العراقيين (28/07/2016) أن مستحقات الفلاحين لدى الحكومة، من بيع الحنطة والشعير بلغت 3 تريليونات دينار عن الموسِمَيْن الأخيرين، وتظاهر أعضاء اتحاد الجمعيات الفلاحية في 13 محافظة، في الساحات العامة وأمام مباني المحافظات، مطالبين بالحصول مستحقاتهم المالية من الحنطة والشعير والأرز، كما طالبوا بحماية المنتج المحلي ودعم القطاع الزراعي لِيَتَمَكَّن من الإستمرار وتوفير الغذاء للمواطنين من الإنتاج المَحَلِّي، وبتشكيل لجنة عليا للتحقيق بشأن فساد بعض مسؤولي الحكومة عن القطاع الفلاحي ما أدّى إلى ارتفاع ديون والتزامات الفلاَّحِين المَالِيّة، وتراجع انتاج البلاد من الحنطة بحوالى 1,5 مليون طن وانتشار ظاهرة عزوف الفلاحين عن زراعة الحنطة… عن “الأخبار” 03/08/16… يعاني سكان مُحافظة “البصرة” -التي تضم أكبر الحقول النفطية ورئة البلاد الاقتصادية- من نسبة مرتفعة للبطالة ونقص الخدمات، ويُعَانُون من انبعاثات الغازات والتلوث، وتظاهر الأهالي للمطالبة بتوفير وظائف للعاطلين (للمرة الثانية خلال نحو شهر واحد)، وقطعوا طريقا مؤديًا الى مواقع شركتي “بريتش بتروليوم” البريطانية و”ايني” الايطالية، في حقل الزبير ومنعوا العاملين فيها من الوصول الى مواقعهم، وندَّدَ المتظاهرون بفساد الدولة وانتشار الرشوة والوساطات في غياب الحقوق والوقاية من الأمراض التي تفشَّتْ في المنطقة بسبب قُرْبِها من حقول النفط، التي تستغلها شركتا “ايني” و”بريتش بتروليوم” منذ سنة 2009 وَرَدَّتِ الدولة بإرْسَال قوات مكافحة الشغب وشرطة النفط التي ضربت واعتقلت عشرة من المحتجين… أ.ف.ب 07/08/16
صهاينة العرب:
افتتح العدو الصهيوني مقرًّا رَسْمِيًّا لبعثة ديبلوماسية في “أبو ظبي” (27/11/2015) ضمن نشاطات الوكالة الدولية للطاقة المُتجدّدة، التي تتّخذ من الإمارات مقرّاً رئيسياً لها، بحضور المدير العام لوزارة خارجية العدو، في أول زيارة مُعْلَنَة، وسبق ان اغتالت مُخابرات العدو سنة 2010 قياديا فلسطينيا من حركة “حماس” (محمد المبحوح) في أحد فنادق “دُبَي” المُراقَبَة بأجهزة التسجيل السمعي والبصري، وسارعت دولة الإمارات إلى دفن القضية مع الجُثَّة، وكتبت الصُّحُف الصّهْيُونية عن مناورة جوية (سنوية) كبيرة قريبًا (مُنْتَصف شهر آب/أغسطس 2016) في قاعدة “نيلس” الجوية في ولاية “نيفادا” الأمريكية، تحت اسم “ريد فلاغ” (الرّاية الحمراء) بمشاركة الطيران الحربي للعدو إلى جانب قوات أجنبية بينها سلاح الجو الإماراتي والباكستاني والاسباني، “ودول عربية أُخْرى”، وِفْقَ صحيفة “هآرتس”… عن “السَّفير” 05/08/16
السعودية:
تراجع حجم الاحتياطيات الأجنبية لمؤسسة النقد العربي السعودي (المصرف المركزي) بنسبة 1,9% خلال شهر واحد، من 2,18 ترليون ريال (581,3 مليار دولار) في أيار/مايو 2016 إلى 2,14 ترليون ريال (570,1 مليار دولار) في حزيران/يونيو 2016، ويتوقَّعُ صندوق النقد الدولي أنخفاضًا جديدًا في صافي الأصول الأجنبية، وسحب الحكومة مبالغ جديدة من الودائع (إضافة إلى الإقتراض) لتمويل عجز الموازنة، بسبب المستويات المتدنية لأسعار النَّفْط، رغم توقُّعِ تباطؤ الانخفاض خلال العام الجاري (2016)، وتوقع الصندوق تباطؤ نمو إجمالي الناتج المحلي الحقيقي إلى 1,2% سنة 2016، وقد يرتفع إلى 2% في 2017، وانخفضت هذه النسبة من 3,27% خلال الربع الأول من عام 2015 إلى 1,54% في الربع الأول من 2016، وخَفَّضَت الدولة من نفقاتها من 229 مليار دولار سنة 2015 إلى 224 مليار دولار سنة 2016 بعجز قد تصل نِسْبَتُهُ إلى 13% من إجمالي الناتج المحلي في 2016 (أو حوالي 87 مليار دولارا)، ورغم انخفاض الودائع المصرفية، ظلّتْ حكومة آل سعود تدعم القطاع الخاص، ويُقَدِّمُ المصرف المركزي قروضا ميسرة للمصارف المحلية بلغت قيمتها أربعة مليارات دولار لِمُدَّةِ سنة، للتخفيف من أزمة السيولة التي ازدادت حِدَّةً مؤخرا، ولكن العائلة الحاكمة لا تُرِيد فك ارتباط الرِّيال بالدولار، وإبقاء سِعْرِهِ ثابِتًا، رغم الأزمة (أزمة الإيرادات ونقص العُمْلَة)، ولَجأَتْ إلى سَدِّ العجز الكبير من خلال بيع سندات بالعملة المحلية، وسحب الودائع من المصارف، وكلما تراجعت أسعار النفط (التي تسَبَّبَت السعودية في جزء كبير منها بإغراق الأسواق بالنفط الزّائد عن الحاجة)، انخفضت عائدات النقد الأجنبي الداخلة إلى البلاد، وارتفع عجز الموازنة العامة، ما سيؤدي ذلك إلى زيادة الضغط على العملة المحلية، وزيادة المخاطر على نمو اقتصاد السعودية والبلدان النفطية الأخرى… (الدولار الأمريكي = 3.75 ريال سعودي) عن رويترز 01/08/16
افريقيا، حلبة صِراع دُولي:
تبلغ مساحة افريقيا 30 مليون كلم2 ويسكنها حوالي 1,2 مليار نسمة أو قرابة 16% من سُكّان العالم في 54 دولة ويقطن معظم السكان في المناطق الريفية، لكن توجد 60 مدينة يسكنها أكثر من مليون نسمة، رغم الصَّحْراء التي تُغَطي ثلث مساحة القارّة التي تحتوي على معادن ثمينة منها اليورانيوم في النيجر وجمهورية إفريقيا الوسطى، ومعدن “كولتان” في جمهورية الكونغو الديمقراطية وهو ضروري لصناعة الهواتف المحمولة ومعادن أخرى عديدة… عانت القارَّة من العُبُودِية ومن الإستعمار المُبَاشِر وحاليًّا من الهيمنة الإمبريالية والنَّهْب لثرواتها ومواردها الطبيعية والبشرية، ودخلت الصين منذ بداية الألفية الثالثة حلبة السباق الإمبريالي العالمي، وكانت قَارَّة افريقيا أحد أسباب ازدهار الرأسمالية الصينية، وتطور دور الصّين من استخراج الموارد الطبيعية، إلى التِّجارة والسَّيْطَرة على الأسواق الافريقية بترويج سلع رخيصة ورديئة والإستثمار في البنية التحتية (طرقات وجسور ومطارات وسكك حديدية وبناء المساكن والمدارس والمُسْتشفيات…) وتشارك الصين في قُوات “حفظ السَّلام” كمقدمة للتَّدَخُّلات العسكرية، ونافست الصين الدول الأوروبية التي استعمرت افريقيا، ورغم تراجع الدور الفرنسي فقد ارتفع عدد القواعد العسكرية الفرنسية ولازالت شركاتها تستغل اليورانيوم والخشب والنفط والمَوانئ وتبيع الشركات الفرنسية المواد المُصَنَّعة والسيارات الخ، وتواجه الصين أيضًا منافسة حادَّة من الهند واليابان والولايات المتحدة (منذ 2007 وتطبيق برنامج أفريكوم العسكري الأمريكي)، وكان الرئيس الحالي لحكومة الهند قد طَوَّر العلاقات (الموجودة من قَبْلِهِ) مع الكيان الصهيوني ومع الولايات المتحدة ويحاول منافسة الصّين في افريقيا بهدف الحصول على المعادن والنفط والمواد الخام بأسعار رخيصة… تُعْتَبَرُ الصين أكبر شريك تجاري لإفريقيا التي تستورد منها المنسوجات والإلكترونيات ولاح والغذاء والمواد المُصَنَّعة للآلات وغيرها، ويعمل في القارّة حوالي مليون صيني، وتجاوزت استثمارات شركات النفط والتَّعْدِين الحكومية الصينية في جنوب السودان 100 مليار دولار (بيانات سنة 2014) وفاقت استثماراتها في البنية التحتية والصناعات التحويلية في شرق إفريقيا 138 مليار دولار، وفاقت قيمة القروض الصينية لإنجاز مشاريع البنية التحتية في افريقيا 30 مليار دولارا (بيانات 2013) بِشروط منها إنجاز شركات صينية لهذه المشاريع بعُمَّال صينيِّين، أما الهند، فقد أصبحت رابع أكبر شريك تجاري لإفريقيا منذ 2014 وتستثمر في عديد المشاريع في موزمبيق وجنوب إفريقيا وتنزانيا وكينيا، ووقّعت سنة 2016 نحو 20 اتفاقية في مجالات الطاقة (الغاز الطبيعي) والتَّعْدِين والسِّلاح والإتصالات والغذاء والرعاية الصحية والتّدْريب… أما روسيا فقد تراجع دورها كثيرًا بعد انهيار الإتحاد السوفياتي، بعد ان كانت جامعة “باتريس لوممبا” (التي تأسست إثْر اغتيال المناضل الإشتراكي “باتريس لوممبا” أول رئيس وزراء منتخب في تاريخ الكونغو، والذي أعدم بوحشية سنة 1961 بعد انقلاب دموي أشرفت عليه بلجيكا -القوة المُسْتَعْمِرَة- ونفذته بتواطؤ من الأمم المتحدة) من أحسن الجامعات السوفياتية وكانت حتى 1992 ضمن العديد من الوسائل التي وطّدت العلاقات السوفياتية مع افريقيا، وساهم الإتحاد السوفياتي في مساندة حراكات التحرر من الميز العنصري ومن الإستعمار الأوروبي، وضخ المساعدات المالية والعسكرية وإرسال المُسْتشارين والفَنِّيِّين، لكن وصول غورباتشوف إلى سدة الحكم في الإتحاد السوفياتي السابق ثم يلتسين قَوّضَ هذه العلاقات، واختفى دور روسيا (التي ورثت جزءا من تراث الإتحاد السوفياتي) واختفى دور جامعة لومومبا، وبعد نحو ربع قرن، تحاول روسيا، العودة إلى افريقيا بعد فوات الأوان وبوسائل غير متوفّرة لديها حاليا عن وكالة “يورو نيوز” + موقع “برافدا ريبورت” 05/08/16
الحبشة:
تناولنا في عدد سابق مظاهرات عشرات الآلاف من الإثيوبين من أثنية (قومية) “الأوروميين” قرب مقاطعة أديس أبابا والتحق بهم سكان مقاطعة “مهر” شمال الحبشىة، يوم 31/07/2016 في أضخم حركة احتجاجية في شمال البلاد، وفق وسائل إعلام محلية، واتهم المتظاهرون الحكومة بالفساد وسوء توزيع ثروات البلاد، على خلفية قرار الحكومة ضم مقاطعة “وولكيت” إلى منطقة “تيغري” المجاورة لمنطقة “أمهرة”، وينحدر معظم قادة البلاد حاليا من منطقة “تيغري” ومن “الجبهة الشعبية الديمقراطية الثورية للشعوب الإثيوبية” (الحزب الحاكم بأغلبية التيغري)، التي نظمت عصيانًا مثسَلَّحًا ضد النظام العسكري السابق الذي كان يقوده العقيد “منغستو هايلي مريم”، وتحالفت هذه الجبهة آنذاك مع الجبهة الشعبية لتحرلاير اريتريا، للإطاحة بالنظام العسكري ونيل اريتريا لاستقلالها، وتحكم الجبهة الشعبية لترير اريتريا البلاد (اريتريا) منذ ذلك الحين ووطّدت علاقاتها بسرعة مع الكيان الصهيوني رغم الدعم الذي لقيته من اليسار العربي ومن الفصائل الفلسطينية، أما “الجبهة الشعبية الديمقراطية الثورية للشعوب الإثيوبية” فقد عزّزت الصراعات بين مختلف العرقيات والإثيات التي تتقاسم الحبشة (اثيوبيا)، ويُشكل “الأوروميون” الذين يقطنون قريبًا من العاصمة “أديس أباب” أكبر قومية (أو اثنية) في البلاد لكنهم مُضْطَهَدُون، وتزامنت احتجاجاتهم مع تظاهرات “الأمهريين” المطالبة بتغيير النظام تضامنت أيضا، لأول مرة بشكل مفاجئ، مع احتجاجات الطائفة الإثنية الأخرى “أوروميا”، التي اندلعت منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2015 لمعارضة خطة الحكومة للتنمية التي ستصادر أراضيهم الزراعية، وأدّت مظاهرات “الأوروميين” إلى وقوع المئات من القتلى بحسب منظمات حقوقية محلية… تنقسم إثيوبيا (الحبشة) إلى عدد من العرقيات أو الشعوب، أهمها عدديا أو سياسيا “الأورومو” ويُشَكِّلون نحو 50% من سكان البلاد (البالغ 95 مليون نسمة) و”الأمهريون” نحو 25% أو نحو 23 مليون نسمة (تشكل لغتهم اللغة الرسمية للبلاد وهم في معظمهم مسيحيون ارثدوكسيون) و”التيغري” (أو “التكراي”) الذين يُشَكِّلُون الحزب الحاكم ويتقاسمون أهم مناصب الحكومة وأجهزة الأمن في حين لا يتجاوز عددهم نحو 12% من إجمالي السكان، ما زاد من شُعور الظلم لدى “الأورومو” و”الأمهريين”… كان نظام الحكم في عهد الإمبراطور “هيلاسي لاسي” يَحْظُرُ نشاط الأحزاب لكن التنظيمات العمالية والطلابية لعبت دورًا هامًّا في الإطاحة بنظامه سنة 1974 واقتنص الجيش الفرصة للإستيلاء على السلطة ومنع تكوين الأحزاب والنقابات أيضًا، إلى أن أطاحت به “جبهة شعب إثيوبيا الديمرقراطية الثورية”، وهي جبهة مُوَسّعة لِتَحَالُفٍ بين حركة تحرير شعب “تيغري” وحركة “أمهرة” الديمقراطية وجبهة تحرير “الأورومو”، ولكن حركة تحرير تيغري تزعمت هذه الجبهة لأنها الجهة الأكثر تنظيمًا من الناحية العسْكَرِية، فأبْعَدَت الأمهريين عن مواقع السلطة (بعد الإطاحة بالنظام العسكري) وسيطرت على الدولة المركزية… شاما على الحدود مع إريتريا، فقد تواصلت المناوشات وأصبحت الحكومة الاثيوبية تتهم إريتريا بتحريك المظاهرات العرقية والإثنية وزعزعة الاستقرار… عن أ.ف.ب + رويترز 03/08/16… قتلت الشرطة خلال مظاهرات يومي السبت 6 والأحد 7 آب/أغسطس 2016 ما لا يقل عن 50 متظاهر في منطَقَتَيْ “أورومو” (وسط وغرب البلاد) و”أحْمَرَة” (شمال البلاد)، وقدّرَت المنظمات “الحُقُوقِيّة” و”الإنسانية” عدد القتلى من ضحايا الشُّرْطَة خلال مظاهرات قَوْمِيّة “أورومو” منذ منصف تشرين الثاني/نوفمبر 2015 إلى منتصف حزيران/يونيو 2016 بنحو 400 قتيل، إضافةً إلى عشرات الآلاف من المُعْتَقَلِين، وسبق أن قتلت الشرطة 75 متظاهرًا في شهر كانون الثاني/ديسمبر 2015 خلال يوم واحد، احتجًا على مُصَادَرَة أراضي فلاحين “أورومو” بِحُجَّةِ توسيع المنطقة العمرانية لبلدية العاصمة “أديس أبابا” بنحو 100 كلم، وعمَدَتْ الشرطة ليلة الجمعة 5 والسبت 6 آب/أغسطس إلى اعتقال شبان ومناضلين “أورومو” في منازلهم… عن أ.ف.ب 08/08/16
فنزويلا:
تأثّرت ميزانية الدّولة وانهار اقتصادها بانخفاض إيرادات النفط -التي تشكل المورد الأهم للخزينة- بعد انخفاض أسعاره وإغراق السعودية الأسواق العالمية بكميات زائدة عن حاجة السوق، وبحثت الحكومة عن موارد أخرى، ووقعت اتفاقات لاستثمار مناجم مع ثماني شركات فنزويلية وأجنبية وبلغت قيمة العقود 4,5 مليارات دولار، تمتد لفترة ما تبقى من 2016 + 2017 في منطقة “اورينوكو” المنجمية التي تضم احتياطات كبيرة من الذهب والالماس والحديد والنحاس وغيرها، وفازت الشركة الكَنَدِيَّة “غولد ريزرف” بعقد لاستثمار الذهب والنحاس في منطقة “لاس بريزاس” يمتد لفترة 27 عاما وتتوقع الدولة ارباحا منه بمعدل 500 مليون دولارا سنويا، وهو مبلغ صغير، وستحصل الدولة على نسبة 55% من العائدات الى جانب الضرائب والرسوم… أ.ف.ب 07/08/16
البرازيل- رياضة وسياسة:
حطمت الدورة الأولمبية الحادية والثلاثون “ريو 2016” الارقام القياسية من حيث عدد الرياضيين المشاركين والبلدان المشاركة، رغم الحملة الأمريكية-الكندية لإقصاء روسيا التي تشارك بفريق مَبْتُور، ولم يحضر الحفل الافتتاحي سوى نصف عدد القادة الذين شاركوا في الحفل الافتتاحي لأولمبياد لندن 2012، وما حضر بعضهم سوى للترويج لباريس وروما وبودابست ولوس انجليس، وهي المُدُن المُرَشَّحَة على التوالي لاستضافة أولمبياد 2024، أما اللجنة الأولمبية فقد باعت حوالي خمسة ملايين بطاقة من إجمالي ستة ملايين لدخول إلى ملاعب مدينة “ري ودي جنيرو” بمناسبة الدورة الأولمبية، وحققت أرباحا لا بأس بها، وأصبحت الشبكة الإلكترونية هي منفذ البيع الرسمي الوحيد، ولكن عددًا من الزائرين لقوا صعوبات في شراء تذاكر، لكن مُواطؤني البلاد لم ينسُوا مشاكلهم ومنها الوضع السياسي المُضْطَرِب و”الإنقلاب الدستوري” لليمين الليبرالي، وتَلَوُّث المِيَاه والهواء، وأضرَمَ مُتَظاهرون النّار في بعض القمصان المدون عليها اسم الدورة وشعارها وأعلام البرازيل بالقرب من ملعب “ماراكانا”، حيث انطلقت فعاليات الدَّوْرَة، واستخدمت شرطة مكافحة الشغب الغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين الذين يحتجُّون على اسراف الدولة في الانفاق على الألعاب الأولمبية في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من أسوأ حالة ركود اقتصادي منذ عقود، وتجَمهر آلاف من انصار الرئيسة السابقة “ديلما روسيف” في شاطئ “كوبا كابانا”، وهتفوا المتظاهرون ضد الرئيس المؤقت éميشال تامر” الذي حاول إلقاء كلمة أمام الجموع أثناء فاعليات حفل الافتتاح ولكنه قوبل بالصيحات المضادة عن أ.ف.ب 07/08/16
روسيا:
يُحاول الإعلام والحكومة في روسيا التقليل من آثار العقوبات والحظر على اقتصاد اللاد، مع تضخيم خسائر أوروبا وأمريكا وتركيا من الرَّد الرُّوسي، وقدرت وزارة التنمية الاقتصادية الروسية خسائر الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وكندا والنرويج وأستراليا بسبب “الحظر الغذائي” الروسي بنحو 8,6 مليار دولار سنويا (الفارق بين قيمة المُبادلات قبل وبعد الحظر)، بينما يُقَدَّرُ حجم مجموع خسائر الاتحاد الأوروبي الناجمة عن العقوبات بحوالي 40 إلى 50 مليار يورو سنويا، أو حوالي 0,4% من الناتج المحلي الإجمالي للاتحاد الأوروبي الذي بلغ 14,6 تريليون يورو سنة 2015، وفرضت الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي عقوبات ضد أشخاص وقطاعات كاملة من الاقتصاد الروسي، إثر تأَزُّمِ العلاقات على خلفية الأزمة في أوكرانيا، ورَدَّتْ روسيا بحظر توريد المواد الغذائية من الدول التي فرضت عقوبات عليها عن وكالة “تاس” 02/08/16 تضَرَّرَ اقتصاد البلاد من انخفاض أسعار الطاقة والمواد الخام، وكذلك من العقوبات “الغربية”، ويتوقع رئيس الحكومة “مدفيديف” أن تَدُومَ الأزْمَةُ لفترة طويلة، ووجب عدم إهمال ذلك عند إعْدَادِ أي خطَّة اقتصادية لِتَجَنُّبِ المُفَاجئات السَّلْبِيّة، رغم التحولات في بنية الإقتصاد الرُّوسي وتقليل اعتماده على النفط الذي يبقى أهم مورد في ميزانية الدولة، ويبحث رُؤَسَاء روسيا وأذرْبيجان وإيران مشروع النقل “شمال-جنوب” (وهو مشروع مُشْتَرَك يهْدف رَبْطَ بلدان شمال أوروبا وجنوب شرق آسيا عبر سكك حديدية روسية وإيرانية وأذربيجانية) وكذلك قطاعات صناعة الأدوية، والنفط والطاقة والزراعة والسياحة وغيرها من المجالات، في “باكو”، عاصمة “أذرْبَيْجان” يوم 8 آب/أغسطس 2016 عن “نوفوستي 02/08/16
تُرْكيا:
انخفض الناتج المحلي التركي بقيمة 11 مليار دولارا خلال الرُّبع الأول من 2016 وانكمش بمقدار 6% مقارنة بالربع الأول من سنة 2015، وانخفضت قيمة الليرة التركية بنسبة 11% خلال النصف الأول من سنة 2016 وبلغت قيمة الدَّيْن العام في شهر تموز 2016 نحو 447 مليار دولار، أو 62% من الناتج المحلي لسنة 2015، كما تراجع الاستثمار الأجنبي المباشر بنسبة 19% من 20 مليار دولار سنة 2008، إلى 16,8 مليار دولار سنة 2015 بحسب تقرير للبنك العالمي، وتوقفت الصادرات التركية إلى روسيا، بعد إسقاط الطائرة الروسية في أراضي سوريا، وتراجعت إيرادات السياحة في تركيا من 12,5 مليار دولارا خلال النصف الأول من سنة 2015 (31 مليار دولارا طيلة سنة 2015) إلى إلى 8,9 مليار في النصف الأول من 2016، بمقدار 3,6 مليار دولار، ويقدر تراجع عدد السياح الروسيين بنسبة 90%، ولكن نظام الحكم في تركيا استغل فرصة ما بعد الإنقلاب الفاشل لإعادة النظر في بعض السياسات بهدف الخروج من المآزق العديدة التي وقع فيها، وعاد الحديث عن تطبيع العلاقات مع روسيا ورفع حجم التبادل التجاري من قرابة 30 مليار دولار (قبل أزمة العلاقات بين الحكومتين) إلى 100 مليار دولار، وقد تعود المفاوضات بخصوص إنجاز مشروع “السيل الجنوبي”، الذي كان سينقل عبر تركيا حوالي 63 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً، وكانت الولايات المتحدة قد أفشلت “المشروع الأوراسي”، لنقل الغاز من روسيا إلى جنوب أوروبا، كما أفشلت مشروع “السيل التركي” (تُرْك سترِيم) عن صحيفة “قاسيون” 30/07/16
اليابان، الدَّولة في خِدْمَةِ رأس المال:
قرّرَت الحكومة خطة لتحفيز الاقتصاد وإنعاش ثالث أكبر اقتصاد عالمي، بقيمة 28 ألف مليار ين (28 تريليون ين) أي ما يعادل 273 مليار دولارا تستمر “بضعة سنوات”، وهي مبالغ لا تَشْمَلُها الميزانية بحسب الصُّحُف اليابانية، منها نحو 73 مليار دولارا من إنفاق الحكومة والمجالس المحلية، وستدعم الدولة قطاعات السياحة والزراعة والمناطق التي تضَرَّرَتْ من زلزال آذار/مارس ونيسان/ابريل 2011، ومكافحة انخفاض عدد السكان عبر تسهيل فتح دور الحضانة للأطفال)، ولكن ستسْتَأْثِرُ “شركات التّصْدِير المُتَضَرِّرَة من خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي” ومن ارتفاع العُملة المَحَلِّية (الْين) بالجُزء الأكبر من الخطة، عبر القروض بفائدة منخفضة، وتشجيع مشاريع البنية التحتية الكبيرة، مثل تسريع بناء خط قطار “ماغليف” الذي يربط بين طوكيو وأوساكا، وكانت الحكومة الحالية (المُغْرِقَة في اليَمينية) قد أطْلَقَتْ قبل ثلاث سنوات خطة كان يُفْتَرَضُ أن تؤدي إلى إنعاش الاقتصاد دون نتائج تُذْكَرُ، وإلى مكافحة التضخم، وجرت العادة أن يستفيد القطاع الخاص من مثل هذه الإجراءات (في كافة بلدان العالم) وضخ المال العام في خزائن الشركات الخاصة والمصارف، بينما ترفض نفس هذه الشركات وكذلك الحكومات زيادة رواتب العُمَّال وصغار الموظفين، وتتوقع الحكومة أن تؤدي “حزمة التحفيز” هذه إلى رفع الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي إلى 1,3% “في الأمد القريب” بحسب رئيس الوزراء، لكن إعلان الحكومة لم يُؤَثِّرْ إيجابيًّا على سوق المال (البورصة)، إذ هبط مؤشر “نيكي” القياسي لأسهم الشركات اليابانية الكبرى مع تراجع ثقة “المستثمرين” (أي الرَّأْسمالِيِّين) وخسر نيكي 1,5% يوم إعلان برنامج التَّحْفِيز، كما تراجعت أسهم المصارف، وكذلك المؤشرات المرتبطة بالسلع الأولية مثل النفط والفحم والمنتجات المعدنية، كما انخفض مؤشر “توبكس” ومؤشر “جيه.بي.اكس – نيكي 400″… (الدولار = 102,2400 ين) رويترز ع+ أ.ف.ب + وكالة “بلومبرغ” 02/08/16
بريطانيا، تأثيرات جانبية:
تأثَّرَتْ بعض القطاعات الإقتصادية وَتَرَاجَعَ نشاطُها سَرِيعًا بنتائج استفتاء الخروج من الإتحاد الأوروبي (23/06/2016)، منها قطاع البناء الّذي سجل أكبر انكماش له خلال سبع سنوات في تموز/يوليو 2016 واستنتج بعض الخبراء أن شبح الركود يهدد اقتصاد البلاد، وانخفض مؤشر مُشْتَرَيَات قطاع البناء والإنشاء (ماركت/سي.آي.بي.إس) أدنى مُسْتَوَى له منذ حزيران/يونيو 2009 وصدر تقرير سلبي مُمَاثل بشأْنِ قطاعات الخَدَمَات والصناعات التحويلية (يوم 01/08/2016) ما عزَّز الدلائل المتنامية التي تشير إلى تضرر قطاع الأعمال وثقة المستهلكين كثيرا جراء التصويت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، وأَعْلَنَ بنك انغلترا المركزي خَفْضَ أسعار الفائدة إلى مستوى قياسي (مُنْخَفِض) جديد وقدْ يستأنف برنامجه لشراء السندات، فيما خَفَّضَتْ 170 شركة بناء عدد العُمّال خلال شهري حزيران وتمُّوز 2016 بأسرع وتيرة منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2012 بسبب انخفاض وتيرة بناء المنازل للشهر الثاني على التوالي… من جهة أخرى، أعلنت وزارة التجارة الصِّينِيّة استعداد حكومة الصين لدراسة وتوقيع اتفاقية تجارة حرة مع بريطانيا التي اضطرت إلى إعادة النظر في روابطها مع بقية العالم بعدما ظلت لعقود تتفاوض على اتفاقاتها التجارية من خلال الاتحاد الأوروبي لكن إبرام صفقات جديدة ربما يكون صعبا في الوقت الذي تتغير فيه علاقتها مع الاتحاد، وكانت رئيسة وزراء بريطانيا الجديدة “تيريزا ماي” قد أعلنت خلال الأسبوع الأخير من تموز 2016 “إعادة النظر” في محطة كهرباء رئيسية تعمل بالطاقة النووية، تساهم الصين في الاستثمار فيها، ما قد يُؤَثِّرُ على العلاقات الإقتصادية بين الدَّوْلَتَيْن… رويترز 02/08/16
فرنسا:
أعلن وزير الفلاحة انخفاض إنتاج الحبوب سنة 2016 إلى 29,1 مليون طن أو أقل بنسبة 30% عن سنة 2015، وهو أسوأ موسم منذ سنة 1986 بينما أعلن المنتجون العالميون الكبار للحبوب ارتفاع إنتاجهم، وبذلك ستخسر فرنسا مكانتها في الأسواق لصالح روسيا وأوكرانيا وكندا والولايات المتحدة… من جهة أخرى زار فرنسا 85 مليون سائح سنة 2015 وأعلن وزير السياحة تراجع عدد الليالي التي قضاها السياح الأجانب (خصوصًا من الولايات المتحدة وآسيا والخليج) في الفنادق الفرنسية بنسبة 10% خلال النصف الأول من السنة الحالية (2016)، وتأثَّرَتْ منطقة باريس بشكل حاد من هذا الإنخفاض، وكذلك منطقة الجنوب الشرقي “كوت دازور” (جنوب شرق البلاد)، وعَلَّلَ الوزير هذا الإنخفاض بالهجمات الإرهابية في باريس سنة 2015 و”نيس” 2016 (حيث يعمل 75 ألف عامل في قطاع السياحة) واغتيال قِس ببلدة صغيرة في منطقة “نورماندي”، وأعلنت الحكومة تخصيص نحو 1,1 مليار يورو لتطوير قطاع السياحة فيما تفرض إجراءات تقشف على العمال والأجراء والفقراء والمُتَقَاعِدِين… تُمَثِّلُ إيرادات السياحة 7% من إجمالي الناتج المحلي الفرنسي، ولا توجد إحصائيات موثوقة عن عدد العمال في هذا القطاع الذي يُشَغِّلُ عمومًا عُمَّالاً مَوْسِمِيِّين بعقود هَشَّة وبرواتب ضعيفة، ويعملون في ظروف سَيِّئَة للْغَايَة عن أ.ف.ب. 07/08/16
أمريكا، على هامش حملة الإنتخابات الرئاسية:
أجرى موقع “الديمقراطية الآن” (Democraty Now) مُقَابَلَةً مع مؤسس موقع “ويكيليكس” (جوليان أسانج) كشف من خلالها ان المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية الأميركية “هيلاري كلينتون” بذلت كل جُهْدِها لتنفيذ العدوان العسكري على ليبيا سنة 2011 وتدمير الدولة وبيع سلاح الثَّكَنات الليبية إلى التنظيمات الإرهابية في سوريا (عبر تركيا)، ومن بينها “داعش”، وأن “كلينتون” كَذِبَتْ (رغم أداء القَسَم) في شهادتها في كانون الثاني/يناير 2013 في الكونغرس، واستقى “جوليان أسانج” معلوماته من 17 ألف وثيقة من البريد الإلكتروني لهيلاري كلينتون (من إجمالي نحو 50547 صفحة) التي أظهرت أنها من “صقور الحرب” في الولايات المتحدة ولذلك يُسانِدها مجمع الصناعات العسكرية الأمريكية، وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” قد كشفت في شباط 2016 في تحقيق بعنوان “القوة الذكية لهيلاري كلينتون وسقوط الديكتاتور” أنها “دعمت برنامجاً أميركياً سريّاً لتسليح الميليشيات المعارضة للقذافي في ليبيا، وتَسْرِيب الأسلحة إلى المجموعات الإرهابية في الخارج بعد سقوطه”، وكتب موقع “كاناري” البريطاني (01/08/2016) ان هيلاري كلينتون كانت عضْوًا في مجلس إدارة شركة “لافارج” للإسمنت ومواد البناء (شركة عابرة للحدود ذات منشأ فرنسي وساهمت في دعم السياسة الإستعمارية الفرنسية) المتهمة بتمويل تنظيم “داعش” سراً، وتَبَرَّعَتْ “لافارج” بنحو 100 مليون دولار ل”مؤسسة كلينتون” سنة 2015، وهي مُسَجَّلَة في القائمة السنوية لمانحي الحملة الانتخابية، وسَلَّمت الشركة معلومات عن العراق (حصلت عليها بحكم إنجازها مشاريع عقارية وجسور وطرقات في العراق) إلى المخابرات الأمريكية قبل الحرب الأولى (1991) وقبل احتلال البلاد سنة 2003 وسَدَّدَتْ “لافارج” رشاوى إلى “داعش” في سوريا واشترت منه النفط المنهوب من حقول الشمال الشرقي لسوريا عن “الأخبار” 03/08/16
أمريكا، اقتصاد الحرب- لمن تُقْرَعُ الأَجْراس؟
لا تتطرق برامج وخطابات المُرَشَّحُين للرئاسة الأمريكية سوى نادِرًا وبِصُورة عَرَضِيّة للفوارق الطبقية المُجْحِفَة ومشاكل الفقر والبطالة وضعف الأُجُور والقتل على الهويّة وكثرة الجرائم ضد النساء والأطفال واستهلاك المخدّرات، ولكن المُرَشَّحِين يُطْنِبُون في الحديث عن “مكانة أمريكا في العالم”، والتوسع الإقتصادي والعسكري وشن العدوان تلو الآخر على شعوب العالم، وتُتْقِنُ وسائل الإعلام إنتاج خِطاب عُدْواني حَرْبِي وصناعة رأي عام مُسَانِد لكل عُدْوانٍ عسكري أمريكي على شعوب العالم، إذ يطالب أكثر من ثلث المُسْتَجْوَبِين في استطلاع حديث بزيادة ميزانية الحرب والإنفاق على بامج التَّسْلِيح، نشرت مؤسسة “بروكنغ إنستتيوشن” (مجموعة ضغط أمريكية) دراسة مقارنة بين برنامَجَيْ المُرَشِّحيْنِ الباقِيَيْن، وبخصوص الإنفاق العسكري يدعو “دونالد ترامب” إلى التركيز على القوّة والنجاعة مع الحد من برامج الإنتشار الخارجي والأحلاف العسكرية مع الأطراف الأخرى وحصل (حتى شهر شباط/فبراير 2016) على تبرُّعَات فردية بقيمة 10 آلاف دولار من أشخاص يرتبطون بالصناعات العسكرية، بينما تدعو كلينتون إلى زيادة الإنتشار العسكري في العالم واستكمال برنامج تصنيع الطائرة الضخمة “اف 35” (غالية الثمن)، وحصلت على 500 ألف دولارا من التبرعات الفردية لأشخاص ترتبط مصالحهم بمجمعات الصناعات العسكرية (حتى شهر شباط/فبراير 2016) ما يُؤَدّي في كِلْتا الحالَتَيْنِ إلى زيادة الإنفاق العسكري السنوي بنسبة قَدّرها مصرف “ميرل لينش-بنك أوف أمريكا” بين 2,8% و8,4% سنويًّا بين سنوات 2017 و 2020… بعد انهيار الإتحاد السوفياتي الذي كانت تعتبره الولايات المتحدة أَصْلَ الدّاء والشَّر المُطْلَق في العالم، زادت أمريكا من انتشارها العسكري ومن عدوانيتها (مباشرة أو بواسطة الحلف الأطلسي)، وفي مُنْتَصَف تسعينيات القرن الماضي أعَدَّتْ وزارة الحرب مُخَطَّطًا لصناعة طائرة ضخمة لا تتمكن أجهزة الرَّقَابَة (رادار) من اكتشافها، لتعويض الطائرات الحربية “القديمة”، ودام إعداد هذه الطائرة “اف 35” عشرين سنة وتأخر إنجازها ثماني سنوات، وارتفعت تكلفة برنامج التَّصْنِيع إلى 400 مليار دولار (مقابل تقديرات ب233 مليار دولارا سنة 2001)، ما زاد من أرباح الشَّرِكَة المُصَنِّعَة لها (لوكهيد مارتن)، وسيكون الكيان الصهيوني من أول المستفيدين من “مزايا” هذه الطائرة، بينما فرضت أمريكا على ما لا يقل عن عشر دول من حُلَفَائها الأوروبيين وكندا واستراليا وغيرهم من أعضاء الحلف الأطلسي تمويل البرنامج وتوقيع عقود لشراء عدد من الطائرات (قبل تصنيعها) لِتَمْوِيل البرنامج من الزبائن قبل حصولهم على “السِّلْعَة” أو “الإنتاج”، ثم طلبت الولايات المتحدة من حُلَفَائها تسديد 100 مليار دولار إضافية بعد ظهور خلل أثناء التجارب ووفاة طَيَّارين أثناء التدريبات، فارتفع سعر الطائرة الواحدة إلى 160 مليون دولارا ما سيرفع أرباح الشركة المُصَنِّعَة “لوكهيد مارتن” بنسبة 20%… أما المُتَضَرِّرُ من قنابل مثل هذه الطّائرات فستكون حَتْمًا شعوب فقيرة أو تَقْطُن بلدانًا لها مواقع استراتيجية أو ثروات طبيعية ترغب الشركات الإحتكارية الأمريكية في الإستحواذ عليها… عن أ.ف.ب. + رويترز 03/08/16
الصّحة تجارة مُرْبِحَة:
تخطط بعض الشركات الكُبْرى للمُخْتَبَرات وصناعة الأدوية للتعاون مع شركات التكنولوجيا المُتَطَوِّرَة من أجل خفض النفقات وزيادة الأربح، من خلال دمْجِ التكنولوجيا والطِّب، واستخدام أجهزة التكنولوجيا الحديثة التي تجمع بين علوم الأحياء والبرمجيات والمعدات، لعلاج الأمراض المُزْمِنَة التي يتزايد المُصَابُون بها عبر العالم، ما “يُبَشِّرُ” بأرباح ضخمة، وتتبادل شركتا “غلاكسو سميثكلاين” للأدوية وشركة “الفابيت” الشركة الأم ل”غوغل” الخبرات وأسَّسَتَا شركة جديدة مشتركة تحت إسم “غالفاني بيو إلكترونيكس”، بِهَدَفِ تسويق أجهزة الكترونية حيوية صغيرة لمكافحة الأمراض عبر توصيلها بأعصاب معينة في جسم المريض، أما شركة “ميدترونك” (إلكترونيك طِبِّي) فتبيع كاميرات في قرص دواء كبديل عن منظار القولون في حين تعمل شركة “بروتوس ديجيتال تكنولوجي” مع شركات أدوية على إنتاج أقراص دواء تحتوي على رقائق الكترونية صغيرة جِدًّا لِقِيَاس استخدام الدواء، وتتسابق الشركات التي تبيع عقاقير علاج الرئة على إنتاج “بَخَّاخَات ذكية”، وتتعامل شركة “نوفارتس” السويسرية لصناعة الأدوية مع شركة “ألفابيت” لصنع عدسات لاصقة “ذكية” مزودة بجهاز لاستشعار “الغلوكوز” ومراقبة مرض السكري، ولكن هذه الشَّرِكات الكُبرى تقوم بعمل إشهاري كبير عندما تُعْلِنُ عن بعض البرامج التي لا تزال في بِداياتِها، ولا زالت تحتاج إلى إجراء تجارب سريرية تستغرق سنوات لإثبات نجاعتِها قبل الحصول على ترخيص الجهات الرقابِيّة… من جهة أخرى أعلنت شركة “نوفارتس” السويسرية للأدوية إن أقراص (إيه.جي) المخصصة لسرطان الثدي حصلت من إدارة العقاقير والأغذية الأمريكية على تصنيفها باعتبارها “علاجا لنوع متقدم من سرطان الثدي”، وتجمع تركيبة هذا العقار بين مركب “إل.إي.إي 011” ومركب “ليتروزول” في مرحلة هجرة الخلايا السرطانية (أي في مرْحَلَة مُتَقَدِّمَة)… رويترز 03/08/16 ارتفعت إيرادات شركة “فايزر” (Pfizer)، أكبر شركة أدوية أمريكية من 11,5 مليار دولارا في الربع الثاني من سنة 2015 إلى 13,15 مليار دولار في الربع الثاني من 2016 أو ما نسبته 11% بعد استحواذها على شركة “هوسبيرا” لمنتجات المستشفيات سنة 2015 وترويج عقاقير جديدة في سوق الأدوية، لكن الأرباح الصافية للشركة تراجعت من 2,63 مليار دولار إلى 2,02 مليار دولار عن رويترز 02/08/16
أوروبا -بزنس الرياضة:
تَحَوَّلَتْ مقولة الفرنسي “بيير دي كُوبرْتَان” الذي أعاد الحياة إلى الألعاب الأولمبية (1896) “العِبْرَة بالمُشَارَكة” إلى “العبْرة بالنتائج المالية والأرباح”، إذ تحوَّلت بطولة كرة السّلة أو كرة القدم الأمريكيتين إلى مهرجان دعائي وإعلامي واستهلاكي ضخم، فيما تحولت نوادي كرة القدم الأوروبية إلى شركات عابرة للقارّات تَشْتَري الرّياضِيِّين الشُّبّان من البلدان الفقيرة، ولا تهتم أبدًا بالتأهيل والتكوين الرّياضي وتنكَّرَتْ للدّور الإجتماعي الذي كانت تقوم به النوادي الرياضية في شمال انغلترا وفي مناطق استخراج الفحم والمعادن في فرنسا وألمانيا أو في المناطق الصِّناعية الأوروبية… تنتظم سوق العبيد لشراء اللاعبين مرتين سنويا: السُّوق الشِّتْوِيَّة والسُّوق الصَّيْفِيَّة، وبعد أن كانت بعض النوادي مُرْتَبِطَة بشركات صناعية تُشَغِّلُ اللاعبين وتنفق على النوادي، أصبحت النوادي مِلْكًا لشركات أو رأسماليين (مُسْتَثْمِرِين) لا علاقة لهم بالرياضة، وينحصر هَمُّهُم في ربح مزيدِ من الأموال وبعض الإشهار أحيانًا، وتوسَّعَ النشاط التجاري للنوادي الأوروبية ليشمل البحث عن الأموال في آسيا وأمريكا (حيث الإهتمام بكرة القدم شبه مُنْعَدِم)، من خلال جولات استعراضية، ذات صبغة تجارية تحت غطاء خوض “مباريات تحضيرية” خلال فصل الصّيْف، بهدف إدماج اللاعبين الجدد قبل بداية الموسم الجديد، وانسجام اللاعبين مع المُدَرِّبين الجُدُد أيضًا، وتعمل النوادي الأوروبية الكُبْرَى على ابتكار مناسبات جديدة مثل البطولة (الوِدِّية) لكأس الأبطال الدولية، والتَّرْوِيج إعلاميًّا لهذه الجولات، بهدف جذب المعلنين والنقل التلفزيوني التي تَدُرُّ مبالغ هامة للنوادي، وتدور هذه المباريات في قارتي آسيا وهذه السنة في الولايات المتحدة بمشاركة “مانشستر يونايتد” و”تشلسي” و”أرسنال” و”ليستر سيتي” (انغلترا) و”ميلان أي سي” و”إنتر ميلانو” (إيطاليا) و”ريال مدريد” (اسبانيا) و”بايرن ميونيخ” (ألمانيا) و”باريس سان جرمان” (فرنسا)، وقبل ذلك كانت لبعض النوادي الأوروبية جولة تَسْوِيقِيَّة في الصِّين، منها “مانشستر سيتي” (انغلترا) و”بوروسيا دورتموند” (ألمانيا)، بهدف زيادة بيع “مُنْتَجاتِها” وأهمها القمصان وتوسيع قاعدتها “الشعبية” واجتذاب مُعْلِنِين ومُسْتَثْمِرِين جدد وعقود رعاية، وافتتح نادي “مانشستر يونايتد” (الذي تَرْعَاه شركة صينية) مقرا جديدا في الصين وكذلك “بايرن ميونيخ” بهدف بيع “المُنْتَجَات” وزيادة العائدات التجارية… عن أ.ف.ب 02/08/16 اشترى نادي “مانشستر يونايتد” المنافس في الدوري الانغليزي الممتاز لكرة القدم لاعب الوسط “بول بوغبا” من “يوفنتوس” بطل ايطاليا، في صفقة قياسية مقابل 100 مليون جنيه استرليني (133 مليون دولار) وتُوِّجَ “بوغبا” بالدوري في جميع المواسم الأربعة التي قضاها مع “يوفنتوس”… لعب “بوغبا” في صفوف الناشئين في “لوهافر” شمال فرنسا قبل الانتقال لأكاديمية يونايتد في 2009، وباعه سنة 2012 إلى “يوفنتوس” مقابل 800 ألف جنيه استرليني عن أ.ف.ب 07/08/16
إيطاليا، الرياضة في خدمة السياسة:
اشترى رجل الأعمال والإعلام “سيلفيو برلسكوني” 99,93% من أسهم نادي ميلانو لكرة القدم (ميلان أي سي) سنة 1986 بواسطة شركته العائلية “فينينفيست” وترأَسَهُ لثلاثة عقود، واستخدمه ليهيمن على السُّلْطة السياسية في إيطاليا لأكثر من عقدين ونصف، وأسس حزبًا استمد اسمه وشعاراته من “الثقافة” المنحطّة للملاعب، وساعدته ملكِيَّتُهُ للنادي الرياضي وشركاته الإعلامية (ست قنوات تلفزيونية تبث على مستوى وطني إضافة إلى قنوات محلّية ودولية) على بلوغ أعلى مراتب السلطة وترِّؤسِ الحكومة ثلاث مرات بعد فوزه بالإنتخابات البرلمانية أو بعد تَزَعُّمِهِ ائتلافًا سياسيا، رغم القضايا المَالية العديدة المُتَعَلِّقَة بالفساد والغش والإحتيال والتهرب من الضرائب والتحرش وغير ذلك، واستثمر أمولاً طائلة في نادي “ميلان أي سي” لكنه استعاد أضعاف ما استثمره بفضل نتائجه، حيث حقق (خلال رئاسة برلسكوني له مع رئاسة الحكومة) 28 بطولة منها سبع بطولات أوروبية، وأهْمَل النادي عندما انهار مُسْتَقْبَلُهُ السياسي، ولكِنَّهُ بقي يُديرُهُ مع ابنته (باربارا) ويبحث له عن مُشْتَرٍ، فلم يَفُزْ ببطولة الدوري الإيطالي منذ سنة 2011 واحتل في الموسم الماضي المركز السابع، وتفاوضَ مع مجموعة استثمارات صينية طيلة سنة كاملة، بعد فشلِه في بيع 48% من الأسهم إلى شركة تايلاندية، واتفق على بيع حصته إلى الشركة الصينية بقيمة نحو 740 مليون يورو ( حوالي 820 مليون دولار) ويلتزم المستثمرون بضخ 350 مليون يورو خلال ثلاث سنوات على التطوير (وهو ما أهمله برلسكوني عمْدًا خلال السنوات الأخيرة)، بحسب بيان شركة “فينيفيست” الجناح الاستثماري لبيرلسكوني، ومن المقرر الانتهاء من الاتفاق بحلول نهاية السنة الحالية 2016… وقبل شهر واحد اشترى عملاق تجارة التجزئة الصيني “سونينغ” 70% من أسهم نادي إنتر ميلان المُنافس، كما توصَّلَتْ مجموعة استثمارية صينية أخرى “لتَنْمِيَةِ الرِّياضَة” (يونغي غيوكي – شنغهاي) إلى اتفاق مَبْدَئي لشراء نادي الدرجة الأولى الانغليزي “ويست برومويتش”، وتَعَهَّدت الشركات الصّينِيّة التي اشترت عددا من النوادي الأوروبية بتوفير موارد مالية هامّة تمكن هذه الفِرَق من التنافس على البطولات الأوروبية، فالمال قوام الأعمال، ومنها “الأعمال” في مجال الرّياضة عن وكالة “انسا”- بي بي سي 06/08/16
التعليقات مغلقة.